أستشارات

أستشارات
TT

أستشارات

أستشارات

عمل الجهاز الهضمي

* كيف يعمل الجهاز الهضمي؟
نجوى.ع. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول معاناتك المتكررة من صعوبات في الهضم، ومراجعتك الأطباء، وإجراء كثير من الفحوصات الطبية دون التوصل إلى سبب واضح لمعاناتك. ولاحظي أن جسمنا يحتاج إلى مواد خام لإنتاج الطاقة كي تعمل الخلايا المختلفة في القلب والدماغ والعضلات والغدد والكبد وجهاز المناعة... وغيرها، ومصدر الطاقة هو المركبات الكيميائية التي على هيئة سكريات وبروتينات ودهون، التي توجد في أنواع مختلفة من المنتجات الحيوانية والنباتية التي نتناولها، وجسمنا يحتاج أيضاً إلى معادن وفيتامينات كي يتم الحفاظ على بناء الجسم، وكي تتم مجموعات كبيرة من التفاعلات الكيميائية فيه، وهما يُستمدان من الغذاء الذي نتناوله. والجهاز الهضمي هو المكان الذي يقوم الجسم فيه بتحويل تلك الأطعمة التي نتناولها إلى نوعين من المواد؛ أولاً: مواد أولية يمتصها الجهاز الهضمي ويُدخلها إلى الدم كي يستخدمها الجسم، وهي السكريات والبروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات والماء. ثانيا: مواد لا يحتاجها الجسم وهي الفضلات التي تخرج مع البراز.
الجهاز الهضمي مكون من أنبوب عضلي واحد طويل وعدد من الأعضاء المساندة، هذا الأنبوب العضلي الطويل يأخذ أشكالاً مختلفة في مناطق متعددة منه، فيبدأ بالفم، ثم المريء، ثم يتوسع في المعدة، ثم يضيق في الأمعاء الدقيقة، ثم يتوسع في الأمعاء الغليظة. وتشمل الأعضاء المساندة الغدد اللعابية والمرارة والبنكرياس والكبد. ورحلة الطعام من حين دخوله إلى الفم إلى حين خروج فضلاته مع البراز، تستمر ما بين 30 و40 ساعة. وفي الفم، يتم مضغ الطعام وتحويله إلى قطع صغيرة ومزجه بسائل اللعاب، ثم يتم دفعه عبر البلعوم إلى المريء في عملية البلع، ويمر من خلال أنبوب المريء ليدخل وعاء المعدة عبر فتحة المعدة المحيطة بها عضلة عاصرة تنظم دخول الطعام إلى وعاء المعدة.
وفي المعدة يتم مزج الطعام بالعصارات الهاضمة التي تفرزها المعدة ليتحول الطعام إلى سائل ثخين، ويُدفع بهذا السائل إلى الأمعاء الدقيقة، كما تصب العصارة المرارية الآتية بالأصل من الكبد والعصارة التي يُكونها البنكرياس، وهذه العصارات تمتزج بسائل الطعام في الأمعاء الدقيقة لتسهل تفتيت مكونات السكريات والبروتينات والدهون ولتسهل على خلايا بطانة الأمعاء الدقيقة امتصاص هذه العناصر الغذائية وامتصاص الفيتامينات والمعادن، ثم يخرج سائل الطعام - الذي تم استخلاص العناصر الغذائية منه في الأمعاء الدقيقة - إلى الأمعاء الغليظة. وفي الأمعاء الغليظة يتم بالدرجة الرئيسية تحويل هذا السائل إلى كتلة شبه صلبة يُمكن إخراجها بشكل مريح للجسم، أي عبر امتصاص الماء من ذلك السائل وتكوين كتلة البراز.
وفي كل هذه المراحل هناك احتمالات كثيرة للاضطرابات الوظيفية، وليست المرضية أو العضوية، التي قد نتسبب بها لأنفسنا والتي يمكن أن تسبب للمرء أنواعا شتى من الإزعاج؛ بالشعور بوجود تلبك أو عُسر في الهضم وفي إخراج فضلات الطعام. والمهم هو إدراك أن المرء عليه أن لا يُقبل على تناول الطعام إلا لسد الجوع الطبيعي، وأن يأكل كميات معتدلة تكفي لإزالة الشعور بالجوع، وليس لإعطاء الشعور بالشبع. وما نحتاجه هو انتقاء تناول أطعمة صحية، أي طازجة، ومتنوعة من الخضراوات والفواكه والبقول والحبوب واللحوم ومشتقات الألبان... وغيرها، وأن تكون صحية في طريقة إعدادها بعيداً عن المقليات والإكثار من الدسم والخبز.

