أبوثنين لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تستضيف المنصة العالمية الأولى لدعم مستقبل أسواق العمل

نائب وزير الموارد البشرية تحدث في حوار عن أهمية النسخة الثانية من المؤتمر الدولي

إحدى جلسات المؤتمر في نسخته الأولى بالسعودية (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات المؤتمر في نسخته الأولى بالسعودية (الشرق الأوسط)
TT

أبوثنين لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تستضيف المنصة العالمية الأولى لدعم مستقبل أسواق العمل

إحدى جلسات المؤتمر في نسخته الأولى بالسعودية (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات المؤتمر في نسخته الأولى بالسعودية (الشرق الأوسط)

أكد نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الدولي لسوق العمل، الدكتور عبد الله بن ناصر أبوثنين، أن الإنجازات والتطورات الأخيرة في السوق أصبحت مصدر إلهام لقادة ووزراء العمل في النسخة الثانية من المؤتمر، الذي من المقرر انعقاده خلال الفترة من 29 إلى 30 يناير (كانون الثاني) 2025، مبيناً أن الحدث يعتبر منصة عالمية أولى لدعم مستقبل أسواق العمل.

في حوار أجرته «الشرق الأوسط» مع الدكتور عبد الله بن ناصر أبوثنين، أكد خلاله الدور الريادي للمملكة في قيادة الحوار العلمي والعالمي، وذلك من خلال استضافتها لقادة ووزراء العمل من مختلف دول العالم للمشاركة في مناقشة الفرص والتحديات، وابتكار حلول استراتيجية تدعم مستقبل أسواق العمل.

وأضاف أن ما تحقق من إنجازات خلال الأعوام الماضية، رغم الأزمات والأحداث العالمية، يعزز مكانة المملكة كقائدة وملهمة ومؤثرة على الصعيد الدولي، مما يشجع الدول الأخرى على الاستفادة من هذه التجربة وتطبيقها في أسواقها المختلفة.

وواصل أنه يأتي ذلك عقب الإعلان عن رعاية خادم الحرمين الشريفين للنسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل الذي سيقام في العاصمة الرياض.

وفيما يلي نص الحوار:

*ما أهمية الإعلان عن رعاية خادم الحرمين الشريفين للنسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل؟

- تأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للمؤتمر الدولي لسوق العمل في نسخته الثانية، تأكيداً على اهتمام ودعم الحكومة بأهمية تطوير سوق العمل السعودية، وأهمية نقل وتبادل الخبرات على المستوى الإقليمي والدولي.

وهذا الاهتمام الاستراتيجي ضمن مستهدفات «رؤية 2030» التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزاً اقتصادياً وعلمياً مؤثراً على الصعيد العالمي.

كما تعطي هذه الرعاية للمؤتمر ثقلاً وأهمية كبيرة على الخريطة العالمية، من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص محلياً ودولياً.

*ماذا عن استراتيجية المؤتمر الدولي لسوق العمل؟

- يعد المؤتمر الدولي لسوق العمل المنصة العالمية الأولى التي تهدف إلى مناقشة قضايا أسواق العمل، وتبادل أحدث الرؤى والممارسات، كمنظومة حوار عالمية لمناقشة الفرص والتحديات، وابتكار حلول استراتيجية تدعم مستقبل أسواق العمل، وترسخ مكانته بوصفه منصة رائدة ومركزاً فكرياً يدعم الأبحاث المتعلقة في هذا المجال.

ونتوقع أن تشهد هذه النسخة حضوراً رفيع المستوى يزيد على 40 وزيراً وحضور عدد من الخبراء والمسؤولين في قطاع العمل، بالإضافة إلى مشاركة واسعة لأكثر من 150 متحدثاً من مختلف دول العالم، وحضور يتجاوز 5000 زائر من داخل المملكة وخارجها.

إقامة النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل في المملكة تحمل أهمية كبيرة، حيث تبرز دور البلاد كمركز محوري في صياغة السياسات والاتجاهات العالمية المتعلقة بسوق العمل، وتعزز من مكانة المملكة الدولية، وتتيح فرصة لعرض إنجازات سوق العمل المحلية التي أصبحت مرجعاً لأفضل الممارسات العالمية.

وهذا المؤتمر يؤكد التزام المملكة ودورها الريادي لتعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة في قطاع العمل، ويساهم في تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية» لتوفير بيئة عمل ممكنة وجاذبة للمواهب، ورواد الأعمال، والاستثمارات الإقليمية والدولية.

