كيف فاجأ الهلال السعودي مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية؟

TT

كيف فاجأ الهلال السعودي مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية؟

كيف فاجأ الهلال السعودي مانشستر سيتي؟ (رويترز)
كيف فاجأ الهلال السعودي مانشستر سيتي؟ (رويترز)

أقصى نادي الهلال السعودي مانشستر سيتي من بطولة كأس العالم للأندية في واحدة من أكثر المباريات إثارة في البطولة، محققاً فوزاً تاريخياً بنتيجة 4-3 بعد التمديد، في مباراة دور الـ16 التي ختمت يوماً حافلاً بالمفاجآت وذلك وفقاً لشبكة The Athletic.

الهلال، الذي قام بصفقات ضخمة لجلب نجوم من أوروبا منذ أن تولى صندوق الاستثمارات العامة السعودي إدارة أربعة أندية في الدوري السعودي للمحترفين في إطار توجهه الاستثماري الرياضي العالمي عام 2023، أثبت في هذه المباراة أنه ليس مجرد اسم على الورق.

مدرب الهلال، سيموني إنزاغي، وفريقه حصدوا بعد الفوز على السيتي مبلغاً إضافياً قدره 13.7 مليون دولار، مع فرصة مزيد من الأرباح عند مواجهة فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي، والتي ستقام مجدداً على ملعب كامبينغ وورلد في أورلاندو.

المباراة استحضرت الفوضى والدراما التي كانت تميز نصف نهائي دوري الأبطال عندما كان إنزاغي يدرب إنتر ميلان، حيث امتزجت الجودة بالجنون في كل لحظة من اللقاء.

إنزاغي (د.ب.أ)

غضب الهلال كان واضحاً بعد الهدف الافتتاحي للسيتي، حيث رفض لاعبوه استئناف اللعب لما يقارب الأربع دقائق احتجاجاً على لمستي يد مشكوك في صحتهما؛ الأولى من ريان آيت نوري والأخرى من إيلكاي غوندوغان، قبل أن يسجل برناردو سيلفا الهدف. رغم أن كلتا اللمستين بدتا طبيعتين، فإن الاحتجاج امتد حتى اضطر الحكم خيسوس فالينزويلا إلى إعلان قراره عبر نظام الصوت في الملعب.

لكن الجنون الحقيقي بدأ في الشوط الثاني، حيث عادل ماركوس ليوناردو النتيجة بعد 41 ثانية فقط من انطلاقه، بعد اختراق رائع من مالكوم، الذي عاد وسجل بنفسه الهدف الثاني للهلال في الدقيقة 52، من هجمة مرتدة بدأت من ركلة ركنية للسيتي، مررها له جواو كانسيلو.

عاد السيتي سريعاً بهدف ثالث في أول عشر دقائق من الشوط الثاني عبر إرلينغ هالاند. وتلقى مالكوم ركلة جزاء بعدها، لكنها ألغيت بداعي التسلل. ثم أضاع محمد كنو فرصة حسم المباراة للهلال، قبل أن يتدخل علي لاجامي ويبعد رأسية هالاند في الدقيقة 84 من على خط المرمى، لترتفع المباراة إلى الأشواط الإضافية.

في نهاية الوقت الأصلي، اقتحم بيب غوارديولا الملعب غاضباً على الحكم بسبب عدم احتساب خطأ ضد جيريمي دوكو الذي تعرض للعرقلة في أثناء هجمة واعدة.

لم تمضِ دقائق حتى أحرز خاليدو كوليبالي هدف الهلال الثالث من ركنية نفذها روبن نيفيش، نجم وولفرهامبتون السابق. ولكن، في الدقيقة 104، عاد فيل فودن ليعادل النتيجة بتسديدة ولا أروع من زاوية ضيقة بعد تمريرة مقوسة مثالية من ريان شرقي.

استمر الضغط، وأخرج إديرسون تصدياً رائعاً لرأسية من سيرغي ميلينكوفيتش-سافيتش، لكنَّ الكرة ارتدت أمام ماركوس ليوناردو الذي أكملها داخل الشباك في الدقيقة 112، محققاً الهدف الرابع للهلال.

