انطلقت في الرياض أعمال منتدى شراكات التّعليم العالي السّعودي الأميركي، بمشاركة قيادات من جهات سعودية وأميركية، لتعزيز تبادل المعرفة وشراكات طويلة الأمد بين الجامعات السعودية والأميركية، وتنفيذ مشروعات نوعية في مجالات أولويات الجهات الوطنية ومستهدفاتها.
وشهد المنتدى توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التبادل التعليمي بين البلدين، وإقامة شراكات تعليمية وعلمية جديدة، ممّا يفتح المجال لتبادل المعرفة والابتكار وتنقّل الطّلاب والباحثين بين البلدين.
وقال مايكل راتني، سفير الولايات المتحدة لدى السعودية، إن المنتدى هو نتيجة عامٍ من التعاون بين السفارة الأميركية ووزارة التّعليم السعودية بهدف تعزيز التبادل التعليمي الثنائي وزيادته بين البلدين.
وأفاد راتني، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنه بالإضافة إلى إرسال الطلاب السّعوديين إلى الولايات المتحدة، حيث درس مئات الآلاف منهم هناك، فإن المنتدى يعزّز الطموح لرؤية تعاون تعليمي ثنائي حقيقي، يشمل استقدام الأميركيين إلى المملكة، وأضاف: «جلبنا ممثلين رفيعي المستوى، من قياداتِ أكثرِ من 40 جامعة وكلية أميركية ومؤسسات تعليمية كبرى إلى المملكة هذا الأسبوع للعمل مع نظرائهم السعوديين من جميع الجامعات السعودية، بالإضافة إلى مسؤولين من وزارة التّعليم وأجزاء أخرى من الحكومة السعودية».
وأكد سفير الولايات المتحدة لدى السعودية، أن الفكرة من المنتدى هي استكشاف مجالات الشراكة والتعاون، والاستفادة ممّا سينبثق عن اللقاءات والنقاشات بين الجامعات لاستكشاف المجالات التي يمكنهم توسيع شراكتهم فيها.
ولدى سؤاله عن خطط لافتتاح فروع للجامعات الأميركية داخل السعودية، قال راتني إن التبادل التعليمي الثنائي يمكن أن يحدث على أي مستوى، ومن ذلك سفر الطلاب بين البلدين، أو قدوم الأساتذة للتدريس في أي منهما، أو تنفيذ مشروعات بحثية مشتركة، حتى إنشاء مراكز أبحاث.
وأضاف: «قد يشمل أيضاً افتتاح جامعات فعلية مشتركة، ففي العام الماضي، وقّعت السعودية اتفاقية مع جامعة ولاية أريزونا، وهي واحدة من أكبر الجامعات في الولايات المتحدة، لإنشاء حرمٍ جامعي هنا في السعودية، وسيكون مشتركاً مع جامعة سعودية، ما يعني أنه سيكون جامعة واحدة يجري إنشاؤها بالشراكة مع جهة سعودية، وتمنح درجات علمية معترف بها في كلتا الجامعتين، في السعودية والولايات المتحدة»، مؤكداً أن تلك الخطوة تُعدّ «نموذجاً مبتكراً للغاية، ويعكس نوع التفكير المبتكر الذي نُقدمه مع الحكومة السعودية لتوسيع شراكتنا التعليمية، ونأمل أن يكون هناك مزيد من هذا النوع من التعاون».
وحظي المنتدى بجلسات نقاش علمية حول فرص تبادل الطلاب والباحثين في مؤسسات التعليم العالي في البلدين، وعرضٍ لمستهدفات برنامج خادم الحرمين للابتعاث، والتّحول في الملحقيات الثقافية، وآليات إنشاء برامج علمية مشتركة، وافتتاح فروع للجامعات الدولية في المملكة، وعرض لقصصِ النجاح من الجانبين في مجال التعاون الدولي، ومناقشة فرص تعاون ثلاثية تجمع الجهات الحكومية في المملكة بالجامعات من البلدين، بالإضافة إلى اجتماعات ثنائية بين مسؤولي الجامعات السعودية والأميركية.
من جهته، قال رفيق منصور، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون التعليم والثقافة، إن الماضي الذي يربط بين البلدين يعزّز استمرار الشراكة، ولدينا نحو 700 ألف طالبٍ سعودي درس في الجامعات الأميركية خلال العقود السابقة، حيث تمثّل السعودية أكبر نسبة من طلاب منطقة الشرق الأوسط المبتعثين إلى مؤسسات التّعليم الأميركية، ونتطلّع من خلال هذه المسيرة إلى المستقبل، وإلى تعزيز التبادل التعليمي، سواء للطلاب أو الأساتذة والباحثين.
وأكد منصور، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن الاتفاقية التي أُبرمت من خلال هذا المنتدى ستساهم في تعزيز التبادل التعليمي بين البلدين بوتيرة أقوى وأسرع، وتساعد في تلبية احتياجات البلدين في مجالات حيوية عدّة، مثل مجالات الذكاء الاصطناعي والفنون والطب العام.