«أدنوك» تستحوذ على 30 % من حقل غاز «أبشيرون» في أذربيجان

صفقة استراتيجية مع «سوكار» و«توتال إنرجيز»

جانب من توقيع العقد بين ممثلي الشركات الثلاث (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع العقد بين ممثلي الشركات الثلاث (الشرق الأوسط)
TT

«أدنوك» تستحوذ على 30 % من حقل غاز «أبشيرون» في أذربيجان

جانب من توقيع العقد بين ممثلي الشركات الثلاث (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع العقد بين ممثلي الشركات الثلاث (الشرق الأوسط)

أعلنت كل من «أدنوك» الإماراتية وشركة النفط الوطنية في أذربيجان «سوكار» و«توتال إنرجيز»، الجمعة، إبرام صفقة استراتيجية تستحوذ بموجبها «أدنوك» على حصة 30 في المائة في حقل غاز «أبشيرون» في أذربيجان.

وقالت «أدنوك» إنها تهدف من خلال استثمارها في هذه المنطقة إلى تعزيز حضورها وإمكانات نموها في أسواق الغاز العالمية، وترسيخ الشراكة القائمة بين الإمارات وأذربيجان في قطاع الطاقة، في الوقت الذي لم يتم الكشف عن التفاصيل المالية للصفقة.

وحسب المعلومات الصادرة، فإنه عند إتمام الصفقة، التي تخضع لموافقات الجهات التنظيمية المعنية، ستمتلك «أدنوك» حصة 30 في المائة في حقل غاز «أبشيرون»، بينما تمتلك شركتا «سوكار» و«توتال إنرجيز» حصة 35 في المائة لكل واحدة منهما.

وأوضحت «أدنوك» أنها ستعزز الشراكة الاستراتيجية مع «سوكار»، وكذلك أواصر التعاون طويل الأمد مع «توتال إنرجيز»، التي تمتلك إلى حين إتمام الصفقة حصة 50 في المائة في حقل «أبشيرون» إلى جانب «سوكار». وستُمكن هذه الشراكة «أدنوك» من ترسيخ حضورها في منطقة تمتلك موارد طبيعية وفيرة وإمكانات نمو واعدة، مما يمهد الطريق أمامها للوصول إلى أسواق غاز دولية جذابة في أوروبا وآسيا الوسطى تشهد نمواً مستمراً.

ولفتت «أدنوك» إلى أن الصفقة التي وصفتها بالتاريخية ستسهم في تعزيز وتوسعة الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة بين دولة الإمارات وأذربيجان.

وأوضحت أنه مع تحول العالم إلى نظام طاقة منخفض الكربون، سيلعب الغاز الطبيعي دوراً رئيسياً كوقود انتقالي مهم خلال مرحلة الانتقال في قطاع الطاقة، حيث يعزز هذا الاستثمار مكانة «أدنوك» كمورد موثوق للطاقة منخفضة الانبعاثات.

وأشارت إلى أن الصفقة تعد مكملاً لاستثمار «أدنوك» من خلال «مصدر» في تطوير مشاريع طاقة متجددة تهدف لإنتاج 10 غيغاواط من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية والبحرية والهيدروجين الأخضر بالتعاون مع «سوكار»، وذلك لدعم أجندة دولة الإمارات وأذربيجان المشتركة التي تهدف إلى تمكين الانتقال في قطاع الطاقة.

وقال مصبح الكعبي، المدير التنفيذي للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في «أدنوك»: «بالتزامن مع توقعات ارتفاع الطلب العالمي على الغاز خلال العقود القادمة بشكلٍ كبير، تواصل «أدنوك» مساهمتها في تلبية احتياجات العالم من الطاقة بشكلٍ مسؤول من خلال تطوير وإنتاج الغاز الطبيعي من أصول عالمية المستوى مثل حقل «أبشيرون».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن شراكتنا الاستراتيجية مع كل من (سوكار) و(توتال إنرجيز) ستسهم في تحقيق أقصى استفادة من موارد منطقة بحر قزوين لعقود قادمة، وتعزيز التعاون بين دولة الإمارات وأذربيجان في مختلف مجالات الطاقة بما يسهم في تسريع نمو قطاع الطاقة المتجددة العالمي، حيث يتخذ البلدان الصديقان خطوات طموحة للانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون».

من جانبه، قال روفشان نجف، رئيس شركة «سوكار»: «توفر الفرص الاستثمارية المثالية في أذربيجان بيئة مشجعة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة، وتؤكد هذه الصفقة التزامنا بتعزيز الشراكات الاستراتيجية الوثيقة مع شركائنا، كما ترسخ مكانة أذربيجان كشريك موثوق في قطاع الطاقة. ونحن نتطلع للعمل مع (أدنوك) و(توتال إنرجيز) من خلال هذه الشراكة، والاستفادة من رؤيتنا ونقاط القوة المشتركة».

