مرة أخرى، تجد إنجلترا نفسها في نهائي بطولة كبرى. ومرة أخرى، لعبت البديلات الدور الحاسم. هذه هي العلامة الفارقة في مشوار «اللبؤات» في «يورو 2025» بسويسرا: الجودة القادمة من الدكة. من ميشيل أغييمانغ إلى كلوي كيلي، ومن بيث ميد إلى آجي بيفر-جونز، البدلاء غيروا مجرى المباريات، وقادوا الفريق إلى النهائي المرتقب أمام إسبانيا. لكن السؤال الأبرز الذي تطرحه شبكة «The Athletic» الآن: هل يستحق أي من هؤلاء «المنقذات» أن يبدأ أساسياً في المباراة النهائية؟

ميشيل أغييمانغ: البطلة الصاعدة
خلال أربع مشاركات فقط مع المنتخب الأول، سجلت اللاعبة الشابة ميشيل أغييمانغ (19 عاماً) ثلاثة أهداف، اثنان منها كانا حاسمين لإنقاذ إنجلترا أمام السويد وإيطاليا. ولم تدخل أي مباراة منها قبل الدقيقة 70. دخولها المتأخر يمنحنا تصوراً مغرياً: ماذا لو منحت 90 دقيقة كاملة؟ قوتها في الالتحامات، قدرتها على استقبال الكرات الطويلة، وتحركاتها الذكية في المساحات خلف الدفاع قد تكون السلاح المثالي لاختراق خط ظهر إسبانيا العالي.
لكن إزاحة أليشا روسو من التشكيلة الأساسية يبدو ذلك خياراً جريئاً، بل غير معتاد من المدربة سارينا فيغمان، خاصة وأن روسو، رغم تسجيلها هدفاً واحداً، تلعب دوراً محورياً في الضغط والتحرك وصناعة الفرص (ثلاث تمريرات حاسمة). غالباً ستبقى أجييمانغ على الدكة، لكن من المتوقع أن تدخل مبكراً أكثر من المعتاد إذا احتاجت إنجلترا إلى زخم هجومي.

كلوي كيلي: المرشحة الأقرب للانطلاق
من بين جميع البديلات، تبدو كلوي كيلي الأقرب لكسب مكان في التشكيلة الأساسية. فقد أثبتت فعاليتها الحاسمة مراراً، حيث ساهمت في جميع أهداف إنجلترا ضد السويد، وسجلت ركلة الفوز ضد إيطاليا في الدقيقة 119، بعد أن أرهقت الدفاعات بانطلاقاتها السريعة ومراوغاتها المؤثرة على الجناح الأيمن.
قرار إشراك كيلي من البداية سيعتمد كثيراً على جاهزية لورين جيمس، التي عانت من إصابة في الكاحل في نصف النهائي. إذا لم تتعافَ، فإن كيلي ستبدأ. وإذا عادت جيمس، فقد تعود كيلي إلى دورها كعنصر فتاك من مقاعد البدلاء - الدور الذي برعت فيه منذ نهائي «يورو 2022».

آجي بيفر-جونز: قوة واعدة لا تزال تحت التطوير
قدّمت مهاجمة تشيلسي، صاحبة الـ21 عاماً، أداءً واعداً في الفترة التحضيرية وسجلت ثلاثية ضد البرتغال، لكنها لم تحصل على الكثير من الدقائق في البطولة. هدفها الوحيد جاء في سداسية ويلز، ومن ثم دخلت في الدقيقة 85 أمام إيطاليا وساعدت على توسيع الملعب وسحب المدافعات. هي سريعة ومباشرة في لعبها، لكن تفتقر إلى الحضور البدني والخبرة بالمباريات الكبرى، مقارنة بهيمب وروسو. لا يتوقع أن تبدأ النهائي، لكنها ستظل ورقة بديلة مفيدة.

غريس كلينتون: الطاقة وحدها لا تكفي
تدخل غريس كلينتون غالباً لإضفاء الطاقة والحيوية على خط الوسط، لكنها لم تترك بصمة واضحة في البطولة. مشاركاتها القصيرة (دائماً أقل من 16 دقيقة) لم تُظهر أفضل ما لديها، وفي لحظة حرجة أمام إيطاليا، ظهرت متأخرة في التدخل الدفاعي بعد تمريرة خاطئة من كيلي، مما منح إيطاليا هجمة خطيرة. في ظل وجود ستانواي، وتوني، ووالش، تبدو كلينتون خياراً ثالثاً لا أكثر.

بيث ميد: البطلة السابقة تبحث عن دور
بدأت البطولة كلاعبة أساسية في الخسارة الافتتاحية ضد فرنسا، قبل أن تفقد مكانها لصالح لورين جيمس. رغم ذلك، لا تزال ميد تحصل على دقائق كبديلة، وساهمت بالفوز على إيطاليا عبر ركلة الجزاء التي حصلت عليها. أداؤها لم يكن سيئاً، لكنه لم يكن كافياً لتحدي جيمس أو كيلي على الجناح. تراجع أدوارها يؤكد أنها ستبدأ النهائي من الدكة.

خلاصة: من تبدأ ومن تبقى على الدكة؟
كلوي كيلي: الأوفر حظاً لبدء المباراة، خصوصاً إذا غابت جيمس.
ميشيل أجييمانغ: البديلة التي تستحق دقائق أكثر، لكن من غير المرجح أن تبدأ.

البقية: بيفر-جونز، كلينتون، وميد سيحتفظن بأدوارهن كأوراق بديلة وفقاً للسيناريو.
قوة إنجلترا هذا الصيف لم تكن في الأسماء فقط، بل في توقيت استخدامها. وربما هذا ما يجعل سارينا ويغمان أكثر تمسكاً بدورها: فريق يبدأ بثقة وينهي بقوة.
