استقرار الدولار قرب أدنى مستوى له في 5 أشهر

في ظل التحولات الاقتصادية والجيوسياسية بالأسواق

أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
TT

استقرار الدولار قرب أدنى مستوى له في 5 أشهر

أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

استقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوى له في خمسة أشهر مقابل العملات الرئيسية يوم الاثنين، متأثراً بسياسات الرئيس دونالد ترمب التجارية المتقلبة وسلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة. في المقابل، اقترب اليورو من أعلى مستوى له في خمسة أشهر بعد الاتفاق المالي الذي توصلت إليه الأحزاب الألمانية يوم الجمعة، والذي يتوقع أن يعزز الإنفاق الدفاعي وينعش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا.

وشهدت الأسواق تحولات كبيرة خلال الشهر الماضي، وفقاً لمحللي «غولدمان ساكس»، حيث تمثلت الأولى في «إعادة التقييم الحادة السلبية» للأصول الأميركية بسبب تقلبات التعريفات الجمركية والبيئة السياسية غير المستقرة التي خلقتها الإدارة الأميركية الجديدة، بينما تمثل التحول الثاني في «إعادة التقييم الحادة الإيجابية» للدافع المالي في ألمانيا. وقال المحللون إن هذين التحولين يشكلان تحدياً كبيراً لرواية «الاستثنائية الأميركية» التي كانت سائدة في الأسواق، وفق «رويترز».

وبلغ سعر اليورو 1.0879 دولار، منخفضاً بشكل طفيف عن 1.0947 دولار الذي سجله في الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الأول). من جهته، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن دعم حزب الخضر لزيادة كبيرة في الاقتراض الحكومي، ما يعزز من فرص تمرير الاتفاق هذا الأسبوع في البرلمان. ويشمل الاتفاق صندوقاً بقيمة 500 مليار يورو (540 مليار دولار) للبنية التحتية، بالإضافة إلى تغييرات كبيرة في قواعد الاقتراض.

وفي الصين، عاد اليوان إلى أقوى مستوى له في أربعة أشهر، حيث تم تداوله عند 7.2400 يوان للدولار. كما ارتفع الجنيه الإسترليني إلى 1.2927 دولار، وهو الأعلى منذ نوفمبر (تشرين الثاني). في الوقت نفسه، أعلن مجلس الدولة الصيني عن «خطة عمل خاصة» لتعزيز الاستهلاك المحلي، والتي تشمل إجراءات لزيادة دخل الأفراد وإنشاء برامج لدعم رعاية الأطفال.

من ناحية أخرى، استقر مؤشر الدولار الأميركي عند 103.71، بفارق أقل من 0.5 في المائة عن أدنى مستوى له في خمسة أشهر، وهو 103.21، الذي سجله الأسبوع الماضي. وقد تراجع المؤشر بنحو 6 في المائة عن أعلى مستوى له في أكثر من عامين، الذي بلغ 110.17 في منتصف يناير (كانون الثاني)، مع تحول التفاؤل حول رئاسة ترمب إلى مخاوف من أن سياساته التجارية قد تؤدي إلى ركود اقتصادي. وفي هذا السياق، أظهرت بيانات الجمعة تراجع ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى لها في عامين ونصف، مع ارتفاع توقعات التضخم بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

وأشار استراتيجيو بنك «إتش إس بي سي» إلى أن بيانات مبيعات التجزئة الأميركية، التي سيتم نشرها لاحقاً، ستشكل اختباراً حاسماً للدولار في ظل تراجع استطلاعات ثقة المستهلك. رغم توقعاتهم بقدرة الدولار على التعافي، إلا أن ذلك لن يكون بالأمر السهل.

كما استقر الدولار مقابل الين الياباني عند 148.70، مبتعداً عن أدنى مستوى له الذي سجله الأسبوع الماضي عند 146.545، وهو الأضعف منذ أكتوبر. ومن المتوقع أن يُبقي مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» على سياسته النقدية دون تغيير يوم الأربعاء، كما يُتوقع أن يُبقي بنك اليابان أسعار الفائدة ثابتة، رغم التوقعات بتشديد السياسة النقدية في وقت لاحق هذا العام.

كذلك، استقر الجنيه الإسترليني عند 1.2927 دولار، في انتظار قرار بنك إنجلترا بشأن السياسة النقدية يوم الخميس، بينما لم يشهد سعر «البتكوين» تغيراً يُذكر عند حوالي 83 ألف دولار.


