جدولة الدوري السعودي... هل اتبعت المعايير «الأوروبية»؟

الجدل يعود مجدداً رغم يومي الراحة ومراعاة المشاركات الخارجية و«التوقيت الموحد»

مواعيد وأماكن مباريات الأندية الكبرى مثار جدل مع بداية كل موسم (تصوير: عبدالعزيز النومان)
مواعيد وأماكن مباريات الأندية الكبرى مثار جدل مع بداية كل موسم (تصوير: عبدالعزيز النومان)
TT

جدولة الدوري السعودي... هل اتبعت المعايير «الأوروبية»؟

مواعيد وأماكن مباريات الأندية الكبرى مثار جدل مع بداية كل موسم (تصوير: عبدالعزيز النومان)
مواعيد وأماكن مباريات الأندية الكبرى مثار جدل مع بداية كل موسم (تصوير: عبدالعزيز النومان)

موسماً بعد الآخر، يُثار الجدلُ حول مباريات الدوري السعودي وجدولة البطولة، وهو ما يستدعي النظر لآلية جدولة المسابقة والمعايير التي تسير عليها إدارة المسابقات في رابطة الدوري السعودي للمحترفين برئاسة مانويل فلوريس.

غياب الاتحاد حامل لقب النسخة الأخيرة من البطولة ووصيفه الهلال عن ملاقاة الصاعدين حديثاً، وكذلك لعب الأول كافة مبارياته أمام الفرق الكبرى والجماهيرية بالدور الأول على أرضه بمدينة جدة، وخوض النصر مباراته الأولى خارج أرضه، ولعب الهلال والأهلي مباراتهما الأخيرة في الدوري خارج الأرض، أثارت نقاشات جدلية بعد صدور جدول مباريات الدوري.

ووفقاً للائحة التنظيمية في رابطة الدوري السعودي للمحترفين، فإن المسابقات تضع اعتبارات عدة عند وضع آلية الدوري، أبرزها وجود يومي راحة بين مباريات المسابقة الرسمية والمباريات التالية، وإقامة مباريات الجولة الأخيرة بتوقيت موحد، ومراعاة الأندية التي تشارك محلياً وخارجياً في مسابقات رسمية يومي راحة على الأقل.

وبخصوص آلية وضع جدولة مباريات الدوري، فيتطلب الأمر أن يلعب كل نادٍ 17 مباراة على أرضه ومثلها خارج أرضه، وذلك بأن يلعب 9 مباريات على أرضه حداً أعلى و8 خارجها، والعكس صحيح لهذه القاعدة وذلك في كل دور من أدوار البطولة.

وتشير قواعد جدولة مسابقات الدوري السعودي للمحترفين إلى عدم لعب الفريق أكثر من مباراتين متتاليتين على أرضه وكذلك خارج أرضه.

وبالنظر إلى آليات إعداد جداول مباريات الدوريات الكبرى في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا على سبيل المثال، نجد أن هناك ملامح مشتركة توحد سير العمل في كيفية تنظيم مباريات الموسم وضبط مواعيدها.

أولى هذه السمات المشتركة تتمثل في الاعتماد على برمجيات حاسوبية متخصصة، حيث يتم وضع المعايير والقواعد لضبط الجدول، مثل أن يتم تجنب لعب مباراتين في مدينة واحدة خلال الجولة، وتحديد الفترات المخصصة لأيام الفيفا الدولية وغيرها.

وتحرص الدوريات المشار إليها إلى تحقيق التوازن بين المباريات البيتية والخارجية، إذ لا يسمح لأي فريق بخوض أكثر من مباراتين متتاليتين على أرضه أو خارجها، فضلاً عن تجنب بدء أو إنهاء الموسم بسلسلة مباريات غير متوازنة، وهو الأمر ذاته الذي يسير عليه العمل في مباريات الدوري السعودي.

في الدوري الإنجليزي تحديداً يتم العمل على جدول الموسم الجديد في مطلع العام، أي قبل نحو ستة أشهر من تاريخ الإعلان، وقبل ثمانية أشهر من انطلاق المباريات، ويتعاون الدوري الإنجليزي مع غلين تومسون من شركة «أتوس للخدمات التقنية الدولية» لوضع الجدول العام لمباريات المسابقات التي يبلغ عددها 2036 مباراة تخص الدوري الإنجليزي الممتاز والدرجات الثلاث لرابطة الدوري الإنجليزي.