الخسارة تعني أن مانشستر سيتي لن يحصل على 13.7 مليون دولار، وهو المبلغ الذي ذهب للهلال، مكتفياً بنحو 51.7 مليون دولار كإجمالي عائداته من البطولة.

مالياً، كان مسؤولو السيتي قد وضعوا في الحسبان بلوغ الفريق ربع النهائي على الأقل. لذا فإن الخروج من دور الـ16 يُعد خيبة أمل اقتصادية.

كروياً، يعد الأمر صفعة واقعية لفريق بدا كأنه استعاد الزخم بعد موسم 2024-2025 المتعثر. فبعد فوزهم الساحق على يوفنتوس 5-2، بدا أن السيتي يتجه بثقة نحو اللقب، خصوصاً مع التغييرات الإدارية والتعاقدات الجديدة التي أعادت الروح للنادي.

الآن، ومع تبقي ستة أسابيع فقط على انطلاق الدوري الإنجليزي، قد يُعد هذا الخروج المبكر فرصة جيدة لإعادة ترتيب الصفوف والتدريب، وإن لم يكن هذا ما طمح له النادي بالطبع.

لاعبو السيتي لا يستطيعون تصديق ما حدث (د.ب.أ)

يصعب قياس أهمية مثل هذه المباراة، لكن لا شك أن النتيجة تُعد تاريخية لنادي الهلال، وكرة القدم السعودية، وآسيا عموماً. كما أنها تعزز مكانة كأس العالم للأندية، التي كانت تعاني من فتور جماهيري.

لا يمكن إنكار أن السيتي لم يكن في أفضل حالاته، قادماً من موسم سيئ وبظروف لياقية غير مثالية. ومع ذلك، قدّم الهلال مباراة مثالية منضبطة ومركزة، تليق بطموحات مدربه الجديد إنزاغي.

وجود نادٍ من الشرق الأوسط في ربع النهائي إلى جانب فريقين من البرازيل، هو تطور إيجابي للغاية. بل إن الهلال من أبرز الفرق أداءً في هذه النسخة من البطولة.

وفوق كل ذلك، كانت المباراة ملحمية ومثيرة، أعادت الأضواء إلى البطولة بعيداً عن الشكاوى المعتادة حول درجات الحرارة، العواصف، والمدرجات الفارغة.

عندما استعد روبن نيفيش لتنفيذ ركنية في بداية الأشواط الإضافية، كان على السيتي أن يتوقع ما سيحدث. اللاعب البرتغالي سبق أن تألق مع وولفرهامبتون، وها هو يعود ليذكّر بمكانته، موجّهاً الكرة إلى رأس زميله السابق في «البريميرليغ»، كوليبالي، مدافع تشيلسي السابق.

كلا اللاعبين انتقل إلى الهلال في صيف 2023، وكانا من دعائم الفريق منذ ذلك الحين. نيفيش، رغم تصريحه الصريح بأن المال لعب دوراً في انتقاله، أظهر جديته في بناء مشروع رياضي في السعودية.

في هذه المباراة، لعب نيفيش دور قلب الدفاع ضمن خطة إنزاغي بخمسة مدافعين، وأبدع، مؤكداً أنه لم يفقد من جودته شيئاً.

الهلال يُقصي مانشستر سيتي من بطولة كأس العالم للأندية (رويترز)

بعد هدف سيلفا، أشار الحكم فالينزويلا إلى منتصف الملعب لبدء اللعب، لكن لاعبي الهلال رفضوا. ظهر في الإعادة أن الكرة لمست ذراع آيت نوري، رغم كونها ملاصقة لجسده، ثم ارتدت لتلمس يد غوندوغان قبل أن تدخل الشباك.

لم يُطلب من الحكم العودة إلى الشاشة عبْر تقنية الفار، لكنّ لاعبي الهلال التفّوا حوله، ورفض بعضهم مغادرة نصف ملعب السيتي. واستمرت الاحتجاجات حتى استخدم الحكم مكبر الصوت ليؤكد احتساب الهدف، وبعد نحو دقيقة أخرى، استؤنفت المباراة.

فيل فودن، الذي غاب عن فترات من الموسم الماضي لأسباب تتعلق بصحته النفسية، عاد بقوة. سجّل ثلاثة أهداف في أربع مباريات من مشاركة واحدة أساسية، وأجملها بلا شك كان هدفه ضد الهلال.

