هذه القطاعات الأكثر تأثراً بخفض الفائدة في سوق الأسهم السعودية

اقتصاديون لـ«الشرق الأوسط»: سيظهر الأثر بالنتائج المالية للشركات في الربع الرابع... والأول من 2025

خفض أسعار الفائدة سيؤثر إيجاباً على سوق الأسهم السعودية على المديين القصير والبعيد (أ.ف.ب)
خفض أسعار الفائدة سيؤثر إيجاباً على سوق الأسهم السعودية على المديين القصير والبعيد (أ.ف.ب)
TT

هذه القطاعات الأكثر تأثراً بخفض الفائدة في سوق الأسهم السعودية

خفض أسعار الفائدة سيؤثر إيجاباً على سوق الأسهم السعودية على المديين القصير والبعيد (أ.ف.ب)
خفض أسعار الفائدة سيؤثر إيجاباً على سوق الأسهم السعودية على المديين القصير والبعيد (أ.ف.ب)

توقّع محللون اقتصاديون أن يؤثر قرار خفض أسعار الفائدة 50 نقطة أساس بشكل إيجابي على سوق الأسهم في السعودية، في رفع سيولتها، وجذب المزيد من المستثمرين، وارتفاع أحجام التداول وأسعار الأسهم، وزيادة الإنفاق والاستهلاك، مما سينعكس على ارتفاع المبيعات وإيرادات الشركات المدرجة في السوق، لافتين إلى أن الأثر سيظهر في تكرار مرات خفض الفائدة خلال الفترة القادمة. كما توقعوا أن تظهر آثار الخفض في قطاعات البنوك وصناديق التمويل والتجزئة والضيافة والأغذية والشركات التي لديها قروض طويلة الأجل، وأن تظهر معالمه في النتائج المالية للشركات المدرجة في السوق خلال الربع الرابع 2024 والأول من 2025.

وقال المحلل الاقتصادي الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد»، محمد حمدي عمر، في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، إن خفض أسعار الفائدة سيؤثر إيجاباً على سوق الأسهم السعودية سواءً على المدى القصير أو المدى البعيد، وسيكون تأثيره أكثر وضوحاً في زيادة السيولة على المدى القصير في السوق، مما سيعمل على جذب المزيد من المستثمرين ورفع معنوياتهم، وزيادة الثقة في السوق وارتفاع أحجام التداول وأسعار الأسهم، لافتاً إلى أن خفض تكلفة الاقتراض على المستهلك سوف ينتج عنها زيادة الإنفاق والاستهلاك، مما سينعكس على ارتفاع المبيعات والإنفاق في قطاعات التجزئة والضيافة والأغذية والمشروبات.

وأضاف المحلل الاقتصادي أن تأثير خفض الفائدة على المدى البعيد سيسهم في تحفيز النمو الاقتصادي في كثير من الأنشطة والقطاعات الاقتصادية، من خلال جعل الاقتراض أرخص للشركات والأفراد، كما ستظهر تأثيراته الإيجابية على إيرادات الشركات المدرجة في السوق خلال نتائجها المالية للربع الرابع من 2024 باعتبارها الفترة التي تبدأ فيها التأثيرات الإيجابية على إيرادات الشركات في الظهور، كما ستظهر على نتائجها في الربع الأول من عام 2025 حيث سيكون لتلك التأثيرات الوقت الكافي لتظهر بشكل كامل، في حال استمرت أسعار الفائدة في الانخفاض.

وأشار إلى أن قطاعات العقارات والبناء والتصنيع وشركات التمويل، ستكون الأكثر استفادةً من انخفاض سعر الفائدة، حيث سيقلل من تكاليف الاقتراض ويزيد من قدرتها التنافسية، بالإضافة إلى القطاعات المعتمدة على العقود طويلة الأجل والتي تتطلب تمويلاً بنكياً.

من جهته، وصف محلل أسواق المال محمد الصغير، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تأثير خفض الفائدة على سوق الأسهم بالإيجابي على المدى القصير والبعيد، مشيراً إلى أن الأثر يبدأ بسيطاً حسب نسبة التخفيض 50 نقطة أساس على المدى القصير ثم يتوالى تأثيره الإيجابي مع عدد مرات خفض الفائدة حتى تصبح مؤثرة على المدى البعيد، لافتاً إلى أن الأثر الإيجابي لخفض الفائدة لن يظهر بوضوح مع أول تخفيض، لكنه سيظهر مع تتابع التخفيض لمرات عديدة لا تقل عن 4 أو 5 مرات في خفض الفائدة.

وزاد الصغير أن تأثير الخفض المتوالي لأسعار الفائدة سيظهر من خلال زيادة جذب الاستثمارات الأجنبية، والتدفقات النقدية في سوق المال، وتعزيز أحجام وقيم التداولات، وكذلك زيادة إيرادات الشركات المدرجة في السوق ودفع عجلة نموها، كما سيسهم في تخفيض تكلفة التمويل وتكاليف الإيرادات، مما سينعكس على زيادة أرباح الشركات.

ويرى محلل أسواق المال أن أكثر القطاعات تأثراً بخفض أسعار الفائدة سيكون شركات وصناديق التمويل وكذلك الشركات التي لديها قروض طويلة الأجل، متوقعاً أن يظهر الأثر الإيجابي للخفض بشكل تدريجي بدايةً من النتائج المالية للشركات في الربع الأخير من عام 2024، وكذلك في الربع الأول من عام 2025.

