شركات الشحن تأمل في عودة الملاحة الآمنة بالبحر الأحمر

عقب ضربات أميركية - بريطانية لأهداف عسكرية باليمن

حاويات تحمل شعار شركة «ميرسك» للشحن على متن سفينة عملاقة (رويترز)
حاويات تحمل شعار شركة «ميرسك» للشحن على متن سفينة عملاقة (رويترز)
TT

شركات الشحن تأمل في عودة الملاحة الآمنة بالبحر الأحمر

حاويات تحمل شعار شركة «ميرسك» للشحن على متن سفينة عملاقة (رويترز)
حاويات تحمل شعار شركة «ميرسك» للشحن على متن سفينة عملاقة (رويترز)

رحّبت شركات شحن عالمية بالتدخل الدولي في البحر الأحمر، مشيرة إلى أملها في عودة الملاحة بشكل طبيعي في المسار البحري المهم.

وقالت شركة «ميرسك»، يوم الجمعة، إنها تأمل أن يؤدي التدخل الدولي والوجود البحري الأوسع نطاقاً في البحر الأحمر، في نهاية المطاف، إلى استئناف الملاحة البحرية التجارية عبر المضيق مرة أخرى.

جاء ذلك بعد ضربات أميركية - بريطانية، خلال ليلة الخميس الجمعة، ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن. وقالت «ميرسك»، في بيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني، «نأمل أن تؤدي تلك التدخلات وعمليات الوجود البحري الأكبر، في نهاية المطاف، لتقليل أجواء الخطر، بما يسمح بعبور الملاحة البحرية التجارية من البحر الأحمر، والعودة مرة أخرى لاستخدام قناة السويس ممراً»، بحسب «رويترز».

وغيرت شركات شحن مسار سفنها بعيداً عن البحر الأحمر؛ لتقطع الطريق الأطول، وهي طريق رأس الرجاء الصالح حول جنوب القارة الأفريقية، بعد أن كثّفت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران هجماتها على سفن في المنطقة؛ إظهاراً للدعم لحركة «حماس»، التي تقاتل إسرائيل في قطاع غزة.

وبالتزامن، قال متحدث باسم «هاباغ لويد»، يوم الجمعة، إن الشركة ترحّب بالإجراءات الرامية إلى تأمين ممر آمن لسفن الشحن في البحر الأحمر، حيث أدت عمليات التحويل من المنطقة إلى تكبد الشركة تكاليف شهرية إضافية تقدر بعشرات الملايين من اليوروات.

وقال المتحدث لـ«رويترز»: «نحن لا نعلق على الأحداث (العسكرية) المحددة التي وقعت الليلة الماضية... لكننا نرحّب بالإجراءات التي تجعل المرور عبر البحر الأحمر آمناً مرة أخرى».

وأشار المتحدث إلى «تكاليف إضافية شهرياً بملايين الدولارات»؛ نتيجة لتحويل مسار السفن بعيداً عن البحر الأحمر، وصارت عمليات التسليم إلى الولايات المتحدة تستغرق أسبوعاً أطول، مع تأخير يصل إلى أسبوعين بالنسبة إلى أوروبا.

إلى ذلك، أظهرت بيانات الشحن من «كبلر» و«إل إس إي جي» أن 4 ناقلات نفط على الأقل غيّرت مسارها من البحر الأحمر عقب الضربات الأميركية - البريطانية على أهداف للحوثيين في اليمن.

ونُفذت الهجمات من الجو والبحر؛ رداً على هجمات ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، على السفن في البحر الأحمر، فيما أصبح تصعيداً إقليمياً للحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة.

ومن جانبها، دعت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، يوم الجمعة، السفن المارة قرب اليمن إلى توخي الحذر، واتباع الإرشادات في أعقاب الضربات الجوية.

وقالت الهيئة إنها اطلعت على البيان المشترك الذي أصدرته 10 دول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا حول الضربات التي تم توجيهها لمواقع عسكرية حوثية في اليمن. وأكدت الدول أن هدفها لا يزال «تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر»، لكنها حذّرت قائلة: «لن نتردد في الدفاع عن الأرواح، وضمان التدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم في مواجهة التهديدات المستمرة». وطالبت، الهيئة التابعة للبحرية البريطانية، السفن في المنطقة «بالإبلاغ عن أي نشاط مريب».

وفي سياق ذي صلة، قالت شركة «بي إم دبليو»، يوم الجمعة، إن سلسلة التوريد الخاصة بها لم تتأثر بالهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، بعد أن ذكرت شركة «تسلا» أنها تعاني من نقص في المكونات، وأوقفت معظم الإنتاج في مصنعها بألمانيا؛ بسبب الهجمات.

وقال متحدث باسم «بي إم دبليو» إن «الوضع في البحر الأحمر ليس له أي تأثير في إنتاج المجموعة، إذ إن الإمدادات لمصانعنا مكفولة. نحن على اتصال وثيق مع شركائنا في قطاع اللوجيستيات، ولا نتوقع أي مشكلات».

وفي غضون الاضطراب بالبحر الأحمر، قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، يوم الخميس، إن عائد القناة بالدولار انخفض 40 في المائة منذ بداية العام مقارنة بعام 2023، بعد أن أدت هجمات الحوثيين في اليمن على سفن، إلى تحويل مسار إبحارها بعيداً عن هذا الممر.

