عندما أصبح كيليان مبابي أكبر من سان جيرمان... بل والدوري الفرنسي بأكمله

الجميع في باريس بدءاً من مالكي النادي وصولاً إلى الرئيس ماكرون كانوا يعملون على إرضاء اللاعب

أصبح مبابي الهداف التاريخي لسان جيرمان متجاوزاً الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم كافاني (أ.ب)
أصبح مبابي الهداف التاريخي لسان جيرمان متجاوزاً الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم كافاني (أ.ب)
TT

عندما أصبح كيليان مبابي أكبر من سان جيرمان... بل والدوري الفرنسي بأكمله

أصبح مبابي الهداف التاريخي لسان جيرمان متجاوزاً الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم كافاني (أ.ب)
أصبح مبابي الهداف التاريخي لسان جيرمان متجاوزاً الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم كافاني (أ.ب)

على مبابي سان جيرمان كان هناك دائماً شعور لا مفر منه بأن أيام كيليان مبابي في باريس سان جيرمان باتت معدودة، بعدما تطور النجم الفرنسي من مراهق يبلغ من العمر 18 عاماً إلى نجم أكبر من باريس سان جيرمان، بل والدوري الفرنسي الممتاز بأكمله. وانطلقت جولة وداع مبابي في نانت في المرحلة الماضية من الدوري الفرنسي، حيث احتشد المشجعون في ملعب «لا بوجوار»، وأكد بعضهم على أنهم سافروا لأكثر من 100 كيلومتر لمجرد رؤية مبابي. واستقبل جمهور الفريق المضيف قائد منتخب فرنسا بالهتافات عندما شارك بديلاً بعد مرور ساعة من اللقاء، فيما يعد بمثابة دليل آخر على شهرة اللاعب الفائقة، التي تجاوزت باريس سان جيرمان. وسجل مبابي هدفاً من ركلة جزاء في وقت متأخر من اللقاء ليقود ناديه للفوز بهدفين دون رد.

وقال المدير الفني لباريس سان جيرمان، لويس إنريكي، بعد ورود أنباء عن اتخاذ مبابي قراراً بالرحيل عن النادي الفرنسي في نهاية الموسم: «النادي أكبر من أي فرد». وردد المدير الفني الإسباني كلمات رئيس النادي ناصر الخليفي، وكرر هذه العبارة ثلاث مرات في تتابع سريع. ربما كانت هذه محاولة من جانب إنريكي بإقناع نفسه بأي شيء آخر، لكن الشيء المؤكد هو أن كل الأحداث والقرارات التي اتُخذت على مدى السنوات الست الماضية تقول عكس ذلك تماماً.

وكانت صحيفة ماركا الرياضية الإسبانية قد أشارت الاثنين إلى أن مبابي وقع على عقد مدته خمس سنوات مع نادي ريال مدريد اعتباراً من أول يوليو (تموز) المقبل في صفقة انتقال حر. وارتبط مبابي، البالغ من العمر 25 عاماً، بالانتقال إلى ريال مدريد في السنوات الأخيرة، وقد أبلغ إدارة ناديه الفرنسي في صيف العام الماضي بأنه لن يجدد تعاقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي. وأضافت «ماركا» أن مبابي، الفائز مع منتخب فرنسا بكأس العالم 2018، أبلغ الخليفي مجدداً بهذه الرغبة الأسبوع الماضي في «اجتماع ودي».

وأشارت الصحيفة إلى أن مبابي، الذي انضم لباريس سان جيرمان من موناكو في صيف2017، طالب الخليفي بعدم تقديم أي عروض أخرى له لأنه وقع بالفعل مع ريال مدريد. وذكرت «ماركا» أن هذا الاتفاق تم منذ أسبوعين، لكن لم يتم تأكيد الصفقة بشكل رسمي، علماً بأن مبابي كان قد أكد في أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي أنه لم يتخذ قراره النهائي بشأن مستقبله.

