«المركزي الأوروبي»: تصاعد التوترات التجارية يزيد المخاطر على الاستقرار المالي

حذّر من أن تراجع النمو وارتفاع مخاطر الديون يهددان منطقة اليورو

أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي»: تصاعد التوترات التجارية يزيد المخاطر على الاستقرار المالي

أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

خلص البنك المركزي الأوروبي، في تقريره نصف السنوي للاستقرار المالي، الصادر يوم الأربعاء، إلى أن تصاعد التوترات التجارية العالمية يشكل خطراً على اقتصاد منطقة اليورو. وحذّر من أن منطقة اليورو تواجه خطر حدوث أزمة ديون أخرى، إذا لم تتمكن الكتلة الأوروبية من تعزيز النمو، وخفض الدين العام، وإصلاح «عدم اليقين بشأن السياسات».

وفي مراجعته السنوية للاستقرار المالي، التي نُشرت يوم الأربعاء، قال البنك المركزي الأوروبي إن الأسواق المالية شهدت «انتعاشاً في التقلبات»، منذ إصدار تقريره السابق في مايو (أيار) الماضي، مشيراً إلى أن مزيداً من التقلبات «أكثر احتمالية من المعتاد»؛ بسبب التقييمات المُبالَغ فيها وتركيز المخاطر.

ودقّ ناقوس الخطر بشأن العودة المحتملة لـ«مخاوف السوق بشأن القدرة على تحمل الديون السيادية». وأشار إلى «مستويات الديون المرتفعة والعجز المرتفع في الموازنة»، بالإضافة إلى النمو الفاتر والشكوك الناجمة عن «نتائج الانتخابات الأخيرة على المستويين الأوروبي والوطني، ولا سيما في فرنسا».

وارتفع الفارق بين السندات الحكومية الفرنسية والألمانية لأجل 10 سنوات - وهو مقياس رئيسي لمخاوف المستثمرين - هذا الشهر إلى 0.77 نقطة مئوية، وهو ما يقترب من أعلى مستوى له منذ 12 عاماً، والذي وصل إليه في الفترة التي سبقت الانتخابات البرلمانية، هذا الصيف.

وقد حذّر البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، من أن «الرياح المعاكِسة للنمو الاقتصادي الناجمة عن عوامل مثل ضعف الإنتاجية، تجعل مستويات الدين المرتفعة والعجز في الموازنة أكثر احتمالاً لإثارة المخاوف من جديد بشأن القدرة على تحمل الديون».

ومنذ أكثر من عقد من الزمان، تجنبت اليونان بصعوبة التخلف عن السداد، بعد أن أثارت المخاوف بشأن استقرارها المالي اضطرابات السوق بشأن العملة الموحدة. ولم تهدأ هذه الاضطرابات إلا بعد أن تعهَّد رئيس البنك المركزي الأوروبي آنذاك، ماريو دراجي، بفعل «كل ما يلزم» لمنع انهيار منطقة العملة.

وقال البنك المركزي الأوروبي، يوم الأربعاء، إن علاوات مخاطر الائتمان السيادية قد ترتفع بسبب الصدمات المالية الكلية، مشيراً إلى الأساسيات «الضعيفة» في عدد من الدول الأعضاء والديون السيادية المستحقة التي يجري «ترحيلها» بأسعار فائدة أعلى.

وأضاف أن الجمع بين النمو المنخفض والدين الحكومي المرتفع في الكتلة النقدية المكونة من 20 دولة، قد يجعل من الصعب على الحكومات دفع تكاليف احتياجات الدفاع والاستثمارات لمكافحة تغير المناخ.

كما حذّر البنك المركزي الأوروبي من أن أسواق الأسهم والسندات معرضة لمخاطر متزايدة من «التعديلات الحادة»، مشيراً إلى «التقييمات المرتفعة وتركيز المخاطر» التي أدت بالفعل إلى «عدة ارتفاعات واضحة لكنها قصيرة الأجل في التقلبات».

وأضاف أنه في حال حدوث ركود اقتصادي محتمل، يمكن أن تتضرر الميزانيات العمومية للبنوك أيضاً في ظل معاناة المستهلكين والشركات بمنطقة اليورو بالفعل ارتفاع أسعار الفائدة.

ورأى البنك المركزي الأوروبي أن خطر ارتفاع الخسائر في العقارات التجارية «قد يكون كبيراً للبنوك الفردية وصناديق الاستثمار».


مقالات ذات صلة

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رجل يركب دراجة على طريق وسط الضباب الدخاني في لاهور (إ.ب.أ)

باكستان تطلع صندوق النقد الدولي على أجندة إصلاحات قرض الـ7 مليارات دولار

أطلعت باكستان صندوق النقد الدولي على أجندة إصلاحات الإنقاذ وقيمتها 7 مليارات دولار خلال زيارة غير مقررة لبعثة الصندوق الأسبوع الماضي

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد صورة جوية تُظهر برج إيفل ونهر السين وأفق مدينة باريس (رويترز)

الحكومة الفرنسية لتخفيف خطة زيادة الضرائب على أرباب الأعمال

تعتزم الحكومة الفرنسية الحد من حجم الزيادات الضريبية المقترحة على أصحاب الأعمال، وذلك في إطار سعيها للحفاظ على السياسات الداعمة للشركات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد رجال يحاولون شراء أكياس الدقيق المدعم من شاحنة في كراتشي بباكستان (رويترز)

باكستان تطلب من الصين إعادة جدولة ديون بـ3.4 مليار دولار

طلبت باكستان من الصين إعادة جدولة ديون رسمية، ومضمونة أخرى، بقيمة 3.4 مليار دولار، لمدة عامين، والتي تُستحق خلال فترة برنامج صندوق النقد الدولي.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث خلال حملته الانتخابية في أتلانتا 15 أكتوبر 2024 (رويترز)

هل يكرر ترمب سياسات الإنفاق المفرط ويزيد ديون أميركا؟

على مدى العقود الماضية، شهد الاقتصاد الأميركي تسارعاً ملحوظاً في وتيرة تراكم الدين العام ليصبح سمة «تاريخية» وجزءاً لا يتجزأ من الهوية الاقتصادية الأميركية.

