سيراليون تنضم رسمياً إلى منتدى الطاقة الدولي

الشيراوي ومانساراي خلال توقيع اتفاقية انضمام سيراليون إلى منتدى الطاقة الدولي (إكس)
الشيراوي ومانساراي خلال توقيع اتفاقية انضمام سيراليون إلى منتدى الطاقة الدولي (إكس)
TT

سيراليون تنضم رسمياً إلى منتدى الطاقة الدولي

الشيراوي ومانساراي خلال توقيع اتفاقية انضمام سيراليون إلى منتدى الطاقة الدولي (إكس)
الشيراوي ومانساراي خلال توقيع اتفاقية انضمام سيراليون إلى منتدى الطاقة الدولي (إكس)

أعلن منتدى الطاقة الدولي (IEF)، الثلاثاء، انضمام سيراليون بوصفها عضواً كاملاً في المنظمة، في خطوة تهدف إلى تعزيز مشاركتها في الحوار العالمي حول سياسات وأمن الطاقة.

ووقّع فودي مانساراي، المدير العام لهيئة البترول في سيراليون (PDSL)، على صك الانضمام في كيب تاون، وذلك خلال فعاليات «أسبوع الطاقة الأفريقي».

ويجمع منتدى الطاقة الدولي وزراء الطاقة من الدول المنتجة والمستهلكة ودول العبور حول العالم، بمن في ذلك أعضاء منظمة «أوبك» والدول المستهلكة في وكالة الطاقة الدولية، بهدف تعزيز حوار مستنير حول أمن وسياسة الطاقة، وشفافية البيانات، والانتقال الطاقي العادل والشامل والميسور التكلفة.

التزام بمكافحة فقر الطاقة

وفي معرض تعليقه على العضوية، أعرب مانساراي عن فخره، مشيراً إلى أهمية التوقيت في مسيرة التنمية في بلاده. وقال: «إننا مصممون على مكافحة فقر الطاقة وتوسيع الوصول إلى خدمات الطاقة الحديثة، وضمان مساهمة مواردنا في النمو المستدام والاستقرار لشعبنا».

وأضاف مانساراي أن عضوية المنتدى ستساعد سيراليون على تبادل المعرفة، وجذب الاستثمارات، وتعزيز التعاون مع الشركاء العالميين لتحقيق هذه الأهداف.

ترحيب بالخطوة الأفريقية

من جانبه، رحب الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي، جاسم الشيراوي، بعضوية سيراليون، مؤكداً أهمية هذه الخطوة. وقال: «نرحب ترحيباً حاراً بسيراليون في منتدى الطاقة الدولي. لقد أصبح أسبوع الطاقة الأفريقي منصة مهمة لتسليط الضوء على أولويات القارة، وتؤكد هذه الخطوة التزام سيراليون بالشراكة والتقدم».

واختتم الأمين العام بالتأكيد على تطلع المنتدى للعمل بشكل وثيق مع سيراليون لتعزيز أمن الطاقة، وتشجيع الاستثمار، وضمان نمو شامل في جميع أنحاء القارة وخارجها.


مقالات ذات صلة

الهند تقلّص من مشروعات الطاقة الشمسية

الاقتصاد رجل ينظّف ألواحاً في محطة للطاقة الشمسية بالهند (إكس)

الهند تقلّص من مشروعات الطاقة الشمسية

تعاني شبكة الطاقة الهندية من استيعاب زيادة بألواح الطاقة الشمسية، ما أدى إلى مزيد من الخفض الذي يهدد بناء أنظمة الطاقة المتجددة، ويؤكد الحاجة إلى تخزين الطاقة.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد شعار شركة «بتروناس» الماليزية (رويترز)

«بتروناس» و«إيني» لإقامة مصفاة وقود حيوي في ماليزيا

بدأت شركة مملوكة لكل من «بتروناس» الماليزية، و«إيوغلينا» و«إينيلايف» التابعة لشركة إيني الإيطالية، بناء مصفاة للوقود الحيوي بماليزيا.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
الاقتصاد مصفاة نفط إلى جانب صهاريج تخزين في حقل نفط روسي (رويترز)

المجر تؤكد إعفاءها من العقوبات الأميركية على الطاقة الروسية لأجل غير مسمى

قالت المجر إنها حصلت على إعفاء لأجل غير مسمى من العقوبات الأميركية على روسيا، يتيح لها استيراد النفط والغاز من موسكو.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
الاقتصاد البنك المركزي التركي (الموقع الرئيسي)