وحتى قبل انتقاله إلى باريس سان جيرمان قادماً من موناكو، كان ريال مدريد يسعى لضم مبابي. وفي نهاية كل موسم، كان يُطرح السؤال نفسه: هل سيكون هذا هو العام الذي يرحل فيه أخيراً إلى «الميرنغي»؟ ومع توالي المواسم، ودخول باريس سان جيرمان ما يمكن وصفه بحقبة الغالاكتيكوس (النجوم الذين يمتلكون قدرات خارقة) والتي انتهت سريعاً، ومع وصول نيمار ثم بعد ذلك ليونيل ميسي، استمرت أهمية مبابي في النمو، كما استمر عدد أهدافه في الارتفاع. وأصبح مبابي الهداف التاريخي لباريس سان جيرمان العام الماضي، متجاوزاً الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم إدينسون كافاني، على الرغم من أن مبابي لعب 54 مباراة أقل.

لكن أهمية مبابي كانت أكبر بكثير بالنسبة لنادي باريس سان جيرمان، وكذلك ملاكه. لقد تعرض النادي لانتقادات شديدة بسبب سوء الإدارة وعدم استغلال المواهب المحلية، لذلك كان مبابي رمزاً لإعادة التنظيم، ودليلاً على وجود كفاءات كبيرة داخل النادي. وأظهر وجوده في الفريق قدرة النادي على التعلم من أخطاء الماضي. وبالنسبة لمالكي النادي، كان مبابي أكثر من مجرد اللاعب الأكثر قيمة في عالم كرة القدم في الوقت الحالي، فقد كان يجسد باريس، كما كان يمثل قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة للملاك.

وبالنسبة لمبابي، أصبح باريس سان جيرمان «سجناً»، وهو الوصف الذي يُقال إن المقربين من اللاعب يستخدمونه لوصف بطل الدوري الفرنسي الممتاز. وقال الخليفي في صيف عام 2021 وسط محاولات ريال مدريد الأخيرة للتعاقد مع اللاعب: «سأكون واضحاً: كيليان سيبقى في باريس. لن نبيعه أبداً، ولن يرحل مجاناً أبداً». لكن يبدو أن هذه الكلمات لن تتحقق على أرض الواقع، بعدما أصبح مبابي قريباً للغاية من الانتقال إلى النادي الملكي.

ومن أجل الاحتفاظ بهذه الجوهرة الثمينة أمام كل المغريات، لجأ باريس سان جيرمان إلى العديد من الخطط والتكتيكات، التي بلغت ذروتها بقرار تسليم مبابي مفاتيح النادي في عام 2022، بالإضافة إلى منح النجم الفرنسي راتباً لا مثيل له. لقد كان نفوذ مبابي غير مسبوق وغير مقيد تقريباً. وقد تم تعيين لويس كامبوس في منصب بارز في النادي من خلال المحادثات التي شهدت تجديد مبابي لتعاقده مع باريس سان جيرمان حتى عام 2024. وكانت استراتيجية التعاقدات في النادي - وخاصة تلك المتعلقة بالبحث غير الناجح عن مهاجم صريح نموذجي - من بنات أفكار اللاعب الفرنسي الشاب، الذي كان يريد تكرار العلاقة القوية بينه وبين أوليفييه جيرو على المستوى الدولي.

وبعيداً عن الحوافز المالية وإغراءات الحصول على مزيد من النفوذ في إدارة النادي، لعبت الضغوط السياسية أيضاً دوراً في الإبقاء على مبابي في باريس سان جيرمان. وكشف اللاعب الفرنسي أنه أجرى محادثة مع الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي أعرب عن رغبته في أن يبقى مبابي في باريس سان جيرمان. وقال الرئيس الفرنسي، وفقاً لمبابي: «لا أريد منك أن ترحل، فلديك فرصة لكتابة التاريخ هنا، والجميع يحبك».

