التضخم الألماني ينخفض إلى أدنى مستوى في أكثر من 3 سنوات

مع تراجع أسعار الطاقة

مدخل مطعم «أويرباخ كيلر» في ممر التسوق التاريخي مادلر باساج في لايبزيغ (رويترز)
مدخل مطعم «أويرباخ كيلر» في ممر التسوق التاريخي مادلر باساج في لايبزيغ (رويترز)
TT

التضخم الألماني ينخفض إلى أدنى مستوى في أكثر من 3 سنوات

مدخل مطعم «أويرباخ كيلر» في ممر التسوق التاريخي مادلر باساج في لايبزيغ (رويترز)
مدخل مطعم «أويرباخ كيلر» في ممر التسوق التاريخي مادلر باساج في لايبزيغ (رويترز)

انخفض التضخم في ألمانيا أكثر من المتوقع في أغسطس (آب)، ليهبط إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يسهل على المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول).

وأظهرت بيانات أوّلية من مكتب الإحصاء الاتحادي، الخميس، أن التضخم تراجع إلى 2 في المائة بأغسطس، وهو أدنى مستوى له منذ يونيو (حزيران) 2021، بفضل انخفاض أسعار الطاقة.

وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا قراءة 2.3 في المائة في أغسطس، بعد زيادة سنوية في أسعار المستهلكين بلغت 2.6 في المائة في يوليو (تموز)، استناداً إلى بيانات منسقة للمقارنة مع دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، الخميس، على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «الناس لديهم المزيد من المال في محافظهم مرة أخرى»، مشيراً إلى أن التضخم يتراجع والأجور الحقيقية ترتفع للربع الخامس على التوالي. وتابع شولتز: «هذا جيد، سننتظر».

وتأتي البيانات الألمانية قبل صدور بيانات التضخم في منطقة اليورو، الجمعة. ومن المتوقع أن يبلغ التضخم في الكتلة 2.2 في المائة بأغسطس، بانخفاض عن 2.6 في المائة بالشهر السابق، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت «رويترز» آراءهم.

وقال رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في «آي إن جي»، كارستن برزيسكي: «يحتوي التقدير الأوّلي الصادر للتو عن التضخم الألماني في أغسطس على كل ما يحتاجه المركزي الأوروبي لمواصلة خفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر».

وأشار إلى أن تقرير التضخم يظهر أولى علامات اتجاه انكماشي أوسع نطاقاً، بما يتجاوز أسعار الطاقة. وقد قامت الأسواق الآن بتسعير كامل لخفض أسعار الفائدة من المركزي الأوروبي في اجتماعه الشهر المقبل، وخطوة أخرى على الأقل في وقت لاحق من هذا العام.

وفي أغسطس، انخفضت أسعار الطاقة في ألمانيا بنسبة 5.1 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وانكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.1 في المائة خلال الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بالفترة السابقة المكونة من ثلاثة أشهر، مما أثار مخاوف الركود. ويُعرف الركود الفني بأنه ربعان متتاليان من النمو السلبي.

وقال برزيسكي: «إن تلاشي الضغوط التضخمية إلى جانب تلاشي زخم النمو يوفران خلفية اقتصادية كلية مثالية تقريباً لخفض آخر لأسعار الفائدة».

وبلغ التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة 2.8 في المائة بأغسطس من 2.9 في المائة بالشهر السابق.

وقالت الخبيرة الاقتصادية الأوروبية البارزة في «كابيتال إيكونوميكس»، فرانزيسكا بالماس: «يمهد هذا الطريق لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، ولكن مع استمرار تضخم الخدمات، فإن دورة التيسير ستكون تدريجية». ويتوقع مركز الأبحاث الاقتصادية أن يخفض المركزي أسعار الفائدة مرة واحدة فقط كل ربع سنة، حتى يصل سعر الإيداع إلى 2.5 في المائة.

هذا ويتوقع خبراء الاقتصاد رحلة وعرة للتضخم.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في بنك «هامبورغ» التجاري، سايروس دي لا روبيا: «من الآن فصاعداً، سترتفع الأسعار مرة أخرى للأسف»، مضيفاً أن معدل التضخم من المرجح أن يتحرك مرة أخرى نحو 3 في المائة بالأشهر الستة إلى الاثني عشر المقبلة.


