سياسة ترمب الجمركية تدفع الدول المفروض عليها رسوم عقابية للتقارب فيما بينها

أول زيارة لمفوض أوروبا الاقتصادي للصين... واجتماع ثلاثي بين بكين وسيول وطوكيو

عامل يسير أمام أعلام الاتحاد الأوروبي والصين (أرشيفية - رويترز)
عامل يسير أمام أعلام الاتحاد الأوروبي والصين (أرشيفية - رويترز)
TT
20

سياسة ترمب الجمركية تدفع الدول المفروض عليها رسوم عقابية للتقارب فيما بينها

عامل يسير أمام أعلام الاتحاد الأوروبي والصين (أرشيفية - رويترز)
عامل يسير أمام أعلام الاتحاد الأوروبي والصين (أرشيفية - رويترز)

دفعت رسوم ترمب الجمركية الشركاء التجاريين للتقارب فيما بينهم، مما قد يشكل بيئة تجارية عالمية جديدة.

فبينما التقى وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو، مع المفوض الأوروبي لشؤون التجارة والأمن الاقتصادي ماروس سيفكوفيتش، لإجراء مباحثات تجارية و«تكافؤ الفرص» في التجارة. من المقرر أن يزور «تاو» سيول لحضور اجتماع وزاري ثلاثي يعقد، الأحد، مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني، لمناقشة بيئة التجارة العالمية المتغيرة.

ووصفت وزارة التجارة الصينية اجتماع يوم الجمعة، مع المفوض الأوروبي لشؤون التجارة والأمن الاقتصادي، بأنه تبادل صريح وعملي لوجهات النظر.

وكتب سيفكوفيتش على موقع «إكس»، أنه من الضروري ضمان أن تكون «العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والصين مبنية على تكافؤ الفرص، من حيث تدفقات التجارة، وكذلك الاستثمار مع فتح أسواق متناظرة».

وهذه أول زيارة يقوم بها سيفكوفيتش للصين منذ توليه منصبه في أواخر العام الماضي.

ويسعى كبار المسؤولين في بكين وأوروبا إلى إيجاد أرضية مشتركة على الرغم من النزاعات التجارية طويلة الأمد، في الوقت الذي تهدد فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بقلب العلاقات عبر الأطلسي والتجارة العالمية رأساً على عقب.

وفي إطار حرب تجارية مع الصين، أعلن ترمب، في وقت سابق من الشهر الحالي، زيادة بنسبة 10 في المائة على الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية لترتفع نسبتها الإجمالية إلى 20 في المائة منذ توليه المنصب.

وردّت الصين بإعلانها فرض رسوم جمركية بنسبة 15 في المائة على مجموعة من المنتجات الزراعية الأميركية منها فول الصويا ولحم الخنزير والقمح. وتوعّدت الصين، أكبر منتج للصلب في العالم، باتّخاذ «كل التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة» ردّاً على رسوم جمركية فرضتها الولايات المتّحدة الأميركية على صادراتها من الصلب والألمنيوم.

وأعرب ترمب بعدها، عن استعداده لتسويات جمركية مع الصين مقابل موافقتها على بيع أنشطة منصة «تيك توك» في الولايات المتحدة.

على صعيد موازِ، ذكرت سيول أن وزيري التجارة الكوري الجنوبي والصيني اجتمعا، السبت، لمناقشة بيئة التجارة العالمية المتغيرة، واتفقا على التعاون بين البلدين وفي المنتديات التجارية متعددة الجنسيات.

ويزور وانغ ون تاو وزير التجارة الصيني، سيول لحضور اجتماع وزاري ثلاثي يعقد الأحد، مع نظيريه؛ الكوري الجنوبي آن دوك جون، والياباني يوغي موتو.

وقالت وزارة التجارة والصناعة الكورية الجنوبية، في بيان، إن الوزيرين «أجريا مناقشات حول تدابير التعاون الثنائي وقضايا التجارة رداً على التغيرات في بيئة التجارة العالمية».

ويعد الاجتماع بين الوزيرين الأول من نوعه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ويأتي في الوقت الذي من المتوقع أن تتأثر فيه واردات البلدين بالرسوم الجمركية التي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرضها.

وتتأهب كوريا الجنوبية لرسوم جمركية قد تؤثر على صادراتها الرئيسية إلى الولايات المتحدة، مثل أشباه الموصلات وبطاريات السيارات الكهربائية.

وصرح آن بأن الرسوم الجمركية البالغة 25 في المائة على السيارات، التي أعلنها ترمب الأسبوع الماضي، من المتوقع أن تُسبب «صعوبات جمة» لشركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية.


مقالات ذات صلة

مسؤول صيني: الرسوم الجمركية الأميركية تهدف إلى «تدمير هونغ كونغ»

الاقتصاد ميناء فيكتوريا ومنطقة الأعمال المركزية في حالة من الضباب مع غروب الشمس فوق هونغ كونغ (رويترز)

مسؤول صيني: الرسوم الجمركية الأميركية تهدف إلى «تدمير هونغ كونغ»

قال أحد كبار المسؤولين الصينيين المشرفين على شؤون هونغ كونغ، إن حرب الرسوم الجمركية الأميركية تهدف إلى «تدمير هونغ كونغ».

