رئيس «جيه بي مورغان»: الحروب تخلق مخاطر لم نشهدها منذ الحرب العالمية

يقول ديمون إن الدور القيادي العالمي لأميركا يواجه تحدياً في الخارج والداخل (أ.ب)
يقول ديمون إن الدور القيادي العالمي لأميركا يواجه تحدياً في الخارج والداخل (أ.ب)
TT

رئيس «جيه بي مورغان»: الحروب تخلق مخاطر لم نشهدها منذ الحرب العالمية

يقول ديمون إن الدور القيادي العالمي لأميركا يواجه تحدياً في الخارج والداخل (أ.ب)
يقول ديمون إن الدور القيادي العالمي لأميركا يواجه تحدياً في الخارج والداخل (أ.ب)

أبلغ المصرفي الأكثر نفوذاً في البلاد، جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة «جيه بي مورغان تشيس»، المستثمرين، يوم الاثنين، بأنه لا يزال يتوقع أن يكون الاقتصاد الأميركي مرناً وينمو، هذا العام، لكنه يشعر بالقلق من أن الأحداث الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والحرب بين إسرائيل و«حماس»، فضلاً عن الاستقطاب السياسي الأميركي، قد تتسبب ببيئة «قد تخلق مخاطر يمكن أن تتفوق على أي شيء منذ الحرب العالمية الثانية».

جاءت هذه التعليقات في رسالة سنوية للمساهمين من ديمون، الذي غالباً ما يستخدم الرسالة للتفكير في موضوعات واسعة، مثل السياسة والتنظيم والأحداث العالمية، وما قد يعنيه ذلك لـ«جيه بي مورغان»، فضلاً عن الاقتصاد الأوسع.

وقال ديمون: «إن الدور القيادي العالمي لأميركا يواجه تحدياً في الخارج من قِبل دول أخرى، وفي الداخل من قِبل ناخبينا المستقطَبين. نحن بحاجة إلى إيجاد طرق لوضع خلافاتنا جانباً، والعمل في شراكة مع الدول الغربية الأخرى باسم الديمقراطية. وخلال هذا الوقت من الأزمات الكبرى، يعد الاتحاد لحماية حرياتنا الأساسية، بما في ذلك المشاريع الحرة، أمراً بالغ الأهمية».

وكان لدى ديمون مخاوف خاصة بشأن استمرار المبالغ الكبيرة في الإنفاق بالعجز من قِبل الحكومة الأميركية ودول أخرى، فضلاً عن حاجة دول مثل الولايات المتحدة إلى إعادة التسليح، والاستمرار في بناء البنية التحتية الخضراء، وكل ذلك من المرجح أن يُبقي التضخم أعلى من المستثمرين.

وبسبب هذه القضايا، قال ديمون إنه أقل تفاؤلاً بأن الاقتصاد الأميركي سيحقق «هبوطاً ناعماً»، والذي وصفه بأنه نمو متواضع، إلى جانب انخفاض التضخم وأسعار الفائدة، مقارنة بالسوق الأوسع. وبينما يقول إن المستثمرين يقدّرون فرصة «70 في المائة إلى 80 في المائة» لحدوث هبوط سلس، يعتقد ديمون أن فرص مثل هذه النتيجة المثالية «أقل بكثير» من ذلك.

وأضاف: «هذه القوى الكبيرة وغير المسبوقة إلى حد ما تجعلنا نتوخى الحذر».

مثل عدد من الرؤساء التنفيذيين الآخرين، قال ديمون إنه يرى نتائج واعدة في حالات استخدام الذكاء الاصطناعي. وقال إن المصرف اكتشف 400 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي حتى الآن، خصوصاً في أقسام التسويق والاحتيال والمخاطر بالمصرف. ويستكشف المصرف أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات وخطط إنتاجية الموظفين العامة.

وأضاف: «نحن مقتنعون تماماً بأن العواقب (الذكاء الاصطناعي) ستكون غير عادية، وربما تحويلية مثل بعض الاختراعات التكنولوجية الرئيسية في مئات السنين الماضية، مثل آلة الطباعة، والمحرك البخاري، والكهرباء، والحوسبة، والإنترنت، من بين أمور أخرى».


مقالات ذات صلة

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو، إن «المركزي» ليس متأخراً في خفض أسعار الفائدة، لكنه بحاجة إلى مراقبة من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد المصرف المركزي التركي (رويترز)

«المركزي» التركي يمدد تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن

مدَّد البنك المركزي التركي تعليق أسعار الفائدة للشهر الثامن على التوالي، إذ قرر إبقاء سعر إعادة الشراء لمدة أسبوع دون تغيير عند 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد مبنى الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

مقترحات ترمب الاقتصادية تعيد تشكيل سياسة «الفيدرالي» بشأن الفائدة

قبل بضعة أسابيع، كان المسار المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي واضحاً. فمع تباطؤ التضخم وإضعاف سوق العمل، بدا أن البنك المركزي على المسار الصحيح لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

دي غالهو من «المركزي الأوروبي»: التعريفات الجمركية لترمب لن تؤثر في توقعات التضخم

قال فرنسوا فيليروي دي غالهو، عضو صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، يوم الخميس، إن زيادات التعريفات تحت إدارة ترمب الجديدة لن تؤثر في توقعات التضخم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».