جوناثان برنستين

هل غيّر خطاب بايدن الكبير من تفكير أي شخص؟

ألقى الرئيس جو بايدن خطاباً في وقت ذروة الخميس الماضي حول العنف الناجم عن استخدام السلاح، وجرى بث الخطاب من خلال شبكات البث الثلاث، وكذلك المحطات الأرضية. مع تقدم الخطب الرئاسية، واحدة تلو الأخرى، بدا الأمر على ما يرام حيث قام بخلط بعض أهداف السياسة الطموحة، مع دعم أهداف متواضعة قد تحظى بالموافقة، وقد أضاف القليل من التهجم الجمهوري إلى هذا المزيج. لكن لماذا تُلقى مثل هذه الخطب؟ لا ندري ما الذي اعتقد موظفو البيت الأبيض أن بإمكانهم تحقيقه، لكننا نعلم أن التوقعات الكبيرة ستكون غير واقعية. فمن المستبعد أن تغير الخطب الرئاسية من آراء أي شخص بشأن السياسة العامة.

هل حقاً ضلَّت الإدارة الأميركية طريقها؟

في تسلسل يمكن التنبؤ به، بعد أن انخفضت شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أقل مما كان عليه سلفه الرئيس دونالد ترمب قبل 4 سنوات، تصل إلينا قصة من شبكة «إن بي سي نيوز» حول مشكلات في البيت الأبيض وُصفت بأنها «على غير هُدى». العالم السياسي براندان نيهان يضفي عليها شرحاً بقوله: نسخ من هذه القصة تُتلى حرفياً عن كل رئيس حديث يواجه اقتصاداً سيئاً أو تحديات أخرى... إنهم محبطون من الاقتتال الداخلي ويريدون رسالة أكثر فاعلية. (تلميح: من شأن انخفاض التضخم وتراجع فيروس «كورونا» إصلاح معظم هذه المشاكل). الواقع، أن نسخة الرئيس بايدن من هذه القصة تعكس إلى أي مدى قد يتسبب المراسلون في إحداث حالة من الفوضى.

قراءة في معدلات شعبية بايدن المتدنية

على مدار شهور، احتل جو بايدن المركز الثاني من بين أسوأ معدلات الشعبية التي حظي بها أي رئيس في حقبة استطلاعات الرأي خلال المرحلة نفسها من رئاسته، ولم يتجاوزه في ذلك سوى دونالد ترمب. وتجاوز بايدن، هذا الأسبوع، جيمي كارتر، لينتقل إلى المرتبة الثالثة بين الرؤساء الذين حظوا بأدنى معدلات الشعبية على الإطلاق.

أميركا وانتخابات العام المقبل

تتمثل إحدى طرق التعامل مع التوقعات المعقولة لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس لعام 2022، وما تبقى من رئاسة جو بايدن، في البحث عن مقارنات تاريخية. يستشهد بعض الديمقراطيين بعصبية عام 1966، عندما خسروا 47 مقعداً في مجلس النواب، لكن المحلل السياسي ستيوارت روتنبرغ يقدم حجة جيدة، مفادها أن عام 1966 لم يلقِ كثيراً من الضوء على عام 2022؛ دعونا نلقِ نظرة على بعض الاحتمالات الأخرى. المفتاح إلى عام 2022 هو أنها أول انتخابات نصفية بعد تغيير الحزب في البيت الأبيض، لكن نتائجها كانت مخيبة للآمال للحزب القادم في سباقات الكونغرس.

أميركا: معارضة اللقاحات والكمامات الواقية

يبدو من غير المنطقي أن يُعرّض المسؤولون المنتخبون ناخبيهم للمخاطر. ولكن هناك منطق سياسي في هذا السياق. لماذا ينقلب بعض السياسيين الجمهوريين فجأة ضد لقاحات فيروس «كورونا» - وفي حالة واحدة على الأقل، يبدو أنهم ينقلبون ضد التطعيم بصورة عامة؟ ولا يبدو هذا منطقياً، إذ إن ناخبيهم هم الذين سوف يعانون إذا بقيت معدلات التطعيم منخفضة. في واقع الأمر، هذا هو ما يحدث الآن بالضبط، حيث إن المزيد من الولايات الجمهورية لديها أدنى معدلات التطعيم، وتشهد موجات جديدة من حالات الإصابة بالفيروس.

