«مؤتمر مكة» يؤكد ضبط الفتوى ومحاربة الغلو والتطرف والتصدي للطائفية

أشاد بجهود خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وأكد حق الشعب الفلسطيني

حضور أكثر من 60 وزيراً وشخصية دينية (وزارة الشؤون الإسلامية)
حضور أكثر من 60 وزيراً وشخصية دينية (وزارة الشؤون الإسلامية)
TT

«مؤتمر مكة» يؤكد ضبط الفتوى ومحاربة الغلو والتطرف والتصدي للطائفية

حضور أكثر من 60 وزيراً وشخصية دينية (وزارة الشؤون الإسلامية)
حضور أكثر من 60 وزيراً وشخصية دينية (وزارة الشؤون الإسلامية)

خرج المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي بثماني توصيات، ركزت على منهج الوسطية والاعتدال، وتصحيح فهم الخطاب الديني، ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال وموجات الإلحاد، وكذلك تأكيده ضبط الفتوى وفق النصوص الشرعية.

وأكد المؤتمر الموقف الثابت من القضية الفلسطينية العادلة، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وحمايته من الاعتداءات الوحشية والإبادة الجماعية، مع ضرورة وقف العدوان على غزة وأهلها، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود سنة 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، داعياً المجتمع الدولي والمنظمات الخيرية والإنسانية والإغاثية الرسمية والأهلية كافّة إلى دعم الشعب الفلسطيني والوقوف معه في محنته وإنهاء معاناته.

وشدد المؤتمر، الذي انطلق تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونظّمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في مكة المكرمة، على ضرورة مواجهة خطابات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، ووضع برامج ثقافية ورؤى مستقبلية لمناهضة تشويه صورة الإسلام والتحريض على العنف على أساس الدين أو العرق، مرحبين باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن «تدابير مكافحة كراهية الإسلام»، وتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة «الإسلاموفوبيا».

وزير الشؤون الإسلامية آل الشيخ خلال تلاوة البيان الختامي (وزارة الشؤون الإسلامية)

وحذّر وزراء الأوقاف من كل ما يؤدي إلى الفرقة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم؛ لما في ذلك من المفاسد العظيمة من سفك الدماء واستباحة الأموال وانتهاك الحرمات وإذكاء الطائفية. كما أكد المؤتمر أهمية حماية القيم الأخلاقية والأسرية في المجتمعات، ورفضه أي محاولات لفرض مفاهيم اجتماعية دخيلة أو أي صورة أخرى مزعومة للأسرة أو أي علاقات جنسية بديلة خارج إطار الزواج تخالف الفطرة السويّة التي فطر الله الناس عليها.

وأشاد المؤتمر، في بيانه الختامي بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء، المبذولة في تعزيز الوسطية والاعتدال وخدمة الإسلام والمسلمين والبشرية جمعاء. كما ثمّن المؤتمر جهود الدول الأعضاء في التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية، متطلعين إلى مزيد من العطاء في خدمة الشأن الإسلامي.

صورة جماعية للوزراء المشاركين في «مؤتمر وزراء الأوقاف» في مكة المكرمة (وزارة الشؤون الإسلامية)

وبالعودة إلى التوصيات الثماني فقد شملت تأكيد مسؤولية وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والإدارات الدينية والإفتاء والمشيخات في ترسيخ هذا المنهج من خلال تأهيل وتدريب الأئمة والخطباء والدعاة وتكثيف البرامج في ذلك.

وأخذت الفتوى حيزاً في اجتماعات مكة المكرمة، ليخرج بتوصية ضبط الفتوى وفق النصوص الشرعية، بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد ويواكب مستجدات العصر ونوازله ويراعي حاجة المجتمعات، مع الحذر من الفتاوى الشاذة والفتاوى في قضايا الأمة من غير الجهات الرسمية والمجامع العلمية المعتمدة. في حين شمل البند الثالث أهمية التنسيق والتعاون وتبادل الزيارات والخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء في المؤتمر في مجال الشأن الإسلامي، وتعزيز العلاقات مع الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية.

جانب من الجلسة الختامية لوزراء الأوقاف في مكة المكرمة (وزارة الشؤون الإسلامية)

كما أشار البند الرابع إلى وضع برامج نوعية لتعزيز قيم التسامح والتعايش تستهدف الوقاية والمعالجة لحماية المجتمعات من آفات الطائفية والعنف المبني على أساس الدين أو العرق.

بينما ركّز البند الخامس على تعزيز المواطنة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ونبذ التفرق والاختلاف لتحقيق الاستقرار في المجتمعات الإسلامية. مع استمرار العمل في البند السادس على تبادل التجارب والخبرات بين الدول الأعضاء في عمارة المساجد وصيانتها وتعزيز كفاءة منسوبيها وتوظيف الإمكانات والتقنيات الحديثة كافّة، بما يحقق تعظيم رسالة المسجد السامية حسياً ومعنوياً.