يواجه الدوري الإنجليزي هذا الموسم تعقيدات أكثر تتمثل بوجود 6 أندية إنجليزية تشارك في دوري أبطال أوروبا، وكذلك يتم إضافة مواعيد الفيفا واليويفا وكأس الاتحاد، ويتم حجز هذه الأيام، ثم البدء في رسم جدولة الدوري.

ويجرى الدوري الإنجليزي مشاورات مبكرة مع اتحاد جماهير كرة القدم وغيره من الأطراف ذات العلاقة، لفهم التحديات في الجدولة، وفي شهر أبريل (نيسان) يُطلب من الأندية تحديد المواعيد التي تفضل اللعب فيها على أرضها مثل احتفالات ذكرى تأسيس النادي، وكذلك بعض الأندية التي تطوّر ملاعبها يتم مراعاة ذلك لها.

ويحاول القائمون على جدولة الدوري الإنجليزي تجنب لعب ناديين متجاورين على أرضهما لتسهيل الترتيبات الأمنية مثل آرسنال وتوتنهام، وتشيلسي وفولهام وإيفرتون وليفربول ومانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي ونيوكاسل وسندرلاند.

ويراعي الدوري الإنجليزي الكثير من القواعد، مثل ألا يبدأ أي فريق الموسم بمباراتين على أرضه أو خارجها، وكذلك خلال فترة أعياد الميلاد، إذا لعب الفريق على أرضه مباشرةً سيكون خارج أرضه في رأس السنة أو العكس.

وأخيراً يراعي الدوري الإنجليزي مسألة سفر الجماهير، ويأخذها بعين الاعتبار مثل تجنب سفر جماهير من المناطق نفسها في اليوم نفسه على خطوط القطارات نفسها، كما يحاول تقليل السفر الطويل في يوم «بوكسينغ داي» ورأس السنة.

وفي الدوري الإسباني، لا مزيد من الاعتبارات، لكن يتم وضع الأيام المراد حجزها مثل المشاركات الخارجية والتوقفات الدولية، ثم يتم إعداد الجدول عبر البرامج، لكنه يحدد ميزة اللعب على الأرض وخارجها بتحديد الفرق من المركز الأول وحتى التاسع تلعب خارج أرضها في الجولات الفردية، وعلى أرضها في الجولات الزوجية، بينما تلعب الفرق الأخرى عكس ذلك.

في الدوري الألماني يبدأ التحضير مبكراً لإعداد الجدول ورسمه، ويتم إشراك السلطات المحلية والأندية والشركاء الإعلاميين، ويتم أخذ من بين الاعتبارات تجنب تزامن مباريات الفرق المتجاورة، وكذلك التعامل مع استضافة مدينة لحدث دولي كبير.

يذكر أن إدارة المسابقات في رابطة الدوري السعودي للمحترفين أصدرت جدول مباريات النسخة الجديدة للدوري التي ستنطلق في 28 أغسطس (آب) الحالي، إذ سيدشن الاتحاد حامل لقب النسخة الأخيرة للبطولة رحلته بلقاء خارج أرضه يجمعه بنظيره فريق الأخدود، في وقت ينطلق فيه مشوار الهلال بلقاء الرياض، فيما يصطدم النصر بنظيره التعاون، ويلاقي الأهلي نظيره نيوم، في حين تنطلق رحلة القادسية بلقاء النجمة، أما الشباب فيلاقي نظيره الخليج.

وستكون الجولة الثانية موعداً لأولى القمم المرتقبة، حيث سيلاقي الهلال نظيره القادسية، في وقت سيواجه فيه الأهلي نظيره الاتفاق، أما أول كلاسيكو سيشهده الموسم الجديد فسيكون في الجولة الثالثة حينما يلتقي الأهلي بنظيره الهلال بمدينة جدة.

وتتواصل المباريات المثيرة مع الجولة الرابعة، حين يقام كلاسيكو الاتحاد والنصر في مدينة جدة، وتشهد الجولة الخامسة حضور الهلال والنصر للعب في المنطقة الشرقية، ويلاقي الأزرق العاصمي نظيره الاتفاق في وقت يواجه فيه النصر نظيره الفتح، وستشهد الجولة ذاتها لقاءً مثيراً يجمع بين الأهلي والشباب.