في الدقيقة 104، تابع كرة مقوسة من ريان شرقي وسددها مباشرةً من زاوية صعبة داخل شباك بونو. هدف رائع كان يمكن أن يكون حاسماً، لولا أن الهلال كان يملك الكثير ليقوله لاحقاً.

مالكوم (أ.ف.ب)

مالكوم، الجناح البرازيلي، كان الأخطر في الهلال. انطلق بعد الاستراحة كالإعصار، صنع الهدف الأول، وسجل الثاني بعد انطلاقة من نصف ملعبه في ست ثوانٍ فقط، مستغلاً تمريرة رائعة من كانسيلو.

كان مصدر إزعاج دائم لدفاع السيتي، واحتسب له ركلة جزاء أُلغيت بالتسلل. تم تغييره بعد الدقيقة 60، ربما بسبب التحام عنيف من روبن دياز، لكنه ترك بصمة واضحة جعلت ساعته على الملعب لا تُنسى.

ياسين بونو (أ.ب)

الحارس المغربي ياسين بونو، المعروف باسم «بونو»، يبرع في البطولات الدولية. تألق في مونديال قطر، وها هو يتألق مجدداً في الولايات المتحدة.

تصدياته الحاسمة أنقذت الهلال من أهداف مؤكدة، سواء أمام ريال مدريد بركلات الجزاء، أو خلال المباريات الثلاث في دور المجموعات حيث حافظ على شباكه مرتين.

وفقاً للأرقام، منع بونو تسجيل ثلاثة أهداف كانت شبه محققة استناداً إلى جودة التسديدات، مما يجعله أحد أبرز نجوم البطولة بلا منازع.


مقالات ذات صلة

غياب مبابي يعرّي العجز الهجومي لريال مدريد أمام السيتي

رياضة عالمية  كيليان مبابي (أ.ف.ب)

غياب مبابي يعرّي العجز الهجومي لريال مدريد أمام السيتي

جاءت مباراة ريال مدريد أمام مانشستر سيتي لتقدّم مؤشراً رقمياً صارخاً يلخّص حالة العجز الهجومي التي يمرّ بها الفريق حالياً.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا يقلب السردية: من سخرية مدريد في حقبة برشلونة إلى فوز صامت على أرضهم

لم يجد إعلام مدريد هذه المرة سبباً لاتهام بيب غوارديولا بـ«نثر العطور» أو التظاهر بالتفوق.

The Athletic (مدريد)
رياضة سعودية إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)

إيلين غلييسون: الاستدامة طريق الرياضة السعودية لمزيد من التنافسية العالمية

شهد منتدى كرة القدم العالمي جلسة حوارية بعنوان «اللعبة المقبلة: مقاطع جديدة والاستضافة العالمية في كرة القدم النسائية».

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة عالمية أظهرت القرعة وقوع منتخبَي مصر وإيران بالمجموعة السابعة ضمن المباريات المقامة في مدينة سياتل (فيفا)

سياتل تؤكد إقامة فعاليات «المباراة الجدلية» رغم اعتراضات إيران ومصر

ستُقام الأنشطة المخصصة للاحتفال بـ«مجتمع الميم» حول المباراة التي ستجمع بين مصر وإيران في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، كما هو مخطط لها.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية لاندون دونوفان (رويترز)

دونوفان يرد على تصريحات «متعجرفة» لمدرب أستراليا بعد قرعة كأس العالم

ردَّ لاندون دونوفان، قائد المنتخب الأميركي السابق، بقوة على تصريحات مدرب أستراليا توني بوبوفيتش التي وصفها بـ«المتعجرفة» بشأن قرعة كأس العالم لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

الأخضر السعودي إلى نصف نهائي كأس الخليج

الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
TT

الأخضر السعودي إلى نصف نهائي كأس الخليج

الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)
الأخضر سيواجه العراق في نصف النهائي (المنتخب السعودي)

تعادل المنتخب السعودي، تحت 23 عاماً، مع نظيره القطري بهدف لكل منهما، في المباراة التي جمعتهما الخميس، ضمن الجولة الثالثة من منافسات بطولة كأس الخليج.

وشهدت المباراة حضور ومتابعة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل.

