«المركزي التركي» يبقي على سعر الفائدة عند 46 %

تماشياً مع التوقعات وخضوعاً لضغوط التضخم

البنك المركزي التركي (موقع البنك)
البنك المركزي التركي (موقع البنك)
TT

«المركزي التركي» يبقي على سعر الفائدة عند 46 %

البنك المركزي التركي (موقع البنك)
البنك المركزي التركي (موقع البنك)

أبقى «البنك المركزي التركي» على سعر الفائدة على إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو) المعتمد معياراً أساسياً لأسعار الفائدة، عند 46 في المائة.

وجاء قرار «البنك المركزي»، الذي أعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية، الخميس، متماشياً مع توقعات الأسواق. وذكر «المركزي التركي»، في بيان عقب الاجتماع، أن الاتجاه الرئيسي للتضخم انخفض في مايو (أيار) الماضي، كما تشير البيانات الرئيسية إلى استمرار انخفاض الاتجاه الرئيسي في يونيو (حزيران) الحالي، كما تظهر بيانات الربع الثاني من العام تباطؤ الطلب المحلي.

وأضاف أنه يجري حالياً، من كثب، مراقبة للآثار المحتملة للتطورات الجيوسياسية وازدياد الحمائية في التجارة العالمية على عملية خفض التضخم. وسجل معدل التضخم في تركيا في مايو الماضي 35.41 في المائة، وسط تشكيك في الإحصاءات الصادرة عن «معهد الإحصاء» الرسمي، في ظل استمرار ارتفاع الأسعار، خصوصاً أسعار المواد الغذائية. وقال «البنك المركزي» إن توقعات التضخم وسلوكيات التسعير لا تزالان من عوامل الخطر فيما يتعلق بعملية خفض التضخم.

متظاهرون في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس يطالبون بالإفراج عن رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

وتخلى «البنك المركزي التركي»، في أبريل (نيسان) الماضي عن دورة تيسير نقدي استمرت 3 أشهر، وعاد إلى تشديد سياسته، رافعاً سعر الفائدة الرئيسي بواقع 350 نقطة أساس دفعة واحدة إلى 46 في المائة.

وجاء ذلك على خلفية اضطرابات داخلية ومظاهرات صاحبت اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المعارض، أكرم إمام أوغلو، (الذي ينظر إليه على أنه أبرز منافسي الرئيس رجب طيب إردوغان) في 19 مارس (آذار) الماضي في إطار تحقيقات لا تزال مستمرة بشأن فساد مزعوم في البلدية. كما أثر القرار الأميركي الخاص برفع الرسوم الجمركية بنسبة ضئيلة على قرار «البنك المركزي». وتحت ضغط الاحتجاجات، رفع «البنك المركزي» في اجتماع لجنته للسياسة النقدية في 17 أبريل الماضي، سعر الفائدة الرئيسي من 42.5 إلى 46 في المائة، ورفع سعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة من 46 إلى 49 في المائة، وسعر الفائدة على الاقتراض لليلة واحدة من 41 إلى 44.5 في المائة. ووفق تقديرات من مصادر متعددة، فقد اضطر «المركزي التركي» إلى ضخ نحو 60 مليار دولار في الأسواق منذ 19 مارس الماضي؛ تاريخ اعتقال إمام أوغلو، للحفاظ على الليرة التركية من الانهيار بعد الهبوط الحاد للبورصة وهروب المستثمرين من الأسواق أو الإحجام عن دخولها، وكذلك لمواجهة تأثير قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشأن التعريفة الجمركية.

تعهدات باستمرار التشديد

وتعهد «البنك المركزي التركي»، في بيانه الخميس، بالاستمرار في مراقبة مؤشرات التضخم واتجاهه الأساسي، والعمل على تقليل الاتجاه الرئيسي للتضخم الشهري، وتعزيز عملية خفض التضخم من خلال موازنة الطلب المحلي، والحفاظ على موقف السياسة النقدية المتشددة حتى يتم تحقيق انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المنتظر.

تواصل أسعار المواد الغذائية ارتفاعها في الأسواق التركية (إعلام تركي)

وكرر البنك موقفه الحذر تجاه المخاطر الصعودية للتضخم، مؤكداً أنه سيجري استخدام أدوات التشديد النقدي بشكل فعال، في حال توقع حدوث تدهور كبير ودائم في التضخم. وأكد أن لجنة السياسات ستحدد الخطوات التي يتعين اتخاذها فيما يتعلق بسعر الفائدة، من خلال نهج حذر وبطريقة تعمل على الحد من الاتجاه الأساسي للتضخم، وتوفير الظروف النقدية والمالية التي من شأنها أن تهبط بالتضخم إلى الهدف المنشود على المدى المتوسط، وهو 5 في المائة، مع الأخذ في الحسبان التأثيرات المتأخرة لتشديد السياسة النقدية. وأضاف: «في هذا الصدد، سيجري استخدام جميع أدوات السياسة النقدية بشكل حاسم، وسوف يتخذ (المجلس) قراراته ضمن إطار متوقع ومستند إلى البيانات وشفاف».


