وزيرة التجارة الأميركية تلتقي نظيرها الصيني في بكين

وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو خلال مباحثات مع مسؤولين صينيين في بكين (إ.ب.أ)
وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو خلال مباحثات مع مسؤولين صينيين في بكين (إ.ب.أ)
TT

وزيرة التجارة الأميركية تلتقي نظيرها الصيني في بكين

وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو خلال مباحثات مع مسؤولين صينيين في بكين (إ.ب.أ)
وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو خلال مباحثات مع مسؤولين صينيين في بكين (إ.ب.أ)

اجتمعت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو مع نظيرها الصيني وانغ وينتاو، في بكين، اليوم الاثنين، في وقت تسعى واشنطن لتخفيف حِدة التوتر في العلاقات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

تُعدّ زيارة ريموندو، التي تستمر حتى الأربعاء، الأخيرة ضمن سلسلة زيارات عالية المستوى قام بها مسؤولون أميركيون إلى الصين، في الشهور الأخيرة. وقد تصل الزيارات ذروتها عبر لقاء بين زعيمي البلدين، إذ أفاد الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخراً بأنه يتوقع عقد اجتماع مع نظيره الصيني شي جينبينغ، هذا العام.

التقت ريموندو، صباح الاثنين، مع وينتاو الذي أكد أن «عقد محادثات والتنسيق معك في مجال الاقتصاد والتجارة كان من دواعي سروري».

وصلت الوزيرة الأميركية إلى بكين، الأحد، والتقت مدير إدارة الأميركتين وأوقيانوسيا بوزارة التجارة الصينية لين فنغ، إضافة إلى السفير الأميركي نيكولاس برنز.

وقالت ريموندو، في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، وفقاً لما نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنها «تتطلع إلى بضعة أيام مثمرة».

وأضافت: «وصلت للتو إلى بكين، لعدة أيام، سأنشغل فيها باجتماعات مع كبار المسؤولين في جمهورية الصين الشعبية وقادة الأعمال الأميركيين».

ذكرت وزارة التجارة أن ريموندو تأمل إجراء محادثات بنّاءة في مسائل مرتبطة بالعلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتحديات التي تواجهها الأعمال التجارية الأميركية ومجالات التعاون المحتمل.

كما ستتوجّه إلى مركز القوة الاقتصادية الصينية شنغهاي، وفق واشنطن.

توتر في العلاقات التجارية

تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، إذ تصدّرت القيود التجارية التي فرضتها واشنطن قائمة الخلافات.

تفيد واشنطن بأن قيودها ضرورية لحماية الأمن القومي، بينما ترى بكين أن الهدف منها عرقلة نهضتها الاقتصادية.

وأصدر بايدن، هذا الشهر، أمراً تنفيذياً يهدف لفرض قيود على استثمارات أميركية محددة في مجالات التكنولوجيا المتطورة الحساسة في الصين، في خطوة ندّدت بها بكين على اعتبارها «مناهضة للعولمة».

تستهدف القواعد، المتوقعة منذ مدة طويلة والتي ستُطبَّق العام المقبل على الأغلب، قطاعات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.

وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو خلال مباحثات مع مسؤولين صينيين في بكين (إ.ب.أ)

وسعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لطمأنة المسؤولين الصينيين بشأن القيود المرتقبة، خلال زيارة قامت بها إلى بكين، الشهر الماضي، متعهّدة بأن أية خطوة ستُطبَّق بشكل شفاف.

وفي يونيو (حزيران)، توجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين، حيث التقى شي، ولفت النظر إلى أنه جرى تحقيق تقدّم في عدد من القضايا الخلافية، كما زار مبعوث المناخ الأميركي جون كيري، الصين، في يوليو (تموز).

لكن زيارتيْ يلين وبلينكن لم تؤديا إلى أي اختراق يُذكَر، وأثارت قمة جَرَت مؤخراً في كامب ديفيد بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان هدفت لأمور؛ بينها مواجهة الصين، تنديدات من بكين.