* عطفاً على التغييرات التي تشهدها سوق العمل السعودية، كيف سيسهم تبادل الخبرات والتجارب المحلية والعالمية في تحقيق مستهدفات النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل؟

- شهد قطاع العمل في المملكة تحوّلاً نوعياً خلال الأعوام الماضية، ساهم في تعزيز قدرات المملكة على مواكبة التحديات وتحقيق تقدم ملحوظ.

وعليه؛ فإن جهود وزارة الموارد البشرية وتكاملها مع الجهات ذات العلاقة في القطاعين الحكومي والخاص نتج عنها عدد من النجاحات ومن أهمها: تحقيق مستوى تاريخي في نسبة البطالة، حيث بلغت 7.6 في المائة خلال الربع الأول من 2024، وكذلك ارتفاع معدلات المشاركة الوطنية، حيث بلغت نسبة مشاركة السعوديين في القطاع الخاص 51.4 في المائة، والسعوديات بنحو 35.8 في المائة.

وهذه المؤشرات تعكس التزام المملكة بتعزيز التوظيف واستقطاب الكفاءات الوطنية، مع تركيز خاص على تمكين المرأة كشريك أساسي في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030».

هذه النجاحات والنقلات النوعية المتواترة في سوق العمل السعودية، جعلت المملكة نموذجاً يحتذى به في تطوير سوق العمل على صعيد السياسات والأنظمة التقنية والمنصات وبيئة العمل العادلة والممكنة، فمشاركة هذه الخبرات والاستراتيجيات من خلال المؤتمر فرصة مثالية لتعزيز التعاون الدولي والاستفادة المتبادلة بين الدول لتطوير أسواق عملها.

*ما هي أبرز مواضيع النسخة الثانية من المؤتمر؟

- سيتناول المؤتمر مجموعة من الموضوعات، منها: التطوير وإعادة التأهيل المستمر للمهارات، وأثر التقنيات الرقمية في تحسين الوظائف والأجور، وكيف يمكن للوظائف المبنية على المهارات أن تعزز فعالية سوق العمل في المستقبل.

كما سيناقش المؤتمر الإنتاجية في الأسواق المختلفة والعوامل المؤثرة عليها، ودور القوى العاملة المتنقلة في تعزيز الاقتصادات، والتحديات التي يواجهها الشباب في سوق العمل والسياسات الذكية وقدرتها على تمكين الشباب؛ ليصبحوا محترفين ومساهمين في الحراك الاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك سيبحث المؤتمر دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في الابتكار وتشجيع الشباب، وكيف يمكن دعمها للنمو والتحول الرقمي وخلق وظائف أكثر إنتاجية.


مقالات ذات صلة

عقوبات صارمة للحد من انتهاك أنظمة دعم التوظيف في السعودية

الاقتصاد ملتقى للتوظيف في القطاع الخاص بتنظيم من الغرفة التجارية بمنطقة الشرقية (الشرق الأوسط)

عقوبات صارمة للحد من انتهاك أنظمة دعم التوظيف في السعودية

اعتمد مجلس إدارة «صندوق تنمية الموارد البشرية»، خلال اجتماعه الذي عقد مؤخراً، «لائحة مخالفات الدعم المقدم»، بهدف المحافظة على المال العام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الوزير الراجحي يسلّم أولى الرخص المهنية في الإرشاد الأسري (الموارد البشرية)

السعودية تدشن استراتيجية وطنية للإرشاد الأسري

دشنت السعودية استراتيجية وطنية للإرشاد الأسري لمساعدة الأُسر في التغلّب على التحديات المعاصرة وزيادة التماسك الأسري، وسلّمت أولى الرخص المهنية للإرشاد الأسري.