وجاء هدف الأخضر عن طريق اللاعب ثامر الخيبري في الدقيقة 85 من مجريات المباراة.

ودخل المدرب الإيطالي لويجي دي بياجو اللقاء بقائمة مكوّنة من: تركي بالجوش في حراسة المرمى، عواد دهل، محمد برناوي، عبد الرحمن العبيد، مشعل العلائلي، فرحة الشمراني، فيصل الصبياني، بسام هزازي، عبد الله معتوق، طلال حاجي، ثامر الخيبري.

وبهذا التعادل الإيجابي، تصدّر الأخضر الأولمبي مجموعته الأولى برصيد 7 نقاط، ليضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس الخليج؛ حيث سيواجه العراق، فيما سيلتقي منتخب قطر نظيره الإماراتي في الدور نفسه، السبت.


تالوار يتصدر… وبريسنو يخطف الأضواء في بطولة السعودية للغولف

سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
TT

تالوار يتصدر… وبريسنو يخطف الأضواء في بطولة السعودية للغولف

سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)
سابتاك تالوار (الشرق الأوسط)

تصدر الهندي سابتاك تالوار منافسات اليوم الأول من بطولة السعودية المفتوحة المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، بعد أن أنهى آخر حفرته بضربة «بيردي» في ملعب ديراب للغولف، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً بثماني ضربات تحت المعدل وبمجموع (64) ضربة.

اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً، شارك في عدد محدود من بطولات الجولة الآسيوية منذ احترافه في عام 2021، لكنه استثمر الفرصة، الخميس، مسجلاً أربع ضربات «بيردي» في كل نصف من الملعب، في جولة خالية تماماً من الأخطاء.

ويأتي في المركز الثاني كل من الأميركي جون كاتلين، حامل اللقب والفائز بوسام الاستحقاق الآسيوي الموسم الماضي، والأسترالي جاك طومسون، بعد أن سجّل كل منهما 65 ضربة في ختام اليوم الأول للحدث الختامي في الجولة الآسيوية.

أما أقرب الملاحقين لهم فكانوا: التايلاندي رونشانابونغ يوبرايونغ، ومواطنه جاز جانيواتانانوند، واللاعب السويدي بيورن هيلغرين، والأميركي تشارلز بورتر، والمغربي الهاوي آدم بريسنو، بعد تسجيل كل منهم 66 ضربة.

وكان لاعب الصين تايبيه تشانغ وي لون، الذي لعب ضمن آخر مجموعة مع تالوار، قد وصل إلى سبع ضربات تحت المعدل قبل حفرته الأخيرة (وكانت الحفرة التاسعة بعد أن انطلقت مجموعته من الحفرة الـ10)، لكنه أنهى الجولة ببوجي.

وسجّل الياباني كازوكي هيغا نتيجة 69 ضربة، ليحتل المركز الـ24 مشتركاً، في بداية جيدة نحو هدفه في الفوز بلقب وسام الاستحقاق الآسيوي. وسيضمن قطع الجولة الجمعة تقريباً تتويجه، مع حاجة اللاعب الزيمبابوي سكوت فينسنت (صاحب المركز الثاني) إلى إنهاء البطولة ضمن المراكز الأربعة الأولى على الأقل للمنافسة على اللقب. وكان فينسنت، الفائز بتصنيف السلسلة الدولية قبل ثلاثة أسابيع، قد سجل 70 ضربة.

وقال تالوار عقب صدارته :«كنت أتوقع رياحاً، الخميس، لكن عندما وصلت صباحاً ولم تكن هناك رياح تقريباً تمنيت أن تستمر الأجواء على هذا النحو؛ لأن لاعبي الفترة الصباحية تمكنوا من تسجيل عدد من البيرديات. سعيد جداً بالبداية القوية واستغلال الأجواء الهادئة. أعتقد أن الرياح ستشتد لاحقاً».

وأضاف أنه خاض الكثير من البطولات هذا العام في «التشالنج تور» الأوروبية إلى جانب بطولاته في الهند: «لعبت الكثير هذا العام... بعض الجولات كانت جيدة وأخرى أقل، لكن كان التحدي هو الحفاظ على الأداء المتماسك عبر أربع جولات. واحدة مضت... وأتمنى أن أتمكن من تقديم ثلاث جولات أخرى بالمستوى نفسه».

