طرد صحافي هولندي يكشف ممارسات الاحتلال

طرد صحافي هولندي يكشف ممارسات الاحتلال
TT

طرد صحافي هولندي يكشف ممارسات الاحتلال

طرد صحافي هولندي يكشف ممارسات الاحتلال

رفض مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل، تجديد تأشيرة العمل الخاصة بالصحافي الهولندي، ديريك وولترز، الذي انتقد الاحتلال وسياساته في مدينة الخليل أكثر من مرة، واحتج على قانون تجريم مقاطعة إسرائيل، وانتقده علنا.
وكشفت مصادر مقربة من الصحافي، أمس، عن أن مكتب الصحافة الحكومي توجه إليه أكثر من مرة، واتهمه «بالتغطية المنحازة والمعادية» لإسرائيل. وقالت جهات رسمية: إن رفض التأشيرة جاء بسبب عمل الصحافي الهولندي لفترة من الزمن من دون تأشيرة صحيحة وبشكل غير قانوني.
ويعمل وولترز في صحيفة «إن. آر. سي – هانديلسبلاد» الهولندية، وهي الرابعة من حيث الانتشار في هولندا، ويعمل في إسرائيل منذ عام 2014، ونشر في يناير (كانون الثاني) 2016 تقريراً عن مدينة الخليل قال فيه: إن «الفلسطينيين يؤمنون بأن هناك تعاونا تاما بين الجيش والمستوطنين، ويؤمنون بأن الجيش لا يحاول منع عمليات الطعن، بل يقتل الفلسطينيين ويضع السكين في موقع الجريمة». وفي شهر مارس (آذار) 2016، وفي أعقاب سنّ قانون تجريم دعاة مقاطعة إسرائيل، انتقد مكتب الصحافة الحكومي وولترز مرة أخرى، بعد أن نشر على حسابه في «تويتر» تغريدة جاء فيها أن المقاطعة هي وسيلة نضال شرعية ضد إسرائيل، وأن الفلسطينيين والإسرائيليين لا يمكنهم الدعوة إلى المقاطعة؛ إذ من المرجح أن تتم محاكمتهم.
وأرسل مدير قسم الصحافة الأجنبية، رون باز، بريداً إلكترونياً لوولترز قال فيه: «هل يمكن اعتبار التغريدة دعماً لحركة المقاطعة؟ آمل ألا يكون ذلك». وانتقد باز في رسالته الكثير من الأمور التي كتبها وولترز، مشدداً على أن إسرائيل ترى مصطلح «فلسطينيو إسرائيل»، وهو ما وصف به فلسطينيي 48 إشكالياً. وفي نهاية 2016، قدم وولترز طلباً لتجديد تأشيرة العمل في البلاد، وتجديد بطاقة الصحافي التي يحملها، لكن مكتب الصحافة الحكومي رفض ذلك، وادعى بأن الصحيفة التي يعمل بها لا تستوفي شروط إسرائيل. وفي شهر فبراير (شباط) 2017، تلقى وولترز رسالة أخرى جاء فيها أنه يعمل بشكل غير قانوني ومن دون تأشيرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.