السياسة مكان موحش للأعمال التجارية الأميركية

إن الفوضى التي يعيشها الجمهوريون والعداء الديمقراطي هي من الأسباب التي تزيد من صعوبة اختيار المسؤولين التنفيذيين لأطراف من دون أخرى. لا أريد أن أكون منظراً إستراتيجياً وسياسياً للمال والأعمال في الولايات المتحدة الآن. يتمثل الموقف الطبيعي للأعمال التجارية في السياسة الأميركية في أن تكون مجموعة من المصالح المستقلة، غير منحازة إلى أي من الحزبين. وهذا من شأنه أن يسمح لأصحاب المصالح التجارية بممارسة الضغوط على أي حزب يترأس السلطة. ومن الناحية النظرية، فهي إستراتيجية قابلة للتطبيق.

أميركا: وهم حكم الأغلبية

لدى ويل ويلكنسون، الكاتب السياسي الأميركي، مقال جيد يبسط فيه القول لما أعتقد أنه يمثل الموقف الليبرالي الأميركي المعياري المتخذ بشأن حكم الأغلبية في الولايات المتحدة، مع تعرضه بالنقد الصريح لتفنيد بعض الحجج المطروحة من قبل بعض المحافظين. وعلى الرغم من أن انتقادات ويلكنسون كانت رصينة متماسكة للغاية في غالب أمرها، فإن حججه بشأن حكم الأغلبية لم تكن على مستوى الرصانة والتماسك نفسه. فهو يرى المسألة من زاوية بسيطة للغاية: إما أن تحكم الأغلبية وإما أن تتولى الحكم الأقلية.

تقييم أداء بايدن

منذ شهر، كانت التقديرات المبدئية الخاصة بمستوى الرضا عن أداء جو بايدن طبيعية بالنظر إلى وضعه كرئيس جديد. لكن ما من شيء آخر هناك يميزها. مع ذلك، الأمر غير الاعتيادي كان هو التقديرات الأولية لعدم الرضا عن أداء بايدن، حيث كانت أعلى من التقديرات الخاصة بأداء أي رئيس باستثناء ترمب في فترة استطلاعات الرأي الأولية لأداء الرؤساء. وبعد مرور شهر، بالكاد تشير بيانات برنامج الاستطلاع الخاص بالموقع الإلكتروني «فايف ثيرتي إيت» باتجاه الرضا عن أداء بايدن، حيث تم تقدير نسبة الرضا عن أدائه بـ54.2 في المائة حينها، ووصلت إلى 54.4 في المائة الآن.

جدلية اختيار كبير موظفي البيت الأبيض

يرجع موظفو البيت الأبيض المعنى الحديث المفهوم لمصطلح «منصب كبير موظفي البيت الأبيض» إلى فترة رئاسة السيد هاري ترومان للولايات المتحدة. ولقد كان هناك خلاف حزبي كبير امتد لفترة طويلة من الزمن حول الطريقة المثلى لإدارة ما كان يعتبر فرعاً جديداً من أفرع الحكومة الأميركية من الناحية العملية. استحدث الرئيس أيزنهاور - استناداً إلى خلفيته العسكرية الكبيرة - فكرة كبير الموظفين، وشرع في صياغة الهيكل التنظيمي المرتب للغاية لشغل هذه الوظائف. هذا، ولقد حذا كل رئيس من الحزب الجمهوري من الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون وحتى الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش حذوه في ذلك الأمر.

تجديد الدماء في الكونغرس الأميركي

نسمع اليوم كثيراً من الشكاوى من أن أعضاء الكونغرس متقدمون للغاية في العمر، خاصة داخل مجلس الشيوخ، فما الذي يمكن للناخبين فعله حيال ذلك؟ في بداية دور انعقاد الكونغرس الحالي، كان متوسط عمر أعضاء مجلس الشيوخ 62.9 عام. وبالتأكيد، ليس هناك ما يعيب وجود بعض الأعضاء الأكبر سناً، لكن اللافت أننا لا نجد أمامنا على نحو متزايد سوى أعضاء مجلس الشيوخ المتقدمين في العمر، في صورة لا تمثل أمتنا. ولا تكمن المسألة في الأعضاء الذين يبقون لفترات طويلة بمقاعدهم، مثل عضو الحزب الديمقراطي من فيرمونت، بات ليهي، الذي يبلغ حالياً 80 عاماً، أو العضو الجمهوري من أيوا، تشوك غريسلي، البالغ 86 عاماً.