مقالات ذات صلة

رئيس «فيدرالي» أتلانتا يدعو لتخفيض الفائدة ولكن بحذر

الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

رئيس «فيدرالي» أتلانتا يدعو لتخفيض الفائدة ولكن بحذر

أعلن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا أنه مع استمرار انخفاض معدلات التضخم وارتفاع معدلات البطالة فقد حان الوقت للنظر في تخفيض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (أتلانتا )
الاقتصاد مبنى بنك إسرائيل في القدس (رويترز)

بنك إسرائيل يبقي سعر الفائدة دون تغيير عند 4.5 %

أعلنت لجنة السياسة النقدية في بنك إسرائيل أنها أبقت سعر الفائدة دون تغيير عند 4.5 في المائة، كما كان متوقعاً.

«الشرق الأوسط» (القدس)
الاقتصاد بورصة نيويورك في الحي المالي بمانهاتن (رويترز)

سبتمبر الحاسم... مصير الاقتصاد الأميركي على المحك

شكَّل خطاب جيروم باول في «جاكسون هول» أرضية مهمة لتحويل يومَي 6 و18 سبتمبر المقبل إلى أهم تاريخين للسياسة النقدية الأميركية منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)

الذهب يتراجع مع صعود الدولار وتوقعات التضخم

تراجعت أسعار الذهب، الأربعاء، مع ارتفاع الدولار، في حين ينتظر المستثمرون تقريراً مهماً عن التضخم الأميركي المقرر صدوره هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد دمية صغيرة أمام شعار شركة «بوليوس» الروسية لتعدين الذهب (رويترز)

«بوليوس» الروسية تتحدى العقوبات... أرباح قياسية في الذهب

أعلنت شركة «بوليوس» الروسية لتعدين الذهب، اليوم (الثلاثاء)، زيادة 183 في المائة في أرباح النصف الأول من العام إلى 1.58 مليار دولار رغم العقوبات الغربية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

اليابان ترفع تقييمها الاقتصادي لأول مرة منذ 15 شهراً

رجل وامرأة يكافحان الرياح القوية في حين يعبران طريقاً في مدينة فوكوكا اليابانية وسط أجواء عاصفة (أ.ف.ب)
رجل وامرأة يكافحان الرياح القوية في حين يعبران طريقاً في مدينة فوكوكا اليابانية وسط أجواء عاصفة (أ.ف.ب)
TT

اليابان ترفع تقييمها الاقتصادي لأول مرة منذ 15 شهراً

رجل وامرأة يكافحان الرياح القوية في حين يعبران طريقاً في مدينة فوكوكا اليابانية وسط أجواء عاصفة (أ.ف.ب)
رجل وامرأة يكافحان الرياح القوية في حين يعبران طريقاً في مدينة فوكوكا اليابانية وسط أجواء عاصفة (أ.ف.ب)

رفعت الحكومة اليابانية تقييمها الاقتصادي لأول مرة منذ أكثر من عام، وسط مؤشرات على تحسّن الاستهلاك، مما عزّز التفاؤل بشأن التعافي الأوسع.

وقال مكتب مجلس الوزراء، في تقريره الاقتصادي الشهري، لأغسطس (آب) الحالي: «يتعافى الاقتصاد الياباني بوتيرة معتدلة، وإن كان يبدو أنه لا يزال متوقفاً في أجزاء»، ورفع مجلس الوزراء التقييم لأول مرة منذ مايو (أيار) 2023.

وقالت الحكومة إن الاستهلاك ينتعش مع تخفيف تأثير توقف الشحن في بعض شركات صناعة السيارات. كما ساعد ارتفاع الدخل المتاح للأسر، إلى جانب التخفيضات المؤقتة في ضرائب الدخل والمقيمين، الاستهلاك.

ومع ذلك، أسفرت الحرارة الشديدة هذا الصيف عن نتائج استهلاكية مختلطة، حسبما ذكر التقرير. ففي حين زاد الطلب على مكيفات الهواء والمظلات والآيس كريم، انخفضت حركة العملاء في المتنزهات الترفيهية والمطاعم.

وتوقع التقرير أيضاً انخفاض أسعار الواردات، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التصحيح الأخير في اتجاه الين الضعيف. كما رفعت الحكومة تقييمها لبناء المساكن إلى «ثابت تقريباً» من «درجة ضعيفة» للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، وعزت التغيير إلى توقف انحدار بناء المساكن المملوكة للمالكين.

وظلّت تقييمات القطاعات الفرعية المتبقية، بما في ذلك الصادرات، دون تغيير. وقدّم التقرير في اجتماع حضره وزراء الحكومة المعنيون، ومحافظ «بنك اليابان» كازو أويدا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أظهرت بيانات حكومية أن اقتصاد اليابان توسّع بمعدل سنوي أسرع كثيراً من المتوقع، بلغ 3.1 في المائة في الربع الثاني. ويُعزى الانتعاش بعد الركود في بداية العام، إلى حد كبير، إلى زيادة قوية في الاستهلاك.