هدى علاء الدين (بيروت)

أميركا تمنح «غلوبال فاوندريز» 1.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج أشباه الموصلات

شاشة تعرض شعار شركة «غلوبال فاوندريز» خلال طرحها للاكتتاب العام في «ناسداك ماركتسايت» (رويترز)
شاشة تعرض شعار شركة «غلوبال فاوندريز» خلال طرحها للاكتتاب العام في «ناسداك ماركتسايت» (رويترز)
TT

أميركا تمنح «غلوبال فاوندريز» 1.5 مليار دولار لتوسيع إنتاج أشباه الموصلات

شاشة تعرض شعار شركة «غلوبال فاوندريز» خلال طرحها للاكتتاب العام في «ناسداك ماركتسايت» (رويترز)
شاشة تعرض شعار شركة «غلوبال فاوندريز» خلال طرحها للاكتتاب العام في «ناسداك ماركتسايت» (رويترز)

أعلنت وزارة التجارة الأميركية، الأربعاء، عن إتمام تخصيص منحة حكومية بقيمة 1.5 مليار دولار لشركة «غلوبال فاوندريز» لدعم توسيع إنتاج أشباه الموصلات في منشآتها بمالطا في نيويورك وفيرمونت.

وتأتي الاتفاقية الملزمة مع «غلوبال فاوندريز»، ثالث أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية في العالم، تتويجاً للمنحة الأولية التي أُعلن عنها في فبراير (شباط) الماضي. وكانت الشركة قد أفصحت عن خطط لاستثمار 13 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة أو أكثر في منشآتها التصنيعية داخل الولايات المتحدة، التي تخدم قطاعات متعددة، منها صناعة السيارات، والأجهزة الذكية المحمولة، وإنترنت الأشياء، ومراكز البيانات، وقطاعي الطيران والدفاع.

وفي حديثها مع «رويترز» الأسبوع الماضي، أكدت وزيرة التجارة، جينا ريموندو، أن الوزارة تسعى جاهدة لإتمام أكبر عدد ممكن من الاتفاقيات النهائية مع المستفيدين من برنامج «الرقائق والعلوم» البالغة قيمته 52.7 مليار دولار، الذي أُطلق في عام 2022، قبل انتهاء ولاية إدارة بايدن في 20 يناير (كانون الثاني)، وأضافت ريموندو: «نبذل كل ما بوسعنا لتحقيق ذلك».

وستُستخدم منحة وزارة التجارة لتوسيع منشأة التصنيع التابعة لـ«غلوبال فاوندريز» في مالطا، نيويورك، من خلال إدخال تقنيات متطورة تُستخدم بالفعل في منشآت الشركة في سنغافورة وألمانيا، بهدف تلبية الطلب على الرقائق المستخدمة في صناعة السيارات الأميركية. كما أعلنت ولاية نيويورك التزامها بتقديم دعم إضافي بقيمة 550 مليون دولار لدعم هذا المشروع.

علاوة على ذلك، تخطط «غلوبال فاوندريز» لإنشاء منشأة تصنيع جديدة في مالطا، نيويورك، «بما يتوافق مع ظروف السوق واحتياجات العملاء»، لتصنيع رقائق تُستخدم في قطاعات السيارات، والذكاء الاصطناعي، والطيران، والدفاع.

وصرّح الرئيس التنفيذي للشركة توماس كولفيلد قائلاً: «الرقائق التي تنتجها شركتنا تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الأميركي، وسلاسل التوريد، والأمن القومي». وأشار إلى أن التمويل الفيدرالي والمحلي يمثل عنصراً محورياً لضمان تلبية احتياجات العملاء بالرقائق المصنوعة في أميركا، مما يسهم في تعزيز نجاحهم وتفوقهم.

وفي سياق متصل، أنهت وزارة التجارة الأسبوع الماضي أول منحة كبيرة بقيمة 6.6 مليار دولار لصالح وحدة شركة «تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشورينغ» (إس إم آي جي) في الولايات المتحدة. تأتي هذه الخطوات قبيل أسابيع من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، الذي سبق وانتقد البرنامج، منصبه.

وخصصت الوزارة 36 مليار دولار لمشاريع إنتاج الرقائق، تتضمن 6.4 مليار دولار لشركة «سامسونغ» في تكساس، و8.5 مليار دولار لشركة «إنتل»، و6.1 مليار دولار لشركة «ميكرون تكنولوجي».

وفي الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، فرضت وزارة التجارة غرامة قدرها 500 ألف دولار على «غلوبال فاوندريز» بسبب شحنها رقائق دون ترخيص إلى شركة تابعة لمُصنّع الرقائق الصيني المدرج على القائمة السوداء «إس إم آي سي»، وقد أعربت الشركة عن أسفها لما وصفته بالخطأ غير المقصود.