وجاء العمل على توظيف الإعلام ووسائل التواصل من أولويات المؤتمر، وذلك لخدمة ونشر رسالة الإسلام السمحة وقيمه الحضارية. في حين شدد البند الأخير على التعاون بين الدول الأعضاء وتبادل الخبرات في مجال الأوقاف، وتفعيل دورها في تحقيق التنمية المستدامة وتوعية أفراد المجتمع ومؤسساته بأهميتها وأثرها الإيجابي في الفرد والمجتمع.


مقالات ذات صلة

خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين

الخليج خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين play-circle 00:36

خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين

جاءت زيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى العاصمة الإيرانية طهران، الخميس، وسط تطورات إقليمية ودولية ذات أبعاد ترتبط بالبلدين.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الاحتفال شهد حضور عدد من كبار المسؤولين والسفراء والشابات والشباب المكرّمين (مجلس التعاون)

«التعاون الخليجي» يعتزم إنشاء «مجلس الشباب»

أعلن جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عزمهم تبنّي مقترح إنشاء «مجلس الشباب» في الأمانة العامة، برؤية طموحة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته حفل المنتدى (منتدى العمرة)

السعودية: مستقبل ذكي لخدمة ضيوف الرحمن

راهنت وزارة الحج والعمرة في السعودية على التقنية ورقمنة الخدمات المقدمة للزائر والمعتمر والحاج من مختلف دول العالم وذلك بهدف تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد جزء من العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«فيتش»: تأثير رسوم ترمب على بنوك دول الخليج «محدود»

توقعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، أن يكون للرسوم الجمركية الأميركية «آثار مباشرة محدودة» على عمل بنوك دول مجلس التعاون الخليجي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز في الدمام (الهيئة العامة للموانئ)

«موانئ» السعودية تضيف خدمة شحن جديدة تربط ميناء الملك عبد العزيز بموانئ كراتشي

أعلنت الهيئة العامة للموانئ السعودية (موانئ)، عن إضافة خدمة الشحن الجديدة «AL PAKISTAN GULF» التابعة لشركة «AP LINE» إلى ميناء الملك عبد العزيز في الدمام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

29 أبريل آخر موعد لمغادرة المعتمرين... ومنع دخول مكة المكرمة لغير الحجاج

بقاء المعتمرين بعد التاريخ المحدد يُعدّ مخالفة تعرّض أصحابها للعقوبات النظامية (واس)
بقاء المعتمرين بعد التاريخ المحدد يُعدّ مخالفة تعرّض أصحابها للعقوبات النظامية (واس)
TT

29 أبريل آخر موعد لمغادرة المعتمرين... ومنع دخول مكة المكرمة لغير الحجاج

بقاء المعتمرين بعد التاريخ المحدد يُعدّ مخالفة تعرّض أصحابها للعقوبات النظامية (واس)
بقاء المعتمرين بعد التاريخ المحدد يُعدّ مخالفة تعرّض أصحابها للعقوبات النظامية (واس)

أعادت وزارة الداخلية السعودية، الجمعة، التذكير بالموعد النهائي المحدد لمغادرة جميع المعتمرين البلاد، بتاريخ 29 أبريل (نيسان) الحالي، الذي ستوقف فيه أيضاً إصدار تصاريح العمرة حتى 10 يونيو (حزيران) المقبل، مع منع الدخول أو البقاء في مدينة مكة المكرمة لحاملي التأشيرات بأنواعها كافة، باستثناء القادمين بتأشيرة «حج».

كانت الوزارة قد أقرّتْ، في وقت سابق، عدة ترتيبات وإجراءات استباقية لموسم حج هذا العام؛ بهدف المحافظة على سلامة الحجاج، وأدائهم الفريضة بأمن ويسر وطمأنينة، مُشدِّدة على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات.

من ناحيتها، أكّدت وزارة الحج والعمرة أن البقاء بعد هذا التاريخ، يُعدّ مخالفة تعرّض أصحابها للعقوبات النظامية، مهيبة بضرورة التزام الأفراد والشركات والمؤسسات بالتعليمات المنظمة لمغادرة المعتمرين في الأوقات المحددة.

وذكرت «الداخلية» أنها ستُطبّق عقوبات مالية تصل إلى 100 ألف ريال سعودي (27 ألف دولار) بحق شركات ومؤسسات خدمات الحجاج والمعتمرين المتأخرة في إبلاغ الجهات المختصة عن أي شخص لم يغادر بعد انتهاء المدة المحددة لإقامته، موضحة أن الغرامة تتعدّد بتعدّد المخالفين.

والأحد الماضي، أوقفت السعودية دخول المعتمرين إلى البلاد، ويقتصر دخول المقيمين إلى العاصمة المقدسة، بدءاً من الأربعاء، على حاملي هوية «مقيم» صادرة منها، وتصاريح عمل خلال الموسم من الجهات المعنية، أو تأشيرة «حج»، حيث يبدأ الأمن العام إعادة من ليس لديهم تصريح والمركبات من حيث أتوا، وذلك عند مراكز الضبط الأمني المؤدية لمدينة مكة المكرمة.

