«البتكوين» تتحدى الاضطرابات وتتخطى الـ110 آلاف دولار

لافتة تعلن قبول الدفع بعملة بتكوين في متجر بولاية أوريغون (أرشيفية - رويترز)
لافتة تعلن قبول الدفع بعملة بتكوين في متجر بولاية أوريغون (أرشيفية - رويترز)
TT

«البتكوين» تتحدى الاضطرابات وتتخطى الـ110 آلاف دولار

لافتة تعلن قبول الدفع بعملة بتكوين في متجر بولاية أوريغون (أرشيفية - رويترز)
لافتة تعلن قبول الدفع بعملة بتكوين في متجر بولاية أوريغون (أرشيفية - رويترز)

افتتحت سوق العملات المشفّرة أسبوعها بارتفاع ملحوظ، إذ استعاد سعر عملة «بتكوين» مستوى 110 آلاف دولار، مرتفعاً بنسبة 2.1 في المائة وهو حاجز نفسي وتقني مهم بالنسبة للمتداولين. ويأتي هذا الارتفاع في ظل اضطرابات متزايدة تشهدها أسواق السندات، ومخاوف متصاعدة بشأن استدامة الديون السيادية في كل من الولايات المتحدة واليابان.

ففي الولايات المتحدة، أدّى ارتفاع العجز المالي وتزايد وتيرة الإصدارات الحكومية إلى ضغط حاد على سوق السندات، حيث تواصل العوائد على أدوات الدين طويلة الأجل صعودها، مما يعكس قلق المستثمرين من التضخم وتراجع الطلب الأجنبي. أما في اليابان، فقد بدأت عوائد السندات تتجاوز نطاقها التاريخي المنخفض، وسط تكهنات بإمكانية إنهاء السياسة النقدية التيسيرية التي استمرت لعقود.

ووفقاً لتغريدة نشرها المحلّل البارز في مجال العملات الرقمية، ميخائيل فان دي بوب، فإن عودة «بتكوين» إلى مستوى 110 آلاف دولار تُعدّ إشارة إلى زخم صعودي قوي، مع لحاق العملات البديلة أيضاً بهذا الاتجاه الإيجابي.

ويأتي هذا التحرك السعري بعد أسابيع من التداول العرضي ضمن نطاق يتراوح بين 95 ألف و100 ألف دولار، بحسب ما أفادت به العديد من منصات تتبّع السوق. وبحسب بيانات منصة «بينانس»، تم تسجيل سعر BTC/USD عند 110125 دولاراً، مع حجم تداول يومي بلغ نحو 38 مليار دولار، مما يعكس ارتفاعاً في النشاط السوقي.

وفي هذا السياق، تعود «بتكوين» إلى الواجهة بوصفها أصلاً رقمياً عالي الأداء من جهة، ومرشحاً بديلاً لتخزين القيمة من جهة أخرى. ويشير محللون إلى أن التحولات الجارية في الأسواق العالمية تعزّز جاذبية العملات الرقمية، لا سيما في ظل استمرار تدفّق رؤوس الأموال المؤسسية إلى صناديق المؤشرات المرتبطة بـ«بتكوين»، والتي تجاوزت مؤخراً قيمة أصول مدارة تبلغ 104 مليارات دولار.

واللافت أن هذا الصعود لا يبدو نتاج موجة مضاربة قصيرة الأجل، بل يأتي في إطار إعادة تقييم موسّعة من قبل المستثمرين لطبيعة «الملاذات الآمنة»، إذ لم تعد أدوات الدين السيادية التقليدية - وعلى رأسها سندات الخزانة الأميركية - تحظى بالمستوى نفسه من الثقة، خاصة في بيئة تتسم بتضخم مرتفع وعجز مالي مزمن.

وفي نهاية الأسبوع، هبط سعر عملة «بتكوين» من أعلى من 111 ألف دولار إلى أدنى مستوى عند 108600 دولار، في ردّ فعل مباشر على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع الأوروبية وهواتف «آيفون» المصنّعة خارج الولايات المتحدة.