مقالات ذات صلة

التضخم الفرنسي يتجاوز التوقعات في يونيو

الاقتصاد امرأة تتسوق في إحدى الأسواق المحلية في مدينة نيس (رويترز)

التضخم الفرنسي يتجاوز التوقعات في يونيو

تجاوزت أسعار المستهلك في فرنسا التقديرات الأولية لشهر يونيو (حزيران)، مؤكدة اتجاهاً أوسع في منطقة اليورو نحو ارتفاع تدريجي في معدلات التضخم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد مقر مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

شنابل من «المركزي الأوروبي»: عقبات خفض الفائدة كبيرة رغم مرونة الاقتصاد

قالت إيزابيل شنابل، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، في مقابلة نُشرت يوم الجمعة، إن العوائق أمام خفض أسعار الفائدة لا تزال «كبيرة جداً».

«الشرق الأوسط» (ميلانو - فرانكفورت)
الاقتصاد عمال تشغيل ماكينات أثناء أداء مهامهم في مصنع شركة «فاشن إنتر» المحدودة في لندن (رويترز)

أسعار المنتجين في بريطانيا ترتفع بأكثر من المتوقع بعد تصحيح البيانات

كشفت أرقام جديدة صادرة عن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني عن ارتفاع معدلات التضخم في أسعار المنتجين الصناعيين بصورة أكبر من التقديرات السابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

محضر «الفيدرالي» يكشف عن دعم محدود لخفض الفائدة في يوليو

كشف محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، المنعقد يومي 17 و18 يونيو، عن أن عدداً محدوداً فقط من صانعي السياسات أبدوا تأييدهم لخفض أسعار الفائدة في يوليو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب يتحدث في اجتماع لمجلس الوزراء بالبيت الأبيض بحضور وزير الخارجية ماركو روبيو، 8 يوليو 2025 (أ ف ب)

ترمب يطالب بخفض الفائدة 3 نقاط مئوية لتخفيف كلفة الدين

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأربعاء، مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار ثلاث نقاط مئوية على الأقل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

التضخم الفرنسي يتجاوز التوقعات في يونيو

امرأة تتسوق في إحدى الأسواق المحلية في مدينة نيس (رويترز)
امرأة تتسوق في إحدى الأسواق المحلية في مدينة نيس (رويترز)
TT

التضخم الفرنسي يتجاوز التوقعات في يونيو

امرأة تتسوق في إحدى الأسواق المحلية في مدينة نيس (رويترز)
امرأة تتسوق في إحدى الأسواق المحلية في مدينة نيس (رويترز)

تجاوزت أسعار المستهلك في فرنسا التقديرات الأولية لشهر يونيو (حزيران)، مؤكدة اتجاهاً أوسع في منطقة اليورو نحو ارتفاع تدريجي في معدلات التضخم، مدعوماً بتسارع تكاليف الخدمات وتراجع أقل حدة في أسعار الطاقة.

وأعلن مكتب الإحصاء الفرنسي، الجمعة، أن معدل التضخم المنسق في فرنسا، المعدّل للمقارنة مع دول منطقة اليورو، ارتفع إلى 0.9 في المائة على أساس سنوي في يونيو، بعد قراءة أولية بلغت 0.8 في المائة، مقارنة بـ0.6 في المائة في مايو (أيار) الماضي.

وكانت توقعات استطلاع أجرته «رويترز» بين 15 محللاً تشير إلى معدل تضخم يبلغ 0.8 في المائة، مع تباين التقديرات بين 0.8 في المائة و0.9 في المائة.

ويعزى هذا الارتفاع بشكل رئيس إلى تسارع أسعار الخدمات، التي شهدت زيادة بنسبة 2.4 في المائة سنوياً في يونيو مقابل 2.1 في المائة في مايو (أيار)؛ إذ أوضح مكتب الإحصاء الفرنسي أن ذلك جاء نتيجة ارتفاع أسرع في تكاليف الإقامة والنقل والرعاية الصحية.

في المقابل، انخفضت أسعار الطاقة بنسبة 6.7 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهو تراجع أقل حدة من انخفاض مايو الذي بلغ 8 في المائة.

كما ارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، قليلاً إلى 1.2 في المائة من 1.1 في المائة، في حين شهد تضخم أسعار المواد الغذائية تسارعاً طفيفاً إلى 1.4 في المائة مقابل 1.3 في المائة في الشهر السابق.

في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك المحلي بنسبة 1 في المائة على أساس سنوي.

وتنسجم هذه الزيادة الطفيفة مع توجه منطقة اليورو الأوسع، حيث بلغ التضخم معدل 2 في المائة، وهو هدف البنك المركزي الأوروبي، في يونيو.

ورغم هذا الارتفاع، لا تزال فرنسا تسجل أحد أدنى معدلات التضخم ضمن دول منطقة اليورو البالغ عددها 20 دولة.

وقد خفّض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة في يونيو بعد أن انخفض التضخم إلى مستوى يقل قليلاً عن الهدف، حيث ألمحت رئيسة البنك كريستين لاغارد إلى احتمال التراجع عن مزيد من التيسير في السياسة النقدية.

ومع ذلك، تثير ضغوط أسعار الخدمات المستمرة في مختلف أنحاء منطقة اليورو مخاوف من ترسخ التضخم المحلي عند مستويات تتجاوز الأهداف المرجوة.