«المركزي التركي» يضرب كل التوقعات ويرفع الفائدة إلى 25 %

تراجع كبير للدولار واليورو والذهب... وشيشمك أكد أولوية استقرار الأسعار

عملات معدنية من فئات مختلفة لليرة التركية فوق ورقة من فئة دولار (د.ب.أ)
عملات معدنية من فئات مختلفة لليرة التركية فوق ورقة من فئة دولار (د.ب.أ)
TT

«المركزي التركي» يضرب كل التوقعات ويرفع الفائدة إلى 25 %

عملات معدنية من فئات مختلفة لليرة التركية فوق ورقة من فئة دولار (د.ب.أ)
عملات معدنية من فئات مختلفة لليرة التركية فوق ورقة من فئة دولار (د.ب.أ)

خالف المصرف المركزي التركي التوقعات بشأن أسعار الفائدة، وأعلن عن زيادة غير متوقَّعة لسعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء لأجل أسبوع (الريبو) 750 نقطة أساس من 17.5 في المائة إلى 25 في المائة دفعة واحدة.

كانت التوقعات التي سادت الأسواق، قبل اجتماع لجنة السياسة النقدية لـ«المركزي التركي»، الخميس، قد ذهبت إلى أن المصرف سيقرر رفع الفائدة بواقع 250 نقطة أساس، ليصل سعر الفائدة إلى 20 في المائة، قياساً على النهج التدريجي الذي لم يرقَ إلى توقعات السوق خلال الشهرين الماضيين.

وأحدث قرار «المركزي التركي» انقلاباً في أسعار الصرف، وتراجع سعر الدولار من 27.30 ليرة إلى 25.87 ليرة للدولار، فيما تراجع سعر اليورو من 29.43 إلى 28 ليرة، فيما سجل سعر غرام الذهب تراجعاً من مستوى 1654 ليرة إلى 1594 ليرة.

جاءت الزيادة الكبيرة في سعر الفائدة بعدما اتخذ «المركزي التركي» خطوة أخرى للتبسيط، الأحد الماضي، بإعلان التخلي عن نظام ودائع الليرة التركية المحمية بتقلبات سعر صرف العملات الأجنبية، التي تشكّل 25 في المائة من الودائع في البنوك، والتي كلّفت وزارة الخزانة والمالية والمصرف المركزي نحو 130 مليار دولار منذ بدء تطبيق النظام في أواخر عام 2021.

وأكد «المركزي التركي»، في بيان عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية، مواصلة عملية التشديد النقدي من أجل خفض التضخم في أقرب وقت ممكن، وتعزيز توقعاته والسيطرة على سلوك التسعير.

وذكر البيان أن لجنة السياسة النقدية تتوقع تراجع معدل التضخم في العام المقبل بما يتماشى مع تقاريره وبتأثير من خطوات التشديد النقدي.

وأظهر مسح «المشاركين في السوق» عن شهر أغسطس (آب)، الذي أجراه المصرف المركزي وشمل 40 مشاركاً وخبيراً من ممثلي القطاعين الحقيقي والمالي والمهنيين، ارتفاع توقعات التضخم بواقع 16 نقطة تقريباً من 43.82 في المائة في المسح الخاص بشهر يوليو (تموز) الماضي، إلى 59.46 في المائة.

وسجل التضخم في يوليو ارتفاعاً من 38.2 في المائة في يونيو (حزيران)، على أساس سنوي، إلى 47.8 في المائة.

وتوقع الخبراء كذلك ارتفاع معدل التضخم في أسعار المستهلكين لـ12 شهراً من 33.21 في المائة إلى 42.01 في المائة، ورُفعت التوقعات لفترة 24 شهراً من 19.04 في المائة إلى 22.54 في المائة.

والشهر الماضي، عدل «المركزي التركي» توقعاته للتضخم بنهاية العام من 22.3 إلى 58 في المائة، ولعام 2024 إلى 33 في المائة، وعام 2025 إلى 15 في المائة، مؤكداً العمل من أجل الوصول إلى المعدل المنشود على المدى المتوسط وهو 5 في المائة.

