جلال شاهين يضع الشطرنج الليبي على الخريطة العالمية

أصدر فيلماً وثائقياً عن تاريخ اللعبة عربياً وتلقى تكريماً في اسكوتلندا

شاهين (يمين) مع عمدة مدينة إدنبره (الشرق الأوسط)
شاهين (يمين) مع عمدة مدينة إدنبره (الشرق الأوسط)
TT

جلال شاهين يضع الشطرنج الليبي على الخريطة العالمية

شاهين (يمين) مع عمدة مدينة إدنبره (الشرق الأوسط)
شاهين (يمين) مع عمدة مدينة إدنبره (الشرق الأوسط)

من المحلية إلى العالمية... استطاع الليبي جلال شاهين أن يشق طريقه في لعبة الشطرنج ليضع بلاده على الخريطة الدولية، بل يؤرخ أيضاً للشطرنج العربي والأفريقي في فيلم وثائقي علي صفحات الاتحاد الدولي للعبة.

شاهين الذي تُوِّج بطل ليبيا لفئة الكبار عام 1987 بعد أن سيطر على كل بطولات الشباب سنوات عدة، حصل على تصنيف دولي من أولمبياد دبي 1986، واحتل الترتيب العاشر لبطولة باريس المفتوحة الدولية عام 1984، واستطاع بعد أن انتقل للعيش في اسكوتلندا منذ عقدين وضع بصمة بالمسابقات الدولية، حيث حصل على كأس طومسون التاريخي (مسابقة تقام بشكل دوري منذ الحرب العالمية الثانية 1939) كما اختير أفضل رياضي لنادي بولي للشطرنج عام 2020.

شاهين الذي لا يبدو غريباً على الشطرنج؛ إذ نشأ في أسرة جلها مارست اللعبة، ووالده محمد شكري شاهين هو مؤسس الشطرنج في ليبيا وأحد رواد اللعبة في أفريقيا. يقول: «بدأت ممارسة لعبة الشطرنج في الرابعة والنصف من عمري مع أخواتي، وتتلمذنا جميعاً على يد والدي الذي كان وراء تأسيس اتحاد للعبة في ليبيا».

ويضيف: «شاركت في بطولات محلية وعالمية وعربية عدة منذ عام 1983، وحصلت على فضية بطولة العرب للشباب بقطر عام 1985، ثم على التصنيف الدولي من أولمبياد دبي 1986»، وبعد الانتقال لاسكوتلندا بدأت صفحة أخرى في المسابقات الدولية جعلت منه الأكثر حصداً للجوائز في عام 2023.

وحول ما يثار عن تراجع الشطرنج العربي وتأثر اللعبة كثيراً بعد أن أصبحت ضمن برامج الألعاب الإلكترونية على حساب البطولات الدولية، قال شاهين: «لا يوجد تراجع لشعبية الشطرنج، بل على العكس هناك ملايين الأشخاص سواء كانوا هواة أو محترفين يمارسونها، وإدراج اللعبة ضمن البرامج الإلكترونية ساعد أكثر على توسيع رقعة الممارسين، وساعدهم على إيجاد آلاف الاحتمالات أو الاختزالات وتحسين المستوى الخططي. وعلى المستوى العربي لدينا أسماء لامعة دولياً ضمن أفضل 100 بالتصنيف العالمي يبرز بينهم المصري باسم أمين والإماراتي سالم عبد الرحمن الحاصلان على لقب «جراند ماستر».

وكشف شاهين الذي تلقى تكريماً خلال الأيام القليلة الماضية من لورد روبرت عمدة مدينة إدنبره، أنه يعكف حالياً على إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية لتاريخ الشطرنج العربي والأفريقي، بعد أن أصدر فيلمه الأول عن الشطرنج العربي، وعرض على صفحات الاتحاد الدولي.