ووصل الأمر أيضاً إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يعد أحد مشجعي باريس سان جيرمان والذي قضى عدة سنوات من طفولته في باريس، أدلى بدلوه في هذا الأمر، حيث وجه الشكر لماكرون على الدور الذي لعبه في الإبقاء على مبابي في ملعب «حديقة الأمراء». وفضلاً عن أن مبابي يُعد الآن اللاعب الأكثر موهبة على هذا الكوكب، فقد أصبح أيضاً أداة سياسية يتم استغلالها لتحقيق مكاسب دبلوماسية أو تسويقية.

وأصبح مبابي أيضاً لا غنى عنه بالنسبة إلى رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم ورئيسها فنسنت لابرون، خاصة بعد رحيل نيمار وميسي الصيف الماضي، وهو الأمر الذي جعل مبابي هو الوجه الدعائي الأول وبلا منازع للدوري الفرنسي الممتاز. وتأتي أخبار رحيل مبابي في الوقت الذي يعاني فيه الدوري الفرنسي الممتاز من أجل بيع حقوق البث الخاصة به. كان لابرون يحاول الحصول على عائدات من البث التلفزيوني للمباريات تصل إلى مليار يورو، لكنه فشل في ذلك. ومن المؤكد أن رحيل مبابي يُضعف كثيراً موقف الدوري الفرنسي الممتاز في المفاوضات المتعلقة بعائدات بث المباريات.

من المؤكد أن جميع جوانب كرة القدم الفرنسية ستتأثر سلباً برحيل مبابي، نظراً لأن هذا اللاعب الشاب يمتلك موهبة استثنائية، كما يتمتع بنفوذ كبير. وسيترك رحيله فراغاً في المستويات العليا التي تتقاطع فيها السياسة وكرة القدم في فرنسا، أما على أرض الملعب فربما يمكن تعويض الفراغ الذي سيتركه بمرور الوقت.

ومنذ وصول إنريكي إلى فرنسا الصيف الماضي وهو يلبي كل رغبات مبابي واحتياجاته، كما منح المدير الفني الإسباني اللاعب دوراً حراً داخل الملعب، على الرغم من أن ذلك يتناقض مع الطريقة التي يريد إنريكي تطبيقها داخل الملعب. وعلاوة على ذلك، فإن التطور السريع للنجم الشاب برادلي باركولا يجلب أيضاً شعوراً بالتفاؤل. والآن، يبدو أن مبابي يستعد للخروج من «سجن» باريس سان جيرمان، لكن رحيله سيؤدي أيضاً إلى «تحرير» الباريسيين، سواء على المستوى المالي أو الرياضي، فهذا الانفصال الحتمي سيصب في مصلحة الطرفين!

*خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

«الدوري الفرنسي»: لوهافر يتعادل مع باريس إف سي سلبياً

رياضة عالمية لوهافر تعادل مع ضيفه باريس إف سي (أ.ف.ب)

«الدوري الفرنسي»: لوهافر يتعادل مع باريس إف سي سلبياً

واصل لوهافر وضيفه باريس إف سي ابتعادهما عن طريق الانتصارات في بطولة الدوري الفرنسي لكرة القدم، عقب تعادلهما من دون أهداف، الأحد.

«الشرق الأوسط» (لوهافر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي أوكسير بالفوز الكبير على ميتز (أ.ف.ب)

«الدوري الفرنسي»: أوكسير يودع مؤخرة الترتيب بثلاثية في ميتز

ودّع أوكسير مؤخرة الترتيب في بطولة الدوري الفرنسي لكرة القدم، عقب فوزه الثمين والمستحق 3 - 1 على ضيفه ميتز.

«الشرق الأوسط» (أوكسير)
رياضة عالمية حسرة لاعبي نيس بعد الهزيمة السابعة توالياً على يد أنجيه (أ.ف.ب)

«الدوري الفرنسي»: نيس يواصل الخسارة... الهزيمة السابعة توالياً

واصل نيس تقهقره بتلقيه الهزيمة السابعة توالياً على يد ضيفه أنجيه (0-1)، متأثراً بالنقص العددي في صفوفه، الأحد.