أما عن توقعات سعر صرف الدولار أمام الليرة التركية في نهاية العام، فارتفعت توقعات المشاركين في المسح من 28.46 ليرة للدولار إلى 29.82 ليرة للدولار. أما توقعات سعر الدولار بعد 12 شهراً فارتفعت من 31.42 إلى 34.58 ليرة للدولار.

وحسب المسح، الذي نُشرت نتائجه السبت الماضي، ظلت توقعات المشاركين لنمو الاقتصاد بنهاية العام الحالي ثابتة عند 3.7 في المائة، فيما تراجعت توقعات النمو لعام 2024 من 4.3 إلى 4 في المائة.

وتوقع المشاركون في الاستطلاع ارتفاع عجز الحساب الجاري بنهاية العام، إلى 43.6 مليار دولار، ارتفاعاً من 41.6 مليار دولار في المسح السابق، كما بلغ العجز المتوقع للعام المقبل 30.6 مليار دولار.

وبالنسبة إلى توقعات معدل السياسة النقدية (سعر الفائدة)، توقع المشاركون ارتفاعه إلى 19.19 في المائة في أغسطس الحالي، ووصوله إلى 25 في المائة في الأشهر الثلاثة المقبلة. فيما توقعوا 23.25 في المائة للأشهر الـ12 المقبلة.

وذكر «المركزي التركي»، في بيانه، أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحسن ظروف التمويل الخارجي والزيادة المستمرة في الاحتياطيات الأجنبية وعائدات السياحة، ستسهم بقوة في تحقيق استقرار الأسعار.

وشدد على استمرار تعزيز سياسة التشديد النقدي تدريجياً عند الضرورة لغاية تحقيق تحسن كبير في توقعات التضخم، وأن لجنة السياسة النقدية ستواصل اتخاذ قراراتها في إطار شفاف يمكن التنبؤ به وموجه نحو البيانات.

وتعليقاً على قرار «المركزي التركي»، قال وزير الخزانة والمالية التركي، محمد شيمشك، عبر حسابه في «إكس»: «نحن مصممون... استقرار الأسعار أهم أولوياتنا».


مقالات ذات صلة

رفع مفاجئ لتوقعات التضخم التركي في تقرير «المركزي»

الاقتصاد أتراك يتجولون في أسواق منطقة بايزيد في إسطنبول (رويترز)

رفع مفاجئ لتوقعات التضخم التركي في تقرير «المركزي»

رفع البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم في نهاية العام الحالي إلى 24 في المائة مخالفاً التوقعات والهدف المعلن سابقاً من جانب الحكومة عند 21 في المائة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد إحدى أسواق الملابس المستعملة في إسطنبول وحالة الركود بسبب التضخم تظهر على وجه صاحبه (رويترز)

تركيا: التضخم الشهري في يناير يحبط صنّاع السياسة النقدية بزيادة فاقت 5 %

خيّبت بيانات التضخم في تركيا لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي آمال صانعي السياسة؛ إذ حققت تراجعاً طفيفاً على أساس سنوي وارتفاعاً فاق التوقعات على أساس شهري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد سوق للقماش في منطقة أمينونو بإسطنبول (رويترز)

«تضخم إسطنبول» ينذر بارتفاع مستويات الأسعار على مستوى تركيا في يناير

أعطت إسطنبول التي تعد كبرى مدن تركيا ومركزها الاقتصادي، مؤشراً على زيادة التضخم الأساسي في يناير الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد تركي وزوجته يفحصان ملابس للأطفال في أحد شوارع منطقة بايزيد بإسطنبول بينما تظهر لوحة أسعار العملات في أحد محلات الصرافة (أ.ب)

«المركزي التركي» يخفض سعر الفائدة إلى 45 في المائة

خفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة على إعادة الشراء لمدة أسبوع (الريبو) المعتمد معياراً أساسياً لأسعار الفائدة بواقع 250 نقطة أساس من 47.5 إلى 45 في المائة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أتراك يتجولون بين المقاهي على كوبري عالاطا في إسطنبول مطلع العام الجديد (د.ب.أ)

«المركزي التركي» يعدل من توقعاته للتضخم في ظل تفاؤل باستمرار التراجع

عدل البنك المركزي التركي من توقعاته للتضخم وأسعار الفائدة والصرف ومعدل النمو بنهاية العام الحالي وسط تحذيرات من تداعيات السياسات الاقتصادية «الخاطئة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الرياض تستضيف أكبر حدث لقطاع البناء والتشييد «بيغ 5 كونستركت»

