قال وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد الفالح، إن السياحة ما قبل «كورونا» أصبحت مختلفة ما بعد انتهاء هذه الأزمة الصحية العالمية، مشدداً على أهمية تبنّي الاستدامة في الخطط السياحية لتفادي صدمات أخرى قد يواجهها القطاع السياحي، كما حدث أثناء «كورونا». وبيّن، خلال اليوم الثاني والأخير لـ«يوم السياحة العالمي»، الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض، قائلاً «نطمح لربط استثماراتنا المتعلقة بطاقة المستقبل والمدن الذكية والنقل المستدام، مع السفر والسياحة؛ لتوفير كل سبل الراحة للسياح، وتعزيز دورهم في حماية البيئة والمحافظة عليها». د
من جهته، أعلن الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة «هيئة السياحة السعودية»، فهد حميد الدين، في اليوم الثاني من إحياء فعاليات «يوم السياحة العالمي»، أن المملكة تمرّ بمرحلة سريعة من النمو والتطور، خصوصاً في قطاع السياحة. وأوضح أن المملكة استقبلت، في أول سبعة أشهر من العام، أكثر من 17 مليون سائح، «ونتوقع أن نتحطى هذا الرقم في النصف الثاني».
بدوره، اعتبر الأمين العام لـ«منظمة السياحة العالمية»، زوراب بولوليكاشفيلي، أن السعودية أصبحت منافساً جديداً في قطاع السياحة العالمي، وذلك بعدما نجحت في تنظيم «يوم السياحة العالمي». وأبان بولوليكاشفيلي، لـ«الشرق الأوسط»، على هامش «يوم السياحة العالمي» أن قطاع السياحة السعودي نجح في جذب أكثر من 50 وزيراً ومسؤولاً وزائراً من أكثر من 120 دولة سيكونون سفراء للمملكة في بلادهم. ولفت إلى أن ما يحدث في أوروبا نتيجة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وتباطؤ الاقتصاد في الصين، يدعم السياحة في آسيا، في إشارة إلى أهمية منطقة الشرق الأوسط وقطاعها السياحي، في هذا التوقيت الذي وصفه بولوليكاشفيلي بالمناسب للسعودية.
وعن نجاح المملكة في تعزيز الصورة الذهنية للسائح، رأى بولوليكاشفيلي أن هناك فرقاً كبيراً بين ما يحدث الآن في قطاع السياحة السعودي، وما كان عليه منذ عامين، فالاختلاف كبير من حيث سرعة الحصول على التأشيرة، وطريقة الاستقبال، والأماكن المتنوعة والأنشطة المختلفة، وينعكس ذلك في الحضور الذي جاء لـ«يوم السياحة العالمي» من أكثر من 20 جنسية. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه القطاع، أفاد بولوليكاشفيلي بـ«وجود فرق بين أهلاً بكم وبين تعال مرة أخرى. صحيح أن الحصول على التأشيرة بسهولة، ووجود الأماكن الجيدة، قد يجذبان البعض مرة، إلا أن حسن الاستقبال وطريقته والاهتمام بالعامل البشري ستجذب السائح بالتأكيد مرة أخرى». وأشار، في هذا الإطار، إلى مدرسة الرياض للسياحة والضيافة، التي أعلنت عنها السعودية للاهتمام بأجيال جديدة متخصصة في السياحة، فضلاً عن البرامج التي تؤهل العاملين في القطاع للتعامل مع السائح.
ووفق بولوليكاشفيلي، فإن الاستثمارات قد تُغير الشكل وليس الثقافة، لافتاً إلى أهمية الاستثمار في البنية، إلى جانب العامل البشري، وهو ما يراه الآن في السعودية. وكانت الرياض قد استقبلت، مع بداية الحدث، يوم الأربعاء، أكثر من 500 من المسؤولين الحكوميين وقادة القطاع السياحي والخبراء من 120 دولة، والذين أحيوا يوم السياحة العالمي تحت شعار «السياحة والاستثمار الأخضر»، في حدث وُصف بأنه «الأضخم» منذ أكثر من 43 عاماً.
وأعلن وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، في الافتتاح، أن القطاع السياحي هو أحد أهم الأنشطة الاقتصادية في العالم، ويمكنه أن يمثّل أكثر من 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان. وخلال الترحيب بالضيوف، تحدثت نائبة وزير السياحة، الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود، عن إمكانات التعاون، وعقد الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وجهود المملكة لدعم مبادرات «منظمة السياحة العالمية». ورحّب الأمين العام لـ«منظمة السياحة العالمية»، زوراب بولوليكاشفيلي، بالمسؤولين الحكوميين وقادة قطاع السياحة، وسلَّط الضوء على أهمية هذا الحدث، ودوره المهم في قطاع السياحة العالمي.
وفي إحدى الجلسات حول أهمية الاستثمار السياحي في الوجهات غير المخدومة، تحدّث غريغوري جيريجان، رئيس إدارة الاستثمارات والشؤون القانونية لشركة «البحر الأحمر الدولية»، عن المقومات السياحية الاستثنائية التي تتمتع بها السعودية.