وفي سياق منفصل يدل على التحسن أيضاً، تتجه مشتريات المستثمرين اليابانيين من سندات الخزانة اليابانية خلال الشهر الحالي نحو تسجيل أعلى مستوى لها منذ 17 عاماً، لأن احتمالات تخفيف السياسات النقدية تعزّز ارتفاع أسعار الفائدة على السندات، مع تراجع تكلفة التحوّط ضد تغير أسعار الصرف.

وبحسب البيانات الأولية الصادرة عن وزارة المالية اليابانية يوم الخميس، واصلت مشتريات صناديق الاستثمار اليابانية من السندات خلال الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس (آب) الماضي ارتفاعها للأسبوع الرابع على التوالي. وإذا استمرت المشتريات على الوتيرة نفسها خلال الأسبوع الأخير من الشهر، لتصل قيمتها الشهرية الإجمالية إلى 6.83 تريليون ين (47.3 مليار دولار)، فستكون أعلى مشتريات شهرية منذ سجلت 9.56 تريليون ين في سبتمبر (أيلول) عام 2007.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن ذلك يأتي في حين زادت مشتريات المستثمرين من السندات العالمية بوجه عام بنسبة 3 في المائة تقريباً خلال الشهر الحالي، بعد ارتفاعها خلال الشهر الماضي، في الوقت الذي أشار فيه رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول، إلى اعتزام المجلس خفض الفائدة في اجتماع الشهر المقبل. وتراجعت تكلفة تحوّط المستثمرين اليابانيين ضد تراجع أسعار العملات الأجنبية، بسبب ارتباطها الوثيق بالفارق في أسعار الفائدة قصيرة الأجل بين اليابان والدول الأخرى.

وفي الأسواق، أنهى المؤشر «نيكي» الياباني تداولات الخميس، مستقراً إلى حد كبير، وتعافى من خسائره المبكرة بعدما قلّصت أسهم التكنولوجيا التراجعات الناجمة عن توقعات مخيبة للآمال من شركة «إنفيديا».

وأغلق المؤشر «نيكي» على تراجع 0.02 في المائة عند 38362.53 نقطة، بعد أن هبط بنحو 1.12 في المائة في وقت سابق من التداولات. أما المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً فصعد 0.03 في المائة.

وانخفض سهم «طوكيو إلكترون»، عملاقة معدات تصنيع الرقائق، 1.76 في المائة، بعدما هوى بنحو 3.49 في المائة في وقت سابق. ونزل سهم نظيرتها الأصغر «ديسكو» 2.46 في المائة متعافياً إلى حد كبير من تراجع وصل إلى 5.33 في المائة. أما سهم شركة «أدفانتست» لصناعة معدات اختبار الرقائق، وهي من الموردين إلى «إنفيديا»، فتمكّن من إنهاء تعاملات الخميس، مرتفعاً 0.3 في المائة، ومحا خسائره المبكرة التي بلغت 3.6 في المائة.

ولم ترق توقعات «إنفيديا» للإيرادات والهوامش الإجمالية إلى مستوياتها المعتادة مؤخراً عندما كانت تتجاوز أهداف «وول ستريت»؛ مما طغى على بياناتها الخاصة بالإيرادات والأرباح وكذلك إعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار.

وكان سهم شركة «نيدك» لصناعة مكونات الإلكترونيات الخاسر الأكبر على «نيكي»؛ إذ هوى 3.32 في المائة، بعد أن أرجأت شركة «سوبر مايكرو كومبيوتر» الأميركية المصنعة للخوادم، التي تطوّر معها وحدات تبريد مائية للخوادم، تقديم تقريرها السنوي.

وكان أكبر الرابحين على المؤشر «نيكي» من حيث النقاط سهم «فاست ريتيلينغ»، مشغلة متاجر «يونيكلو»، الذي ارتفع 0.67 في المائة. لكن أداء السهم كان متقلباً وانخفض خلال التداولات بواقع 2.38 في المائة، ليكون أكبر عامل هبوطي على المؤشر. وجرى تداول السهم يوم الخميس دون الحق في توزيعات أرباح. ومن بين 225 سهماً على المؤشر «نيكي»، انخفض 109 وارتفع 115، في حين أغلق واحد على استقرار.