أما الأميركي جون كاتلين، فعدّ هذه الجولة بداية مثالية لإنهاء موسم صعب، مشيراً إلى أن عوامل عدة أثرت على مستواه هذا العام.

ففي مثل هذا الوقت من العام الماضي، تُوّج كاتلين بلقب وسام الاستحقاق الآسيوي للمرة الأولى بعد موسم مذهل حقق خلاله انتصارين ومركزين وصيفين، كما أصبح أول لاعب في تاريخ الجولة يسجل 59 ضربة، وحصل على جائزة لاعب اللاعبين للمرة الثانية.

لكن كاتلين كشف عن أن أحداث نهاية عام 2024 أثّرت عليه بشدة، أبرزها وفاة والدته في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما شكّل صدمة كبيرة له: «لولا دعمها لما أصبحت لاعب غولف محترفاً. كانت ترافقني منذ كنت طفلاً وتدعمني في كل شيء. تلقيت الخبر من والدي بعد انتهاء الجولة الأخيرة في إندونيسيا... وكان الأمر صادماً للغاية».

وأضاف أن فقدان بطاقة التأهل إلى ليف غولف بعد فشله بفارق بسيط في تصنيف السلسلة الدولية كان أيضاً ضربة نفسية قوية.

في سياق متصل، برز المغربي آدم بريسنو بوصفه أفضل لاعب عربي في اليوم الافتتاحي، بعد أداء مبهر وضعه بين أول أربعة مراكز في الترتيب العام، مؤكداً تطور الغولف العربي وفاعلية المسارات التطويرية الحديثة التي أتاحت ظهور لاعبين شباب قادرين على منافسة نخبة نجوم آسيا.

وبعد نهاية جولته، أشاد بريسنو بجودة الملعب قائلاً: «الظروف اليوم كانت ممتازة، وأكثر ما ميز الملعب هو صلابة المساحات الخضراء والممرات. أنا سعيد جداً بوجودي هنا. بالنسبة للجولات القادمة، سأحافظ على العقلية نفسها؛ فالصبر هو المفتاح في بطولة تمتد لأربعة أيام، وهدفي هو الاستمتاع باللعب والتركيز على كل ضربة».

ويُعد ظهور بريسنو اللافت وهو لا يزال لاعباً هاوياً دليلاً على النجاح المتزايد لبرامج تطوير المواهب العربية، والدور المتنامي للاتحاد العربي للغولف بالتعاون مع غولف السعودية في صناعة جيل جديد من اللاعبين القادرين على التواجد في المراكز المتقدمة لهذه البطولات الرفيعة.

وعلى صعيد المشاركة السعودية، قدّم اللاعب شيرجو الكردي أداءً ثابتاً واحترافياً في الجولة الافتتاحية، عاكساً تطور مستواه وقدرته على المنافسة أمام نخبة لاعبي الجولة الآسيوية. وظهر الكردي بثقة عالية طوال اليوم الأول، مستفيداً من خبرته الدولية ودعم الجماهير السعودية الحاضرة التي شكَّلت حافزاً إضافياً له. وأعرب الكردي عن فخره بتمثيل المملكة في هذا الحدث الكبير، مؤكداً أن الدعم المتواصل لبرامج تطوير الغولف الوطنية يمنح اللاعبين السعوديين الأسس القوية التي تساعدهم على الوصول إلى مستويات أعلى في البطولات العالمية.

وتُعدّ هذه الجولة بداية واعدة لمنافسات يُتوقع أن تشتعل أكثر في الأيام الثلاثة المتبقية، مع ملاحقة كاتلين وطومسون لمتصدر البطولة، وصعود بريسنو بثبات في سباق المنافسة؛ ما يجعل من بطولة السعودية المفتوحة 2025 واحدة من أقوى نسخها على الإطلاق.