«الشرق الأوسط» (نيس)
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ف.ب)

إنريكي: كفاءة هجوم سان جيرمان سبب خماسيتنا في رين

أعرب الإسباني لويس إنريكي، مدرب نادي باريس سان جيرمان، عن سعادته البالغة بالفوز الساحق على رين 5 - 0 مساء السبت على «ملعب حديقة الأمراء» ضمن الجولة الـ15.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لاعبو سان جيرمان يحتفلون بأحد أهدافهم في المباراة (إ.ب.أ)

الدوري الفرنسي: سان جرمان يستعيد توازنه بخماسية في رين

استعاد باريس سان جيرمان توازنه في الدوري الفرنسي بخماسية نظيفة امام رين ضمن الجولة الخامسة عشر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هل تصريحات صلاح تحدٍّ لسلطة سلوت أم إعلان نهاية لمشواره؟

صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
TT

هل تصريحات صلاح تحدٍّ لسلطة سلوت أم إعلان نهاية لمشواره؟

صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)

البعض يرى استحقاق صلاح معاملة تماثل رونالدو وميسي بعد إنجازاته التاريخية مع ليفربول

فتح النجم المصري محمد صلاح أبواب الجدل بشأن مسيرته مع فريقه ليفربول، بعد الانتقادات اللاذعة إلى مدربه الهولندي آرني سلوت الذي أبعده عن التشكيلة في مباراة التعادل مع ليدز يونايتد 3 - 3 مساء أول من أمس، ضمن المرحلة الـ15 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

لقد زادت المقابلة الصحافية النارية لصلاح الضغط على سلوت، الذي يعاني بالفعل مع ادعاء الجناح، البالغ من العمر 33 عاماً، أن علاقتهما «انهارت»، في إشارة تُعدّ تحدياً واضحاً لسلطة المدير الفني الهولندي من قبل أحد أبرز لاعبي ليفربول؛ إن لم يكن أفضلهم خلال السنوات الأخيرة.

«الملك المصري»، كما يُطلق عليه مشجعو ليفربول، أطلق تصريحات نارية أصبح من الصعب بعدها تصور كيف يُمكن التوفيق بينه وبين المدير الفني بعد كل هذه الانتقادات الشخصية والعلنية.

وقال صلاح إنه يشعر بأنه «خُذل» من قبل النادي بعد جلوسه على مقاعد البدلاء في المباريات الثلاث الأخيرة، ملمحاً إلى أن المباراة المقررة الأسبوع المقبل أمام برايتون قد تكون الأخيرة له مع بطل إنجلترا قبل الرحيل عن صفوف الفريق في سوق الانتقالات الشتوية.

ويغادر صلاح بعد مباراة برايتون للالتحاق بمنتخب بلاده للمشاركة في نهائيات «كأس أمم أفريقيا» في المغرب.

وأوضح صلاح قبل خروجه من ملعب «إيلاند رود» معقل فريق ليدز: «أنا محبط جداً جداً... لقد قدمت الكثير لهذا النادي على مر السنين، خصوصاً الموسم الماضي».

وأضاف: «الآن أنا جالس على مقاعد البدلاء ولا أعرف لماذا. يبدو أن النادي تخلى عني. هذا هو شعوري. أعتقد أن الأمر واضح جداً أن هناك من أراد أن يحملني كل اللوم عن سوء نتائج الفريق».