وبعد القمة، أفاد الرئيس بايدن بأنه ما زال يتوقع لقاء شي مرّة جديدة، هذا العام. ودعا بايدن نظيره الصيني، في نوفمبر (تشرين الثاني)، لزيارة سان فرنسيسكو، خلال انعقاد قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ»، الذي يضم الصين.

ومن المحتمل أن يلتقي الزعيمان، الشهر المقبل، في نيودلهي، على هامش قمة مجموعة العشرين لكبرى الاقتصادات العالمية.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية والبرازيل يناقشان القضايا ذات الاهتمام المشترك

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه الوزير ماورو فييرا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (واس)

وزيرا خارجية السعودية والبرازيل يناقشان القضايا ذات الاهتمام المشترك

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره البرازيلي ماورو فييرا، الاثنين، القضايا ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
شمال افريقيا جانب من العاصمة الجزائرية (متداولة)

الجزائر: الحبس 5 سنوات لمؤرخ صرَّح بأن الأمازيغية «صناعة فرنسية - صهيونية»

عبّرت أحزاب متجذرة في منطقة القبائل الناطقة بالأمازيغية عن الغضب الشديد ضد بلغيث، ووصفت تصريحاته بأنها «طعن في ثوابت الأمة وتحريض على الكراهية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا ديلوغو في جامع الجزائر الكبير (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

زيارة نائب من اليسار الفرنسي إلى الجزائر تثير الجدل

انتقد برلماني من اليسار الراديكالي في فرنسا طريقة تعاطي سلطاتها مع التوترات الحادة مع الجزائر.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
تحليل إخباري فرنسوا بايرو رئيس الحكومة الفرنسي متحدثاً للصحافة... الثلاثاء (أ.ف.ب)

تحليل إخباري مطبات العلاقات الفرنسية - الجزائرية المتأرجحة بين التصعيد والتهدئة

العلاقات الفرنسية - الجزائرية على مفترق طرق، و«العفو الرئاسي»، الذي تأمله باريس عن الكاتب صنصال، بعد الحكم الجديد الصادر عن محكمة الاستئناف، مفتاح «التطبيع».

ميشال أبونجم (باريس)
الولايات المتحدة​ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتابع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وهو يصافح نظيره السوري أحمد الشرع في الرياض يوم 14 مايو الماضي (رويترز)

«أمر تنفيذي» من ترمب يرفع العقوبات عن سوريا

أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن الرئيس دونالد ترمب وقّع أمراً تنفيذياً بإنهاء العقوبات الأميركية على سوريا.

هبة القدسي (واشنطن)

«بريكس» ترى واقعاً جديداً متعدد الأقطاب هي تمثله... وترمب يهددها

قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
TT

«بريكس» ترى واقعاً جديداً متعدد الأقطاب هي تمثله... وترمب يهددها

قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)
قمة مجموعة «بريكس» بحضور رؤساء دول وحكومات في ريو دي جانيرو البرازيل الاثنين (أ.ب)

صرحت «بريكس» لأول مرة وبشكل علني، بأن سياسة القطب الواحد في العالم انتهت، وأنها ستحل محل القطب الثاني.

وفي تصريحات للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال فعاليات القمة الـ17 لمجموعة «بريكس»، في ريو دي جانيرو، سلطت الضوء على فشل الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أكد: «إذا لم تعكس إدارة الشؤون الدولية الواقع الجديد متعدد الأقطاب في القرن الحادي والعشرين فإن الأمر متروك لمجموعة (بريكس) للمساعدة في تحديثها».

وأبدت أكثر من 30 دولة اهتمامها بالمشاركة في «بريكس» بالعضوية الكاملة أو الشراكة.

لكنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال إن بلاده ستفرض رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة على أي دولة تتبنى سياسات مجموعة بريكس «المعادية لأميركا».

وفي ظل الانقسامات التي تعاني منها تكتلات اقتصادية مثل مجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين، ونهج الرئيس ترمب «أميركا أولاً»، تُقدم مجموعة «بريكس» نفسها على أنها ملاذ للدبلوماسية متعددة الأطراف في خضم الصراعات العنيفة والحروب التجارية.

