بنوك الخليج قادرة على مواجهة المصاعب... و«رؤية 2030» توفر حافزاً قوياً

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تسجيلها أرباحاً قوية خلال 2023

وفق «ستاندرد آند بورز» تتمتع البنوك السعودية والإماراتية بأكبر مرونة في الخليج (الصورة من موقع اتحاد المصارف العربية)
وفق «ستاندرد آند بورز» تتمتع البنوك السعودية والإماراتية بأكبر مرونة في الخليج (الصورة من موقع اتحاد المصارف العربية)
TT

بنوك الخليج قادرة على مواجهة المصاعب... و«رؤية 2030» توفر حافزاً قوياً

وفق «ستاندرد آند بورز» تتمتع البنوك السعودية والإماراتية بأكبر مرونة في الخليج (الصورة من موقع اتحاد المصارف العربية)
وفق «ستاندرد آند بورز» تتمتع البنوك السعودية والإماراتية بأكبر مرونة في الخليج (الصورة من موقع اتحاد المصارف العربية)

أكد تقرير جديد لوكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتماني أن البنوك في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الرئيسية ستكون قادرة على الصمود في مواجهة ظروف التشغيل الأقل دعماً وسط وضع عالمي مرتبك.

وعلى الرغم من التراجع الطفيف في مؤشرات جودة الأصول وزيادة تكلفة المخاطر، توقعت «ستاندرد آند بورز» أن تسجل البنوك الخليجية المُصنّفة ربحية أقوى، وذلك بفضل ارتفاع هوامش صافي الفائدة ونماذج الأعمال منخفضة التكلفة عموماً. وأشارت على وجه الخصوص إلى برنامج «رؤية السعودية 2030»، الذي سيوفر حافزاً للنمو للبنوك السعودية التي ستستمر بالمساهمة في زيادة العائد على الأصول، مقارنة بنظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي.

ورغم توقع الوكالة أن ارتفاع أسعار الفائدة وتخفيضات إنتاج النفط من جانب «أوبك» سيؤديان إلى تقييد آفاق النمو على المدى القريب، لكنها أكدت أنه لا يزال النمو غير النفطي، وبالتالي نمو الائتمان في كل من السعودية والإمارات قوياً. وتابعت «على الرغم من التدهور الطفيف في مؤشرات جودة الأصول وزيادة تكلفة المخاطر، نتوقع أن تسجل البنوك الخليجية المصنفة ربحية أقوى، وذلك بفضل ارتفاع هوامش صافي الفائدة ونماذج الأعمال المنخفضة التكلفة بشكل عام».

وأفاد التقرير بأنه «من شأن ارتفاع أسعار الفائدة أن يقلل من نمو الائتمان لدى بنوك دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن أداء البنوك السعودية والإماراتية سيكون أكثر مرونة»، متابعاً أنه من ناحية أخرى، سوف يستفيد الاقتصاد من استمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي القوي، وهو ما سيخفف إلى حد ما من التأثير السلبي لارتفاع أسعار الفائدة على نمو الائتمان.

وأكدت «ستاندرد آند بورز» أن «برنامج (رؤية المملكة 2030) يوفر حافزاً للنمو للبنوك السعودية التي ستستمر في المساهمة في زيادة العائد على الأصول مقارنة بنظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي. نتوقع أن تحقق البنوك السعودية عائداً على الأصول بنسبة 2.2 في المائة في عام 2023، مقارنة بمتوسط نظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي البالغ 1.8 في المائة». وفي حين ترى الوكالة أن ارتفاع أسعار الفائدة سيقلل من إجمالي نمو الإقراض في البنوك السعودية، فإنها ترى أن المشاريع المرتبطة بـ«رؤية 2030» ستبقي نمو الائتمان أعلى بكثير من متوسط معدل دول مجلس التعاون الخليجي البالغ 4 في المائة عام 2023.

ورغم احتمالية أن تؤدي زيادة إقراض الشركات وارتفاع أسعار الفائدة وتقلبات المحفظة الاستثمارية إلى تباطؤ النمو وزيادة طفيفة في القروض المتعثرة وتكاليف الائتمان... فإن الوكالة أوضحت أنه «ومع ذلك، ستظل مقاييس جودة أصول البنوك السعودية أفضل من متوسط نظيراتها، وذلك بسبب التعرض الكبير للإقراض العقاري المدعوم من الحكومة. ونتوقع أن تبلغ نسبة القروض المتعثرة 2.1 في المائة وتكاليف الائتمان 60 نقطة أساس للبنوك السعودية في عام 2023، مقارنة بـ 3.5 في المائة و90 نقطة أساس على التوالي لنظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي».