«المركزي التركي» يرفع توقعاته للتضخم بنهاية العام إلى متوسط 32 %

رفع البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم في نهاية العام إلى ما يتراوح ما بين 31 و33 في المائة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث خلال عشاء مع قادة آسيا الوسطى في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

آسيا الوسطى في صدارة استراتيجيات أميركا لتأمين المعادن والطاقة

وصف الرئيس دونالد ترمب، الخميس، المعادن الحيوية بأنها أولوية رئيسية، خلال استضافته قادة خمس دول في آسيا الوسطى بالبيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تباطؤ نمو الأجور في بريطانيا يعزز توقعات خفض الفائدة

يمرّ أشخاص بجوار بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
يمرّ أشخاص بجوار بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT

تباطؤ نمو الأجور في بريطانيا يعزز توقعات خفض الفائدة

يمرّ أشخاص بجوار بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
يمرّ أشخاص بجوار بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

تعززت توقعات قيام بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة الشهر المقبل، بعدما أظهرت بيانات يوم الثلاثاء تباطؤ نمو الأجور في المملكة المتحدة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر (أيلول)، إلى جانب ارتفاع في معدلات البطالة. ويراقب البنك المركزي عن كثب تطورات الأجور باعتبار أنه مقياس رئيس لمدى استمرار الضغوط التضخمية المحلية.

تراجع نمو الأجور وارتفاع البطالة

أعلن مكتب الإحصاءات الوطنية أن نمو الأجور السنوي، باستثناء المكافآت، تباطأ قليلاً ليبلغ 4.6 في المائة في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر مقارنة بالعام السابق. وكان استطلاع أجرته «رويترز» للاقتصاديين قد توقع في الغالب نمواً قدره 4.6 في المائة، وهو أضعف قليلاً من الزيادة المسجلة في الفترة السابقة (4.7 في المائة).

كما تباطأ نمو الأجور في القطاع الخاص، وهو مقياس مهم للبنك المركزي، ليصل إلى 4.2 في المائة في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، وهو ما يتماشى مع توقعات بنك إنجلترا التي نُشرت في بداية الشهر. وتزامن هذا التباطؤ مع بيانات أظهرت ارتفاعاً في معدل البطالة البريطاني.

الجنيه الإسترليني يتراجع

أدت البيانات التي تشير إلى انحسار الضغوط التضخمية المحلية إلى رد فعل فوري في الأسواق. فقد انخفض سعر الجنيه الإسترليني بنحو ربع سنت مقابل الدولار الأميركي بعد صدور البيانات، وتراجع الجنيه بنسبة 0.39 في المائة مقابل الدولار ليصل إلى 1.31205 دولار، بينما ارتفع اليورو بنسبة 0.36 في المائة مقابل الجنيه ليصل إلى 88.03 بنس.

تتوافق هذه الأرقام مع وجهة نظر بنك إنجلترا بأنه يحتاج إلى مزيد من الأدلة على تراجع الضغط التضخمي قبل تبرير خفض آخر لسعر الفائدة. وكان مسؤولو البنك قد ثبتوا أسعار الفائدة عند 4 في المائة الأسبوع الماضي، لكنهم أشاروا إلى إمكانية تخفيض تكاليف الاقتراض في ديسمبر (كانون الأول).

وحتى يوم الاثنين، أشارت العقود الآجلة لأسعار الفائدة إلى احتمال يبلغ نحو 61 في المائة لخفض سعر الفائدة في الاجتماع التالي لبنك إنجلترا والمقرر في 18 ديسمبر.


«كوب 30» تنطلق في البرازيل بدعوات للتعاون وسط انقسام دولي وغياب أميركي

علم الأمم المتحدة معروض بالقرب من شعار مؤتمر «كوب 30» (أ.ب)
علم الأمم المتحدة معروض بالقرب من شعار مؤتمر «كوب 30» (أ.ب)
TT

«كوب 30» تنطلق في البرازيل بدعوات للتعاون وسط انقسام دولي وغياب أميركي

علم الأمم المتحدة معروض بالقرب من شعار مؤتمر «كوب 30» (أ.ب)
علم الأمم المتحدة معروض بالقرب من شعار مؤتمر «كوب 30» (أ.ب)

افتُتحت قمة المناخ (كوب 30)، يوم الاثنين، في مدينة بيليم الأمازونية، بدعوة ملحة من رئيس شؤون المناخ بالأمم المتحدة للدول المشاركة، إلى التعاون بدلاً من الصراع على الأولويات، في وقت يهدد فيه تفتت التوافق الدولي الجهود الرامية للحد من ظاهرة الاحترار العالمي.