مقالات ذات صلة

كارلسن يرفض مزاعم التلاعب بالنتائج بعد التعادل في نهائي الشطرنج

رياضة عالمية ماغنوس كارلسن (د.ب.أ)

كارلسن يرفض مزاعم التلاعب بالنتائج بعد التعادل في نهائي الشطرنج

رد ماغنوس كارلسن، نجم الشطرنج، على الاتهامات التي زعمت أنه وافق على التعادل قبل خوض المباراة النهائية لبطولة العالم للشطرنج السريع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية ماغنوس كارلسن (د.ب.أ)

الاتحاد الدولي للشطرنج يخفف قواعد اللباس بعد انسحاب النرويجي كارلسن

أعلن الاتحاد الدولي للشطرنج، الأحد، عن «مرونة» أكبر في الملابس المسموح بها خلال بطولة العالم، وهو تخفيف يسمح بعودة البطل النرويجي ماغنوس كارلسن.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية النرويجي ماغنوس كارلسين بطل العالم للشطرنج السريع (د.ب.أ)

بطل العالم في الشطرنج ينسحب من بطولة بسبب الجينز!

تسبب النرويجي ماغنوس كارلسين، بطل العالم للشطرنج السريع، في فضيحة بالبطولة المقامة في نيويورك بسبب ارتداء الجينز.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة سعودية تُعدّ الشطرنج من أشهر الألعاب في العالم حيث يمارسها أكثر من 600 مليون شخص (الشرق الأوسط)

«الشطرنج» تنضم إلى كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 بجوائز قياسية

أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الأربعاء، تعاونها مع منصة «شطرنج.كوم» لإضافة منافسات الشطرنج الرقمية إلى بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية دوماراجو غوكيش (أ.ف.ب)

الهندي غوكيش أصغر لاعب يتوّج بلقب العالم للشطرنج

بات الهندي دوماراجو غوكيش، البالغ 18 عاماً، أصغر لاعب يتوّج بلقب بطولة العالم للشطرنج، بعد فوزه، الخميس، على حامل اللقب الصيني دينغ ليرين.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

رحيل ميمي الشربيني «أسطورة» التعليق الكروي في مصر

ميمي الشربيني  (متداولة على «إكس»)
ميمي الشربيني (متداولة على «إكس»)
TT

رحيل ميمي الشربيني «أسطورة» التعليق الكروي في مصر

ميمي الشربيني  (متداولة على «إكس»)
ميمي الشربيني (متداولة على «إكس»)

حالة من الحزن الشديد سادت الوسط الرياضي المصري إثر الإعلان عن رحيل «أسطورة التعليق الكروي» ميمي الشربيني، وفق ما يلقبه النقاد، عن عمر ناهز 87 عاماً.

واستعاد نقاد رياضيون ومستخدمو منصات التواصل الاجتماعي المختلفة العديد من التعبيرات الشهيرة التي نحتها الشربيني، حيث أرسى طريقة مميزة جعلته نموذجاً استثنائياً وفريداً بين المعلقين، مثل وصفه لحارس المرمى المميز بأنه «يرتدي قفاز الإجادة»، وبعض اللاعبين بأنهم «من أصحاب الياقات البيضاء»، كما أطلق على ضربات الترجيح من نقطة الجزاء تعبيراً شهيراً بات جميع المعلقين يستخدمونه اليوم وهو «ضربات المعاناة الترجيحية»، كما اشتُهر بتعبير «مربع العمليات» الذي أطلقه على منطقة الجزاء.

وتوسع ميمي الشربيني في نحت عبارات غير مسبوقة في مجال التعليق الكروي مثل «إحدى البقاع السّحرية في الملعب» التي أطلقها على المناطق القريبة من المرمى، و«يتقمص شخصية بابا نويل الكرة» على اللاعب الذي يُفجّر مفاجأة ويصنع الفارق بهدف في توقيت قاتل، و«كم أنت قاسية أيتها الساحرة المستديرة» حين تخذل الكرة فريقاً أجاد وكان الأحق بالفوز في مباراة متعثرة.