ويخلص التقرير إلى أنه «تظل الرسملة مصدر قوة لبنوك دول مجلس التعاون الخليجي. لقد عملت بنوك دول مجلس التعاون الخليجي دائماً مع احتياطيات رأسمالية مريحة، ولا نتوقع أن يتغير هذا. نعتقد أن تباطؤ نمو الائتمان وارتفاع الأرباح يعني أن مقاييس رأس مال البنوك الخليجية ستظل مستقرة. وسجلت الأنظمة المصرفية في السعودية والإمارات وقطر والكويت نسبة رأسمال تنظيمي من المستوى الأول تبلغ 15 في المائة وما فوق في عام 2022».


مقالات ذات صلة

أكبر 4 بنوك أميركية تحقق أعلى حصة من أرباح القطاع منذ عقد

الاقتصاد لافتة خارج المقر الرئيسي لبنك «جيه بي مورغان تشيس» بنيويورك (رويترز)

أكبر 4 بنوك أميركية تحقق أعلى حصة من أرباح القطاع منذ عقد

تتجه أكبر 4 بنوك أميركية نحو الاستحواذ على أكبر حصة لها من أرباح القطاع المصرفي منذ ما يقارب العقد، في دلالة على تعزيز مكانتها المهيمنة بالسوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» يُعيد النظر في «اختبارات الضغط» للبنوك

أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نيته إدخال تغييرات جوهرية على «اختبارات الضغط» السنوية للبنوك، استجابةً للتطورات القانونية الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تمثيل لعملة «البتكوين» أمام صورة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (وكالة حماية البيئة)

صناعة العملات المشفرة تدعو ترمب لتنفيذ إصلاحات فورية بمجرد توليه منصبه

حثت صناعة العملات المشفرة فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، على بدء تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها في حملته الانتخابية بشأن السياسة المتعلقة بالتشفير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شعار شركة «الأهلي المالية» (الشرق الأوسط)

«موديز» ترفع التصنيف الائتماني لـ«الأهلي المالية» إلى «إيه2»

رفعت وكالة «موديز» العالمية التصنيف الائتماني لشركة «الأهلي المالية» عند «إيه 2» مع الحفاظ على نظرة مستقبلية مستقرة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للبتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» تنخفض 5 % بعد تصريحات باول برفض «الفيدرالي» تخزينها

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي يرغب في المشاركة بأي مسعى حكومي لتخزين كميات كبيرة من «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تراجع طفيف لسوق الأسهم السعودية بتأثير من الطاقة

مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)
مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)
TT

تراجع طفيف لسوق الأسهم السعودية بتأثير من الطاقة

مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)
مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

سجل «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية جلسة الأربعاء، تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.18 في المائة، إلى مستويات 11892.32 نقطة، وبسيولة قيمتها 2.8 مليار ريال (747 مليون دولار)، وهي الأدنى منذ فبراير (شباط) 2023، بتأثير من قطاع الطاقة. وانخفض سهم «أرامكو السعودية» الأثقل وزناً في المؤشر، بنسبة 0.53 في المائة، إلى 28.10 ريال.

كما سجّل سهما «البحري» و«الحفر العربية» تراجعاً بنسبة 0.57 و0.53 في المائة، إلى 26.05 و111.80 ريال على التوالي. وفي قطاع المصارف، انخفض سهما «الرياض» و«الراجحي»، بمعدل 0.71 و0.65 في المائة، إلى 27.80 و92.20 ريال على التوالي.

في المقابل، ارتفع سهم «المملكة» بنسبة 0.88 في المائة، عند 9.20 ريال، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك بعد شراء الشركة حصة في «إكس إيه آي» بقيمة 1.5 مليار ريال.

وارتفع سهم «معادن»، بنسبة 0.61 في المائة، عند 49.50 ريال، وكانت قد أعلنت عن إتمام صفقة الاستحواذ على كامل الحصص المملوكة لشركة «موزاييك للفوسفات بي. في» في «معادن وعد الشمال للفوسفات».

وارتفع مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) بنسبة 0.28 في المائة، ليصل إلى مستوى 31007.06 نقطة، وبتداولات قيمتها 39 مليون ريال، ووصلت كمية الأسهم المتداولة إلى 3.8 مليون سهم.