رئيس «كوب 30» أندريه كوريا دو لاغو يتسلم من رئيس «كوب 29» مختار باباييف مطرقة افتتاح المؤتمر (د.ب.أ)

ونجحت البرازيل، الدولة المضيفة، في التوصل إلى اتفاق حول جدول أعمال القمة التي تستمر أسبوعين، متجنبةً محاولات كتل الدول النامية لإدراج قضايا خلافية؛ مثل التمويل المناخي وضرائب الكربون في صلب المحادثات. ومع ذلك، لم يتضح ما إذا كانت الدول ستسعى للتفاوض على اتفاق نهائي في ختام القمة، وهو أمر صعب المنال في عام يشهد سياسات عالمية متصدعة، وجهوداً من الولايات المتحدة لعرقلة التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، وفق «رويترز».

واقترح البعض، ومنهم البرازيل، أن تركز الدول على جهود أصغر لا تتطلب إجماعاً؛ مثل مكافحة إزالة الغابات، بعد سنوات من وعود قمم المناخ التي لم يتم الوفاء بكثير منها.

نداء أممي لمكافحة الأزمة معاً

توجه الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، إلى المندوبين من أكثر من 190 دولة، قائلاً: «مهمتكم هنا في ساحة مؤتمر (كوب 30) ليست محاربة بعضكم بعضاً؛ مهمتكم هنا هي محاربة أزمة المناخ، معاً».

وأشار ستيل إلى أن 3 عقود من محادثات المناخ الأممية، ساعدت في ثني منحنى الاحترار المتوقع إلى الأسفل، لكنه أضاف: «لن أجمّل الوضع. لا يزال أمامنا كثير من العمل الذي يتعين القيام به».

رئيس «كوب 30» أندريه كوريا دو لاغو يتحدث بينما ينظر إليه الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ سيمون ستيل (رويترز)

وقدّر تحليل جديد للأمم المتحدة لخطط خفض الانبعاثات للدول، أن الغازات الدفيئة العالمية ستنخفض بنسبة 12 في المائة بحلول عام 2035، مقارنة بمستويات 2019، وهو تحسن طفيف عن التقدير السابق البالغ 10 في المائة. ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم بعيداً عن الانخفاض المطلوب بنسبة 60 في المائة بحلول 2035، للحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهي العتبة التي يحذر العلماء من أن تجاوزها سيطلق العنان لآثار مناخية أشد خطورة.

غياب أميركي وانتقادات حادة

حذّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من المصالح التي تسعى إلى التعتيم على مخاطر تغير المناخ، مؤكداً: «إنهم يهاجمون المؤسسات والعلوم والجامعات... لقد حان الوقت لفرض هزيمة أخرى على منكري (التغير المناخي)».

الرئيس البرازيلي يتحدث في افتتاح مؤتمر «كوب 30» في بيليم (أ.ف.ب)

ولكن الحدث شهد غياب أكبر مُصدر تاريخي للانبعاثات الغازية؛ وهو الولايات المتحدة، التي اختارت التغيب عن القمة، حيث يصر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على أن تغير المناخ مجرد خدعة.

وانتقد حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي من المتوقع أن يصل إلى بيليم الثلاثاء، برفقة حاكمة نيو مكسيكو ميشيل لوجان غريشام، بشدة، غياب الحكومة الأميركية خلال قمة للمستثمرين في ساو باولو: «ما هذا الذي يحدث هنا؟ نحن في البرازيل، أحد شركائنا التجاريين العظماء، وإحدى ديمقراطيات العالم العظيمة... هذا هو البلد الذي يجب أن نتعامل معه بدلاً من إظهار عدم الاكتراث عبر فرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة».

من جانبه، علّق أندريه كوريا دو لاغو، رئيس قمة «كوب 30»، في مؤتمر صحافي: «أعتقد أن غياب الولايات المتحدة... فتح بعض المساحة للعالم ليرى ما تفعله الدول النامية».

رئيس قمة «كوب 30» البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو في مؤتمر صحافي (إ.ب.أ)

مطالب السكان الأصليين

أكدت ألمانيا أن الدول الأوروبية ستدفع باتجاه التزامات للحد من استخدام الوقود الأحفوري، وهو هدف يدعمه الرئيس لولا. وقال يوشين فلاسبرت، نائب الوزير الألماني، لـ«رويترز»: «سندافع عن شيء قوي. لا نريد أن نسلك نفس طريق الرئيس ترمب ونتهم الآخرين بالخطأ. نريد أن نستمع».

