تراجع إنتاج أكبر منتج لـبُن «روبوستا» في العالم يهدد بزيادة أسعار القهوة عالمياً

حبوب بُن بعد التحميص (رويترز)
حبوب بُن بعد التحميص (رويترز)
TT

تراجع إنتاج أكبر منتج لـبُن «روبوستا» في العالم يهدد بزيادة أسعار القهوة عالمياً

حبوب بُن بعد التحميص (رويترز)
حبوب بُن بعد التحميص (رويترز)

اتجهت الأنظار إلى فيتنام، بعد أن ارتفعت أسعار العقود الأجلة لبن «روبوستا» في بورصة لندن إلى أعلى مستوياتها خلال 16 عاماً؛ وذلك لأنها أكبر منتج في العالم لـبُن «روبوستا»، وتوفر نحو ثلث إنتاج العالم من هذه الحبوب، والتي تستخدم في إعداد القهوة سريعة التحضير و«إسبريسو».

وأظهرت بيانات الثلاثاء، تراجع صادرات فيتنام من البن إلى أدنى مستوى لها خلال 15 عاماً، في شهر مايو (أيار) الماضي، وسط توقعات باستمرار التراجع خلال الأشهر المقبلة، وفق وكالة «بلومبرغ»؛ وهو ما من شأنه أن يؤثر سلباً على حجم الإمدادات العالمية من البن، وبالتالي الإبقاء على ارتفاع الأسعار.

وينقسم إجمالي إنتاج البن في العالم إلى 75 في المائة حبوب بُن «أرابيكا»، وتتصدر البرازيل الدول المنتجة له، و25 في المائة بن «روبوستا» وتتصدر فيتنام الدول المنتجة له، وتحتوي حبوب بُن «روبوستا» على نسبة كافيين تصل إلى 2.7 في المائة، مقابل 1.5 في المائة فحسب في بُن «أرابيكا». ويبلغ سعر «روبوستا» نحو نصف سعر «أرابيكا» في الأسواق.

ولقهوة الـ«روبوستا» مذاق مرير؛ وذلك لاحتوائها على مقدار أكبر من مادة الكافيين وحمض الكلوروجينيك مقارنة بـبُن «أرابيكا» ذات المذاق المعتدل.

وبحسب بيانات هيئة الجمارك الفيتنامية، تراجعت صادرات البلاد من البُن إلى ما دون 80 ألف طن الشهر الماضي، في انخفاض بواقع 47 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من 2023. ويمثل ذلك أقل قدر من الصادرات خلال شهر مايو منذ عام 2009، وفقاً لحسابات «بلومبرغ».

وقال رئيس مجلس إدارة مجموعة «إنتيمكس غروب» دو ها نام، وهي واحدة من كبرى شركات الشحن، إن من المتوقع أن تظل صادرات فيتنام من البن «ضئيلة» شهرياً، حتى بدء موسم حصاد الحبوب في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأضاف دو، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس جمعية القهوة والكاكاو الفيتنامية، إنه جرى تقريباً استنفاد المخزون الذي كان يحتفظ به المزارعون.

وبحسب بيانات هيئة الجمارك التي جمعتها «بلومبرغ»، بلغ حجم صادرات فيتنام من البن خلال شهر مايو منذ عام 2009 نحو 100 مليون طن. وصدّرت البلاد نحو 1.19 مليون طن خلال الأشهر الثمانية الأولى من موسم 2023 - 2024، في انخفاض بواقع 6.9 في المائة على أساس سنوي.

وبينما تتصدر فيتنام المرتبة الأولى للدول المنتجة لحبوب بن «روبوستا»، جاء ترتيبها في المرتبة الثانية ضمن أكثر دول العالم إنتاجا لبن «أرابيكا» و«روبوستا» معاً في عام 2022 - 2023، استناداً إلى بيانات وزارة الزراعة الأميركية، بعد البرازيل.

