ارتفاع طفيف في طلبات إعانة البطالة الأميركية

رغم صمود سوق العمل وسط مؤشرات تباطؤ اقتصادي

مطعم يعلن عن حاجته إلى توظيف عاملين في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية (رويترز)
مطعم يعلن عن حاجته إلى توظيف عاملين في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية (رويترز)
TT

ارتفاع طفيف في طلبات إعانة البطالة الأميركية

مطعم يعلن عن حاجته إلى توظيف عاملين في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية (رويترز)
مطعم يعلن عن حاجته إلى توظيف عاملين في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية (رويترز)

سجلت طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة ارتفاعاً طفيفاً الأسبوع الماضي؛ مما يعكس استمرار متانة سوق العمل رغم تنامي المخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل.

وأعلنت وزارة العمل الأميركية، الخميس، أن عدد الطلبات ارتفع بمقدار 6 آلاف ليصل إلى 222 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 19 أبريل (نيسان) الحالي، متجاوزاً قليلاً توقعات المحللين التي كانت تشير إلى 220 ألف طلب، وفق «رويترز».

وتُعدّ طلبات إعانة البطالة الأسبوعية مؤشراً رئيسياً على وتيرة تسريح العمال، وقد ظلت ضمن نطاق مستقر نسبياً يتراوح بين 200 ألف و250 ألف طلب على مدار السنوات القليلة الماضية.

ورغم تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن بعض تهديداته بفرض رسوم جمركية، فإن القلق لا يزال قائماً بشأن تأثير تباطؤ الاقتصاد العالمي المحتمل على سوق العمل الأميركية، التي أظهرت مرونة لافتة تاريخياً. وقد أثارت سياسات ترمب؛ بما فيها خططه لخفض القوى العاملة في الحكومة الفيدرالية، جدلاً واسعاً منذ بداية ولايته.

ولم يتضح بعد متى ستنعكس تخفيضات الوظائف الحكومية التي أمرت بها «وزارة كفاءة الحكومة (DOGE)»، برئاسة إيلون ماسك، على بيانات البطالة الرسمية، لكن التأثيرات بدأت تشعر بها بالفعل الوكالات خارج واشنطن العاصمة.

وشملت هذه التخفيضات عدداً من الوكالات الفيدرالية، من بينها: وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ودائرة الإيرادات الداخلية، وإدارة الأعمال الصغيرة، ووزارة شؤون المحاربين القدامى، ووزارة التعليم.

ورغم بروز مؤشرات على تباطؤ نسبي خلال العام الماضي، فإن سوق العمل الأميركية لا تزال تُظهر متانة واضحة، مع استمرار وفرة الوظائف الشاغرة وانخفاض معدلات التسريح.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشفت بيانات رسمية عن إضافة أصحاب العمل في مارس (آذار) الماضي 228 ألف وظيفة جديدة، في أداء فاق التوقعات. وعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة تدريجياً إلى 4.2 في المائة، فإنه لا يزال منخفضاً نسبياً مقارنة بالمعايير التاريخية.

وأظهر تقرير وزارة العمل أيضاً أن متوسط عدد طلبات إعانة البطالة على مدار 4 أسابيع (وهو مقياس يُقلل من تأثير التقلبات الأسبوعية) انخفض بمقدار 750 طلباً ليصل إلى 220 ألفاً و250 طلباً.

كما انخفض إجمالي عدد الأميركيين الذين يتلقون إعانات بطالة للأسبوع المنتهي في 12 أبريل الحالي، بمقدار 37 ألفاً ليصل إلى 1.84 مليون مستفيد.


مقالات ذات صلة

رغم التراجع الطفيف... «وول ستريت» تتجه إلى مكاسب أسبوعية

الاقتصاد منظر لمدخل بورصة نيويورك في «وول ستريت» (رويترز)

رغم التراجع الطفيف... «وول ستريت» تتجه إلى مكاسب أسبوعية

شهدت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» انخفاضاً طفيفاً يوم الجمعة، لكنها ما زالت تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية قوية، مدعومة بهدنة الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سفينة محمّلة بحاويات شحن تُفرغ حمولتها على رصيف في ميناء نيوآرك بنيوجيرسي (رويترز)

أسعار الواردات الأميركية ترتفع بشكل مفاجئ في أبريل

ارتفعت أسعار الواردات الأميركية بشكل غير متوقع في أبريل (نيسان)، مدفوعة بارتفاع أسعار السلع الرأسمالية الذي عوّض تراجع أسعار منتجات الطاقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ب)

هدنة الرسوم تدفع العقود الآجلة الأميركية للصعود

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، مما أبقى «وول ستريت» على مسار إيجابي نحو إنهاء الأسبوع، مدعومةً بهدنةٍ في الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يتراجع مع تجدد رهانات خفض الفائدة