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد موظف يحمل قطعة من المجوهرات الذهبية في سوق باندا آتشيه بإندونيسيا (أ.ف.ب)

الذهب يرتفع مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية

ارتفع الذهب يوم الثلاثاء وسط استمرار حالة عدم اليقين بشأن خطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب للرسوم الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد برج حفر ضخم على منصة تابعة لشركة «بي بي» في خليج المكسيك (رويترز)

النفط يرتفع مع ترقب لتطورات الرسوم وانتعاش واردات الخام الصينية

ارتفعت أسعار النفط قليلاً الثلاثاء، مدعومةً بإعفاءات جديدة من الرسوم الجمركية أعلنها الرئيس دونالد ترمب، وانتعاش واردات النفط الخام الصينية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» يتحدث خلال مؤتمر «رويترز نيكست» في نيويورك - ديسمبر 2024 (رويترز)

الرئيس التنفيذي لـ«غولدمان ساكس»: ضبابية الحرب التجارية ترفع احتمالات الركود في 2025

ازدادت احتمالات الركود الاقتصادي، وفقاً للرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» ديفيد سولومون، الذي حذّر من دخول الربع الثاني من عام 2025 في ظل بيئة تشغيلية مختلفة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد محمد جاد الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد مصر (الثاني من اليسار) وعلى يمينه كارلا سليم مسؤولة منطقة الشرق الأوسط ووسيم بن خضراء رئيس الاتصال المؤسسي بالبنك خلال المائدة المستديرة مع الصحافيين (الشرق الأوسط)

«ستاندرد تشارترد» يتوقع تراجع اقتصاد أميركا 0.5 % مع ارتفاع التضخم بسبب الرسوم

توقع بنك «ستاندرد تشارترد» البريطاني تباطؤ النمو الاقتصادي الأميركي بنحو 0.5 في المائة خلال العام الجاري بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي.

صبري ناجح (القاهرة)

شركة البترول الوطنية الكويتية تبدأ خطوات تنفيذية لدمج «كيبك»

أحد العاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية (كونا)
أحد العاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية (كونا)
TT
20

شركة البترول الوطنية الكويتية تبدأ خطوات تنفيذية لدمج «كيبك»

أحد العاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية (كونا)
أحد العاملين في شركة البترول الوطنية الكويتية (كونا)

أعلنت شركة البترول الوطنية الكويتية يوم الثلاثاء انطلاق الخطوات التنفيذية لدمج الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك) عن طريق ضمها بالكامل.

وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة، وضحة الخطيب، في بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إن إجراءات دمج الشركتين تتم على أسس قانونية ومهنية مدروسة، وفي إطار مشروع إعادة الهيكلة الشاملة الذي تنفذه مؤسسة البترول الكويتية.

وأضافت الخطيب أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز التعاون والتكامل بين شركات القطاع النفطي الكويتي وتركيز جهودها تبعاً للاختصاص ولطبيعة المهام، مما يمنح هذه الشركات آفاقاً وقدرات مستقبلية أوسع، ويمكنها من تحقيق إنجازات ونجاحات أكبر.

وأعربت عن ثقتها بأن تؤدي عملية الدمج بين الشركتين في نهاية المطاف إلى تقديم نموذج ناجح في الانتقال العملي إلى كيان اقتصادي أكبر يحقق أهداف وتطلعات القطاع والدولة والتنمية المستدامة.

ولفتت إلى أن التحديات والتطورات المتسارعة اللتين تشهدهما صناعة النفط والغاز العالمية تضعان القطاع النفطي الكويتي أمام مسؤولية مواكبة هذه التطورات، وتحتم عليه تعزيز مرونته للتكيف مع مستجداتها ومتغيراتها.

وأكدت حرص القطاع، ممثلاً في مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة، على الاستمرار في الوفاء بالتزاماته تجاه عملائه في الداخل والخارج وتحقيق المزيد من النمو الذي يعود عليه بفوائد عدة، ويتناسب مع المكانة الرائدة لدولة الكويت على مستوى هذه الصناعة العالمية الحيوية.

وأشارت الخطيب إلى أن القطاع يجري باستمرار مراجعات دورية لخططه الاستراتيجية، كما يعيد تقييم منظومة أهدافه لتتماشى مع هذه الخطط، لافتة إلى أنه يولي اهتماماً خاصاً بقياس واختبار مستويات أدائه وفاعليته وكفاءته التشغيلية، وبناء على ذلك يتخذ كل ما يلزم لتحقيق هذه الأهداف.

ولفتت إلى حرصها على وضع العاملين في صورة الخطوات الجارية ضمن مشروع إعادة الهيكلة الشاملة بكل شفافية ووضوح، مؤكدة أنهم دائماً في طليعة أولويات الإدارة العليا للشركة بوصفهم «الأساس الذي تستند إليه الشركة في كل مشاريعها وخططها»، وهي تعول عليهم كثيراً في استيعاب مختلف التطورات وفي تقديم الدعم اللازم لإنجاح أعمالها وتحقيق أهدافها.