ميلاتونين النوم

* هل تناول حبوب الميلاتونين آمن؟
رجوى.أ. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. والميلاتونين هرمون طبيعي يُفرزه الدماغ لتسهيل الخلود اليومي للنوم في فترة الليل. وهناك نوعان من حبوب الميلاتونين، نوع يحتوي الهرمون الذي تُنتجه أدمغة حيوانات؛ ولا يُنصح بتناوله إطلاقاً لاحتمال تلوثه بالفيروسات وغيرها، ونوع آخر يحتوي هرمون ميلاتونين صناعي. وعند وجود أي شك في مصدر الهرمون، فعلى المرء التأكد عبر سؤال الصيدلي، وإذا لم تكن ثمة إجابة واضحة، فإن الأفضل عدم تناوله.
ويمكن استخدام حبوب هرمون ميلاتونين الصناعي لفترات قصيرة، أي بضعة أيام، لمعالجة الأرق أو للتغلب على صعوبات النوم المتعلقة بالسفر بالطائرة، ولا تُوجد أدلة علمية على جدوى تناول حبوب ميلاتونين في معالجة أي حالات مرضية أو اضطرابات وظيفية أخرى بالجسم. وتحديداً لا توجد أدلة علمية تدعم تناول ميلاتونين للتغلب على أعراض الشيخوخة.
وهناك بعض من الآثار الجانبية لتناول حبوب ميلاتونين، قد يشكو منها البعض، مثل الأرق وصعوبات النوم والصداع وآلام المعدة والاكتئاب. كما تشير المصادر الطبية إلى أن ثمة قليلا من المعلومات الطبية حول احتمالات تعارض تناول حبوب الميلاتونين مع أنواع شتى من أدوية معالجة ارتفاع الضغط أو أمراض القلب أو غيرها من أنواع الأدوية. ولاحظي أن الميلاتونين هرمون يفرزه الدماغ بشكل يومي بعد مغيب الشمس كي يساعدنا على النوم الطبيعي في الليل. والدماغ يشعر بمغيب الشمس وحلول الظلام عند زوال نور النهار، وحينها يبدأ الدماغ بإفراز هرمون ميلاتونين تدريجيا، حتى يصل إلى الذروة عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، بما يكفي أن يشعر المرء بالنعاس ثم ينام نوماً طبيعياً.
وما يجعل الدماغ غير قادر على إفراز هذا الهرمون بكميات طبيعية كافية للدخول في النوم، هو أنوار الإضاءة الليلية القوية التي تحرم الجسم من الشعور بحلول الظلام كي يحفز الدماغ على إنتاج هذا الهرمون المنوم الطبيعي. ولذا، فإن خفض الإضاءة المنزلية، وتحاشي النظر إلى شاشات التلفزيون، أو الهاتف الجوال، أو الكومبيوتر، خلال أول الليل، يساعد على الدخول في النوم، والعكس صحيح.

تمارين رياضية للكبار

* ما التمارين الرياضية الملائمة لشخص فوق السبعين؟
مي.ك. - جدة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. والتمارين الرياضية ضرورية لكبار السن لأنها مفيدة جداً لهم. وما هو مطلوب أن تتوفر لدى الشخص الكبير في السن قدرات بدنية تمكنه من المشي والقيام بحركات أنشطة الحياة اليومية، دون أن يكون غير قادر عليها، ودون أن تحصل له اضطرابات أو إصابات أثناء القيام بها، كما أن إجراء التمارين الرياضية ليس ترفاً أو تسلية؛ بل هو وسيلة لا غنى عنها في الحفاظ على كتلة العضلات في جسم الشخص الكبير في السن، وهي العضلات التي يتم فيها حرق الدهون وهي أيضاً العضلات التي تحفظ توازن وعمل المفاصل.
ولذا، فإن الشخص الكبير في السن، وبمساعدة أحد أفراد الأسرة، يحتاج إلى المشي بشكل يومي بما يتلاءم مع حالته الصحية، ويُمكن أن يتم التدرج في زيادة مسافة المشي اليومي. كما يحتاج إلى المساعدة في إجراء تمارين بسيطة لتقوية للعضلات، وتمارين بسيطة لإعطاء العضلات مرونة، وتمارين بسيطة لحفظ التوازن حال السكون وحال الحركة في المشي.
وما يحتاجه الشخص الكبير في السن هو أن يُساعده أحد منْ يتولون العناية به من أفراد الأسرة، على المشي ومرافقته، ومساعدته على أداء تمارين لتقوية عضلات الحوض والفخذين والساقين والظهر، وتمارين مرونة العضلات، وتمارين التوازن، ومن الأفضل استشارة متخصص في العلاج الطبيعي أو التمارين الرياضية لتعلم الحركات الرياضية المفيدة له.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».