تراجع الدولار الأميركي، يوم الجمعة، بالتزامن مع انخفاض عوائد سندات الخزانة، بعدما عزَّزت سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة هذا الأسبوع توقعات خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد عمال على خط تجميع مركبات بولاريس الثلجية في مصنع روزو بمينيسوتا (أرشيفية - رويترز)

وسط مخاوف الرسوم... تباطؤ إنتاج المصانع الأميركية في أبريل

أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس تراجع إنتاج المصانع بنسبة 0.4 في المائة في أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذهب يتراجع 10 %... هل انتهى صعود المعدن النفيس؟

صائغ في إسطنبول يرتب أساور ذهبية في متجر مجوهرات داخل البازار الكبير (رويترز)
صائغ في إسطنبول يرتب أساور ذهبية في متجر مجوهرات داخل البازار الكبير (رويترز)
TT

الذهب يتراجع 10 %... هل انتهى صعود المعدن النفيس؟

صائغ في إسطنبول يرتب أساور ذهبية في متجر مجوهرات داخل البازار الكبير (رويترز)
صائغ في إسطنبول يرتب أساور ذهبية في متجر مجوهرات داخل البازار الكبير (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب بنحو 10 في المائة من ذروتها القياسية عند 3500 دولار للأونصة، التي سجّلتها في أبريل (نيسان)، جراء تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما قلّص الزخم الصعودي. مع ذلك، لا يزال المحللون يحتفظون بتوقعات إيجابية مدعومة بأسس قوية للمعدن الأصفر.

وتداول الذهب في السوق الفورية حول مستوى 3180 دولاراً للأونصة، يوم الجمعة، مسجلاً أسوأ أداء أسبوعي خلال 6 أشهر، وفق «رويترز».

وجاء تراجع الذهب عقب اتفاق واشنطن وبكين على هدنة بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضت في أبريل، ما عزّز شهية المخاطرة وإضعاف الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع مؤشر الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، ما قلّص جاذبية المعدن النفيس.

على الصعيد الجيوسياسي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقتراب بلاده من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

وقال ريكاردو إيفانجليستا، كبير المحللين في شركة الوساطة «أكتيف تريدز»: «نشهد تراجعاً في اضطراب البيئة الجيوسياسية عالمياً، وانخفاضاً في حدة العدوان التجاري الأميركي، ما يدفع المستثمرين بعيداً عن الذهب كملاذ آمن، ويعزز شهية المخاطرة في الأسواق».

ومع ذلك، يبقى عدم اليقين مرتفعاً للغاية، ولا يمكن الجزم بأن الذهب وصل إلى ذروته. فقد ارتفع المعدن، الذي يُعدّ مخزناً للقيمة في أوقات الاضطرابات السياسية والمالية، إلى أعلى مستوى في تاريخه عند 3500.05 دولار للأونصة في 22 أبريل، محققاً ارتفاعاً بنسبة 21 في المائة هذا العام، بعد زيادة 27 في المائة على مدار عام 2024 كاملاً.

وقال نيتيش شاه، استراتيجي السلع الأساسية في «ويزدوم تري»: «من المرجح أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع بدلاً من الانخفاض من هذه النقطة، نظراً لعوامل مثل استمرار الطلب من البنوك المركزية والطلب القوي من المستثمرين الصينيين، التي لن تتلاشى في الأمد القريب».

وسجّلت التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة، المدعومة بالذهب في أبريل، أكبر حجم منذ مارس (آذار) 2022، وقادت الصناديق الصينية هذا الاتجاه، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي.

وأظهرت بيانات بنك الشعب الصيني أن البنك المركزي أضاف الذهب إلى احتياطياته في أبريل للشهر السادس على التوالي. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك: «لن أتفاجأ إذا أشارت البيانات إلى أن هذا التصحيح الحالي في أسعار الذهب قد تم تلطيفه بالطلب الجديد والمستمر من البنوك المركزية».

وأضاف هانسن: «نحتاج لمراقبة البيانات الاقتصادية التي قد تؤكد تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد، ما سيزيد الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وهو أمر إيجابي للذهب، كما قد يرفع الطلب على المعدن كملاذ آمن».

وأظهرت بيانات الخميس تباطؤاً في الاقتصاد الأميركي، الأكبر عالمياً، خلال أبريل، شمل انخفاضاً في أسعار المنتجين، وإنتاج الصناعات التحويلية، وتراجع مبيعات التجزئة.

وتتوقع الأسواق حالياً خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام، بدءاً من سبتمبر (أيلول). وفي بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، يزدهر الذهب غير المُدر للعائد.

وعلى المدى الطويل، يظل الذهب محطّ اهتمام التحوط، إذ من غير المتوقع أن تختفي التوترات الجيوسياسية تماماً، كما يُتوقع انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، وضعف الدولار الأميركي، واستمرار مشتريات البنوك المركزية، وفقاً لجيوفاني ستونوفو، محلل بنك «يو بي إس».