المعلّق ميمي الشربيني (فيسبوك)

ونعى اتحاد كرة القدم المصري وكذلك عدد من الأندية مثل الأهلي والإسماعيلي والمصري المعلق الراحل، فيما وصف الإعلامي أحمد شوبير، عبر حسابه على منصة «إكس»، الشربيني بأنه «أيقونة التعليق العظيم». وأعرب الإعلامي إبراهيم عبد الجواد عن حزنه الشديد لأن «زمن الترفيه والمتعة والجمال والمناكفة اللذيذة ينتهي في كرة القدم برحيل قامات مثل ميمي الشربيني».

والاسم الحقيقي للمعلق الراحل هو محمد عبد اللطيف الشربيني، وانضم لصفوف النادي الأهلي في عام 1957 وتميز في مركز «خط وسط مدافع» قبل أن يعتزل اللعب عام 1970، كما كانت له تجربة في تدريب عدد من الأندية مثل «النصر» الإماراتي، و«غزل دمياط» و«المنصورة» في مصر، قبل أن يتفرّغ للتعليق بعد نجاحه في اختبار الإذاعة عام 1976.

ويرفض الناقد الرياضي الدكتور ياسر أيوب «اختزال عبقرية ميمي الشربيني في عدد من المصطلحات المبتكرة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «قيمته الحقيقية كانت وستبقى في أنه أحال المعلق الكروي من مجرد ناقل للأحداث يصف ما يجري أمامه في الملعب إلى أحد أبطال ونجوم العرض الكروي الذي يتولى التعليق عليه، حيث فرض شخصيته على كل مباراة علّق عليها، ولم يكن مجرد صوتٍ وراء ستار».

وأضاف أيوب: «الشربيني فعل ذلك دون صخب أو ضجيج أو افتعال أو خروج عن النص أو محاولة مصطنعة وساذجة لكسب الاهتمام والانتباه، كان فقط مؤمناً بأنه مُطالب بأن يحكي التاريخ إن كانت هناك ضرورة لذلك، وأن يضحك مع المشاهدين إن كانت هناك حاجة للابتسام، ولم يكن الشربيني ممن يقعون أسرى لأندية بعينها، فرغم انتمائه المعلن والدائم للنادي الأهلي الذي لعب له وفاز معه بكثير من البطولات، فإنه ظل النجم الأكثر طلباً لدى جماهير وعشاق الزمالك وبقية الأندية أيضاً».

وعَدّ الناقد الرياضي محمد البرمي الشربيني بمثابة «أديب التعليق الكروي وصاحب التعبيرات التي تعكس خيالاً خصباً وثقافة لافتة، كما أخذت بعض تعبيراته طابع (الإفيهات) أو العبارات اللاذعة ذات المفارقة القوية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه «ترك فراغاً هائلاً في عالم التّعليق لم يستطع أحد أن يملأه من بعده رغم انسحابه من الساحة قبل أكثر من 30 عاماً».

نعي النادي الأهلي للكابتن ميمي الشربيني (صفحة النادي على «فيسبوك»)

واللافت أن التفاعل مع رحيل الشربيني لم يقتصر على الوسط الرياضي، إذ عَدّه السيناريست عبد الرحيم كمال «معلقاً له مذاق خاص، وكان ذكياً ولمّاحاً وسريع البديهة»، مؤكداً في منشور عبر «فيسبوك» أنه «كان يُضيف كثيراً إلى متعة مشاهدة مباراة لكرة القدم، وكان نجماً في مجال التعليق لا يقلّ نجومية عن اللاعبين المشاهير».

وأضاف الناقد الأدبي سيد محمود في منشور عبر «فيسبوك» أيضاً أن ميمي الشربيني «لفت أنظار جيلٍ كاملٍ إلى قدرته على نحت المصطلحات، فكان بمثابة الصائغ الماهر الذي يُرصّع كل جوهرة بلغة فريدة وألقاب من ذهب».

وشدّد الناقد الرياضي محمود صبري على أن «ميمي الشربيني نموذج لن يتكرر تربّت أجيال على ملاحظاته الذكية ووفرة معلوماته وإلمامه المذهل بتاريخ كل لاعب وكل مدرب»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحيادية كانت سِمته الأبرز، إذ كان موضوعياً في نقد ومدح قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، وفق مسطرة واحدة لا تعرف الهوى أو الميل».