ونتيجة تراجع إمدادات حبوب البن من فيتنام، توقعت المنظمة الدولية للقهوة، ارتفاع أسعار البن بنسبة 20 - 25 في المائة في أعلى مستوى لها خلال الـ45 عاماً الماضية.

وفي أبريل (نيسان) الماضي ارتفعت الأسعار الفورية في الأسواق الرئيسية بنسبة 16.8 في المائة إلى 427 دولاراً لكل كيلوغرام، وهو أعلى مستوى منذ عام 1979.

ومن المتوقع أن يصل الإنتاج في فيتنام خلال عامي 2023 - 2024، إلى 16.5 مليون كيس فقط، من 26.3 مليون كيس، في عام 2022 - 2023، بسبب الظروف الجوية السيئة وانخفاض إنتاج الأشجار المعمّرة.


مقالات ذات صلة

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

صحتك شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء (إ.ب.أ)

كيف تؤثر القهوة في أمعائك؟

كشفت دراسة جديدة عن أن شرب القهوة يزيد من تنوع ميكروبيوم الأمعاء ويعزز نمو البكتيريا المفيد بها، الأمر الذي يؤثر بالإيجاب في صحتنا ككل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك القهوة غنية بمضادات الأكسدة (أ.ف.ب)

فوائد تناول البروتين مع القهوة في الصباح

يمكن للقهوة والبروتين تعزيز صحتك بطرق متنوعة، فالقهوة غنية بمضادات الأكسدة ويمكن أن تساعد في مقاومة الإجهاد التأكسدي، الذي يرتبط بالإصابة بالأمراض المزمنة.

صحتك لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ماذا يحدث لجسمك عند تناول رشفة من الكافيين؟

يرصد التقرير كيف يؤثر الكافيين علينا ويسبب تغيراً بيولوجياً في أجسامنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نائب أمير منطقة جازان يدشن المركز وإلى جانبه نائب الرئيس للشؤون العامة في «أرامكو» خالد الزامل (أرامكو)

«أرامكو» تدشّن مركز تطوير البن السعودي في منطقة جازان

دشّنت «أرامكو السعودية» مركز تطوير البن السعودي في جازان ضمن مبادرات المواطنة التي تقدمها لدعم زراعة وإنتاج البن في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
يوميات الشرق لا يقتصر حب القهوة على تناول فنجان أو اثنين في اليوم... فمنهم مَن يشرب 50 منها (رويترز)

ومن البُنِّ ما قتل... مشاهير أدمنوا القهوة فشربوا 50 فنجاناً في اليوم

وصل هَوَس الكاتب هونوري ده بالزاك بالقهوة حدّ تناول 50 فنجاناً منها يومياً، أما بريتني سبيرز فتشربها بالـ«غالونات». ما سر هذا المشروب الذي أدمنه المشاهير؟

كريستين حبيب (بيروت)

278 مليار دولار سنوياً فجوة التمويل لمكافحة التصحر

زوار يتجولون في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
زوار يتجولون في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

278 مليار دولار سنوياً فجوة التمويل لمكافحة التصحر

زوار يتجولون في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
زوار يتجولون في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

في خضم التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها العالم، أشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إلى وجود فجوة تمويلية هائلة تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تقدر مساحتها بمليار هكتار.

وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16»، المقام حالياً في الرياض، سلّط المسؤول عن الآلية العالمية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، بابلو مونيوز، الضوء على أهمية زيادة الاستثمارات لمواجهة هذه التحديات البيئية، مشيراً إلى ضرورة تفعيل تعاون عالمي لمكافحة التصحر، خاصة في ظل الأزمة التمويلية الضخمة التي يواجهها هذا القطاع.

المسؤول عن الآلية العالمية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بابلو مونيوز (الشرق الأوسط)

استعادة الأراضي

وفقاً لتقرير تقييم الاحتياجات المالية الذي تم إطلاقه خلال «كوب 16»، تواجه البلدان الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تحديات تمويلية هائلة رغم وضعها خططاً استراتيجية طموحة لاستعادة أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030، إلا أن الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030 تقدر بنحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 مليار دولار، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار.