الكلاسيكو الأكثر إثارةً بين الاتحاد والهلال سيكون حاضراً في الجولة السادسة، أما ديربي الهلال والشباب فسيقام الجولة السابعة، في حين تشهد الجولة الثامنة ديربي مدينة جدة بين الاتحاد والأهلي، ويقام ديربي المنطقة الشرقية بين القادسية والاتفاق في الجولة العاشرة.

وتشهد الجولة رقم 11 لقاءً مثيراً ومرتقباً بين الاتحاد والشباب، فيما يلتقي الاتفاق بنظيره النصر في الجولة الثانية عشرة، وتتجدد الإثارة في الجولة الثالثة عشرة، حيث كلاسيكو الأهلي والنصر.

وتتجه الأنظار للعاصمة الرياض في الجولة الخامسة عشرة، حيث ديربي الهلال والنصر، فيما تشهد الجولة 16 ديربي النصر والشباب.

نيوم أحد الفرق المنتظرة في الموسم الجديد، سيخوض أولى مبارياته على أرضه في الجولة الثالثة حينما يلاقي الأخدود، أما لقاءاته أمام الفرق الكبرى فيدشنها أمام الأهلي في جدة الجولة الأولى، ثم يلاقي النصر في الجولة الثامنة على أرضه، ويستضيف الاتحاد في الجولة رقم 12، في حين سيلاقي الهلال في الجولة السادسة عشرة.


مقالات ذات صلة

لماذا يعجز الهلال عن الحفاظ على زخمه الهجومي خلال المباريات؟

رياضة سعودية لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)

لماذا يعجز الهلال عن الحفاظ على زخمه الهجومي خلال المباريات؟

بعد أن كان سيناريو المباراة يشير إلى فوز هلالي مريح على الخليج 3 - 0، انقلبت الطاولة على كتيبة الإيطالي إنزاغي، وعاشت جماهير «الزعيم» لحظات عصيبة في اللحظات

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)

بالوتيلي يشعل التوقعات العالمية حول الميركاتو السعودي الشتوي

مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تتركز الأنظار على صفقات الدوري السعودي وما قد تحمله من مفاجآت عالمية على غرار ما حدث خلال السنوات الأخيرة الماضية، ليظهر

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)

أحمد الغامدي: مركز صناعة اللعب منحني حرية أكبر مع الاتحاد

أبدى أحمد الغامدي، لاعب فريق الاتحاد، سعادته بعد مساهمته في فوز فريقه على الشباب 2/صفر ضمن الدوري السعودي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة سعودية خالد ناري (نادي الأخدود)

إصابة «ناري» بكسر في أضلع الصدر بعد اصطدامه بحارس النصر

أعلن الأخدود تعرض لاعبه ​خالد ناري لإصابة في الرئة بعدما اضطر للخروج من الملعب خلال الخسارة 3-صفر أمام النصر بالدوري السعودي للمحترفين ‌السبت.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو يواصل الاقتراب من حلمه القياسي (تصوير: عبدالعزيز النومان)

رونالدو «الاستثنائي» يواصل الزحف نحو حاجز الـ1000

رفع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو رصيده إلى 12 هدفًا في الدوري السعودي للمحترفين، ليتصدر قائمة هدافي الدوري بالمشاركة مع زميله جواو فيليكس.

أحمد الجدي (الرياض )

لماذا يعجز الهلال عن الحفاظ على زخمه الهجومي خلال المباريات؟

لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)
لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)
TT

لماذا يعجز الهلال عن الحفاظ على زخمه الهجومي خلال المباريات؟

لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)
لاعبو الهلال يحتفلون بهدفهم الثاني في المباراة (تصوير: سعد العنزي)

بعد أن كان سيناريو المباراة يشير إلى فوز هلالي مريح على الخليج 3 - 0، انقلبت الطاولة على كتيبة الإيطالي إنزاغي، وعاشت جماهير «الزعيم» لحظات عصيبة في اللحظات الأخيرة من المواجهة الدورية بعد عودة قوية للضيوف اقتربوا خلالها من إدراك التعادل لولا صفارة النهاية التي أشارت إلى 3 - 2 نتيجةً نهائيةً لموقعة حافلة بالإثارة ضمن الدوري السعودي للمحترفين.

