الرئيس التنفيذي لـ«غولدمان ساكس»: ضبابية الحرب التجارية ترفع احتمالات الركود في 2025

ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» يتحدث خلال مؤتمر «رويترز نيكست» في نيويورك - ديسمبر 2024 (رويترز)
ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» يتحدث خلال مؤتمر «رويترز نيكست» في نيويورك - ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

الرئيس التنفيذي لـ«غولدمان ساكس»: ضبابية الحرب التجارية ترفع احتمالات الركود في 2025

ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» يتحدث خلال مؤتمر «رويترز نيكست» في نيويورك - ديسمبر 2024 (رويترز)
ديفيد سولومون الرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» يتحدث خلال مؤتمر «رويترز نيكست» في نيويورك - ديسمبر 2024 (رويترز)

ازدادت احتمالات الركود الاقتصادي، وفقاً للرئيس التنفيذي لبنك «غولدمان ساكس» ديفيد سولومون، الذي حذّر من دخول الربع الثاني من عام 2025، في ظل بيئة تشغيلية مختلفة جذرياً، نتيجة تصاعد حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال سولومون، في بيان صدر يوم الاثنين، إن عملاء البنك من الشركات والمؤسسات الاستثمارية «يشعرون بقلق بالغ حيال حالة الغموض الكبيرة، سواء على المدى القريب أو البعيد، ما قيد قدرتهم على اتخاذ قرارات استراتيجية مهمة». وأضاف أن هذه الضبابية في الرؤية المستقبلية، إلى جانب المخاوف من تصاعد آثار الحرب التجارية، «تخلق مخاطر جوهرية على الاقتصادين الأميركي والعالمي».

وأشاد الرئيس التنفيذي بالتركيز الذي توليه إدارة ترمب على الحواجز التجارية، وتعزيز التنافسية الأميركية، واصفاً إياه بالمستحق للتقدير. وعدّ آثار الحرب التجارية تسببت بمخاطر مادية على الاقتصاد الأميركي، مشيراً إلى أن الأسواق من المرجح أن تبقى متقلبة حتى تتضح الرؤية بشكل أكبر. وحذر من أنه في حال أصبحت البيئة أكثر تقييداً، فهناك خطر من تباطؤ النشاط.

ورغم أن تقلبات الأسواق عززت إيرادات وأرباح «غولدمان ساكس» في الربع الأول من العام، فإن تراجع رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية، يعكس تعقيد المشهد الاقتصادي في عام 2025، حتى بالنسبة لأكبر المؤسسات المالية في «وول ستريت».

وأشار سولومون إلى وجود «نشاط هائل في سوق العملات حالياً، مدفوعاً بزيادة تركيز المستثمرين على تحركات الدولار». كما أوضح أن البنك «يتجه للتخلص من الغالبية العظمى من الاستثمارات الرئيسية التاريخية بحلول نهاية عام 2026».

وأضاف: «نرصد ازدياداً في مستوى القلق على المدى القصير لدى الرؤساء التنفيذيين خارج الولايات المتحدة». وختم بالقول: «رسالتي الأساسية هي التريّث، حتى تتضح معالم عدد من القضايا الجوهرية التي تؤثر في البيئة الاقتصادية العالمية».


مقالات ذات صلة

نائب رئيس «الفيدرالي»: سنأخذ تخفيض «موديز» بالاعتبار في قرارات السياسة النقدية

الاقتصاد مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

نائب رئيس «الفيدرالي»: سنأخذ تخفيض «موديز» بالاعتبار في قرارات السياسة النقدية

قال نائب رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» فيليب جيفرسون إن خفض تصنيف «موديز» للولايات المتحدة سيُؤخذ بعين الاعتبار كأي معلومة أخرى عند تحديد السياسة النقدية.

«الشرق الأوسط» (أتلانتا - نيويورك )
الاقتصاد أفق مدينة بانكوك عند غروب الشمس (رويترز)

اقتصاد تايلاند يسجل نمواً قوياً في الربع الأول

أظهرت بيانات صادرة يوم الاثنين أن اقتصاد تايلاند سجل نمواً فاق التوقعات خلال الربع الأول من عام 2025.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد رجل يلتقط صورة بهاتفه للوحة إلكترونية تعرض مؤشرات السوق في بورصة «بي 3» في ساو باولو (أرشيفية - رويترز)

«جي بي مورغان» ترفع تصنيفها لأسهم الأسواق الناشئة

رفعت «جي بي مورغان» تصنيفها لأسهم الأسواق الناشئة من «محايد» إلى «زيادة الوزن» يوم الاثنين، مشيرة إلى انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أعلام «الاتحاد الأوروبي» أمام مقر «البنك المركزي» في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

«المفوضية الأوروبية» تخفض توقعات نمو منطقة اليورو لعامي 2025 و2026

أعلنت «المفوضية الأوروبية» أن اقتصاد منطقة اليورو، التي تضم 20 دولة، من المتوقع أن ينمو بنسبة 0.9 في المائة عام 2025، وهو ما يمثل انخفاضاً عن التوقعات السابقة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد يقف الناس أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» الياباني في طوكيو (أ.ب)

بعد خفض تصنيف أميركا... الأسواق الآسيوية تبدأ الأسبوع بتراجع

سجلت الأسواق الآسيوية تراجعاً يوم الاثنين، بعد أن قامت وكالة «موديز» بخفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )

«اجتماعات البنك الإسلامي»... دعوات لتبادل التجارب الناجحة ومواجهة تحديات الشباب

جانب من جلسات الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)
جانب من جلسات الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)
TT

«اجتماعات البنك الإسلامي»... دعوات لتبادل التجارب الناجحة ومواجهة تحديات الشباب

جانب من جلسات الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)
جانب من جلسات الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)

شدد وزير الشباب الجزائري، مصطفى حيداوي، على ضرورة تعزيز تبادل التجارب الناجحة بين بلدان العالم الإسلامي، ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الشباب، بمجالات التنمية والابتكار والعدالة الاجتماعية، مؤكداً أن بلاده عازمة على مواصلة دعم الشباب وبناء طاقاتهم وكفاءاتهم.