عمر البدوي (الرياض)
الاقتصاد باحث عن عمل يكمل طلب وظيفة بمعرض الوظائف في فيلادلفيا (رويترز)

بعد المراجعة... الاقتصاد الأميركي خلق 818 ألف وظيفة أقل من المعلن سابقاً

قالت وزارة العمل الأميركية، يوم الأربعاء، إن أرباب العمل في الولايات المتحدة أضافوا وظائف أقل بكثير مما ورد في الأصل في العام حتى مارس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يدشن منصة «جدارات» (الشرق الأوسط)

السعودية تضخ 70 ألف وظيفة عبر منصة وطنية موحدة

أعلنت الحكومة السعودية توفير 70 ألف وظيفة شاغرة عبر منصة وطنية موحدة للتوظيف تسمى «جدارات»، من شأنها تسهيل رحلة المواطنين الباحثين عن العمل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية متحدثاً خلال حفل إطلاق منصة «جدارات» (الشرق الأوسط)

إنفاق 986 مليون دولار لدعم التوظيف بالسعودية خلال النصف الأول

أنفق صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي نحو 3.7 مليار ريال (986 مليون دولار) على برامج ومنتجات دعم التوظيف والتدريب والتأهيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«أرامكو» ترفع حصتها في «ميد أوشن» إلى 49 %... وتموّل حصة جديدة للغاز في بيرو

تسعى «أرامكو» إلى تعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال (رويترز)
تسعى «أرامكو» إلى تعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال (رويترز)
TT

«أرامكو» ترفع حصتها في «ميد أوشن» إلى 49 %... وتموّل حصة جديدة للغاز في بيرو

تسعى «أرامكو» إلى تعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال (رويترز)
تسعى «أرامكو» إلى تعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال (رويترز)

قالت شركتا «ميد أوشن إنرجي» و«هانت أويل»، يوم الاثنين، إن «أرامكو السعودية» ستزيد حصتها في «ميد أوشن» إلى 49 في المائة، وستمول استحواذ «ميد أوشن» على حصة جديدة تبلغ 15 في المائة في شركة «بيرو للغاز الطبيعي المسال» من شركة «هانت أويل»، وفق «رويترز».

ووافقت «أرامكو السعودية»، خلال العام الماضي، على الاستحواذ على حصة أقلية في «ميد أوشن إنرجي» من شركة الاستثمار الأميركية «إي آي جي» مقابل 500 مليون دولار، لتغزو أسواق الغاز الطبيعي المسال في الخارج للمرة الأولى.

وتسعى «أرامكو» إلى تعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال، التي من المتوقع أن تنمو 50 في المائة عالمياً بحلول عام 2030، خصوصاً في الولايات المتحدة حيث من المقرر أن تزيد طاقة الغاز الطبيعي المسال إلى المثلين تقريباً خلال السنوات الأربع المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«هانت أويل»، مارك جانينغ، في بيان: «نركّز على تجهيز مشروع بيرو للغاز الطبيعي للمستقبل، وفرصة إشراك ميد أوشن مناسبة استراتيجية رائعة لتحقيق ذلك».

ووفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن، اشترت «ميد أوشن» التي يقع مقرها الرئيسي في واشنطن حصة 20 في المائة في «بيرو للغاز الطبيعي» مقابل 256.5 مليون دولار في أبريل (نيسان). وقالت «ميد أوشن»، في بيانها، إن كلاً من شركتي «هانت» و«ميد أوشن» ستمتلكان 35 في المائة في «بيرو للغاز الطبيعي المسال» عند إتمام الصفقة.

وأضافت: «من شأن الاستثمار الإضافي لأرامكو في (ميد أوشن) أن يعزّز مكانتهما في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، ويتيح لكلا الطرفين مزيداً من الفرص في مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال الوحيد في أميركا الجنوبية».

وستمتلك «أرامكو» حصة غير مباشرة قدرها 17.2 في المائة في «بيرو للغاز الطبيعي المسال». وقالت «ميد أوشن» إن «هانت» لا تزال تمتلك حصة 25.2 في المائة في مشروع «كاميسيا» في بيرو، حيث تستثمر هناك منذ عام 2000. وتشمل أصول «بيرو للغاز الطبيعي» مصنعاً لإسالة الغاز الطبيعي بطاقة معالجة تبلغ 4.45 مليون طن سنوياً. وقال الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو» أمين الناصر، في وقت سابق من هذا العام، إن شركته قد تتعاون مع «ميد أوشن» للاستثمار في مشروعات الغاز الطبيعي المسال خارج أستراليا. ويعمّق اهتمام «أرامكو» بـ«ميد أوشن» علاقتها مع «إي آي جي»، التي قادت تحالفاً لشراء حصة 49 في المائة في خطوط أنابيب النفط التابعة لـ«أرامكو» في عام 2021 مقابل 12.4 مليار دولار.

وأعلنت «ميد أوشن» في مارس (آذار) إتمام استحواذها على مشروعات غاز طبيعي مسال أسترالية من شركة «طوكيو غاز» اليابانية.