وقال خبير ومحلل أسواق المال عبيد المقاطي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن الخفض في سعر الفائدة يأتي بعد مسيرة رفع امتدت لـ11 مرة طيلة السنوات الأربع ونصف المنصرمة، مشيراً إلى أن مؤشر سوق الأسهم السعودية لم يتأثر من نتائج الرفع الأولى والثانية وحتى مرحلة رفع الفائدة الخامسة، واستمر في موجته الصاعدة، ووصل حتى قمة الموجة التي عانق فيها 13949 نقطة في منتصف 2022، وبعدها بدأت مسيرة التصحيح حتى وصل المؤشر إلى القاع عند مستويات 9930 في نهاية عام 2022 وبداية 2023.

وأضاف المقاطي أن تأثير خفض الفائدة على السوق لن يكون سريعاً سواءً في الصعود أو الهبوط، وإنما سيكون على شكل موجات تذبذبية انعكاسية سواءً بالسلب أو الإيجاب حتى تحقق السوق أهدافها المتوقعة، لكنه في المجمل سيكون إيجابياً ومحفزاً للسوق وسيتزامن مع طفرته القادمة. وتوقع أن تتفاعل قطاعات البتروكيميائيات والبنوك والإسمنت والتجزئة، كما أن الاستثمار في السوق السعودية سيكون محط أنظار المستثمرين الأجانب والخليجيين والمقيمين على حد سواء.


مقالات ذات صلة

مجدداً... الذهب في مستوى قياسي بفعل رهانات الفائدة وضعف الدولار

الاقتصاد عرض سبائك الذهب في مكتب «غولد سيلفر» في سنغافورة (رويترز)

مجدداً... الذهب في مستوى قياسي بفعل رهانات الفائدة وضعف الدولار

سجل الذهب مستوى مرتفعاً جديداً يوم الأربعاء، بدعم من ضعف الدولار الأميركي، وآمال خفض أسعار الفائدة مجدداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تُعرَض سبائك الذهب بمكتب «غولد سيلفر سنترال» في سنغافورة (رويترز)

الذهب في أعلى مستواه على الإطلاق عند 2636.64 دولار

وصلت أسعار الذهب في السوق الفورية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الثلاثاء، عند 2636.64 دولار للأوقية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري (الاحتياطي الفيدرالي)

رئيس «احتياطي» مينيابوليس: خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس كان قراراً صحيحاً

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري، اليوم (الاثنين)، إنه يؤيّد خفض أسعار الفائدة الذي أجراه البنك المركزي الأميركي مؤخراً.

الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر البقالة بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

بعد الخفض الكبير... الأنظار إلى بيانات التضخم الأميركي وكلمة باول

بعد الخفض الكبير الذي أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، يتحول الاهتمام مرة أخرى إلى البيانات الاقتصادية، خصوصاً أرقام…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد وزيرة الخزانة جانيت يلين تتحدث خلال مؤتمر صحافي في فيلادلفيا (أ.ب)

وزيرة الخزانة الأميركية: خفض «الفيدرالي» علامة إيجابية لكن السياسة لا تزال تقييدية

قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن خفض أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء كان «علامة إيجابية جداً على مكان الاقتصاد الأميركي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سوق الأسهم السعودية تسجل أعلى مكاسب أسبوعية منذ يوليو

مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات السوق السعودية (رويترز)
مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات السوق السعودية (رويترز)
TT

سوق الأسهم السعودية تسجل أعلى مكاسب أسبوعية منذ يوليو

مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات السوق السعودية (رويترز)
مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات السوق السعودية (رويترز)

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية جلسة الخميس، بنسبة 0.25 في المائة، إلى مستويات 12374.30 نقطة، وبسيولة 8.2 مليار ريال (2.18 مليار دولار)، ليسجل بذلك أعلى مكاسب أسبوعية منذ يوليو (تموز) الماضي، بمعدل 2.43 في المائة.

وبلغت كمية الأسهم المتداولة 573 مليون سهم، سجّلت فيها أسهم 133 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 91 شركة على تراجع.

وأغلق سهم شركة «أكوا باور» عند أعلى مستوى منذ الإدراج، مرتفعاً بنسبة 4.75 في المائة، إلى 485 ريالاً، وسط تداولات بلغت قيمتها 457.37 مليون ريال.

وارتفع سهم «التعاونية» للتأمين بمقدار 2 في المائة، إلى 152 ريال، بعد أن أعلنت الشركة تجديد وثيقة «شركة الاتصالات السعودية» لتقديم خدمات التأمين الصحي التعاوني.

وسجّل سهم بنك «الرياض» ارتفاعاً بنسبة 0.78 في المائة، إلى 25.80 ريال، عقب إصدار صكوك رأسمال إضافي مستدامة من الشريحة الأولى مقوّمة بالدولار.

في المقابل، تراجع سهم «أرامكو السعودية»، الأثقل وزناً في المؤشر، بمعدل 0.54 في المائة، عند 27.60 ريال، بتداولات بلغت 8.36 مليون سهم.

بينما انخفض سهم مصرف «الراجحي» بنسبة 1.21 في المائة، ليغلق عند 89.60 ريال.

وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) منخفضاً 125.91 نقطة، عند مستوى 25527.47 نقطة، وبتداولات قيمتها 37 مليون ريال، وبلغت كمية الأسهم المتداولة مليوني سهم.