في غضون ذلك، انضم زعماء السكان الأصليين إلى الدول المشاركة، مطالبين بمزيد من الصلاحيات في إدارة أراضيهم، مع تصاعد آثار تغير المناخ وتوغل الصناعات؛ مثل التعدين وقطع الأشجار وحفر النفط في الغابات. وقال بابلو إينوما فلوريس، وهو زعيم من السكان الأصليين من بيرو: «نريد التأكد من أنهم لا يستمرون في الوعود، بل سيبدأون في الحماية، لأننا نحن السكان الأصليين من نعاني من آثار تغير المناخ هذه».

كما دق علماء من عشرات الجامعات والمؤسسات العلمية الدولية، ناقوس الخطر بشأن ذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية في العالم، محذرين في رسالة نُشرت بالقمة، من أن «التوترات الجيوسياسية أو المصالح الوطنية قصيرة الأجل، يجب ألا تطغى على (كوب 30). فتغير المناخ هو التحدي الأمني والاستقرار الذي يحدد عصرنا».


الإغلاق الحكومي الأميركي يوشك على الانتهاء... لكن خسائره الاقتصادية ستترك بصمة

رجل نائم على أرض مبنى الركاب في مطار لاغوارديا بحي كوينز بمدينة نيويورك في اليوم الـ41 من الإغلاق الحكومي (أ.ف.ب)
رجل نائم على أرض مبنى الركاب في مطار لاغوارديا بحي كوينز بمدينة نيويورك في اليوم الـ41 من الإغلاق الحكومي (أ.ف.ب)
TT

الإغلاق الحكومي الأميركي يوشك على الانتهاء... لكن خسائره الاقتصادية ستترك بصمة

رجل نائم على أرض مبنى الركاب في مطار لاغوارديا بحي كوينز بمدينة نيويورك في اليوم الـ41 من الإغلاق الحكومي (أ.ف.ب)
رجل نائم على أرض مبنى الركاب في مطار لاغوارديا بحي كوينز بمدينة نيويورك في اليوم الـ41 من الإغلاق الحكومي (أ.ف.ب)

على الرغم من أن أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة يقترب على ما يبدو من نهايته، فإن تداعياته السلبية لن تزول بسهولة، حيث سيترك الإغلاق بصمة واضحة على اقتصاد يواجه تحديات مزدادة بالفعل.

ومنذ 1 أكتوبر (تشرين الأول)، توقف دفع رواتب نحو 1.25 مليون موظف فيدرالي. كما شهدت البلاد إلغاء آلاف الرحلات الجوية، وهو اتجاه يُتوقع أن يستمر هذا الأسبوع حتى مع تحرك الكونغرس لإعادة فتح الحكومة. وشملت الاضطرابات تباطؤ منح العقود الحكومية، وتوقفاً في بعض برامج المساعدات الغذائية الحيوية.

خسائر اقتصادية لا يمكن تعويضها

من المتوقع استعادة معظم النشاط الاقتصادي المفقود مع استئناف العمل وصرف الرواتب المتأخرة للموظفين الفيدراليين. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن جزءاً من هذه الخسائر سيكون دائماً ولا يمكن تعويضه؛ فالرحلات الجوية الملغاة لن يتم استئنافها بالكامل، والوجبات التي تم تفويتها في المطاعم لن يتم تعويضها، وبعض المشتريات المؤجلة لن تحدث على الإطلاق، وفقاً لـ«أسوشييتد برس».

وقال غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين في شركة «إي واي»، إن «الإغلاقات القصيرة عادة ما تكون غير مرئية في البيانات، لكن هذا الإغلاق سيترك بصمة دائمة، سواء بسبب طول مدته القياسي، أو بسبب التفاقم المستمر في الاضطرابات التي لحقت ببرامج الرعاية والسفر».

وتشير تقديرات مكتب الموازنة في الكونغرس إلى أن الإغلاق الذي استمر 6 أسابيع، سيؤدي إلى انخفاض نمو الربع الرابع من هذا العام بنحو 1.5 نقطة مئوية، ما يخفض النمو بمقدار النصف مقارنة بالربع الثالث. ورغم توقع المكتب أن إعادة الفتح ستعزز نمو الربع الأول من العام المقبل بنسبة 2.2 نقطة مئوية، فإنه أشار إلى أن نحو 11 مليار دولار من النشاط الاقتصادي ستفقد بشكل دائم.

