وزارة حقوق الإنسان اليمنية: 6 آلاف محتجز لدى الانقلابيين

ماجد كشف عن مشروع لإنشاء مركز لمعالجة المتضررين من الحرب نفسياً

وزارة حقوق الإنسان اليمنية: 6 آلاف محتجز لدى الانقلابيين
TT

وزارة حقوق الإنسان اليمنية: 6 آلاف محتجز لدى الانقلابيين

وزارة حقوق الإنسان اليمنية: 6 آلاف محتجز لدى الانقلابيين

كشف وكيل وزارة حقوق الإنسان في اليمن نبيل ماجد، أن عدد المعتقلين والمختفين قسرياً من قبل الميليشيات الانقلابية تجاوز 17 ألف شخص خلال العامين الماضين، إلا أنه قدر أن عدد المعتقلين حالياً لدى الميليشيات ربما صار في حدود 6 آلاف شخص. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «73 شخصاً من هؤلاء المعتقلين توفوا تحت التعذيب بحسب المعلومات المتوافرة لدينا». وتابع أن «الميليشيات لم تكتف في انتهاكاتها بالملاحقات والاعتقالات والقتل، بل وصلت إلى تجنيدها الأطفال الذين وصل عددهم إلى أكثر من عشرة آلاف زج بهم في أتون الحرب». وكشف أيضاً أن الميليشيات تستخدم المدنيين دروعا بشرية مثلما جرى في مدينة المخا الساحلية، غرب تعز.
وجاءت تصريحات ماجد عشية «اجتماع تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن» المقرر عقده في جنيف اليوم، وبعد زيارات قام بها نائب وزير حقوق الإنسان ووكلاء وزارة حقوق الإنسان إلى عدد من البلدان الأوروبية، وهي الزيارات التي وصفها ماجد بأنها «كانت مثمرة وحققت فيها الوزارة حضوراً جيداً». وعلق وزير وزارة حقوق الإنسان على تلك الجولات قائلا: «كانت عبارة عن زيارات إلى بلدان أوروبا واجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إضافة إلى المشاركة في اجتماعات المجلس في دورته الرابعة والثلاثين، حيث تقديم تقرير عن حالة حقوق الإنسان في اليمن خلال عامي 2015 و2016. وتم نشر التقرير وتوزيعه على معظم البعثات الدبلوماسية الموجودة في المجلس وعلى منظمات المجتمع الدولية هناك وبعض المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وحققت الوزارة فيها حضوراً جيداً».
ورأى ماجد أن وزارة حقوق الإنسان باشرت، بعد عودة الحكومة إلى عدن، تحركا عربيا وإقليميا ودوليا، مضيفا أن هذا التحرك «سيكون ملموساً أكثر خلال الفترات المقبلة، خصوصا مع الحضور الجيد للوزارة في نشاط اللجنة العربية المشتركة في الجامعة العربية في مجال حقوق الإنسان والمفوضية العليا لحقوق الإنسان».
وحول الانتهاكات والمضايقات التي تطال طواقم المنظمات الدولية والمحلية العاملة في مجال حقوق الإنسان، قال ماجد إن الوزارة تعمل على تجنيب تلك المنظمات أي مضايقات لدى تحركاتها في مناطق النزاع. وأضاف أن الوزارة طالبت المنظمات الدولية أن تكون موجودة إلى جوار الحكومة الشرعية في عدن، إلا أن عددا منها أصر على البقاء في صنعاء، وبالتالي فإنهم يتحملون المسؤولية.
وتحدث عن عمل الوزارة على مشروع إنشاء مركز لإزالة الآثار النفسية لدى النساء والأطفال المتضررين من الحرب، وأيضا لإزالة الآثار النفسية لدى الأطفال الذين تجندهم الميليشيات للقتال.
وذكر ماجد أن نسبة الفقر في اليمن تجاوزت 86 في المائة وسط السكان. وقال إن وزارة حقوق الإنسان «تحاول قدر المستطاع إيصال مرتبات موظفي الدولة التي تتعنت الميليشيات عرقلة إيصال هذه المبالغ إلى موظفي الدولة، كما تعمل من أجل نهب هذه المبالغ قبل وصولها إلى مستحقيها». وتابع ماجد أن «الوزارة في برنامجها وأسلوب عملها تقوم حاليا بتقديم تقرير تفصيلي إلى الأمم المتحدة والهيئات الدولية والإقليمية حول الانتهاكات ووضع حقوق الإنسان في اليمن، وإلى جانب التقارير هناك حضور دائم على مستوى الإعلام تحاول الوزارة من خلاله تقديم رؤية شاملة حول ما يجري على الأرض وطبيعة الانتهاكات وما تقوم به الوزارة من أجل هذا الغرض، علاوة على التعامل مع منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية والإقليمية لتحقيق تواصل مشترك وعمل دءوب مشترك لإيصال الحقائق إلى الفئات كافة وإلى الجهات المهتمة والمعنية لمعرفة وتوثيق هذا الشأن ولإبقاء هذه الحقائق حاضرة في أي وقت من أجل المساءلة والمحاسبة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».