«بنك اليابان» يخفف من تشاؤمه... ويبقي على احتمال رفع الفائدة قائماً

راجع توقعاته للتضخم وعدل نظرته لميزان المخاطر

محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي بمقر البنك في العاصمة طوكيو يوم الخميس (رويترز)
محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي بمقر البنك في العاصمة طوكيو يوم الخميس (رويترز)
TT

«بنك اليابان» يخفف من تشاؤمه... ويبقي على احتمال رفع الفائدة قائماً

محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي بمقر البنك في العاصمة طوكيو يوم الخميس (رويترز)
محافظ بنك اليابان المركزي كازو أويدا في مؤتمر صحافي بمقر البنك في العاصمة طوكيو يوم الخميس (رويترز)

عدَّل بنك اليابان المركزي توقعاته للتضخم، يوم الخميس، وقدَّم نظرة أقل تشاؤماً بشأن الاقتصاد مما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، مبقياً على احتمال استئناف رفع أسعار الفائدة هذا العام. وأضاف المركزي أن الارتفاعات المستمرة في أسعار الغذاء قد تؤثر على تصورات الجمهور لتحركات الأسعار مستقبلاً، وتدفع التضخم الأساسي إلى الارتفاع، مشيراً إلى إدراكه المتزايد للمخاطر المحتملة على الأسعار.

وفي قرار كان متوقّعاً على نطاق واسع، أبقى بنك اليابان المركزي سعر الفائدة الرئيسي قصير الأجل ثابتاً عند 0.5 في المائة بإجماع الأصوات.

وحافظ البنك المركزي على تعهُّده بمواصلة رفع تكاليف الاقتراض، إذا سارت التطورات الاقتصادية والأسعار وفقاً للتوقعات، مضيفاً أن اليابان ستشهد ارتفاعاً في الأجور والأسعار يدفع التضخم الأساسي نحو هدف البنك البالغ 2 في المائة. وصرح محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، في مؤتمر صحافي عقب القرار: «إذا سارت الاقتصادات والأسعار وفقاً لتوقعاتنا، نتوقع مواصلة رفع أسعار الفائدة وتعديل مستوى الدعم النقدي بما يتوافق مع التحسن في التطورات الاقتصادية والأسعار».

تفاؤل حذر

وفي تقرير ربع سنوي صدر عقب القرار، أشار البنك المركزي إلى وجود بعض «التطورات الإيجابية» في السياسات التجارية، بما في ذلك الاتفاق الثنائي بين اليابان والولايات المتحدة الذي أُبرِم في وقت سابق من هذا الشهر. ومؤكداً تفاؤله الحذر، قال بنك اليابان المركزي في تقريره إن حالة عدم اليقين المحيطة بتأثير السياسة التجارية الأميركية «لا تزال مرتفعة»؛ وهي نظرة أقل تشاؤماً مما كانت عليه في مايو (أيار)، عندما قال إن حالة عدم اليقين «مرتفعة للغاية». كما رفع البنك المركزي توقعاته للتضخم للسنة المالية الحالية بشكل حاد، وقال إن المخاطر على توقعات الأسعار «متوازنة تقريباً». وكان تقييم مخاطر الأسعار أكثر تشدداً مما كان عليه في مايو، عندما قال إن المخاطر «تميل نحو الانخفاض»، في إشارة إلى تزايد اقتناع البنك المركزي بأن اليابان ستتقدم نحو تلبية الشرط الأساسي لمزيد من رفع أسعار الفائدة. وارتفع سعر الين إلى 148.60 للدولار بعد إعلان بنك اليابان، بينما ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 5 سنوات بشكل طفيف إلى 1.105 في المائة. واختتم مؤشر نيكي تعاملات الخميس مرتفعاً بنسبة 1 في المائة عند 41. 069.82 نقطة، بينما ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 0.8 في المائة. وصرح ديفيد تشاو، استراتيجي السوق العالمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في «إنفيسكو» بسنغافورة: «إن رفع توقعات التضخُّم يشير إلى احتمال أكبر لرفع أسعار الفائدة، وهذا هو سبب ارتفاع الين قليلاً». وأضاف: «إعلان اليوم يزيد من احتمالية رفع أسعار الفائدة قبل الموعد المتوقَّع. ومن المحتمَل أن نشهد رفعاً في أسعار الفائدة في أكتوبر (تشرين الأول)».