تلك اللحظات أعادت للهلال وجماهيره سيناريو مباراة الكلاسيكو أمام الأهلي، التي انتهت بتعادل الفريقين 3-3 بعد أن كان أزرق العاصمة متقدماً بـ3 أهداف دون مقابل.

وشهدت المباراة الأخيرة تحولات لافتة، فالهلال كان قادراً على تسجيل مزيد من الأهداف ربما تصل إلى ضعف ما سجله على الأقل نظراً للكم الهائل من الفرص المهدرة، قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب بعد أن خطف الخليج هدفين متتاليين في حالة سرحان هلالية قلص بها الفارق، محاولاً بعدها خلال الدقائق الـ10 الأخيرة من عمر المواجهة في الوقت بدل الضائع تسجيل هدف التعادل، إلا أن مساعيه لم تنجح، ليخرج «أبناء الدانة» بخسارتهم الرابعة من أصل 10 مباريات لعبوها في الدوري حتى الآن.

وطُرح سؤال على الإيطالي سيموني إنزاغي، مدرب الهلال، عن السبب وراء استقبال فريقه هدفين بعد أن كان متقدماً بـ3 أهداف نظيفة وسط استحواذ مطلق على الكرة، وهل ذلك بسبب التغييرات التي قام بها أولاً بإخراج حمد اليامي وإدخال متعب الحربي، ومن ثم إخراج محمد كنو وإشراك علي لاجامي، وتغيير أسلوب وطريقة اللعب؟ لكنه قال إن ما قام به ليس السبب وراء ذلك، بل أشار إلى أن ما قام به كان منطقياً ومجدياً، بدليل استمرار فريقه بخلق الفرص السانحة للتسجيل، مع تأكيده على أن الإرهاق الذي تعرَّض له بعض لاعبيه بعد هدف الخليج الأول كان هو السبب في استقبالهم الهدف الثاني، مشدداً على أنه كان يطمح أن يستمر لاعبوه باللعب بشكل أعنف وأكثر شراسة بعد الهدف الثالث لتسجيل مزيد من الأهداف، موضحاً في الوقت نفسه أنه قام بعد نهاية المباراة بتحية اللاعبين بمناسبة تحقيقهم الفوز الـ15 على التوالي، في مباراة يرى أن فريقه قدم أداءً فيها حتى الدقيقة 75 يعد من أفضل المباريات التي لعبها هذا الموسم.

الزعيم نجا بصعوبة أمام فورة الخليج (تصوير: سعد العنزي)

ومع تأخر البرتغالي روبن نيفيز نجم فريق الهلال بالرد على العرض المقدم له من إدارة النادي من أجل تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي، حسم الإيطالي سيموني إنزاغي مدرب الفريق على الأقل مسألة استمرار اللاعب حتى نهاية عقده، بعد أن خرجت بعض الأصوات التي قالت إن نيفيز قد يغادر الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية التي تفتح أبوابها بعد أيام قليلة، حيث أكد إنزاغي، في المؤتمر الصحافي الذي أُقيم عقب مواجهة الخليج، أن نيفيز مستمر مع الهلال حتى نهاية عقده الصيف المقبل، آملاً أن يجدد عقده مع «الزعيم» لكي يستمر باللعب في صفوفه تحت إدارته الفنية، منوهاً في الوقت نفسه بأن فكرة البحث عن بديله غير مطروحة الآن، بحكم أن هناك وقتاً طويلاً حتى نهاية الموسم الذي يركزون فيه على المواجهات التي يخوضونها.

بدوره، لعب متعب الحربي ظهير الهلال الأيسر مباراته الـ50 مع الفريق التي كانت أمام الخليج، منذ أن انتقل للزعيم قادماً من صفوف الشباب في الأول من شهر سبتمبر (أيلول) عام 2024، وعرضت شاشة ملعب المملكة أرينا عند دخوله بديلاً في الدقيقة 60 من عمر المواجهة مجموعة صور للاعب بقميص الزعيم، وبجانبها رقم 50، لتقوم الجماهير الزرقاء بتحية الحربي الذي أسهم خلال مبارياته الـ50 مع أزرق العاصمة في تسجيل هدف، وصناعة 5 أهداف.