بدوره، قال نيكولاس تيراس، رئيس قطاع الاستكشاف والإنتاج في «توتال إنرجيز»: «ترحب (توتال إنرجيز) بانضمام (أدنوك)، أحد شركائنا الاستراتيجيين، كشريك في حقل (أبشيرون) للغاز الذي بدأ مرحلة الإنتاج الأولي مطلع يوليو (تموز) الماضي ويمتلك إمكانات كبيرة قابلة للتطوير ستسهم في تلبية الطلب المتنامي على الغاز».


مقالات ذات صلة

تراجع العوائد الروسية من النفط والغاز بمقدار الثلث في نوفمبر

الاقتصاد مصفاة نفط تابعة لـ«روسنفت» الروسية (رويترز)

تراجع العوائد الروسية من النفط والغاز بمقدار الثلث في نوفمبر

من المتوقع تراجع إيرادات روسيا من النفط والغاز في نوفمبر بما يعادل الثلث إلى 0.78 تريليون روبل (نحو 7.5 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد منصة نفط بحرية قبالة ساحل هنتنغتون بيتش بكاليفورنيا 14 نوفمبر 2024 (رويترز)

مسؤول بـ«إكسون موبيل»: منتجو النفط والغاز الأميركيون لن يزيدوا الإنتاج في ظل رئاسة ترمب

قال مسؤول تنفيذي في شركة إكسون موبيل إن منتجي النفط والغاز الأميركيين من غير المرجح أن يزيدوا إنتاجهم بشكل جذري في ظل رئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (رويترز)

عقوبات بريطانية على 30 سفينة إضافية تابعة للأسطول «الشبح» الروسي

أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الاثنين فرض عقوبات على 30 سفينة إضافية من «الأسطول الشبح» الذي يسمح لموسكو بتصدير النفط والغاز الروسي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

ترمب يعد حزمة دعم واسعة النطاق لقطاع الطاقة الأميركي

يعمل الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، على إعداد حزمة واسعة النطاق في مجال الطاقة، لطرحها خلال أيام من توليه المنصب.

الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
TT

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)
مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار في الأسواق العالمية، خاصة بعد أن أحدثت تقلبات الين الياباني، في أغسطس (آب) الماضي، اضطرابات عبر الأصول المختلفة.

وانخفض اليورو بنحو 3.8 في المائة أمام الدولار، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وهو الآن يقترب من مستوى 1 دولار الرئيسي، تحت ضغط عدة عوامل تشمل خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لفرض تعريفات تجارية، وضعف الاقتصاد في منطقة اليورو، وتصاعد النزاع بين روسيا وأوكرانيا. وفي الوقت نفسه، تسهم رهانات النمو الأميركي في تقوية الدولار والأسواق الأميركية، وفق «رويترز».

ورغم ذلك، يبقى المستثمرون والمتداولون في العملات منقسمين حول المسار القادم للعملة الأوروبية، حيث يُعدّ الدولار نفسه مهدَّداً بتداعيات التضخم الناجم عن التعريفات وزيادة الديون الحكومية التي قد تُزعزع الثقة في الأسواق والاقتصاد الأميركي.

وقد تتصاعد حالة عدم اليقين إذا استمر اليورو في التراجع، مما يزيد من احتمالية حدوث تحولات مفاجئة قد تؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة على الاستراتيجيات الاستثمارية المرتبطة بسياسات ترمب، مثل تلك التي تراهن على انخفاض اليورو وارتفاع الأسهم الأميركية، وفقاً لما أشار إليه المحللون.

في هذا السياق، قال كيت جاكس، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في «سوسيتيه جنرال»: «نحن نشهد تقلبات هائلة، حيث بدأ المتداولون التساؤل: هل نتجاوز سعر صرف اليورو مقابل الدولار أم يعود إلى مستوياته السابقة؟». وأضاف: «الخلاصة هي أننا سنرى مزيداً من المناقشات الساخنة في كلا الاتجاهين بشأن اليورو، وأنا شخصياً لا أعتقد أن هذه الارتباطات العالية بين الأصول سوف تستمر».

وبدأت أزمة السوق، في أغسطس، بتقلبات الين مقابل الدولار، والتي فاجأت صناديق التحوط التي كانت تراهن ضد العملة اليابانية، وتحولت إلى بيع الأسهم لتمويل طلبات الهامش.

وحذّرت الجهات التنظيمية من أن الأسواق قد تصبح عرضة لمثل هذه الأحداث، عندما تتغير الروايات الاقتصادية بسرعة، وخاصة في ضوء المستويات العالية من الاستدانة في النظام.