انحسار الكآبة

وأبرمت اليابان اتفاقاً تجارياً مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هذا الشهر، مما خفض التعريفات الجمركية الأميركية على واردات السلع، بما في ذلك السيارات، وهو ما يخفف العبء على الاقتصاد المعتمد على التصدير، ويذلل عقبة رئيسية أمام المزيد من رفع أسعار الفائدة من قِبَل بنك اليابان. وتناقض هذا التطور الإيجابي مع الكآبة التي أحاطت بالاقتصاد عندما أصدر بنك اليابان تقديراته الفصلية السابقة في أوائل مايو، عندما بلغت اضطرابات السوق ذروتها بسبب التعريفات الجمركية «المتبادلة» الشاملة التي فرضها ترمب. ومع ذلك، خفّض بنك اليابان تقييمه للاستهلاك لأول مرة منذ مارس (آذار) من العام الماضي، وحذر من أنه سيشهد ركوداً في الوقت الحالي، متأثراً بارتفاع الأسعار.

وفي التقرير، عدل بنك اليابان توقعاته لتضخم أسعار المستهلكين الأساسي للسنة المالية الحالية إلى 2.7 في المائة، من 2.2 في المائة المتوقعة قبل ثلاثة أشهر. ويتوقع البنك المركزي أن يصل التضخم إلى 1.8 في المائة في السنة المالية 2026، و2.0 في المائة في عام 2027. وأكد البنك على حذره من تزايد ضغوط الأسعار، وقال إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية قد «يستمر لفترة أطول من المتوقَّع» وقد يكون له آثار جانبية على التضخم الأساسي. وانسحب بنك اليابان من برنامج التحفيز النقدي الضخم الذي استمر عقداً من الزمان العام الماضي، ورفع أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة في يناير (كانون الثاني)، معتبراً أن اليابان تتقدم نحو تحقيق هدفها السعري بشكل مستدام. وفي حين أشار المحافظ أويدا إلى توقف مؤقت لرفع أسعار الفائدة بعد إعلان ترمب في 2 أبريل (نيسان) عن فرض رسوم جمركية «متبادلة»، فقد أحيت اتفاقية التجارة اليابانية مع الولايات المتحدة توقعات السوق برفع سعر الفائدة الرئيسي قصير الأجل إلى 0.75 في المائة، بحلول نهاية العام.

وأظهر استطلاع رأي أجرته «رويترز»، قبل إعلان اتفاقية التجارة بين اليابان والولايات المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر، أن غالبية الاقتصاديين يتوقعون أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول نهاية العام. وبالتزامن مع تقرير بنك اليابان، زادت قيمة مبيعات التجزئة في اليابان خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي بنسبة 2 في المائة سنوياً إلى 12.966 تريليون ين (نحو 87.14 مليار دولار)، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، يوم الخميس. وكان محللون يتوقعون نمو المبيعات بنسبة 1.8 في المائة، بعد نموها بمعدل 1.9 في المائة خلال مايو، وفقاً للبيانات المعدلة، وبنسبة 2.2 في المائة، وفقاً للبيانات الأولية. وفي الوقت نفسه زادت قيمة مبيعات الجملة في اليابان خلال يونيو بنسبة 1.7 في المائة سنوياً إلى 39 تريليون ين، بعد انكماشها خلال مايو بنسبة 0.9 في المائة سنوياً.

وزادت مبيعات كبرى سلاسل تجارة التجزئة خلال شهر يونيو بنسبة 1 في المائة شهرياً وسنوياً. وخلال الربع الثاني من العام الحالي ككل زادت مبيعات التجزئة في اليابان بنسبة 2.4 في المائة سنوياً إلى 38.679 تريليون ين.


مقالات ذات صلة

انتعاش الذهب بعد موجة بيع قوية وسط تقلبات نهاية العام

الاقتصاد يعرض أحد الموظفين سبيكة ذهبية بوزن كيلوغرام في متجر «غاليري 24» للذهب والمجوهرات في جاكرتا (رويترز)

انتعاش الذهب بعد موجة بيع قوية وسط تقلبات نهاية العام

ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متعافيةً من موجة بيع حادة في الجلسة السابقة، بعدما أدى انخفاض المعروض في نهاية العام إلى تفاقم التقلبات بالأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي الرئيس السوري وحاكم المصرف المركزي خلال إطلاق العملة الجديدة (سانا)

سوريا تطلق عملتها الجديدة

أُطلقت مساء الاثنين، في دمشق، العملة السورية الجديدة، في حفلٍ رسمي بقصر المؤتمرات.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد عُقود ذهبية معروضة داخل صالة مجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)

