ارتفاع الأسهم الصينية واليوان مع التفاؤل بشأن محادثات جنيف

أوراق نقدية صينية باليوان بين عدة أوراق نقدية من الدولار الأميركي (د.ب.أ)
أوراق نقدية صينية باليوان بين عدة أوراق نقدية من الدولار الأميركي (د.ب.أ)
TT

ارتفاع الأسهم الصينية واليوان مع التفاؤل بشأن محادثات جنيف

أوراق نقدية صينية باليوان بين عدة أوراق نقدية من الدولار الأميركي (د.ب.أ)
أوراق نقدية صينية باليوان بين عدة أوراق نقدية من الدولار الأميركي (د.ب.أ)

ارتفعت الأسهم الصينية وكذلك اليوان يوم الاثنين، بعد أن أظهرت محادثات نهاية الأسبوع في جنيف بين المسؤولين الصينيين والأميركيين بوادر مشجعة على تهدئة الحرب التجارية عالية المخاطر.

وأجرى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، وكبير المفاوضين التجاريين جيميسون غرير، محادثات مطولة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع كبار المسؤولين الصينيين بقيادة نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في سويسرا. وسادت أجواء إيجابية بين الجانبين بعد ذلك؛ حيث تنتظر الأسواق تفاصيل أي اتفاق مبكر في وقت لاحق من اليوم.

وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.6 في المائة عند استراحة منتصف النهار، بينما أضاف مؤشر «شنغهاي المركب» 0.4 في المائة. وارتفع مؤشر «هانغ سنغ القياسي» في هونغ كونغ بنسبة 0.9 في المائة.

وارتفع اليوان بنسبة 0.2 في المائة مقابل الدولار، بينما ارتفع نظيره في الخارج بنحو 0.3 في المائة في التعاملات الآسيوية.

وصرَّح تشارلز وانغ، رئيس مجلس إدارة شركة «شنتشن دراغون باسيفيك» لإدارة رأس المال في شنتشن: «كانت محادثات نهاية الأسبوع أفضل من المتوقع. ويواجه كلا الجانبين حوافز وضغوطاً قوية للمضي قدماً في محادثات التجارة». وأضاف: «لكن العملية ستكون طويلة. ويتعين على كلا الجانبين تحديد مجالات التنازل والمثابرة».

قبل المحادثات، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى احتمال خفض الرسوم الجمركية البالغة 145 في المائة على الصين؛ بل وطرح رقماً بديلاً للرسوم الجمركية بنسبة 80 في المائة، قال إنه «يبدو مناسباً».

وتقع الصين في قلب حرب ترمب التجارية العالمية التي هزت الأسواق المالية، وزعزعت سلاسل التوريد، وزادت من مخاطر تباطؤ اقتصادي عالمي حاد.

وقد تصاعدت التوترات بين الجانبين بشكل مطرد منذ تنصيب ترمب في يناير (كانون الثاني)، وتفاقمت بعد إعلانه في الثاني من أبريل (نيسان)، بمناسبة «يوم التحرير»، فرض رسوم جمركية شاملة، وردَّت بكين بفرض رسوم جمركية مماثلة على السلع الأميركية.

وانخفض مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بشكل حاد، في الأسبوع الذي تلا إعلانات الرسوم الجمركية، ولكنه تعافى منذ ذلك الحين. وهو الآن قريب من مستوى الثاني من أبريل.

كما انخفض مؤشر «هانغ سنغ القياسي» في هونغ كونغ بنسبة 0.3 في المائة منذ الثاني من أبريل. واستفاد اليوان من هروب رؤوس الأموال من الأسواق الأميركية والأصول الدولارية، وارتفع بنسبة 0.4 في المائة منذ أوائل أبريل.

وتصدر مؤشر «سي إس آي للدفاع» المكاسب يوم الاثنين؛ حيث ارتفع بنسبة 5 في المائة، وقفز مؤشر قطاع تكنولوجيا المعلومات الفرعي بنسبة 0.9 في المائة.

وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر «هانغ سنغ للتكنولوجيا» بنسبة 1.9 في المائة، وارتفع مؤشر «هانغ سنغ للسيارات» بنسبة 2.1 في المائة.


مقالات ذات صلة

أميركا وكوريا الجنوبية تجريان محادثات تجارية الأحد

الاقتصاد رصيف حاويات هانغين في ميناء بوسان الجديد جنوب شرقي سيول (رويترز)

أميركا وكوريا الجنوبية تجريان محادثات تجارية الأحد

يتوجه فريق من المفاوضين التجاريين الكوريين الجنوبيين إلى الولايات المتحدة الأحد للمشاركة في أول مفاوضات على مستوى مجموعتي العمل للبلدين تحت إدارة الرئيس لي جاي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد شعار صندوق النقد الدولي يظهر خارج مقرّه الرئيس في واشنطن (رويترز)

صندوق النقد الدولي: أوروبا متماسكة اقتصادياً... لكن التحديات تتفاقم

قال صندوق النقد الدولي إن اقتصادات أوروبا لا تزال تُبدي قدراً كبيراً من التماسك، في ظل تسجيل معدلات بطالة منخفضة بشكل غير مسبوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

والر من «الفيدرالي» يدعو لخفض الفائدة في يوليو مع تراجع مخاطر التضخم

قال كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي «الاحتياطي الفيدرالي»، الجمعة، إنه لا يتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع معدلات التضخم بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متسوقون يسيرون في شارع ريجنت بلندن (رويترز)

مبيعات التجزئة البريطانية تسجل أكبر انخفاض شهري منذ ديسمبر 2023

أظهرت بيانات رسمية، يوم الجمعة، أن أحجام مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة سجلت أكبر انخفاض شهري منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، في ظل تراجع الإنفاق الاستهلاكي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد البنك المركزي التركي (موقع البنك)