جانب من معرض «بيغ 5 كونستركت» (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «بيغ 5 كونستركت» (الشرق الأوسط)
TT

الرياض تستضيف أكبر حدث لقطاع البناء والتشييد «بيغ 5 كونستركت»

جانب من معرض «بيغ 5 كونستركت» (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «بيغ 5 كونستركت» (الشرق الأوسط)

تستضيف الرياض «بيغ 5 كونستركت»، أكبر حدث لقطاع البناء والتشييد في السعودية، الذي يستمر لمدة أسبوعين، إذ صُمم لتلبية الطلب المتزايد في السوق وفرص النمو الخاصة بالقطاع، كما يضم الحدث النسخة الخامسة من «المؤتمر الدولي للمقاولات»، الذي نظمته الهيئة السعودية للمقاولين.

وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمقاولين، محمد العجلان: «يعد المؤتمر الدولي للمقاولات، الذي يُعقد الآن في عامه الخامس بالتعاون مع (بيغ 5 كونستركت)، منصة مهمة للقيادة الفكرية والمناقشات الاستراتيجية التي ستشكل مستقبل صناعة البناء مع تسارع المملكة العربية السعودية نحو تحقيق أهداف (رؤية 2030)، ودليلاً على ريادة المملكة في التميز في مجال البناء. تكمل (بيغ 5 كونستركت) مهمتنا في الهيئة لتمكين أصحاب المصلحة، ودفع الاستدامة، ودعم التطورات التي من شأنها أن تدفع القطاع إلى آفاق جديدة».

وفي أسبوعه الأول الذي يمتد من 15 إلى 18 فبراير (شباط) الجاري، يضم «بيغ 5 كونستركت» المهنيين من جميع أنحاء الصناعة لاستكشاف الابتكارات في المراحل التأسيسية للبناء، بما في ذلك التطوير الإنشائي والمواد والحلول الهندسية، مع معارض مشتركة تقام في نفس الموقع.

استكشاف القطاعات

من جانبه، قال رئيس شركة «دي إم جي إيفنتس»، مات دينتون، إن معرض «بيغ 5 كونستركت» لهذا العام، يجمع المتخصصين في صناعة البناء لاستكشاف القطاعات الرئيسية مثل: البناء الثقيل والخرسانة، والتهوية وتكييف الهواء، وتقنيات الهندسة الكهربائية والميكانيكية، ومواد البناء.

وأضاف أن التنسيق الموسَّع لمدة أسبوعين لا يعزز تجربة الحضور فحسب، بل يضمن أيضاً أن يتمكن المحترفون من العثور على الأدوات والتقنيات التي يحتاجون إليها، وتمثل كل قطاع من سلسلة قيمة البناء. ويركز الأسبوع الأول بشكل خاص على المنتجات والحلول للمشاريع في المراحل الأساسية، بما يتماشى تماماً مع متطلبات البناء المتزايدة في المملكة.

تحالفات استراتيجية

وشارك في الحلقة النقاشية الافتتاحية، التي سلَّطت الضوء على التأثير التحويلي لـ«رؤية 2030» على قطاع المقاولات، قادة ورؤساء تنفيذيون، واتفقوا بشكل جماعي على الحاجة إلى تحالفات استراتيجية بين الحكومة والقطاع الخاص لتشكيل مستقبل قطاع البناء في المملكة. فيما تحدث مدير الاستدامة في «المربع الجديد»، سنان رشيد، في المناقشات حول تعزيز أهداف الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في السعودية، مسلطاً الضوء على الدور الحاسم للشفافية والمساءلة من خلال أطر قوية لإعداد التقارير والامتثال للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.

ويستضيف اليوم الثاني من «المؤتمر الدولي للمقاولات» مناقشات حول القيادة الاستراتيجية في إدارة المشاريع، وإدارة العقود، والتخفيف من المخاطر لمشاريع البناء والابتكارات في معايير الصحة والسلامة والبيئة، بالإضافة إلى أهمية الإنتاج في تحويل قطاع البناء.