وتابع: «تلقيت كثيراً من الوعود في الصيف، وحتى الآن أنا على مقاعد البدلاء منذ 3 مباريات، لذلك لا يمكنني القول إنهم أوفوا بوعودهم. قلت مراراً من قبل إن علاقتي بالمدرب كانت جيدة، وفجأة لم تعد هناك أي علاقة. لا أعرف لماذا، لكن كما أراه، يبدو أن هناك من لا يريدني في النادي». وأردف: «هذا النادي سأظل دائماً أدعمه. أطفالي سيدعمونه دائماً. أنا أحب النادي كثيراً، وسأظل كذلك. اتصلت بوالدتي التي كانت تسأل هل سألعب أمام برايتون أم لا. قلت لها تعالوا إلى مباراة برايتون المقبلة. لا أعرف إن كنت سأشارك فيها أم لا، لكنني سأستمتع بها لعلها الأخيرة».

وتابع: «لا أعرف ما الذي سيحدث الآن. سأكون في (آنفيلد) لأودع الجماهير وأذهب إلى كأس أفريقيا. لا أعرف ما الذي سيحدث عندما أكون هناك».

علاقة الود بين سلوت وصلاح انقلبت مع تدهور نتائج ليفربول (غيتي)cut out

ويعاني صلاح وليفربول خلال الفترة الأخيرة؛ إذ فاز الفريق مرة واحدة في آخر 6 مباريات بمختلف المسابقات، وتراجع إلى المركز الثامن في ترتيب الدوري الممتاز بفارق 10 نقاط عن آرسنال المتصدر.

ويعدّ صلاح ثالث أفضل هداف في تاريخ ليفربول برصيد 250 هدفاً في 420 مباراة، وفاز معه بلقب الدوري الإنجليزي مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة منذ انضمامه من روما الإيطالي عام 2017. لكن اللاعب ظهر بعيداً عن مستواه المعتاد خلال معاناة ليفربول هذا الموسم؛ إذ حقق الفريق فوزين فقط في آخر 10 مباريات بالدوري.

وسجل صلاح 5 أهداف فقط في 19 مباراة هذا الموسم، لكنه كان أساسياً حتى الفوز على وست هام يونايتد 2 - 0 الأسبوع الماضي. وشارك صلاح بديلاً في التعادل أمام سندرلاند 1 - 1 في «آنفيلد» الأربعاء الماضي دون تأثير يُذكر.

ودافع سلوت عن قراره إبقاء صلاح على دكة البدلاء أمام ليدز يونايتد قائلاً: «كان الأمر يتعلق أكثر بالتحكم في المباراة (عند التقدم 3 - 2) ولم نكن بحاجة إلى دعم الهجوم».

وأضاف: «عادة عندما نحتاج إلى هدف، مثل الأسبوع الماضي أمام سندرلاند، نشرك محمد».

من المؤكد أن تصريحات صلاح ستزيد الضغط على سلوت الذي يواجه بالفعل انتقادات كبيرة مع تراجع النتائج.

بالنسبة إلى نادٍ يفخر بقدرته على إدارة شؤونه داخلياً بعيداً عن وسائل الإعلام، ويعتمد على الاستقرار والهدوء، فقد فجرت ثورة صلاح حالة من السخط داخل ليفربول. إنه تمرد مذهل من لاعب حقق عن جدارة مكانة عظيمة في تاريخ النادي على مر العصور.

وما زاد الأمر سوءاً بالنسبة إلى سلوت وليفربول أن هذا الهجوم من صلاح جاء وهو خارج الخطوط يشاهد الفريق يستقبل هدف التعادل القاتل في اللحظات الأخيرة لتنتهي المباراة أمام ليدز بالتعادل 3 - 3 بعد أن كان ليفربول متقدما بهدفين دون رد.

لم ينجح سلوت في إيجاد حلول للمشكلات التي أدت إلى تراجع مستوى ليفربول هذا الموسم، على الرغم من إنفاق النادي نحو 450 مليون جنيه إسترليني لتدعيم صفوفه في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. لكن كبرى هذه المشكلات وقعت عندما قرر صلاح التعبير عن غضبه الواضح من الطريقة التي يُعامل بها.