في المقابل، استمر الإغلاق الحكومي الجزئي السابق في 2018 - 2019 لمدة 35 يوماً فقط، وأثر على الاقتصاد بنسبة ضئيلة بلغت 0.02 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

قبة مبنى الكابيتول بعد إقرار مجلس الشيوخ تشريعاً لإعادة فتح الحكومة (أ.ف.ب)

ضغوط مالية على الموظفين وتأثيرات أوسع

الإغلاق الراهن يفاقم التحديات القائمة في الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك التوظيف البطيء، والتضخم المرتفع، والضبابية الناتجة عن التعريفات الجمركية. ورغم هذه التحديات، لا يتوقع معظم الاقتصاديين حدوث ركود:

1. الرواتب الفائتة وتأثيرها على الإنفاق

تشير تقديرات مكتب الموازنة في الكونغرس، إلى أن إجمالي الأجور التي خسرها الموظفون الفيدراليون بحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، ستبلغ نحو 16 مليار دولار. هذا النقص في الأجور يعني انخفاضاً في الإنفاق لدى المتاجر والمطاعم، ومن المحتمل أن يؤدي إلى تقليل السفر خلال فترة الأعياد وتأجيل المشتريات الكبيرة، ما يبطئ الاقتصاد على نطاق أوسع. ومن شأن الصفقة التي تم التوصل إليها في الكونغرس، أن تعوض هذه الأجور المفقودة فور إعادة فتح الحكومة.

وأدى الإغلاق إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية في منطقة واشنطن العاصمة، حيث بلغت نسبة البطالة 6 في المائة قبل الإغلاق. ومع ذلك، لا يقتصر تأثير الإغلاق على العاصمة وضواحيها، فالموظفون الفيدراليون يشكلون نسباً مهمة من القوى العاملة في ولايات أخرى مثل ميريلاند (5.5 في المائة)، ونيو مكسيكو (2.9 في المائة)، وألاسكا (3.8 في المائة).

كما يُقدر أن عدد المتعاقدين الفيدراليين قد يصل إلى 5.2 مليون شخص، ولا يُضمن لهم الحصول على أجر متأخر بعد انتهاء الإغلاق.

2. اضطرابات السفر والسياحة

ألغت شركات الطيران أكثر من 2000 رحلة بحلول مساء الاثنين، بعد إلغاء 5500 رحلة منذ الجمعة الماضي، بأوامر من إدارة الطيران الفيدرالية، لتخفيف العبء على مراقبي الحركة الجوية الذين فاتهم الآن دفعتان من رواتبهم.

وحتى قبل موجة الإلغاءات الأخيرة، قدرت شركة «توريزم إيكونوميكس» الاستشارية أن الإغلاق يقلل من الإنفاق على السفر والسياحة بمقدار 63 مليون دولار يومياً، ما يعني خسارة إجمالية قد تصل إلى 2.6 مليار دولار لقطاع السفر خلال فترة الإغلاق الممتدة لستة أسابيع.

مسافر ينظر إلى لوحة الوصول في مطار لوس أنجليس الدولي بعد إلغاء رحلات (إ.ب.أ)

3. تدهور ثقة المستهلك

أدى الإغلاق إلى تدهور نظرة الأميركيين للاقتصاد العام؛ فقد انخفض مؤشر ثقة المستهلك إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات، وإلى مستوى قريب من أدنى نقطة مسجلة على الإطلاق، وفقاً لاستطلاع أجرته جامعة ميشيغان ونُشر يوم الجمعة. وأظهر الاستطلاع تراجع المؤشر بنسبة 6.2 في المائة عن الشهر الماضي، وانخفاضاً حاداً بنحو 30 في المائة عن العام الماضي، مدفوعاً بالتشاؤم بشأن الأوضاع المالية الشخصية والتوقعات التجارية.

تأثير الإغلاق على بيانات «الاحتياطي الفيدرالي»

قطع الإغلاق الحكومي تدفق البيانات الاقتصادية الحيوية حول البطالة والتضخم والإنفاق بالتجزئة، التي يعتمد عليها «الاحتياطي الفيدرالي» لمراقبة صحة الاقتصاد.

وقد شبّه رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، الموقف بـ«القيادة في الضباب»، مشيراً إلى أن النقص في البيانات يمكن أن يؤدي إلى قرار بتخطي خفض سعر الفائدة المتوقع على نطاق واسع في اجتماع ديسمبر (كانون الأول). وقال باول إن خفض سعر الفائدة في ديسمبر ليس «أمراً مسلّماً به»، وإن عدم اليقين بشأن صحة الاقتصاد قد يدفع اللجنة للامتناع عن خفض الفائدة. ومن شأن قرار كهذا أن يثبط الاقتراض والإنفاق، ما يزيد من الضغط على الاقتصاد في الأشهر المقبلة.