«يو بي إس» يرفع توقعاته للذهب إلى 5000 دولار للأونصة في 2026

رفع بنك يو بي إس، يوم الاثنين، توقعاته المستهدفة لأسعار الذهب، مرجّحاً أن يبلغ المعدن الأصفر مستوى 5000 دولار للأونصة، خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2026.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

«جيه إل إل»: نمو متسارع في الرياض بمشاريع بيانات 6 غيغاواط وإنشاءات بـ100 مليار دولار

تشهد العاصمة السعودية الرياض نمواً متسارعاً مدفوعاً باستثمارات كبرى تشمل مخططات لإنشاء مركز بيانات بقدرة تصل إلى 6 غيغاواط، وسوق إنشاءات بـ100 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متسوقون في سوق شعبية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

بنك اليابان يدرس الحاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة

ناقش صناع السياسة النقدية ببنك اليابان الحاجة إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة حتى بعد رفعها في ديسمبر

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الأسهم الآسيوية تنخفض متأثرة بتراجع «وول ستريت» قبيل نهاية العام

تُظهر شاشة مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون الكوري في قاعة تداول بنك هانا في سيول (أ.ب)
تُظهر شاشة مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون الكوري في قاعة تداول بنك هانا في سيول (أ.ب)
TT

الأسهم الآسيوية تنخفض متأثرة بتراجع «وول ستريت» قبيل نهاية العام

تُظهر شاشة مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون الكوري في قاعة تداول بنك هانا في سيول (أ.ب)
تُظهر شاشة مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون الكوري في قاعة تداول بنك هانا في سيول (أ.ب)

تراجعت غالبية الأسهم الآسيوية خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متأثرةً بانخفاض الأسواق الأميركية في جلسة هادئة في «وول ستريت»، في وقت استقرت فيه العقود الآجلة للأسهم الأميركية مع اقتراب نهاية عام 2025.

وتراجعت أسعار النفط الخام، بينما استأنف الذهب والفضة مسارهما الصعودي، وسط انخفاض ملحوظ في أحجام التداول، مع قيام معظم المستثمرين الكبار بإغلاق مراكزهم قبل يومين فقط من نهاية العام. ومن المقرر أن تُغلق غالبية الأسواق العالمية أبوابها يوم الخميس بمناسبة رأس السنة الميلادية، بينما تتوقف بعض الأسواق أيضاً عن التداول يومي الأربعاء والجمعة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وفي اليابان، انخفض مؤشر «نيكي 225» بنسبة 0.4 في المائة ليغلق عند 50,339.48 نقطة، رغم أنه أنهى عام 2025 بمكاسب قوية تقارب 25 في المائة.

في المقابل، ارتفع مؤشر «هانغ سينغ» في هونغ كونغ بنسبة 1.1 في المائة إلى 25,914.14 نقطة، بينما استقر مؤشر «شنغهاي» المركب عند مستوى 3,965.51 نقطة دون تغيير يُذكر.

وفي أستراليا، تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز/مؤشر أستراليا 200» بنسبة طفيفة بلغت 0.1 في المائة إلى 8,717.10 نقطة.

كما انخفض مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 0.2 في المائة إلى 4,214.17 نقطة، بينما تراجع مؤشر «تايكس» التايواني بنسبة 0.4 في المائة، وانخفض مؤشر «سينسيكس» الهندي بنسبة 0.2 في المائة.

وكانت الأسهم الأميركية قد أنهت تعاملات يوم الاثنين على تراجع في جلسة اتسمت بالهدوء وضعف السيولة. إذ انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، رغم بقائه مرتفعاً بأكثر من 17 في المائة منذ بداية العام، متجهاً نحو تحقيق مكاسبه الشهرية الثامنة على التوالي.

كما تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.5 في المائة، وهبط مؤشر ناسداك المركب بنسبة مماثلة بلغت 0.5 في المائة.

وشكّلت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى ذات التقييمات المرتفعة عبئاً على السوق، في ظل تصاعد مخاوف المستثمرين بشأن مدى قدرة العوائد المستقبلية على تبرير الاستثمارات الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتراجعت أسهم «إنفيديا» بنسبة 1.2 في المائة، بينما انخفض سهم «برودكوم» بنسبة 0.8 في المائة.

وفي سوق السندات، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، إذ انخفض عائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.11 في المائة مقارنة بـ4.13 في المائة في أواخر تعاملات الجمعة.