وجدَّدت وزارة الحج، في بيان، الجمعة، التحذير من أن محاولة أداء الفريضة بلا تصريح تُعدّ مخالفة للأنظمة والتعليمات، مشددة على وجوب الحصول عليه عبر منصة «نسك» بالتكامل التقني مع منصة «تصريح» الرقمية الموحدة لإصدار التصاريح.

إلى ذلك، شدّدت وزارة السياحة السعودية على جميع مرافق الضيافة في مكة المكرمة، منع تسكين القادمين غير الحاصلين على تصريح حج، أو إذن دخول للعمل أو السكن في مدينة مكة المكرمة، ابتداءً من 29 أبريل الحالي حتى نهاية الموسم.

وأشارت «السياحة» إلى أنه يُمنع على مرافق الضيافة، تسكين الفئات المشمولة في إعلان «الداخلية»، خلال الفترة المحددة بشكل نهائي، وذلك في إطار الحرص على سلامة وأمن الحجاج، ضمن الجهود التكاملية للوزارة مع الجهات الحكومية الأخرى، استعداداً للموسم، مؤكدة أن مخالفة التعليمات تُعرّض مرتكبيها للعقوبات النظامية.

وأطلقت «الداخلية» منصة «تصريح» لإصدار التراخيص والتصاريح التي تخوّل لحجاج الداخل والخارج والعاملين والمتطوعين في أعمال الموسم، والمركبات التي تُقلهم، الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وتتيح المنصة للجهات الأمنية في مداخل العاصمة المقدسة قراءة التصاريح والتحقق منها آلياً عبر تطبيق «ميدان»، ويُمكن للمستفيدين استعراضها عبر التطبيق الوطني الشامل «توكلنا».

بدورها، تستقبل «الجوازات السعودية» طلبات إصدار تصاريح الدخول للعاصمة المقدسة إلكترونياً للمقيمين العاملين خلال موسم الحج عبر بوابتيْ «أبشر» و«مقيم»، دون الحاجة إلى مراجعة مقار إداراتها، وذلك بالتكامل التقني مع منصة «تصريح».

وتتيح بوابة «أبشر أفراد» إصدار التصاريح للعمالة المنزلية والتابعين وحاملي الإقامة المميزة والمستثمرين وأم المواطن ومواطني دول الخليج، بعد إرفاق المستندات المطلوبة. ويُمكِّن موقع «مقيم» الإلكتروني من إصدار تصاريح الدخول للعاملين في المنشآت التي مقرّها العاصمة المقدسة، وحاملي تأشيرة العمل الموسمي، ومن لديهم عقود عمل معها خلال موسم الحج.

وحذَّرت وزارة الحج مراراً الراغبين في أداء المناسك من الانسياق وراء الإعلانات الزائفة، أو العروض الوهمية، داعية إياهم إلى التعامل مع القنوات الرسمية فقط.

وأوضحت الوزارة أن القدوم لأداء الفريضة يكون عبر الحصول على «تأشيرة حج» صادرة من الجهات المعنية السعودية، وبالتنسيق مع المكاتب المختصة في 80 دولة، مشيرةً إلى إتاحة الحجز المباشر على منصة «نسك حج» المخصصة للحجاج القادمين من نحو 126 دولة.

ونوّهت بأن «المسار الإلكتروني» في الموقع الرسمي للوزارة و«تطبيق نسك»، هما القناتان المعتمدتان لحجز الباقات لحجاج الداخل من المواطنين والمقيمين داخل السعودية، عادّاً المعلومات والعروض الصادرة عبر القنوات غير الرسمية «مُضلِّلة»، ولا تُمثِّل الجهات ذات العلاقة.

وأتاحت «الحج» استقبال الاستفسارات والبلاغات بعدة لغات على مدار الساعة، عبر مركز «العناية بضيوف الرحمن» على الرقم الموحد محلياً (1966)، والدولي (966920002814+)، والبريد الإلكتروني ‪[email protected]‬، حرصاً منها على خدمتهم، وتسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.

في شأن متصل، قبضت شرطة منطقة مكة المكرمة، هذا الأسبوع، على مواطن ومقيمين اثنين (إندونيسي ويمني)، ارتكبوا عمليات نصب واحتيال، بنشرهم إعلانات حملات حج وهمية ومضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضمنت توفير سكن للحجاج ونقلهم داخل المشاعر المقدسة.

وأوضح الأمن العام السعودي، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أنه جرى إيقاف الأشخاص المتورطين، واتخاذ الإجراءات النظامية بحقّهم، وإحالتهم إلى النيابة العامة.

وأهاب الأمن العام بالمواطنين والمقيمين، الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج، والإبلاغ عمن يخالف ذلك بالاتصال بالرقمين: (911) في مناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية، و(999) لبقية مناطق البلاد.