وقال ربيع لبرنامج تلفزيوني، في ساعة متأخرة، إن حركة عبور السفن تراجعت 30 في المائة في الفترة من الأول من يناير (كانون الثاني) إلى 11 من الشهر نفسه على أساس سنوي. وأوضح أن عدد السفن العابرة لقناة السويس انخفض إلى 544 سفينة حتى الآن هذا العام، مقابل 777 سفينة في الفترة نفسها من العام الماضي.

وقناة السويس مصدر رئيسي للعملة الأجنبية التي تعاني مصر نقصاً فيها، وتسعى السلطات جاهدة منذ سنوات لتعزيز إيراداتها، بما في ذلك من خلال توسيع القناة في عام 2015. ويجري حالياً تنفيذ مزيد من عمليات التوسيع.

وذكر ربيع أن السفن المضطرة لاستكمال رحلاتها على وجه السرعة هي فقط التي حوّلت مسارها حول «رأس الرجاء الصالح»، وأن السفن الأخرى تنتظر استقرار الوضع. وقال: «جزء كبير من البضاعة سيعود مرةً ثانيةً بعد انتهاء الموضوع... وأعتقد بأن ما يعبر من (رأس الرجاء الصالح) هو الضروري؛ مثل شحنات يجب أن تصل في ميعادها... رأس الرجاء الصالح ليست الطريق المناسبة للسفن، خصوصاً في هذه الأجواء والشتاء».


مقالات ذات صلة

وزير المالية السعودي: إصلاح منظومة التجارة العالمية ضرورة عاجلة

الاقتصاد وزير المالية محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري (وزارة المالية)

وزير المالية السعودي: إصلاح منظومة التجارة العالمية ضرورة عاجلة

شدّد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على الحاجة لتسريع وتيرة إصلاح منظومة التجارة العالمية مشيراً إلى أن التحديات القائمة تتطلب استجابة عاجلة.

«الشرق الأوسط» (كوازولو ناتال)
الاقتصاد جانب من المدينة القديمة في العاصمة البنمية بنما سيتي (أ ف ب)

الصين تهدد بعرقلة صفقة موانئ عالمية كبرى

هدّدت الصين بعرقلة صفقة بيع أكثر من 40 ميناءً حول العالم، من بينها موانئ في بنما، مملوكة لشركة «سي كيه هتشيسون» ومقرها هونغ كونغ

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مئات من السيارات المُعَدة للتصدير مصفوفة في ساحة بميناء يوكوهاما قرب العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

انخفاض صادرات اليابان مع تزايد ضغوط الرسوم الجمركية

أعلنت الحكومة اليابانية أن كبير مفاوضيها التجاريين أجرى مكالمة هاتفية مع وزير التجارة الأميركي، يوم الخميس، بشأن الرسوم الجمركية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد عامل في أحد مصانع منتجات الصلب بمدينة هانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)

شركات الصلب الصينية تجد حلاً جديداً للإفلات من الرسوم الجمركية

أفادت مصادر في قطاع الصلب بأن شركات صناعة الصلب الصينية تتجاوز الرسوم الجمركية في بعض الدول من خلال تصدير منتجات شبه مصنعة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يرسل مفوضه التجاري إلى واشنطن لمناقشة الرسوم

قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن المفوض التجاري للاتحاد، ماروس سيفكوفيتش، سيتوجه إلى واشنطن العاصمة، يوم الأربعاء؛ لإجراء محادثات حول ملف الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

تقلبات أسعار النفط وخلافات الإقليم تعوق تمويل الموازنة في العراق

وزيرة المالية العراقية (واع)
وزيرة المالية العراقية (واع)
TT

تقلبات أسعار النفط وخلافات الإقليم تعوق تمويل الموازنة في العراق

وزيرة المالية العراقية (واع)
وزيرة المالية العراقية (واع)

قالت وزيرة المالية العراقية طيف سامي إن تأخير إرسال جداول الموازنة يُعزى إلى تقلبات أسعار النفط، وعدم حسم الخلافات مع إقليم كردستان، وعدَّت أن هذا الوضع يعوق تمويل الموازنة الاتحادية.

ووفق بيانٍ نشرته «وكالة الأنباء العراقية»، يوم الأحد، فإن وزيرة المالية استعرضت تطورات الوضع المالي في البلاد، خلال استضافتها في اللجنة المالية بمجلس النواب، وقدمت عرضاً مفصلاً تضمّن الإيرادات والإنفاق الحكومي وجداول التمويل للأعوام 2023–2025.

كما استعرضت الوزيرة خطط إصلاح النظام المصرفي، وتحديث سياسات الضرائب والجمارك، وملفَي الاقتراض الداخلي والخارجي.

وقالت إن تأخير إرسال الجداول يُعزى إلى تقلبات أسعار النفط، وعدم حسم الخلافات مع الإقليم، وعدَّت أن «هذا الوضع يعوق تمويل الموازنة الاتحادية».

وأضافت أنه لا جدوى من إعداد الجداول في ظل استمرار الإقليم بعدم تسديد ما بذمّته من التزامات مالية، إلى جانب تأثير تقلبات أسعار النفط والديون المتراكمة على القدرة التمويلية للحكومة الاتحادية.