الأسهم الآسيوية ترتفع بعد خفض الصين أسعار الفائدة

سهم شركة «كاتل» خلال حفل الإدراج في هونغ كونغ (أ.ب)
سهم شركة «كاتل» خلال حفل الإدراج في هونغ كونغ (أ.ب)
TT

الأسهم الآسيوية ترتفع بعد خفض الصين أسعار الفائدة

سهم شركة «كاتل» خلال حفل الإدراج في هونغ كونغ (أ.ب)
سهم شركة «كاتل» خلال حفل الإدراج في هونغ كونغ (أ.ب)

ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الثلاثاء، بعد أن خفّضت الصين أسعار الفائدة الرئيسية، في محاولة لمواجهة التداعيات الاقتصادية التي تفاقمت جرّاء الحرب التجارية.

وسجلت أسهم شركة «كاتل» الصينية، أكبر مُصنّع للبطاريات الكهربائية في العالم، قفزة بنحو 13 في المائة، في أول ظهور لها في بورصة «هونغ كونغ»، بعد أن جمعت نحو 4.6 مليار دولار في أكبر طرح عام أولي عالمي هذا العام. كما ارتفعت أسهمها المدرجة في بورصة «شنتشن» بنسبة 0.1 في المائة، بعد تراجعها في وقت سابق من اليوم، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وفي السياق نفسه، أجرى البنك المركزي الأسترالي، يوم الثلاثاء، خفضاً آخر لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصل إلى 3.85 في المائة، بعد أن انخفض التضخم ضمن النطاق المستهدف. في المقابل، خفّض البنك المركزي الصيني سعر الفائدة الأساسي على القروض لمدة عام واحد من 3.1 في المائة إلى 3 في المائة. كما خفّض سعر الفائدة الأساسي على القروض لأجل خمس سنوات من 3.6 في المائة إلى 3.5 في المائة، في خطوة لاقت ترحيباً من المستثمرين الذين يترقبون مزيداً من التحفيز في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي.

وعلى الرغم من هذه الإجراءات، أوضح الاقتصادي زيتشون هوانغ من «كابيتال إيكونوميكس»، أن هذه التخفيضات قد لا تكون كافية لدفع انتعاش كبير في الطلب على القروض أو النشاط الاقتصادي الأوسع. وعكست أسواق الأسهم الآسيوية بعض التفاؤل؛ حيث ارتفع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.9 في المائة، و«نيكي 225» في اليابان بنسبة 0.5 في المائة، في حين ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» الأميركي بنسبة 0.1 في المائة، و«داو جونز» بنسبة 0.3 في المائة.

من جهة أخرى، تعرّضت أسواق السندات الأميركية لتقلبات بعد أن خفّضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني للحكومة الفيدرالية الأميركية، لتصبح آخر وكالة من بين الوكالات الكبرى التي تُزيل تصنيف «Aaa» من الولايات المتحدة. في هذا الصدد، قفز العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات فوق 4.55 في المائة، قبل أن يتراجع إلى 4.45 في المائة، في حين تجاوز العائد على السندات لأجل 30 عاماً 5 في المائة لفترة وجيزة قبل أن ينخفض.

وتستمر المخاوف الاقتصادية في التأثير بالأسواق؛ حيث تتركز الأنظار على تداعيات الحرب التجارية وقرارات الحكومة الأميركية المتعلقة بالضرائب والإنفاق العام، مما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن استقرار الأسواق العالمية.


مقالات ذات صلة

«وول ستريت» تفتتح تعاملاتها على انخفاض مع اقتراب مهلة الرسوم

الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تفتتح تعاملاتها على انخفاض مع اقتراب مهلة الرسوم

افتتحت «وول ستريت» تعاملاتها على انخفاض يوم الاثنين، مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد صورة تظهر انعكاس بورصة نيويورك على نافذة (أ.ب)

«وول ستريت» تستعيد الصدارة جزئياً بعد تفوق الأسهم الأوروبية في 2025

بعدما بدأت الأسهم الأوروبية عام 2025 بقوة، متفوقة على «وول ستريت»، عادت الأسواق الأميركية إلى اللحاق بها، لتستعيد الصدارة جزئياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صورة توضيحية لأوراق نقدية من الليرة التركية في إسطنبول (رويترز)

الليرة التركية تتراجع وتكسر حاجز الـ40 مقابل الدولار

تراجعت الليرة التركية بنحو 0.2 في المائة لتتجاوز عتبة 40 ليرة مقابل الدولار في وقت مبكر من يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول )
الاقتصاد مجسمات ثلاثية الأبعاد مصغّرة للرئيس الأميركي دونالد ترمب وإيلون ماسك إلى جانب شعار «تسلا» (رويترز)

أسهم «تسلا» تتراجع بعد إعلان ماسك عن «حزب أميركا»

تراجعت أسهم شركة «تسلا» بأكثر من 3 في المائة يوم الاثنين، وسط قلق متزايد بين المستثمرين بشأن انشغال الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بمساعٍ سياسية جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر «داكس» الألماني لأسعار الأسهم معروض في بورصة فرنكفورت (رويترز)

تباين أداء الأسهم الأوروبية وسط حالة من الحذر

شهدت الأسهم الأوروبية تبايناً في أدائها، يوم الاثنين، مع ترقب المستثمرين أي مستجدّات رئيسية تتعلق بالتجارة مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«بريكس» ترى واقعاً جديداً متعدد الأقطاب هي تمثله... وترمب يهددها

قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
TT

«بريكس» ترى واقعاً جديداً متعدد الأقطاب هي تمثله... وترمب يهددها

قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)

صرحت «بريكس» لأول مرة وبشكل علني، بأن سياسة القطب الواحد في العالم انتهت، وأنها ستحل محل القطب الثاني.

