ألمانيا تحث أوروبا على «منافسة» الصين

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث في جامعة تشجيانغ خلال زيارته إلى الصين يوم 23 يونيو 2024 (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث في جامعة تشجيانغ خلال زيارته إلى الصين يوم 23 يونيو 2024 (د.ب.أ)
TT

ألمانيا تحث أوروبا على «منافسة» الصين

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث في جامعة تشجيانغ خلال زيارته إلى الصين يوم 23 يونيو 2024 (د.ب.أ)
وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث في جامعة تشجيانغ خلال زيارته إلى الصين يوم 23 يونيو 2024 (د.ب.أ)

حث وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك دول الاتحاد الأوروبي على التضامن والتعاون، حتى تتمكن من «منافسة» الصين.

وقال هابيك، الأحد، في نهاية جولته بشرق آسيا التي استمرت 4 أيام، والتي اختتمها بزيارة مدينة هانغتشو الصينية، إن مصطلح «المنافسة، وفي أشد معانيها» لاحقه في كل من كوريا الجنوبية والصين.

وأضاف هابيك الذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشار الألماني: «أعتقد أنه يتعين علينا مواجهة هذه المنافسة. كما أن ألمانيا تردد باستمرار كلمة (منافسة)؛ أي أن الإهمال والكسل والتراخي واللامبالاة ليست بديلاً»، محذراً في الوقت نفسه من المغالاة، مؤكداً في ذلك ضرورة التعاون أيضاً.

وأوضح هابيك أن التعاون يعني عدم النظر إلى الآخر كخصم أو كعدو؛ بل يعني تطوير التفاهم المتبادل وتعزيز بعضنا لبعض.

وفي الأسبوع الماضي، اقترحت المفوضية الأوروبية رسوماً جمركية تصل إلى 38.1 في المائة على واردات السيارات الكهربائية من الصين، على الرغم من احتجاج بكين، ما أدى إلى تراجع العلاقات التجارية إلى مستوى منخفض جديد، ومخاطر بإجراء عقابي من ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأشار هابيك إلى أن العالم يستعد في الوقت نفسه للمنافسة، وقال: «وجهة نظري هي أن الدول الكبرى التي نقارن أنفسنا معها -وهو ما يتعين علينا فعله بوصفنا أوروبيين- لديها خطة دقيقة للغاية حول الأهداف التي تريد تحقيقها في غضون 10 أو 20 أو 30 عاماً، وتوفر من أجل تنفيذ هذه الخطة الوسائل المطلوبة، ابتداء من الموارد المالية حتى انتهاج سياسة قوية في الشؤون الخارجية والتجارة الخارجية... لكن أوروبا ليس لديها هذه الخطة على النحو الكافي».

وذكر هابيك أنه يجب أن يبزغ عصر جديد لأوروبا ودولها؛ حيث تكون هناك دراية بهذه المنافسة وعواقبها، مؤكداً ضرورة تطوير أوروبا لتصبح لاعباً في السياسة العالمية.

وعلى خلفية الجدل حول ميزانية عام 2025 في ألمانيا، أكد هابيك في الوقت نفسه ضرورة ألا تكون الجدالات التي تخوضها ألمانيا وأوروبا بمنأى عن الأحداث التي تجري على المستوى الجيوسياسي.

وقال هابيك: «لكن مثل هذه الزيارات لها قيمة مضافة، فعلى الأقل يمكنك التعرف على وجهات نظر البلدان الأخرى، وفي أفضل الأحوال، يمكنك الدفع في اتجاه سياسة تهدف إلى التعاون. آمل وأعتقد أن هذه الزيارة كانت قادرة على تقديم مساهمة صغيرة في هذا الأمر».

الصين وأهداف المناخ

وأضاف وزير الاقتصاد الألماني أن الصين لا غنى عنها فيما يتعلق بتحقيق أهداف المناخ.

وقال هابيك بعد يوم من لقائه مسؤولين صينيين في بكين: «دون الصين لن يكون من الممكن تحقيق أهداف (مكافحة تغير) المناخ على مستوى العالم».