«المركزي التركي» يبقي على سعر الفائدة عند 46 %

أبقى «البنك المركزي التركي» على سعر الفائدة على إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو) المعتمد معياراً أساسياً لأسعار الفائدة، عند 46 في المائة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ازدياد الخصم على النفط الإيراني للصين مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط

ناقلة النفط «آيس إنرجي» بالعلم الليبيري تحمل النفط الإيراني من ناقلة النفط لانا (بيغاس سابقاً) (أرشيفية - رويترز)
ناقلة النفط «آيس إنرجي» بالعلم الليبيري تحمل النفط الإيراني من ناقلة النفط لانا (بيغاس سابقاً) (أرشيفية - رويترز)
TT

ازدياد الخصم على النفط الإيراني للصين مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط

ناقلة النفط «آيس إنرجي» بالعلم الليبيري تحمل النفط الإيراني من ناقلة النفط لانا (بيغاس سابقاً) (أرشيفية - رويترز)
ناقلة النفط «آيس إنرجي» بالعلم الليبيري تحمل النفط الإيراني من ناقلة النفط لانا (بيغاس سابقاً) (أرشيفية - رويترز)

ذكر متعاملون ومحللون أن بائعي النفط الإيراني إلى الصين يُقدمون هذا الشهر خصماً أكبر، وسط مساعٍ لخفض المخزونات، وفي ظل تقليص شركات التكرير المستقلة الصغيرة عمليات الشراء بسبب قفزة أسعار الخام.

وقال 3 متعاملين، وفقاً لـ«رويترز»، إنه يجري تداول النفط الخام الإيراني الخفيف بخصم يتراوح بين 3.30 و3.50 دولار للبرميل عن سعر خام برنت في بورصة «إنتركونتيننتال» للشحن لشهر يوليو (تموز) المقبل، مقارنة بخصم نحو 2.50 دولار في يونيو (حزيران) الحالي.

والمصافي الصغيرة المستقلة المشتري الرئيسي للخام الإيراني في الصين. وتعاني هذه المصافي من ضغوط في الوقت الراهن بسبب ارتفاع أسعار الخام 10 دولارات للبرميل منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وإيران الأسبوع الماضي.

وأوضح المتعاملون أن مصافي التكرير الصغيرة بمركز التكرير في إقليم شاندونغ تتكبد أكبر خسائرها هذا العام.

وتقدر شركة الاستشارات «سابلايم تشاينا إنفورميشن» متوسط الخسائر، بما يصل إلى 353 يواناً (49.15 دولار) للطن هذا الأسبوع.

وتُشير البيانات إلى أن عمليات التكرير في شاندونغ ظلّت منخفضة عند 51 في المائة من القدرة الإنتاجية حتى 18 يونيو، انخفاضاً من 64 في المائة قبل عام.

وفي الوقت نفسه، تظهر تحليلات شركة «فورتيكسا» أن مخزونات النفط الإيراني، بما في ذلك في مواقع التخزين الصينية وفي الناقلات قرب المواني الصينية وقبالتها بانتظار التفريغ، وفي وحدات التخزين العائمة بالقرب من ماليزيا وسنغافورة، تبلغ 70 مليون برميل.

وتُعادل هذه الكميات شهرين من الطلب على النفط الإيراني من الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.

وتُشير بيانات شركة «كبلر» لتتبع ناقلات النفط إلى وجود تغيُّر في الكميات يتجاوز 30 مليون برميل هذا العام في المخازن العائمة. وتُقدر كل من «كبلر» و«فورتيكسا» إجمالي النفط الإيراني في المياه، بما في ذلك في وحدات التخزين العائمة، بنحو 120 مليون برميل، وهو أكبر كمية منذ 2023 على أقل تقدير.

وأدَّت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة على 3 من المصافي الصينية المستقلة إلى تقليص عمليات شراء النفط الإيراني من جانب عدد من المصافي متوسطة الحجم، التي تخشى إدراجها على قائمة العقوبات، وفقاً لـ«رويترز».

وقدّر أحد المتعاملين الإمدادات الإيرانية إلى الصين التي جرى استبدال نفط غير خاضع للعقوبات بها، بـ100 ألف برميل يومياً في النصف الأول من عام 2025، وهو قدر بسيط بالنظر إلى أن الإمدادات الإيرانية للصين، التي تتراوح بين 1.4 و1.5 مليون برميل يومياً.

إلى ذلك، ذكرت وزارة الخزانة الأميركية في إشعار على موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن إدارة دونالد ترمب أصدرت عقوبات جديدة متعلقة بإيران، شملت كيانين مقرهما في هونغ كونغ، وأخرى متعلقة بمكافحة الإرهاب.

وأفاد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة بأن العقوبات تستهدف ما لا يقل عن 20 كياناً و5 أفراد و3 سفن.

وقال جون إيفانز، المحلل في «بي في إم»: «هناك إمدادات أكثر من كافية على مستوى العالم لعام 2025، ولكن ليس في ظل سيناريو احتجاز 20 مليون (برميل يومياً) في بحار شبه الجزيرة العربية، مهما طال أمد ذلك».

وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة ردّاً على الضغوط الغربية، وأي إغلاق للمضيق قد يُقيد التجارة، ويؤثر على أسعار النفط العالمية.

وقالت شركتان لتتبع السفن لـ«رويترز» يوم الخميس، إن إيران تحافظ على إمدادات النفط الخام من خلال تحميل ناقلات النفط واحدة تلو الأخرى ونقل مخازن النفط العائمة إلى أماكن أقرب إلى الصين، وذلك في إطار سعيها للحفاظ على مصدر دخل رئيسي وسط الصراع الإسرائيلي الإيراني.