مقالات ذات صلة

«البتكوين» تتجاوز 88 ألف دولار وتسجل أعلى مستوى منذ مارس

الاقتصاد عملات البتكوين والإيثريوم (د.ب.أ)

«البتكوين» تتجاوز 88 ألف دولار وتسجل أعلى مستوى منذ مارس

تشهد الأسواق المالية العالمية مؤشرات على تحوّل ملحوظ في ديناميكيات العلاقة بين «البتكوين» والأسواق الأميركية في ظل استمرار ضعف الدولار.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

تصعيد ترمب ضد «الفيدرالي» يُضعف الدولار أمام العملات العالمية

سجّل الدولار الأميركي، يوم الثلاثاء، تراجعاً جديداً أمام الين الياباني، وظلّ قريباً من أدنى مستوياته في سنوات أمام كل من اليورو والفرنك السويسري.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد أوراق الدولار الأميركي في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

الدولار ينخفض لأدنى مستوى في 3 سنوات بفعل هجمات ترمب على باول

انخفض الدولار الاثنين إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مما يعكس تراجع ثقة المستثمرين بالاقتصاد الأميركي

«الشرق الأوسط» (نيويورك - سنغافورة )
الاقتصاد سبائك ذهبية مكدّسة في غرفة صناديق الأمانات في بيت الذهب «برو أوروم» بمدينة ميونيخ (رويترز)

الملاذ الآمن يلمع... الذهب يسجل مستوى غير مسبوق متجاوزاً الـ3400 دولار

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً حاداً يوم الاثنين، متجاوزة حاجز 3400 دولار أميركي للأونصة، لتحقق مستوى قياسياً جديداً، مدفوعة بضعف الدولار الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ورقة نقدية من الدولار الأميركي ورسم بياني للأسهم المتراجعة في هذه الصورة التوضيحية (أرشيفية - رويترز)

شكوك حول استقلالية «الفيدرالي» تُضعف الدولار

تراجع الدولار يوم الاثنين مع تضرر ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي من جديد بسبب خطط الرئيس دونالد ترمب لإعادة هيكلة «الاحتياطي الفيدرالي».

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

السعودية تُنشئ غرفة لمعالجة بلاغات الاحتيال المالي

الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)
TT

السعودية تُنشئ غرفة لمعالجة بلاغات الاحتيال المالي

الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة الثلاثاء (واس)

وافق مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء، على إنشاء غرفة عمليات استقبال ومعالجة بلاغات الاحتيال المالي.

وأشاد النائب العام الشيخ سعود المعجب، بهذا القرار الذي يأتي في إطار جهود السعودية في مكافحة جرائم الاحتيال المالي على جميع الأصعدة الوطنية والدولية وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية الرائدة.

وعدَّ القرار خطوة رائدة في مجال مكافحة تلك الجرائم ومواجهتها بكل حزم وقوة، ولضمان فاعلية الإجراءات وسرعتها في تلقي البلاغات ومعالجتها بشكل فوري، بما يحد بشكل كبير من خطورتها، ويُساهم في حرمان الشبكات الاحتيالية والمحتالين من الحصول على تلك الأموال، عبر إيقاع الحجوزات التحفظية الفورية عليها وإعادتها إلى أصحابها، وملاحقة الجناة.

وأشار المعجب إلى أن الغرفة تُمثِّل أداة مهمة في إضفاء الحماية الجزائية المشددة على الأموال والممتلكات، مبيناً أن النيابة العامة ستعمل جنباً إلى جنب معها في مباشرة الإجراءات القضائية الفورية في التصدي للشبكات الاحتيالية، وتعقب الأموال والتحفظ عليها وإعادتها إلى أصحابها، وملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة.

وتعدّ السعودية أقل الدول في جرائم الاحتيال المالي التي تزداد وسط توقعات بأن تصل عالمياً إلى 10.5 تريليون دولار هذا العام، بحسب تصريحات لمسؤول بالنيابة العامة نقلتها «وكالة الأنباء السعودية» (واس) منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأكد الدكتور نايف الواكد، رئيس نيابة الاحتيال المالي بالنيابة العامة، عدم تسجيل أي جريمة احتيال ناتجة عن اختراق الأنظمة السيبرانية للبلاد، وإنما نتيجة استغلال الجناة البيانات الشخصية للضحايا، مشدداً على أهمية وعي الأفراد بأساليب المحتالين.

وأوضح أن نيابات الاحتيال المالي تعمل باستمرار على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في جميع مناطق السعودية، لتلقي البلاغات من جهات الضبط الجنائي، عاداً الإبلاغ الفوري للشرطة والبنك خطوة حاسمة لضمان استرداد الأموال المستولى عليها ومنع تحويلها للخارج.

وأفاد الواكد بأن النيابة العامة والجهات الأخرى تقوم بتطوير إجراءات العمل الإجرائي للوصول للعدالة الناجزة في مكافحة جريمة الاحتيال المالي، منوهاً بأن أموال المواطنين والمقيمين تحت الحماية الجزائية المشددة، و«ستظل النيابة العامة تلاحق المحتالين».

وبيّن رئيس نيابة الاحتيال المالي أن الاستثمار السريع والثراء الفوري يعدان من أبرز الأساليب التي يستخدمها المحتالون للإيقاع بالضحايا، محذراً من الانسياق وراء الإعلانات الوهمية.

بدورها، حذَّرت لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في «البنوك السعودية»، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من حالات احتيال عبر انتحال صفة مؤسسات خيرية أو أسماء شخصيات عامة أو اعتبارية يدّعي المحتالون من خلالها تقديم مساعدات مالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويوهمون الضحايا بأنهم يمثلون جهات رسمية، باستخدام مستندات وأختام وهمية لإقناعهم بدفع رسوم مالية للحصول على المساعدات.