يختار صلاح كلماته بعناية شديدة. وفي معظم المباريات منذ وصوله إلى ليفربول قادماً من روما عام 2017، كان النجم المصري يرفض طلبات الصحافيين المنتظرين للتحدث معه. ولا يتغير هذا الأمر إلا عندما يرغب صلاح نفسه في الحديث، كما حدث عندما وقف خارج ملعب «سانت ماري» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد تسجيله هدفين في المباراة التي فاز فيها ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ساوثهامبتون ليعلن أنه «ربما يكون أقرب للرحيل من البقاء» في ليفربول، حيث كانت مفاوضات تجديد عقده تسير ببطء.

وحُلّ هذا المأزق عندما وقّع عقداً لمدة عامين في أبريل (نيسان) الماضي، واحتفل صلاح بعقده الجديد بالجلوس على عرشه مرتدياً قميص ليفربول في ملعب «آنفيلد». كان كل هذا بعيداً كل البعد عن الحالة التي ظهر عليها النجم المصري في ملعب «إيلاند رود» مساء أول من أمس. لقد أصبح صلاح بالفعل أقرب للرحيل أكثر من أي وقت مضى، وإذا انتهت مسيرته مع ليفربول بهذه المرارة، فسيكون وداعاً حزيناً للغاية. وإذا كانت كلمات النجم المصري بمثابة تحدٍّ لليفربول وسلوت، فهي معركة من غير المرجح أن يفوز بها، على عكس الوضع في مثل هذا التوقيت من الموسم الماضي... رغم تفهم الحزن الذي يشعر به صلاح بعد هذا المشوار التاريخي بإبقائه على مقاعد البدلاء.

خلد صلاح اسمه في تاريخ هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز، بتسجيله 188 هدفاً وتقدّيم 88 تمريرة حاسمة، وبات يحتل المركز الثالث في قائمة هدافي ليفربول على مر العصور، خلف إيان راش وروجر هانت.

في الواقع، يقدم صلاح مستويات هذا الموسم تتناقض تماماً مع ما كان يقدمه خلال الموسم الماضي، حين كان يبدو مدفوعاً برغبة شخصية في إعادة لقب الدوري إلى ملعب «آنفيلد»، وهو ما نجح حقاً في فعله، حيث سجل 34 هدفاً في 50 مباراة بدأها أساسياً في جميع المسابقات. أما خلال الموسم الحالي، فقد شارك صلاح في التشكيلة الأساسية في 16 مباراة، وسجل 5 أهداف فقط.

كان المدير الفني الهولندي يبحث عن حلول في ظل معاناة حامل اللقب، لذا قرر استبعاد صلاح من التشكيلة الأساسية واستكشاف كيفية التأقلم من دونه، ليس فقط على المدى القصير، بل على المدى البعيد أيضاً، حيث يستعد صلاح للانضمام إلى منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو أمر جعل الجناح المخضرم يدرك أنه لم يعد يضمن المشاركة في التشكيلة الأساسية بشكل تلقائي.

ستُقام المباراة المقبلة على ملعب «آنفيلد»، عندما يواجه ليفربول برايتون يوم السبت، تحت أنظار الجميع، حيث ستكون بمثابة اختبار للجماهير العاشقة لصلاح، التي لم تصب غضبها على سلوت بعدُ رغم تراجع المستوى هذا الموسم. ويرى كثيرون أن صلاح يستحق التقدير ومعاملته مثل الأسطورتين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، خصوصاً أنه كان الأحق بجائزة «الأفضل في العالم» هذا العام وفقاً لأرقامه القياسية على مدار المواسم الـ5 أو الـ6 الماضية.

من الصعب أن نتصور أن النادي سيضحي بالمدير الفني بسبب انتقادات من لاعب في نهاية مسيرته الكروية، مهما كانت تلك المسيرة رائعة.