وأضاف أن هناك قضايا أخرى تطغى على مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض في الوقت الحالي، لذا فإن التصدي لهذا التحدي الكبير يتطلب بالضرورة تعزيز التعاون مع الصين في هذا المجال.

وذكر هابيك أن مسؤولين صينيين أبلغوه بأنهم يوسعون إنتاج الفحم لأسباب أمنية.

وقال الوزير: «تستورد الصين أيضاً كميات كبيرة من الغاز والنفط، وشهدت الصين بالفعل ما حدث في أوروبا وألمانيا في العامين الماضيين» في إشارة إلى أزمة الطاقة التي تلت بدء غزو روسيا لأوكرانيا. وتابع هابيك قائلاً إن الصين يتعين عليها إيجاد بديل آمن للفحم.

وأضاف: «يجب ألا تعلموهم أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مضرة للمناخ. يعرفون ذلك»، مشيراً إلى أن البديل يجب أن يسمح للصين بتحقيق المستوى نفسه من أمن الطاقة، مع تقليص عدد محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم.

وخلال زيارة هابيك للصين، السبت، قال مسؤولون من الصين ومن الاتحاد الأوروبي إنهم اتفقوا على بدء محادثات بشأن تعريفات جمركية مقترح فرضها على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين، والتي يتم استيرادها إلى السوق الأوروبية.


مقالات ذات صلة

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

خاص قام أفراد المجتمع بزراعة أكثر من مليون شجيرة في متنزه ثادق السعودي لإصلاح الأراضي المتدهورة ومعالجة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة)

خاص ثياو قبل «كوب 16»: العالم يحتاج 355 مليار دولار سنوياً لمكافحة التصحر

مع اقتراب انعقاد «كوب 16» يترقّب العالم خطوات حاسمة في معالجة أكبر التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير المناخ والبيئة النرويجي توري ساندفيك يلقي بياناً خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29) في باكو 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

مؤتمر «كوب 29» يبني على بيان مجموعة العشرين للمضي في المفاوضات

رحّب المشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) بالمؤشّرات الإيجابية الصادرة عن بيان مجموعة العشرين، بشأن تمويل الحلول المناخية للدول النامية.

«الشرق الأوسط» (باكو)
أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب) play-circle 01:31

«مجموعة العشرين» تعقد قمتها وسط أوضاع عالمية غير مستقرة

تنطلق «قمة العشرين» في البرازيل وسط صعوبات التوصل إلى تسوية حول المناخ والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط وفي ظل ترقب عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)
مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)
TT

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)
مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» آخِر جلسات الأسبوع، متراجعاً بمقدار 27.40 نقطة، وبنسبة 0.23 في المائة، إلى 11840.52 نقطة، وبسيولة بلغت قيمتها 5.4 مليار ريال (1.4 مليار دولار).

وتراجع سهم عملاق الطاقة «أرامكو السعودية»، بمعدل 0.18 في المائة، إلى 27.95 ريال، بتداولات كانت الأكثر نشاطاً، وبلغت 513 مليون ريال.

وتصدَّر سهم «الكابلات السعودية» الشركات الأكثر خسارة، بتراجع قدره 4 في المائة، عند 97.90 ريال.

كما تراجع سهما «الحفر العربية» و«أديس» بنسبة 1 في المائة، عند 110.40 و18.18 ريال على التوالي.

وانخفض سهم «سينومي ريتيل» بمقدار 1 في المائة، إلى 13.68 ريال.

في المقابل، ارتفع سهم «فقيه الطبية» بنسبة 1 في المائة، عند 58.90 ريال.

وزاد سهم مصرف الراجحي بمعدل 0.5 في المائة، ليصل إلى 93.50 ريال.

وكان سهم «الباحة» الأكثر ربحية بالنسبة القصوى 10 في المائة، يليه سهم «الإعادة السعودية» بمقدار 7 في المائة.

وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية «نمو» مرتفعاً 681.17 نقطة، عند مستوى 30540.28 نقطة، بتداولات وصلت قيمتها إلى 148 مليون ريال، وبلغت كمية الأسهم المتداولة 17 مليون سهم.