إيلين غلييسون: الاستدامة طريق الرياضة السعودية لمزيد من التنافسية العالمية

إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
TT

إيلين غلييسون: الاستدامة طريق الرياضة السعودية لمزيد من التنافسية العالمية

إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)
إيلين غلييسون (يسار) وفرخندة محتاج (يمين) (الشرق الأوسط)

شهد منتدى كرة القدم العالمي جلسة حوارية بعنوان «اللعبة المقبلة: مقاطع جديدة والاستضافة العالمية في كرة القدم النسائية»، بمشاركة كل من إيلين غلييسون، رئيسة تطوير كرة القدم النسائية في الاتحاد الآيرلندي لكرة القدم، واللاعبة الكندية - الأفغانية فرخندة محتاج، حيث ناقشتا مستقبل اللعبة، وواقع الاستثمار، والفجوات بين الأسواق الناضجة والواعدة.

وخلال حديثها، أكدت إيلين غلييسون أن كرة القدم النسائية باتت اليوم تتمتع باعتراف متزايد بقيمتها الاقتصادية والاجتماعية، مشيرةً إلى أن التدفقات الاستثمارية بدأت تُحدث تحولاً واضحاً في احترافية الدوريات ونموّها. لكنها شددت على ضرورة المواءمة بين طموحات التوسع وحجم الاستثمارات الفعلية، قائلةً: «السؤال الأهم هو: هل يتوافق هذا الزخم المالي مع الطموحات المتعلقة بتوسيع الدوريات وتطوير الفرق؟».

وأوضحت غلييسون أن نقطة الانطلاق تختلف من دولة إلى أخرى؛ ففي المملكة المتحدة يتمثل الهدف في الوصول إلى أفضل دوري نسائي في العالم، فيما تمر دول أخرى، مثل السعودية، بمرحلة تأسيسية رغم ما حققته من خطوات احترافية في وقت قصير. وأضافت: «إذا أردنا اتخاذ قرارات صحيحة، فعلينا التركيز على الاستدامة ونمو اللعبة، وبناء القدرة التنافسية على مستوى البطولات الدولية».

وأشادت بالتطور السريع الذي تشهده السعودية في كرة القدم النسائية خلال السنوات الأربع الماضية، من إطلاق دوري محترف ودرجة ثانية، إلى استقطاب لاعبات دوليات من النخبة، مؤكدةً أن ذلك يسهم في الارتقاء بالمستوى المحلي وتطوير المواهب. لكنها حذرت من أن يتحول الدوري إلى دوري دولي بالكامل من دون قاعدة محلية متينة، ووصفت ذلك بأنه «عنصر حاسم لنجاح المنتخب الوطني». كما نوّهت بمشاركة نادي النصر في النسخة الأولى من دوري أبطال أفريقيا للسيدات، معتبرة ذلك خطوة مهمة في بناء مسار تنافسي مستدام.

من جانبها، قدّمت اللاعبة فرخندة محتاج، رؤية مختلفة مستندة إلى التجربة الكندية، إذ أشارت إلى أن غياب دوري محلي قوي في كندا لسنوات طويلة أجبر اللاعبات على الاحتراف في الخارج، مما حدَّ من فرص تطورهن بسبب أولوية منح الفرص للاعبات المحليات في تلك الدوريات. وقالت: «من خلال ما مررنا به، نحن الكنديين، أدرك تماماً أهمية وجود دوري محلي قوي لكل دولة».

وأكدت أنها ستوجه الاستثمار نحو المناطق التي تمتلك مواهب ضخمة لكنها غير مستغلة بالشكل الصحيح، خصوصاً في آسيا وأفريقيا، حيث تُمنح اللاعبات وعوداً بالتصعيد إلى المستويات العليا دون أن تتحقق فعلياً بسبب غياب البنية التحتية والفرص الحقيقية. وأضافت أن الأثر المالي في تلك الأسواق قد يكون مضاعفاً مقارنةً بالدول ذات الأنظمة المتقدمة، موضحةً: «في بعض الأماكن مثل أميركا الشمالية أو أوروبا، قد لا يكفي 400 مليون دولار إلا لتأسيس ناديين أو ثلاثة، بينما يمكن للمبلغ نفسه أن يبني دورياً كاملاً في مناطق أخرى».

وعكست الجلسة توافقاً بين المتحدثتين على أهمية بناء الأساسات وتطوير المواهب المحلية لضمان استدامة اللعبة، مع الإقرار بأن الأسواق الناشئة، ومن ضمنها السعودية أصبحت لاعباً أساسياً في مستقبل كرة القدم النسائية عالمياً.