لقد أظهرت مكانة صلاح وشخصيته الفولاذية قدرته على تحدي سلطات المدير الفني من قبل، كما حدث عندما دخل في مشادة كلامية حادة مع المدير الفني الألماني يورغن كلوب على خط التماس عندما سجل وست هام هدفاً بينما كان ينتظر مشاركته بديلاً في أبريل (نيسان) 2024. في تلك المناسبة، رفض صلاح التوقف في المنطقة التي يمكن للاعبين فيها التحدث إلى وسائل الإعلام، قائلاً ببساطة: «إذا تحدثت، فستشتعل الأمور». أما هذه المرة، فقد اختار صلاح التحدث في ملعب «إيلاند رود»، وهو الأمر الذي أشعل الأمور بالنسبة إلى سلوت وليفربول!


هل ما زال هناك طريق للعودة بين محمد صلاح وليفربول؟

محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
TT

هل ما زال هناك طريق للعودة بين محمد صلاح وليفربول؟

محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)

لن يُمحى بسهولة من ذاكرة الدوري الإنجليزي واحداً من أكثر التصريحات صدمة في حقبة «البريميرليغ»، حين أعلن محمد صلاح أن علاقته بمدربه آرني سلوت «انهارت»، عقب ثالث مباراة يجلس فيها على دكة البدلاء، وتحديداً بعد التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد.

وبين حديثه عن «رميه تحت الحافلة» ووجود «من لا يريده في النادي»، بدا واضحاً أن الشرخ بين النجم المصري وإدارة ليفربول وصل إلى نقطة حرجة، خصوصاً في لحظة يعاني فيها حامل اللقب من تراجع كبير وضعه في المركز التاسع.

السؤال الآن بحسب شبكة «بي سي سي البريطانية» : هل يمكن إصلاح ما حدث؟ وهل يرتدي صلاح قميص ليفربول مجدداً قبل رحيله المحتمل إلى كأس الأمم الأفريقية؟

علاقة منكسرة بالفعل

بحسب مراسل «بي بي سي البريطانية» سامي مقبل، فقد أكدت مصادر مطلعة أن علاقة صلاح بسلوت «مكسورة فعلياً»، وأن اللاعب لا يرى مستقبلاً مع ليفربول طالما استمر المدرب الهولندي. وهي مفارقة لافتة، بعدما احتفلا معاً قبل ثمانية أشهر فقط بلقب الدوري، وتزامن ذلك مع إعلان عقد جديد ضخم لصلاح.

وتشير المصادر إلى أن صلاح استاء من رواية إعلامية آخذة في الانتشار، مفادها أنه أحد أسباب تراجع أداء الفريق هذا الموسم، وأن سلوت – برأيه – تأثر بهذه الضغوط. كما يعتقد أن التغييرات التكتيكية المرتبطة بسوق الانتقالات لا تخدمه داخل الملعب.

في المقابل، تصر تلك المصادر على حب صلاح الكبير لليفربول وإحباطه العميق من مستوى الفريق مؤخراً، لكن ذلك لم يمنعه من التفكير في خيارات أخرى، في ظل اهتمام واضح من الدوري السعودي وعلى رأسه الهلال بقيادة سيموني إنزاغي.

يوم حاسم ينتظر ليفربول

سيبدأ أسبوع بالغ الحساسية لليفربول وصلاح حيث :

الاثنين: الفريق سيخوض تدريباً مفتوحاً صباحاً قبل السفر إلى ميلانو لمواجهة إنتر في دوري أبطال أوروبا. كل الأنظار ستتجه لمعرفة ما إذا كان صلاح سيشارك في المران، وهل سيرافق الفريق إلى إيطاليا.

الاثنين مساءً: سيلتقي سلوت الإعلام لأول مرة منذ انفجار تصريحات صلاح. وسيواجه سيلاً من الأسئلة:

هل تفاجأ بالتصريحات؟ هل ما زال صلاح جزءاً من خططه؟ هل يمكن إصلاح العلاقة؟

الثلاثاء: مباراة إنتر. فوز يعيد ليفربول إلى المراكز الثمانية الأولى بدوري الأبطال... ولكن هل سيكون صلاح جزءاً منها؟

السبت: ليفربول × برايتون في آنفيلد، المباراة الأخيرة قبل انضمام صلاح لمنتخب مصر استعداداً لكأس أفريقيا في المغرب.