وقد أدّى هذا التحوّل المفاجئ في المزاج العام نحو تجنّب المخاطر إلى محو أكثر من 500 مليون دولار من مراكز الشراء في سوق العملات المشفّرة، حيث تكبّدت العقود الآجلة المرتبطة بعملات بتكوين وإيثر وكاردان وسولانا ودوجكوين خسائر فادحة.

لكن الأجواء تغيّرت صباح الاثنين. وقال جيف مي، المدير التنفيذي للعمليات في منصة «بي تي إس إي»، في رسالة عبر تطبيق «تلغرام»: «من جهة، أظهرت لنا التراجعات في عطلة نهاية الأسبوع مدى سرعة تأثّر سوق العملات المشفرة بالصدمات الجيوسياسية والاقتصادية». وتابع: «من جهة أخرى، فإن التسريع في تمديد المهل الجمركية يعزز الاعتقاد بأن الأسوأ قد أصبح وراءنا، وبدأ المتداولون يعودون تدريجياً إلى التراكم بحذر».


مقالات ذات صلة

ما تأثير الذكاء الاصطناعي على العملات الرقمية؟

تكنولوجيا شهد مجالا التكنولوجيا والعملات الرقمية تطورات سريعة في السنوات الأخيرة كان من أبرزها صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي (رويترز)

ما تأثير الذكاء الاصطناعي على العملات الرقمية؟

شهد مجالا التكنولوجيا والعملات الرقمية تطورات سريعة في السنوات الأخيرة، كان من أبرزها صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي مع إمكانية استخدامه في هذين المجالين.

شادي عبد الساتر (بيروت)
الاقتصاد رمزا «البتكوين» و«الإيثريوم» يغوصان في الماء (أرشيفية - رويترز)

«أسبوع العملات الرقمية» في الكونغرس... نحو تشريع دمج الأصول بالنظام المالي

تستعد صناعة العملات الرقمية هذا الأسبوع لتحقيق اختراق مهم نحو التيار المالي السائد، مع تقدم حزمة من مشاريع القوانين المؤيدة للصناعة في الكونغرس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد صورة لعملة «بتكوين» (أ.ب)

للمرة الأولى في تاريخها... «بتكوين» تتجاوز حاجز الـ120 ألف دولار

سجلت «بتكوين» مستوى جديداً غير مسبوق اليوم (الاثنين) حيث تجاوزت 120 ألف دولار للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ«طيران الإمارات» والمجموعة، خلال توقيع الاتفاقية مع ممثلي الشركتين (الشرق الأوسط)

«طيران الإمارات» تتجه لاعتماد العملات الرقمية ضمن خيارات الدفع

أعلنت شركة طيران الإمارات توقيع مذكرة تفاهم مع «كريبتو.كوم»، لاستكشاف دمج خدمة الدفع بالعملات الرقمية في أنظمتها، ضمن مساعي الشركة لتنويع خيارات الدفع.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد مواطن يغيِّر عملات من مكتب صرافة في أنقرة (د.ب.أ)

إجراءات تركية لمنع غسل الأموال في العملات المشفرة

صرّح وزير المالية التركي محمد شيمشك، بأن تركيا تتخذ خطوات لمنع غسل الأموال من عائدات جرائم المراهنات غير القانونية والاحتيال، في معاملات العملات المشفرة.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

تعاون بين «مطارات جدة» و«شانغي» لتعزيز النقل في السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
TT

تعاون بين «مطارات جدة» و«شانغي» لتعزيز النقل في السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)

ضمن مساعي السعودية للتحول لمركز محوري في صناعة الطيران العالمية، وقّعت شركة مطارات جدة مذكرة تفاهم استراتيجية مع مجموعة مطارات شانغي السنغافورية، أحد أبرز مشغلي المطارات في العالم، وذلك بهدف تعزيز التعاون في مجالات التشغيل والابتكار وتطوير تجربة المسافرين.

جاء توقيع الاتفاقية خلال زيارة رسمية شهدت حضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبد العزيز الدعيلج، ووقعها عن الجانب السعودي المهندس مازن جوهر، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات جدة، وعن الجانب السنغافوري يام كوم وينغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة شانغي.