ووفق التقرير، يعادل إجمالي الاستثمارات المطلوبة التي يتعين تحقيقها بين عامي 2016 و2030 نحو 2.6 تريليون دولار.

وتعد أفريقيا أكثر المناطق المتضررة من هذه الفجوة، حيث تمثل نحو 191 مليار دولار سنوياً من العجز العالمي، وذلك بسبب التزاماتها الكبيرة في استصلاح الأراضي.

وأشار التقرير إلى أن التصحر والجفاف يسببان خسائر اقتصادية تقدر بنحو 878 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان المتأثرة. في الوقت ذاته، تدهور ما لا يقل عن 100 مليون هكتار من الأراضي كل عام، ما يؤثر بشكل كبير على حياة 1.3 مليار شخص حول العالم.

رغم هذه التحديات، يبرز التقرير أيضاً الفوائد الاقتصادية الضخمة التي قد تتحقق من استعادة الأراضي المتدهورة، حيث يمكن أن تولد استثمارات قدرها 1.8 تريليون دولار سنوياً، مما يسهم في تعزيز الاستدامة العالمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل القضاء على الفقر والجوع، وتوفير المياه النظيفة، وتعزيز العمل المناخي.

سيدة تعبر في المنطقة الخضراء ضمن مؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

زيادة الاستثمارات

وأكد مونيوز أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الدول في مواجهة التصحر والجفاف هو توفير التمويل الكافي لدعم الخطط الوطنية والدولية. وأوضح أن التقرير أظهر فجوة تمويلية كبيرة تقدر بنحو 278 مليار دولار، وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود لتحفيز الاستثمارات بشكل أكبر. وأضاف: «نحن بحاجة إلى تحفيز استثمارات إضافية بما لا يقل عن 3.5 مرة من المبالغ الحالية لتحقيق الأهداف المنشودة».

ونوّه إلى أن الدول منحت الآلية العالمية مهمة تطوير تقييم لاحتياجات التمويل، لمعرفة ما إذا كانت الاستثمارات الحالية تتم بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب. كما أن الحلول المالية المتنوعة ستكون حاسمة في سد هذه الفجوة، والدول يمكن أن تعتمد على استراتيجيات مالية متكاملة لمعرفة فجوتها التمويلية، والتعاون مع الشركاء التنمويين مثل البنوك الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الصناديق العالمية، مثل «الصندوق الأخضر للمناخ»، و«الصندوق العالمي للتنمية».

القطاع الخاص

وبالحديث عن دور القطاع الخاص، شدّد مونيوز على أن الأراضي تعد من الأصول البيئية التي تقدم خدمات ومنتجات حيوية، وهو ما يفرض على الشركات الاستثمار في الحفاظ عليها لضمان استمرارية فوائدها على المدى الطويل. وأضاف أن هناك تمويلات خاصة، مثل «صندوق حياد تدهور الأراضي»، الذي يسهم في دعم مشروعات استعادة الأراضي. كما يمكن للقطاع أن يسهم من خلال استثمار مشاريع ذات عوائد رابحة، وهو ما من شأنه أن يعزز جهود استعادة الأراضي المتدهورة.

ودعا مونيوز إلى ضرورة التعاون العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، مشدداً على أن هذه التحديات ليست محصورة في مناطق معينة أو سياسات خاصة، بل هي قضية عالمية تتطلب من الجميع التكاتف والعمل معاً. وقال: «هذه دعوة للتفكير والمساهمة في هذا التحدي العالمي، حيث إن استعادة الأراضي المتدهورة يمكن أن تسهم في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية، ما يعزز من جهودنا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة».

ولفت إلى أن زيادة الاستثمارات والتعاون الدولي هما السبيل الوحيد لتحقيق تلك الأهداف الطموحة في مواجهة تحديات التصحر والجفاف التي باتت تهدد حياة مليارات البشر حول العالم.