حتى وجوده في الملعب لم يعد مؤكداً. أما رد فعل الجماهير، فهو فصل آخر لا يقل تعقيداً.

ردود الفعل: خطأ فادح من صلاح؟

روب غرين – حارس إنجلترا السابق (راديو بي بي سي فايف): «صلاح عادة لا يتحدث إلا حين تسوء الأمور. لكن تصريحاته هذه منحت سلوت هدية. يمكنه الآن اتخاذ القرار الذي يريد: إمّا إبعاده تماماً وإثبات أن لا أحد أكبر من النادي، أو إعادته بهدوء وبشروطه هو.

لقد ارتكب صلاح خطأً... كان عليه أن يصمت، فالضغط كان سيزداد تلقائياً على المدرب مع كل مباراة يبقى فيها على الدكة.»

كونور مكنامارا – معلق بي بي سي: «صلاح خرج إلى المنطقة المختلطة وهو يعلم تماماً أنه يريد التحدث. بينما كان سلوت يتحدث في المؤتمر الصحافي، كان عدد الصحافيين حول صلاح أكبر من الموجودين في الداخل. كانت تلك لحظة قلبت كل شيء.»

مايكل أوين – نجم ليفربول السابق عبر منصة «إكس»: «يا صلاح... أتفهم كل ما تشعر به. لقد حملت هذا الفريق لسنوات. لكن في كرة القدم لا يمكنك قول ما قلته. ستذهب إلى أفريقيا بعد أيام... كان يجب أن تبتلع غضبك وتنتظر عودتك.»

خلاصة: سبعة أيام حاسمة لمستقبل أسطورة

جميع المؤشرات تقول إن الشرخ كبير، والثقة تراجعت، والوضع انفجر في العلن. والسؤال المطروح في آنفيلد:

هل كان صلاح يوجّه رسائل للخروج؟ أم أنها لحظة غضب لا رجعة عنها؟

خلال الأيام السبعة المقبلة سيُحسم مصير أحد أعظم لاعبي ليفربول في التاريخ... وربما تكون النهاية أقرب مما يظن الجميع.


«لا ليغا»: ريال مدريد يسقط على ملعبه أمام سيلتا فيغو

حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)
حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)
TT

«لا ليغا»: ريال مدريد يسقط على ملعبه أمام سيلتا فيغو

حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)
حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)

سقط ريال مدريد على ملعبه ووسط جماهيره بخسارة مفاجئة أمام سيلتا فيغو بنتيجة صفر / 2، مساء الأحد، ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.

سجل فيليوت سفيدبرغ البديل الذي شارك في الشوط الثاني، هدفي الضيوف في

الدقيقتين 54 و93.

ودفع الريال ثمنا غاليا للنقص العددي في صفوفه بعد طرد لاعبيه فران غارسيا وألفارو كاريراس في الدقيقتين 64 و95.

واصل الفريق المدريدي نتائجه المتواضعة في آخر خمس جولات، حيث اكتفى بتحقيق فوز وحيد مقابل ثلاثة تعادلات وخسارة، ليتجمد رصيده عند 36 نقطة في المركز الثاني.

وزاد الفارق بين ريال مدريد وغريمه المتصدر برشلونة إلى أربع نقاط، وذلك قبل خوض اختبار صعب على ملعبه أمام مانشستر سيتي، الأربعاء المقبل، في دوري أبطال أوروبا.

أما سيلتا فيغو واصل نتائجه المميزة خارج ملعبه بأربعة انتصارات وتعادلين مقابل خسارة واحدة في 7 مباريات، ليرفع رصيده إلى 19 نقطة في المركز العاشر.