وتراجعت العوائد بشكل ملحوظ منذ بداية العام، عقب قيام مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض سعر الفائدة الرئيسي لدعم سوق العمل المتباطئ، وهي خطوة تُثير مخاوف من تفاقم معدلات التضخم التي لا تزال أعلى من مستهدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة.


«المركزي» يعلن إنشاء بنك للذهب في مصر

محافظ «المركزي المصري» ورئيس بنك التصدير والاستيراد الأفريقي خلال توقيع الاتفاقية (المركزي المصري)
محافظ «المركزي المصري» ورئيس بنك التصدير والاستيراد الأفريقي خلال توقيع الاتفاقية (المركزي المصري)
TT

«المركزي» يعلن إنشاء بنك للذهب في مصر

محافظ «المركزي المصري» ورئيس بنك التصدير والاستيراد الأفريقي خلال توقيع الاتفاقية (المركزي المصري)
محافظ «المركزي المصري» ورئيس بنك التصدير والاستيراد الأفريقي خلال توقيع الاتفاقية (المركزي المصري)

أعلن البنك المركزي المصري، الثلاثاء، أنه وقّع مع بنك التصدير والاستيراد الأفريقي «أفريكسيم بنك»، مذكرة تفاهم لإنشاء بنك متخصص في الذهب على مستوى القارة الأفريقية، في مصر.

وأوضح «المركزي»، أن هذه المبادرة الاستراتيجية تهدف إلى «تقوية احتياطيات البنوك المركزية، وتقليل الاعتماد على مراكز التكرير والتداول خارج أفريقيا، وإضفاء الطابع الرسمي على منظومة صناعة الذهب وتداوله».

وبموجب مذكرة التفاهم، سيعمل الجانبان على إعداد دراسة جدوى شاملة لتقييم جميع الجوانب الفنية والتجارية والتنظيمية لإنشاء منظومة متكاملة لبنك الذهب بإحدى المناطق الحرة المخصّصة في مصر، تشمل إنشاء مصفاة ذهب معتمدة دولياً، ومرافق آمنة لتخزين الذهب، إلى جانب تقديم خدمات مالية متخصصة وخدمات تداول متقدمة مرتبطة بالذهب.

كما تهدف المبادرة إلى توسيع نطاقها ليشمل جميع الدول الأفريقية، مع إشراك الحكومات والبنوك المركزية وشركات التعدين وكل المؤسسات المعنية بصناعة الذهب، لتعزيز التعاون المؤسسي وتوحيد الممارسات، وتسهيل التجارة المستدامة في الذهب والخدمات المرتبطة به داخل القارة.

وصرّح محافظ البنك المركزي المصري، حسن عبد الله، في هذا الصدد، بأن هذه المبادرة تمثّل نواة لتعاون أوسع على مستوى القارة الأفريقية، بمشاركة الحكومات والبنوك المركزية والجهات الفاعلة في أسواق الذهب، و«تؤكد التزام مصر بقيادة جهود تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية».

وأكد حسن عبد الله أن اختيار مصر لتكون مقراً للمشروع الجديد، بعد استكمال جميع الدراسات والموافقات اللازمة، يعكس الثقة الكبيرة التي توليها المؤسسات الأفريقية لقدرة مصر على استضافة مشروعات قارية كبرى، فضلاً عن موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط أفريقيا بالشرق الأوسط وأوروبا، مما يعزّز فرص مصر لتكون مركزاً إقليمياً لتجارة الذهب والخدمات المالية المرتبطة به.

ومن جانبه، قال رئيس بنك التصدير والاستيراد الأفريقي، الدكتور جورج إيلومبي: «قد تبدو مذكرة التفاهم بسيطة في مظهرها، إلا أنها تعود في مضمونها بنتائج اقتصادية هائلة على قارتنا. فمن خلالها نعلن أن ذهب أفريقيا يجب أن يخدم شعوبها. وتُنشئ هذه المذكرة -التي تُعد جزءاً من رؤية بنك التصدير والاستيراد الأفريقي لاستغلال موارد أفريقيا بما يعود بالنفع على مواطني القارة- بنكاً أفريقياً للذهب، سيساعدنا على البدء في تغيير جذري لطريقة استخراج مواردنا من الذهب وتكريره وإدارته وتقييمه وتخزينه وتداوله، بهدف أساسي؛ هو الحفاظ على قيمته داخل القارة. ومن خلال بناء مخزون الذهب بشكل فعّال، كما فعلت اقتصادات كبرى أخرى، فإننا ندعم قدرة القارة على الصمود، ونقلّل من تعرضها للصدمات الخارجية، ونعزز استقرار العملة بالدول الإفريقية وقابليتها للتحويل، ونخلق ثروة داخل القارة».