بالوتيلي يشعل التوقعات العالمية حول الميركاتو السعودي الشتوي

بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)
بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)
TT

بالوتيلي يشعل التوقعات العالمية حول الميركاتو السعودي الشتوي

بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)
بالوتيلي كان أحد أعمدة المنتخب الإيطالي (الشرق الأوسط)

مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تتركز الأنظار على صفقات الدوري السعودي وما قد تحمله من مفاجآت عالمية على غرار ما حدث خلال السنوات الأخيرة الماضية، ليظهر على نطاق واسع اسم المهاجم الإيطالي المشاغب والمثير للجدل ماريو بالوتيلي، والذي قيل إنه يستعد لفتح فصل جديد في مسيرته الكروية، قد يكون هذه المرة بعيداً عن القارة الأوروبية، وتحديداً عبر بوابة دوري «روشن» السعودي.

وكشف الصحافي الإيطالي، نيكولو شيرا، أن نادي الاتفاق أبدى اهتماماً جدياً بالتعاقد مع بالوتيلي، في صفقة قد تمتد حتى عام 2028، في خطوة تعكس رغبة النادي في تدعيم خطه الأمامي بلاعب صاحب اسم ثقيل وتجربة دولية واسعة.

بالوتيلي، البالغ من العمر 34 عاماً، يعيش حالياً فترة فراغ منذ رحيله عن جنوا في يوليو (تموز) الماضي، بعد تجربة قصيرة لم ينجح خلالها في استعادة بريقه الكامل، لكنه لا يزال يملك سجلاً حافلاً ومسيرة استثنائية على مستوى الأندية والمنتخب.

وبدأ «السوبر ماريو» رحلته الاحترافية مع إنتر ميلان؛ حيث تُوّج بعدة ألقاب محلية وأوروبية، قبل أن يخوض تجارب متنوعة مع مانشستر سيتي، الذي حقق معه لقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2011-2012، ثم انتقل إلى ميلان، وليفربول، ونيس الفرنسي، قبل أن يعود مجدداً إلى إيطاليا عبر بوابة بريشيا، ثم مونزا، وأخيراً جنوا.

وعلى مدار مسيرته الاحترافية، خاض بالوتيلي أكثر من 400 مباراة على مستوى الأندية، سجل خلالها ما يزيد على 150 هدفاً، كما حمل قميص المنتخب الإيطالي في 36 مباراة دولية، أحرز خلالها 14 هدفاً، أبرزها ثنائيته الشهيرة في شباك ألمانيا بنصف نهائي «يورو 2012».

ورغم الجدل الدائم الذي رافق مسيرته داخل وخارج الملعب، فإن بالوتيلي يظل أحد أكثر المهاجمين موهبة في جيله، وهو ما يجعل احتمالية انتقاله إلى دوري «روشن» محل اهتمام وترقب، في انتظار حسم اللاعب موقفه النهائي من العرض السعودي، وخوض تجربة جديدة قد تعيد اسمه إلى الواجهة من جديد.

ترقب اتحادي لمصير البرازيلي فابينهو (تصوير: عدنان مهدلي)

ومن جهة أخرى ورغم الزخم المتزايد في البرازيل حول اسمه، حسم النجم البرازيلي فابينيو موقفه بوضوح: لا عودة قريبة إلى الملاعب المحلية، والاستمرار مع الاتحاد يظل الخيار الأول في هذه المرحلة من مسيرته.

اللاعب البالغ من العمر 32 عاماً، الذي انضم إلى الاتحاد صيف 2023 قادماً من ليفربول، يرتبط بعقد يمتد حتى صيف 2026، وقد اختار أن يضع الاستقرار الفني والرياضي في المقدمة، متجاوزاً موجة اهتمام واسعة من كبار أندية البرازيل. صحيفة «غلوبو سبورت» كشفت أن أندية بحجم بالميراس وفاسكو دا غاما تتابع وضع فابينيو عن قرب، على أمل استعادته عقب نهاية عقده.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ دخل كورينثيانز وفلومينينسي على خط الاهتمام، في ظل تصنيفه أحد أكثر لاعبي الارتكاز طلباً داخل السوق البرازيلية.