وفي تصريحات للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال فعاليات القمة الـ17 لمجموعة «بريكس»، في ريو دي جانيرو، سلطت الضوء على فشل الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أكد: «إذا لم تعكس إدارة الشؤون الدولية الواقع الجديد متعدد الأقطاب في القرن الحادي والعشرين فإن الأمر متروك لمجموعة (بريكس) للمساعدة في تحديثها».

وأبدت أكثر من 30 دولة اهتمامها بالمشاركة في «بريكس» بالعضوية الكاملة أو الشراكة.

لكنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال إن بلاده ستفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة على أي دولة تتبنى سياسات مجموعة بريكس «المعادية لأميركا».

وفي ظل الانقسامات التي تعاني منها تكتلات اقتصادية مثل مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين، ونهج الرئيس ترمب «أميركا أولاً»، تُقدم مجموعة «بريكس» نفسها على أنها ملاذ للدبلوماسية متعددة الأطراف في خضم الصراعات العنيفة والحروب التجارية.

وخلال كلمته الافتتاحية لقمة «بريكس»، شبَّه رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، التجمع بحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة وهي مجموعة من الدول النامية التي رفضت الانضمام رسمياً إلى أيٍّ من طرفي النظام العالمي المنقسم.

رؤساء الدول المشاركين بقمة «بريكس» في البرازيل (أ.ف.ب)

وقال لولا لزعماء المجموعة: «بريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز... وفي ظل المخاطر التي تحيق بالتعددية، أصبحت استقلاليتنا مهددة مرة أخرى».

وفي بيان مشترك صدر مساء الأحد، حذرت «بريكس» من أن زيادة الرسوم الجمركية تهدد التجارة العالمية، مواصلةً بذلك انتقادها المبطن سياسات ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية.

وبعد ساعات، حذر ترمب من أنه سيعاقب الدول التي تسعى لأن تحذو حذو المجموعة.

وقال ترمب في منشور على «تروث سوشيال»: «أي دولة تنحاز إلى سياسات (بريكس) المعادية لأميركا ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة عشرة في المائة. لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسات. شكراً لانتباهكم لهذا الأمر!».

وأشار لولا في تصريحات أدلى بها، السبت، إلى أن دول «بريكس» تمثل الآن ما يزيد على نصف سكان العالم و40 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي، محذراً في الوقت نفسه من ازدياد سياسات الحماية التجارية.

وفي أول قمة لها عام 2009، ضمت مجموعة «بريكس» البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل أن تنضم إليها جنوب أفريقيا لاحقاً. وفي العام الماضي ضمَّت مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات كأعضاء.

نفوذ وتعقيدات متزايدة

وأضاف توسع «بريكس» ثقلاً للمجموعة التي تطمح إلى التحدث باسم الدول النامية في نصف الكرة الجنوبي، مما عزَّز الدعوات لإصلاح مؤسسات عالمية مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي.

وبدأ زعماء مجموعة «بريكس» للدول النامية قمة في البرازيل الأحد، استمرت حتى الاثنين.

وعبَّرت «بريكس» عن دعمها لانضمام إثيوبيا وإيران إلى منظمة التجارة العالمية التي دعتها المجموعة إلى استعادة قدرتها على حل النزاعات التجارية سريعاً.

وأيَّد القادة في البيان خططاً لتجريب مبادرة «ضمانات (بريكس) متعددة الأطراف» في بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة بهدف خفض تكاليف التمويل وتعزيز الاستثمار في الدول الأعضاء. وكانت «رويترز» أول من أورد هذا الخبر الأسبوع الماضي.

وفي بيان منفصل عقب مناقشة الذكاء الاصطناعي، دعا الزعماء إلى توفير الحماية من الاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي لتجنب الجمع المفرط للبيانات والسماح بآليات عادلة للرواتب والأجور.

حضور سعودي

نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وصل الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، الاثنين، إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية؛ ليرأس وفد المملكة في القمة السابعة عشرة لمجموعة «بريكس» 2025، وذلك بصفتها دولة مدعوّة للانضمام إلى المجموعة.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال حضورهما قمة «بريكس»... (أ.ف.ب)

وشارك وزير الخارجية في أعمال اليوم الثاني من الاجتماع، الذي حضرته الدول الشريكة والدول المدعوة من الرئاسة والمنظمات الدولية، وناقش جهود التنمية الدولية، بما فيها قضايا المناخ ومحاربة تفشي الأوبئة والأمراض.

انطلقت القمة الـ17، الأحد وتستمر الاثنين، على مستوى القادة لدول «بريكس»، التي تضم حالياً 11 دولة، بعد توسعها الأخير، في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

تأتي أهمية القمة في عالمٍ يزداد فيه الانقسام، وسط اضطرابات اقتصادية ضربت سلاسل التوريد العالمية، جراء رسوم جمركية أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي حذَّر «بريكس»، بشكلٍ علني، من تبنّي عُملة موحدة والتخلي عن الدولار.