وقال حيداوي لدى مخاطبته أعمال الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر، الاثنين، إن تجربة بلاده «اليوم ترتكز على جناحين؛ جناح سياسي يوفّر البيئة المناسبة للشباب للمشاركة في القرار، واقتصادي وتقني يُمكّنه من إطلاق مبادراته ومشروعاته في بيئة حاضنة ومحفزة».

وأضاف حيداوي أنه «منذ خطوات 2019، شهدت الجزائر بزوغ شعور جديد وتوجه سياسي متجدد، بشأن فئة الشباب، حيث اتخذت جملة من الإصلاحات وضعت الشباب في قلب صناعة القرار الوطني، ومنحته دوراً محورياً في رسم السياسات المستقبلية».

ووفق حيداوي، فإن ذلك «تجلى في دسترة دور الشباب بوصفه ركيزةً أساسيةً في التنمية الوطنية ضمن (دستور 2020)، وإدراج تمكين الشباب اقتصادياً ضمن التعهدات الرئاسية، وإنشاء المجلس الأعلى للشباب، ليكون صوتاً مدافعاً عن انشغالات هذه الفئة، وشريكاً فعلياً في صياغة القرارات العمومية».

وتابع: «جرى استحداث وزارة خاصة بالشباب، وتعديل قانون الانتخابات؛ لتمكينهم من دخول الهيئات المنتخبة محلياً ووطنياً، فكل هذه المبادرات أسّست منظومة بيئية محفزة، مكنت الشباب من أن يكون مساهماً فعالاً في الشأن العام، خصوصاً في المجال الاقتصادي، في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم».

وأكد أن ذلك يثمر «التمكين الاقتصادي، والحصول على فرص العمل، واكتساب المهارات والتأقلم مع السوق»، مشيراً إلى أنه «أُنشئت برامج ومبادرات تدعم المؤسسات الناشئة، والمقاولات المصغرة، واقتصاد المعرفة والابتكار؛ مما ساعد في خلق منظومة اقتصادية متكاملة يُعدّ الشباب ركيزتها الأساسية».

تحديات البطالة

من جهته، دعا وزير التكوين والتعليم المهنيَّين الجزائري، ياسين وليد، إلى «ضرورة التكاتف من أجل تمكين الجيل المقبل من الأدوات والمهارات والعقلية التي تتيح له أن يكون فاعلاً في اقتصاد عالمي سريع التحول».

وأضاف: «وفق تقارير منظمة العمل الدولية لسنة 2024، يبلغ معدل بطالة الشباب في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط نحو 25.1 في المائة، وهو من بين أعلى المعدلات في العالم. بل وفي بعض الدول يتجاوز هذا الرقم 30 في المائة».

ووفق الوزير: «علينا أن نعيد النظر بعمق في مناهج التعليم، وأنظمة التدريب، واستراتيجيات التشغيل. فالتحولات التكنولوجية التي نشهدها اليوم، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، تعيد تشكيل سوق العمل من أساسه».

وتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي وحده بنحو 320 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030، مشدداً على ضرورة تجاوز التحديات، ومبيناً أن 44 في المائة من المهارات التي يعتمد عليها العمال حالياً ستتغير خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتابع أن «الذكاء الاصطناعي يخلق فجوة كبيرة في سوق العمل، ويهدد كثيراً من المهن، لا سيما تلك التي تعتمد على مهارات متوسطة مثل الترجمة، والاستشارة، والخدمات الإدارية»، مبيناً أن «تنمية مهارات المستقبل، والتفكير النقدي، والابتكار، والتعاون الرقمي، وريادة الأعمال، والقدرة على التعلم مدى الحياة، قادرة على التصدي لذلك».

نظام تعليمي مرن

وقال الوزير ياسين وليد: «أردنا أن نؤسس مدرسة للمهارات، وخلال السنوات الخمس الماضية، تحقق ذلك بالفعل، وقد قرر رئيس الجمهورية أن يكون مدير هذه المدرسة من رواد الأعمال وليس موظفاً إدارياً تقليدياً، وفي عام 2024، جرى اختياري لقيادة هذه المدرسة الوطنية للريادة».

وأشار إلى «الحاجة لنظام تعليمي وتكويني مرن، ومتكامل، وموجه وفق الطلب»، مؤكداً أن «التكوين المهني والتقني يجب ألا يكون خياراً ثانوياً؛ بل يجب أن يكون مساراً ذا قيمة مهنية واجتماعية عالية».

وتطرق إلى تقارير «البنك الدولي» الذي أفاد بأن «كل زيادة بنسبة 10 في المائة بالإنفاق على التكوين، تقابلها زيادة بنسبة 0.5 في المائة من النمو الاقتصادي بالبلدان النامية، والتكوين الناجح لا يخلق فرص عمل فقط، بل أيضاً يرفع الإنتاجية، ويعزز التنافسية، ويحسن الأداء الاقتصادي العام».

إلى ذلك، وُقعت مذكرة تفاهم بين «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» و«المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي (IOFS)»، تهدف إلى «تعزيز الأمن الغذائي والتنمية الزراعية في غرب ووسط أفريقيا، مع التركيز على تمكين النساء والشباب اقتصادياً».