لكن تقارير متطابقة، نقلاً عن الصحافي التركي «إكرم كونور»، أكدت أن اللاعب لا يُفكر في الرحيل حالياً، خصوصاً في ظل العقد السخي الذي يحصل عليه في دوري «روشن» السعودي، والذي يجعل أي خطوة عودة مشروطة بعرض استثنائي.

ليست هذه المرة الأولى التي يُغلق فيها فابينيو باب العودة؛ فقبل انطلاق الموسم الحالي، قال في تصريحات تلفزيونية إن فكرة الرجوع إلى البرازيل «حاضرة في الذهن»، لكنها ليست مطروحة الآن. وأوضح أن البقاء مع الاتحاد يمنحه استقراراً أكبر، إلى جانب التزامه بعقد ما زال سارياً.

وأشار لاعب الوسط إلى أن العودة لبلاده قد تعني أضواءً إعلامية أوسع، وفرص متابعة أكبر من المنتخب البرازيلي، لكنه يفضل مواصلة التجربة السعودية، خصوصاً مع تزايد عدد اللاعبين البرازيليين في الدوري، وتبادلهم الخبرات حول التجربة.

بدأ فابينيو رحلته الاحترافية خارج البرازيل مبكراً، حين غادر قطاع الناشئين في فلومينينسي موسم 2012-2013 إلى ريو آفي، ثم انتقل إلى موناكو؛ حيث لمع نجمه أوروبياً.

القفزة الكبرى جاءت مع ليفربول، وهناك كتب فصول المجد: دوري أبطال أوروبا، والدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبي، إلى جانب أدواره المحورية بصفته لاعب ارتكاز دفاعياً يُجيد القراءة والافتكاك وبناء اللعب.

عاد فابينيو للتوهج في موسم 2024-2025، مسهماً في تتويج «النمور» بثنائية الدوري والكأس. وفي الموسم الحالي 2025-2026، شارك في 17 مباراة بمختلف المسابقات، سجل هدفاً وصنع هدفين، بإجمالي 1435 دقيقة لعب، ليؤكد قيمته لاعب توازن وخبرة داخل خط الوسط. ويستعد الاتحاد للعودة إلى ملعب «الإنماء» بجدة لمواجهة الشباب في الجولة الحادية عشرة من دوري «روشن»، وسط رغبة في تصحيح المسار بعد تذبذب النتائج. وبغض النظر عن ضغوط الموسم، يبدو أن فابينيو اختار الوضوح: الاستمرار مع الاتحاد، وتأجيل أي حديث عن عودةٍ برازيلية حتى إشعار آخر.


أحمد الغامدي: مركز صناعة اللعب منحني حرية أكبر مع الاتحاد

أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)
أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)
TT

أحمد الغامدي: مركز صناعة اللعب منحني حرية أكبر مع الاتحاد

أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)
أحمد الغامدي خلال مباراة فريقه أمام الشباب (تصوير: علي خمج)

أبدى أحمد الغامدي، لاعب فريق الاتحاد، سعادته بعد مساهمته في فوز فريقه على الشباب 2/صفر، السبت، ضمن منافسات الجولة العاشرة بالدوري السعودي.

وسجل الغامدي هدفا افتتح به ثنائية الاتحاد ، ممهدا الطريق نحو تحقيق فريقه الفوز الثاني على التوالي، بعد فترة شهدت تخبطا في النتائج.

وقال الغامدي في تصريحات عقب نهاية المباراة، إن خوض اللقاء في مركز صانع اللعب بدلا من الجناح، منحه حرية أكبر في الملعب وهو ما أسفر عن تسجيله هدفا، مشيرا إلى أنه يعمل دائما على تنفيذ تعليمات المدرب.

وعن تحقيق الاتحاد الفوز في ثلاث مباريات متتالية في جميع المسابقات لأول مرة هذا الموسم، أكد الغامدي أن هذه النتائج تؤكد أن الاتحاد يسير على الطريق الصحيح معربا عن أمله في مواصلة الانتصارات وإسعاد الجماهير.

ويحتل الاتحاد المركز السادس في ترتيب الدوري السعودي برصيد 17 نقطة.