وأضاف جاكس: «إذا تجاوزنا نقطة تكافؤ اليورو مع الدولار، فسنبدأ مواجهة المخاوف التي شهدناها من قبل في الأسواق».

التداعيات المحتملة

يُعد زوج اليورو/الدولار الأميركي هو الزوج الأكثر تداولاً في الأسواق العالمية. والتغيرات السريعة في سعر صرفه يمكن أن تعطل أرباح الشركات المتعددة الجنسيات، فضلاً عن التأثير على آفاق النمو والتضخم في البلدان التي تعتمد على استيراد أو تصدير السلع بالدولار.

وقال ثيموس فيوتاكيس، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في «باركليز»، إن «اليورو هو معيار رئيسي»، مما يعني أن الدول الحساسة للتجارة مثل الصين وكوريا الجنوبية وسويسرا قد تسمح لعملاتها بالضعف مقابل الدولار، إذا استمر اليورو في الانخفاض؛ من أجل الحفاظ على قدرة صادراتها على المنافسة مقابل منتجات منطقة اليورو.

وأشار فيوتاكيس إلى أن الجنيه البريطاني، الذي انخفض بنحو 2 في المائة أمام الدولار في نوفمبر ليصل إلى نحو 1.26 دولار، سيكون حساساً جداً تجاه أي تقلبات في تحركات اليورو.

وأصبحت الأسواق أيضاً أكثر حساسية لتحركات اليورو/الدولار، بعد أن لاحظ خبراء استراتيجيات العملة تدفقاً من المتداولين على عقود الخيارات التي تجمع الرهانات على النتائج المرتبطة بسياسات ترمب، مثل ضعف اليورو، وارتفاع مؤشر «ستاندرد آند بورز».

وقال فيوتاكيس: «لقد رأينا كثيراً من المستثمرين يحاولون الاستثمار في هذه النتائج المشروطة»، منوهاً بالارتباطات بين تحركات العملة والأسواق الأوسع.

انقسام الآراء بشأن المستقبل

في الوقت نفسه، يبدو أن مديري الأصول على المدى الطويل منقسمون بشكل كبير بشأن الاتجاه المستقبلي لليورو والدولار، مما يشير إلى أن هذا الزوج من العملات قد يشهد تقلبات ملحوظة في الأشهر المقبلة.

وقال ويليم سيلز، كبير مسؤولي الاستثمار في وحدة الخدمات المصرفية الخاصة والثروات ببنك «إتش إس بي سي»: «نتوقع أن يهبط اليورو إلى 99 سنتاً، بحلول منتصف العام المقبل».

في المقابل، اقترح كبير مسؤولي الاستثمار في «أموندي»، أكبر مدير للأصول في أوروبا، فينسنت مورتييه، أن انخفاض أسعار الفائدة في منطقة اليورو قد يعزز النشاط الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي، وهو ما قد يساعد في رفع اليورو إلى 1.16 دولار، بحلول أواخر عام 2025.

وفي سوق خيارات العملة السريعة، كان المتداولون في أواخر يوم الثلاثاء يقدّرون احتمالات بنسبة 56 في المائة بأن ينتهي العام باستعادة اليورو بعض الأرض فوق مستواه الحالي عند نحو 1.047 دولار، على الرغم من أن البنوك الكبرى، مثل «جيه بي مورغان»، و«دويتشه بنك»، قالت إن التحرك إلى دولار واحد قد يحدث، خاصة إذا كان مرتبطاً بمزيد من التعريفات الجمركية.

وقد أدى ازدياد الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية إلى 2.75 في المائة، الشهر المقبل، إلى إضعاف اليورو بشكل كبير.

لكن الرواية السائدة بأن سياسات ترمب الاقتصادية، مثل ارتفاع التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية، سوف تُبقي أسعار الفائدة مرتفعة والدولار قوياً، بدأت تتعرض لبعض الضغوط.

في هذا السياق، قال ستيفن جين، الرئيس التنفيذي لشركة «يوريزون إس جيه إل كابيتال»، إن الولايات المتحدة قد تواجه ما يسمى «لحظة يقظة السندات»، إذا قام المقرضون في سوق سندات الخزانة الأميركية التي تبلغ قيمتها 27 تريليون دولار، برفع تكلفة الديون؛ في محاولة للحد من التخفيضات الضريبية المموَّلة بالديون المفرطة. وأضاف: «من المحتمل أن يسمح هذا بالتيسير المالي، مما يسمح بهبوط هادئ للاقتصاد الأميركي، وخفض أسعار الفائدة طويلة الأجل، ومن ثم جعل الدولار مُبالغاً في قيمته».