ميهير شارما

إبقاء الكمامات بعد انجلاء الوباء

مع استمرار التعافي من جائحة فيروس «كورونا» المستجد، تتولى «بلومبرغ» نشر سلسلة من مقالات الرأي التي تنظر في الابتكارات التي تمخضت عنها الأزمة والتي تعد بحياة أفضل على المدى البعيد - بداية من بناء اقتصاديات أكثر صلابة وقدرة على الصمود، مروراً بمدن أكثر نظافة ومكاتب صحية بدرجة أكبر وأدوات مائدة خمس نجوم، وصولاً إلى تقليص السفر غير الضروري لأغراض العمل. مر عام منذ أن ضربت الجائحة الهند، وفيما يتعلق بي؛ كان الأمر الأكثر غرابة أن حالتي الصحية أصبحت أفضل كثيراً. مثلما الحال مع معظم، لكن ليس جميع، الأشخاص الذين رأيتهم في الشوارع، حرصت على ارتداء قناع حماية الوجه على امتداد الشهور الـ12 الأخيرة.

تداعيات رفع سعر اللقاحات ستكون وخيمة

يفتقر العالم إلى المساواة، وجاء وباء (كوفيد - 19) لينذر بتفاقم تلك الحالة من انعدام العدالة، وبات لزاماً على البلدان الأكثر فقراً أن تناضل لسداد ديونها. فقد أُرغمت الدول الفقيرة تحت وطأة أنظمتها الصحية الهشة ومدنها المزدحمة، على فرض قيود أكثر صرامة وضرراً على المستوى الاقتصادي، وارتفعت معدلات الفقر لديها بشكل كبير.

ارتفاع كبير لتكاليف أزمة «كورونا» في الهند

تترنح الهند في الآونة الراهنة من وقع صدمات رباعية قوية وفريدة من نوعها من الناحية العملية حتى خلال أزمة وباء «كورونا» الراهنة. أولاً، تعرض النمو الاقتصادي في البلاد لصدمة شديدة يبدو أنها الأقوى بين أي من أقرانها، وذلك مع تقلص الناتج المحلي الإجمالي في البلاد بنسبة 23.9 نقطة مئوية خلال الربع الفصلي الأول من العام الجاري، وذلك بعد تفشي وباء «كورونا المستجد».

الوقود الديموغرافي والرفاه الاقتصادي

توقعت الأمم المتحدة الحالية أنه بحلول عام 2027 من شأن الهند أن تتفوق على الصين، من حيث كونها الدولة الأكبر على العالم في عدد السكان. كما تشير تقديرات المنظمة الدولية إلى أن ارتفاع عدد السكان في كل من الهند ونيجيريا بنحو 470 مليون نسمة خلال العقود الثلاثة المقبلة - وهو ما يوازي ربع الزيادة السكانية المتوقعة حول العالم حتى عام 2050.

الأسواق الناشئة تسدد الثمن مرتين

من واقع الحكم على أداء الأسواق الناشئة، من الصعب إدراك أن العالم يعاني راهناً من جائحة الفيروس الفتاك. وبعد رحيل شهر مارس (آذار) الرهيب بكل ما فيه من آلام، ووفقاً إلى بيانات «معهد التمويل الدولي»، فإن مَحافظ الاستثمار غير المقيمة قد ارتفع تدفقها إلى الأسواق الناشئة بمقدار عشرة أضعاف وصولاً إلى 32.9 مليار دولار في يونيو (حزيران) الماضي. وسجل مؤشر «إم إس سي آي» لعملات الأسواق الناشئة أعلى مستوى له في التداولات مؤخراً.

ألم سريلانكا سوف ينتشر

لا تزال ذكريات الحرب والإرهاب حاضرة في سريلانكا، فقد كانت الحرب الأهلية التي امتدت لعقود بين الحكومة التي يسيطر عليها السنهاليون في كولومبو وحركة «نمور التاميل» وحشية بكل المقاييس. وقد انتهت تلك الحرب منذ عِقد بمعركة كبرى ضارية وقعت بالقرب من المحيط الهندي، وحصدت أرواح آلاف المدنيين. مع ذلك لم يكن لدى سريلانكا الجميلة، والتي تتسم بالتعدد الثقافي، النسيج الواحد. في صباح عيد الفصح عندما تم قتل المئات من المسيحيين ونزلاء الفنادق على أيدي انتحاريين تذكرنا بشكل مأساوي أن هذا البلد غير متصالح مع ذاته.

كيف ننقذ النظام التجاري العالمي؟

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة معلناً تلاعب الصين بالنظام التجاري العالمي، وأنها قد خرجت به عن مساره، وهز الكثيرون حول العالم رؤوسهم بالموافقة، لكن في هدوء بالغ. ورغم كل شيء، كانت الطلقات الأولى في حرب ترمب التجارية بلا اتجاه محدد. فقد كانت رسوم الصلب والألومنيوم بمثابة إطلاق النار من دون تمييز على حشد من المتفرجين الفضوليين، وهي فكرة مفعمة بالمغامرة لأسباب عديدة، ليس أقلها أن كل فرد من ذلك الحشد مسلح. ويوم الخميس الماضي، جاء دور الهند لإطلاق النار في الجانب الآخر.

الاستفتاء البريطاني وتأثيره على الأسواق الناشئة

خلال الأيام التي أعقبت التصويت البريطاني للرحيل عن الاتحاد الأوروبي، خيمت سحابة من الكآبة على العاصمة لندن. وداخل محطات مترو الأنفاق، وخلال أوقات الاستراحة داخل العمل، والمطاعم وقت تناول الغداء، كثيرًا ما نما إلى مسامعي إعراب أبناء لندن عن دهشتهم كيف يمكن أن يشكل الخروج من الاتحاد الأوروبي نبًأ سارًا لأي شخص. حسنًا، يعد هذا الأمر بالفعل نبًأ سارًا بالنسبة للبعض على المدى الطويل، على رأسهم الشركات وجهات التصدير الهندية. ويأتي هذا رغم أن بعض الشركات الهندية تتعرض لمخاطرة إضافية خطيرة داخل الاقتصاد البريطاني.