وتشمل المذكرة عدة محاور استراتيجية، من أبرزها توسيع شبكة الربط الجوي، وتبني أحدث تقنيات الأتمتة، ورفع معايير السلامة والأمن، إلى جانب تحسين كفاءة العمليات التشغيلية.

وتأتي هذه الشراكة في إطار التوجه السعودي نحو تعزيز التنافسية الدولية لمطار الملك عبد العزيز الدولي، بوصفه أحد أبرز المشاريع الوطنية المرتبطة بالاستراتيجية الوطنية للطيران ضمن «رؤية المملكة 2030».

مراكز اقتصادية ولوجيستية

وتسعى السعودية - أكبر اقتصاد عربي - من خلال هذه الخطوات إلى إعادة تعريف مطاراتها ليس فقط كبوابات سفر، بل كمراكز اقتصادية ولوجيستية متكاملة تدعم السياحة والتجارة والعبور الدولي.

وبحسب المعلومات الصادرة اليوم، لا تقتصر أبعاد الشراكة مع «شانغي» على الجوانب الفنية والتشغيلية، بل تعكس تحوّلاً في فلسفة إدارة المطارات السعودية نحو نموذج عالمي يستثمر في شبكات المعرفة والتحالفات الدولية.

وتُعدّ هذه الخطوة جزءاً من مسار استراتيجي لتصدير الخبرة السعودية في إدارة الحشود، وتعظيم الاستفادة من البنى التحتية القائمة، وتقديم تجربة مسافر ترتقي إلى أعلى المعايير الدولية.

وأكد المهندس مازن جوهر أن مذكرة التفاهم ستفتح آفاقاً واسعة للتعاون المستقبلي في مجالات تبادل الخبرات، والتطوير التقني، واستكشاف برامج مشتركة تعزز مرونة وكفاءة منظومة النقل الجوي في المملكة.

كما أشار إلى أن التعاون مع مطارات شانغي يدعم تطلعات مطار الملك عبد العزيز في التحول إلى مركز إقليمي ومحور رئيسي للربط بين الشرق والغرب.

100 مليون مسافر

ويُعدّ مطار الملك عبد العزيز الدولي أحد أعمدة مستهدفات النقل الجوي في المملكة؛ إذ تستهدف شركة مطارات جدة خدمة أكثر من 100 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030، ورفع نسبة الإيرادات غير الجوية إلى 45 في المائة، إلى جانب مناولة 2.5 مليون طن من الشحن الجوي، وتحقيق ترانزيت يتراوح بين 12 و15 مليون مسافر، وربط المطار بأكثر من 150 وجهة عالمية.

وتُظهر الأرقام المحققة في النصف الأول من عام 2025 تصاعداً في الأداء التشغيلي، حيث بلغ عدد المسافرين نحو 25.5 مليون مسافر، بنمو نسبته 6.8 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما سجّل المطار أكثر من 150 ألف رحلة، بنمو قدره 6.3 في المائة، وتمت مناولة 29.4 مليون حقيبة، بنسبة نمو بلغت 11.9 في المائة.

وشهد المطار في 5 أبريل (نيسان) الماضي أعلى يوم تشغيلي له منذ تأسيسه؛ إذ بلغ عدد المسافرين في ذلك اليوم وحده 178 ألف مسافر، ما يعكس قدرة تشغيلية عالية وكفاءة في إدارة ذروة المواسم، وهو ما يعزز ثقة الشركاء الدوليين بقدرة المطار على النمو كمحور لوجيستي عالمي.

تحولات كبرى

وتأتي هذه الخطوة امتداداً لتحولات كبرى تشهدها صناعة الطيران في السعودية، ضمن رؤية تسعى إلى جعل قطاع الطيران رافعة رئيسية للتنمية، من خلال منظومة متكاملة من الشراكات الدولية، وتحسين البنية التحتية، وتقديم تجربة مسافر استثنائية تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذا القطاع الحيوي.