«المركزي» الروسي يرفع الفائدة للمرة الأولى منذ 17 شهراً

ضعف الروبل يثير مخاوف تسارع التضخم

رجل يسير أمام مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو... حيث تم الإعلان يوم الجمعة عن رفع الفائدة للمرة الأولى منذ 17 شهراً (إ ب.أ)
رجل يسير أمام مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو... حيث تم الإعلان يوم الجمعة عن رفع الفائدة للمرة الأولى منذ 17 شهراً (إ ب.أ)
TT

«المركزي» الروسي يرفع الفائدة للمرة الأولى منذ 17 شهراً

رجل يسير أمام مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو... حيث تم الإعلان يوم الجمعة عن رفع الفائدة للمرة الأولى منذ 17 شهراً (إ ب.أ)
رجل يسير أمام مقر البنك المركزي الروسي في العاصمة موسكو... حيث تم الإعلان يوم الجمعة عن رفع الفائدة للمرة الأولى منذ 17 شهراً (إ ب.أ)

أعلن البنك المركزي الروسي الجمعة، رفع معدّل الفائدة الرئيسية بمقدار نقطة واحدة إلى 8.5 بالمائة، وذلك للمرة الأولى منذ فبراير (شباط) 2022، في سياق ضعف عملة الروبل الذي يثير مخاوف من تسارع التضخم في روسيا.

وقال المركزي الروسي في بيان: «تزيد اتجاهات الطلب الداخلي وتراجع قيمة الروبل منذ بداية عام 2023 بشكل كبير من مخاطر التضخم».

ورغم ذلك، يحافظ البنك المركزي الروسي على هدفه بإعادة التضخم إلى 4 بالمائة في عام 2024، فيما كان التضخم يجب أن يتراوح بين 5 و6.5 بالمائة في نهاية عام 2023، وفق توقعاته. ويتماشى رفع سعر الفائدة الرئيسية مع توقعات المحللين الذين كانوا يراهنون منذ عدة أيام على زيادة تتراوح بين 0.25 نقطة ونقطة واحدة مئوية.

وفي أعقاب العقوبات الدولية الأولى التي فُرضت على موسكو على خلفية الغزو، رفع البنك المركزي الروسي معدّل الفائدة إلى 20 بالمائة، قبل أن يشرع في كثير من التخفيضات في ظلّ مرونة الاقتصاد الروسي.

لكن في الأسابيع الأخيرة، دفع تراجع قيمة الروبل البنك المركزي الروسي إلى التحرّك لتجنب ارتفاع التضخم كما حدث العام الماضي، حين وصل ارتفاع الأسعار إلى 17.8 بالمائة في أبريل (نيسان).

ويرى محللون أن ضعف الروبل يفسّر بكون سعر النفط لا يزال منخفضاً نسبياً، رغم قرارات تحالف «أوبك بلس» الهادفة إلى الحد من الإنتاج العالمي. وأكّدت النائبة الأولى لرئيس البنك المركزي الروسي كسينيا يوداييفا في بداية يوليو (تموز)، أن التغييرات التي تطرأ حالياً على سعر الصرف مرتبطة بـ«انخفاض عائدات الصادرات».

وفرضت دول غربية سلسلة من العقوبات على روسيا بعد بدء غزوها لأوكرانيا... لكن بالرغم من ذلك، انخفض حجم الدين الخارجي لروسيا بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي، في الربع الأول من 2023 إلى أدنى مستوى في تاريخه، حسب بيانات البنك المركزي الروسي.

ووفقاً لدراسة أعدتها وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، نشرت يوم الجمعة، بلغ مستوى دين روسيا الخارجي إلى حجم ناتجها المحلي في الربع الأول من هذا العام، 15 بالمائة.

وبلغ الدين الخارجي لروسيا حتى أول أبريل 2023 مستوى 354.8 مليار دولار، بانخفاض بلغ 25.9 مليار دولار منذ بداية العام الحالي. والدين الخارجي هو جزء من إجمالي ديون البلد لمقرضين خارج البلاد، وقد يكون المدين حكومة أو مؤسسة مالية أو جهة خاصة.

في غضون ذلك، أعلن البرلمان الروسي يوم الجمعة، فرض ضريبة خاصة تدفع مرة واحدة عن أرباح الشركات خلال الأعوام السابقة، بعد نحو 17 شهراً على بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

وأعلن «الدوما» عبر صفحته على الإنترنت: «سيتم استحداث ضريبة إضافية على الأرباح للمنظمات التي يصل متوسط أرباحها إلى ما يربو على مليار روبل (11 مليون دولار) في 2021 و2022». وتتوقع الحكومة الروسية أن يحقق هذا الإجراء عائدات خاصة توازي 3.3 مليار دولار.

وبحسب مشروع القانون، يتعين على الشركات دفع 10 بالمائة من إجمالي الأرباح عن عامي 2021 و2022، فيما يتجاوز متوسط الربح في عامي 2018 و2019، وذلك بحلول 28 يناير (كانون الثاني) 2024.

ولم يتم احتساب الانكماش الاقتصادي بسبب «كوفيد - 19» في عام 2020، في حسابات الضرائب. وستحصل الشركات التي تدفع الضرائب الإضافية بحلول نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على تخفيض، ولن يتم إلزامها إلا بدفع نصف المبلغ. ولا تشمل الضريبة شركات النفط والغاز والفحم، حيث تدفع بالفعل ضرائب أكبر على الممتلكات.

وتهدف الضريبة الإضافية إلى تضييق الفجوات في موازنة الدولة الروسية، حيث بلغ عجز الموازنة في النصف الأول من العام، 2.6 تريليون روبل.


مقالات ذات صلة

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)

تراجع مبيعات التجزئة البريطانية أكثر من المتوقع قبيل موازنة ستارمر

تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل أكبر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية التي أضافت إلى مؤشرات أخرى على فقدان الزخم الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل في مصنع «رافو» الذي يزوِّد وزارة الدفاع الفرنسية وشركات الطيران المدني الكبرى بالمعدات (رويترز)

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

تواجه موازنة فرنسا الوطنية أزمة خانقة دفعت المشرعين إلى اقتراح قانون يُلزم الفرنسيين العمل 7 ساعات إضافية كل عام دون أجر، وهي ما تعادل يوم عمل كاملاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أشخاص يعبرون الطريق في شينجوكو، طوكيو (رويترز)

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

تفكر اليابان في إنفاق 13.9 تريليون ين (89.7 مليار دولار) من حسابها العام لتمويل حزمة تحفيزية جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد منظر عام لأفق مدينة عمان (رويترز)

الأردن يقر موازنة 2025 ويخفض العجز الأولي إلى 2%

أقر مجلس الوزراء الأردني مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025، تمهيداً لإحالته إلى مجلس الأمة خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (عمان)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.