وخلال كلمته الافتتاحية لقمة «بريكس»، شبَّه رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، التجمع بحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة وهي مجموعة من الدول النامية التي رفضت الانضمام رسمياً إلى أيٍّ من طرفي النظام العالمي المنقسم.

رؤساء الدول المشاركين بقمة «بريكس» في البرازيل (أ.ف.ب)

وقال لولا لزعماء المجموعة: «بريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز... وفي ظل المخاطر التي تحيق بالتعددية، أصبحت استقلاليتنا مهددة مرة أخرى».

وفي بيان مشترك صدر مساء الأحد، حذرت «بريكس» من أن زيادة الرسوم الجمركية تهدد التجارة العالمية، مواصلةً بذلك انتقادها المبطن سياسات ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية.

وبعد ساعات، حذر ترمب من أنه سيعاقب الدول التي تسعى لأن تحذو حذو المجموعة.

وقال ترمب في منشور على «تروث سوشيال»: «أي دولة تنحاز إلى سياسات (بريكس) المعادية لأميركا ستُفرض عليها رسوم جمركية إضافية بنسبة عشرة في المائة. لن تكون هناك أي استثناءات لهذه السياسات. شكراً لانتباهكم لهذا الأمر!».

وأشار لولا في تصريحات أدلى بها، السبت، إلى أن دول «بريكس» تمثل الآن ما يزيد على نصف سكان العالم و40 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي، محذراً في الوقت نفسه من ازدياد سياسات الحماية التجارية.

وفي أول قمة لها عام 2009، ضمت مجموعة «بريكس» البرازيل وروسيا والهند والصين، قبل أن تنضم إليها جنوب أفريقيا لاحقاً. وفي العام الماضي ضمَّت مصر وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران والإمارات كأعضاء.

نفوذ وتعقيدات متزايدة

وأضاف توسع «بريكس» ثقلاً للمجموعة التي تطمح إلى التحدث باسم الدول النامية في نصف الكرة الجنوبي، مما عزَّز الدعوات لإصلاح مؤسسات عالمية مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي.

وبدأ زعماء مجموعة «بريكس» للدول النامية قمة في البرازيل الأحد، استمرت حتى الاثنين.

وعبَّرت «بريكس» عن دعمها لانضمام إثيوبيا وإيران إلى منظمة التجارة العالمية التي دعتها المجموعة إلى استعادة قدرتها على حل النزاعات التجارية سريعاً.

وأيَّد القادة في البيان خططاً لتجريب مبادرة «ضمانات (بريكس) متعددة الأطراف» في بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة بهدف خفض تكاليف التمويل وتعزيز الاستثمار في الدول الأعضاء. وكانت «رويترز» أول من أورد هذا الخبر الأسبوع الماضي.

وفي بيان منفصل عقب مناقشة الذكاء الاصطناعي، دعا الزعماء إلى توفير الحماية من الاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي لتجنب الجمع المفرط للبيانات والسماح بآليات عادلة للرواتب والأجور.

حضور سعودي

نيابةً عن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وصل الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، الاثنين، إلى مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية؛ ليرأس وفد المملكة في القمة السابعة عشرة لمجموعة «بريكس» 2025، وذلك بصفتها دولة مدعوّة للانضمام إلى المجموعة.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال حضورهما قمة «بريكس»... (أ.ف.ب)

وشارك وزير الخارجية في أعمال اليوم الثاني من الاجتماع، الذي حضرته الدول الشريكة والدول المدعوة من الرئاسة والمنظمات الدولية، وناقش جهود التنمية الدولية، بما فيها قضايا المناخ ومحاربة تفشي الأوبئة والأمراض.

انطلقت القمة الـ17، الأحد وتستمر الاثنين، على مستوى القادة لدول «بريكس»، التي تضم حالياً 11 دولة، بعد توسعها الأخير، في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

تأتي أهمية القمة في عالمٍ يزداد فيه الانقسام، وسط اضطرابات اقتصادية ضربت سلاسل التوريد العالمية، جراء رسوم جمركية أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي حذَّر «بريكس»، بشكلٍ علني، من تبنّي عُملة موحدة والتخلي عن الدولار.