انتعاش الذهب بعد موجة بيع قوية وسط تقلبات نهاية العام

يعرض أحد الموظفين سبيكة ذهبية بوزن كيلوغرام في متجر «غاليري 24» للذهب والمجوهرات في جاكرتا (رويترز)
يعرض أحد الموظفين سبيكة ذهبية بوزن كيلوغرام في متجر «غاليري 24» للذهب والمجوهرات في جاكرتا (رويترز)
TT

انتعاش الذهب بعد موجة بيع قوية وسط تقلبات نهاية العام

يعرض أحد الموظفين سبيكة ذهبية بوزن كيلوغرام في متجر «غاليري 24» للذهب والمجوهرات في جاكرتا (رويترز)
يعرض أحد الموظفين سبيكة ذهبية بوزن كيلوغرام في متجر «غاليري 24» للذهب والمجوهرات في جاكرتا (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متعافيةً من موجة بيع حادة في الجلسة السابقة، بعدما أدى انخفاض المعروض في نهاية العام إلى تفاقم التقلبات في الأسواق، في وقت يراهن فيه المتداولون على أن تدفع العوامل الأساسية أسعار المعادن الثمينة إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة خلال عام 2026.

وصعد سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 4.361.71 دولار للأونصة بحلول الساعة 07:09 بتوقيت غرينتش، بعد أن كان قد لامس مستوى قياسياً بلغ 4.549.71 دولار يوم الجمعة. وكان المعدن الأصفر قد تراجع يوم الاثنين إلى أدنى مستوى له منذ 17 ديسمبر (كانون الأول)، مسجلاً أكبر خسارة يومية له منذ 21 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم فبراير (شباط) بنسبة 0.8 في المائة إلى 4.377.20 دولار للأونصة.

وقال كايل رودا، كبير المحللين في «كابيتال دوت كوم»، إن موجة البيع المكثفة التي بدأت منذ افتتاح تعاملات يوم الاثنين تُبرز بوضوح حجم التقلبات الكبيرة في السوق، والتي ربما تفاقمت بفعل انخفاض أحجام التداول خلال موسم عطلات نهاية العام.

وفي هذا السياق، تراجعت مؤشرات القوة النسبية لكل من الذهب، والفضة من منطقة «التشبع الشرائي» خلال جلسة الاثنين، في إشارة إلى تصحيح فني بعد موجة صعود قوية.

وسجل الذهب أداءً استثنائياً خلال عام 2025، محققاً مكاسب بنحو 66 في المائة منذ بداية العام، مدعوماً بخفض أسعار الفائدة، وتوقعات بمزيد من التيسير النقدي في الولايات المتحدة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، إلى جانب الطلب القوي من البنوك المركزية، وارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.

ويتوقع المتداولون أن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة الأميركية مرتين على الأقل خلال العام المقبل، وهو ما يدعم عادة أداء الأصول غير المدرة للدخل في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وفي سوق الفضة، ارتفع السعر الفوري بنسبة 3.1 في المائة ليصل إلى 74.49 دولاراً للأونصة، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 83.62 دولاراً في الجلسة السابقة. وكانت الفضة قد سجلت يوم الاثنين أكبر خسارة يومية لها منذ 11 أغسطس (آب) 2020.

وحقق المعدن الأبيض مكاسب لافتة بلغت 158 في المائة منذ بداية العام، متفوقاً على الذهب بفارق كبير، مدفوعاً بإدراجه ضمن قائمة المعادن الأميركية الحيوية، إلى جانب قيود المعروض، وتراجع المخزونات، وارتفاع الطلبين الصناعي، والاستثماري.

وقال كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في شركة «أواندا»، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الصعودي طويل الأجل لكل من الذهب، والفضة، مع تقديرات سعرية خلال الأشهر الستة المقبلة عند 5.010 دولار للأونصة للذهب، و90.90 دولار للأونصة للفضة.

وفي المعادن الأخرى، ارتفع سعر البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 1.8 في المائة إلى 2146.81 دولار للأونصة، بعد أن كان قد تكبد يوم الاثنين أكبر خسارة يومية له على الإطلاق عقب تسجيله مستوى قياسياً عند 2478.50 دولار.

في المقابل، تراجع سعر البلاديوم بنسبة 0.7 في المائة إلى 1605.72 دولار للأونصة، بعدما هوى بنسبة 16 في المائة خلال جلسة الاثنين.