خادم الحرمين الشريفين يفتتح مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة

الملك عبد الله: أبارك افتتاح هذه المدينة للشعب السعودي وهم أبنائي وإخواني ويستحقون أكثر من ذلك

خادم الحرمين الشريفين يرعى افتتاح مدينة الملك عبد الله الرياضية والمباراة النهائية على كأس الملك، بحضور ولي العهد الأمير سلمان وولي ولي العهد الأمير مقرن في جدة أمس (واس)
خادم الحرمين الشريفين يرعى افتتاح مدينة الملك عبد الله الرياضية والمباراة النهائية على كأس الملك، بحضور ولي العهد الأمير سلمان وولي ولي العهد الأمير مقرن في جدة أمس (واس)
TT

خادم الحرمين الشريفين يفتتح مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة

خادم الحرمين الشريفين يرعى افتتاح مدينة الملك عبد الله الرياضية والمباراة النهائية على كأس الملك، بحضور ولي العهد الأمير سلمان وولي ولي العهد الأمير مقرن في جدة أمس (واس)
خادم الحرمين الشريفين يرعى افتتاح مدينة الملك عبد الله الرياضية والمباراة النهائية على كأس الملك، بحضور ولي العهد الأمير سلمان وولي ولي العهد الأمير مقرن في جدة أمس (واس)

دشن خادم الحرمين الشريفين الـملك عبد الله بن عبد العزيز مساء أمس، مدينة الـملك عبد الله الرياضية بجدة، في حفل أقيم بهذه المناسبة، على هامش رعايته الـمباراة الختامية لـمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم للموسم الرياضي الحالي، والتي أقيمت أمس بين فريقي الأهلي من جدة والشباب من الرياض، وأنتهت بفوز الأخير بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
وأكد خادم الحرمين الشريفين، وهو يتسلم كرة رمزية مضيئة من فتى سعودي ارتدى الزي الرسمي لمنتخب بلاده الأخضر، إيذانا بافتتاح هذه المنشأة العملاقة، التي تتسع لأكثر من 60 ألف مشجع، أنه يقدم هذا الإنجاز إلى شعبه الوفي، وقال مخاطباً أبناء شعبه {أبارك افتتاح هذه المدينة الرياضية للشعب السعودي، وهم أبنائي وإخواني ويستحقون أكثر من ذلك، لأنكم وأجدادكم الأولين من عمروا هذه البلاد}، وقوبلت كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز بترحيب واسع من الجماهير الرياضية داخل المدينة الرياضية وخارجها.
وفي حفل خطابي أقيم بين شوطي المباراة، ألقى المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي كلمة مقتضمة، أكد فيها أن شباب بلاده يفخرون باستقبال هذا الصرح الرياضي العملاق المدينة الرياضية التي تحمل اسم الملك عبد الله بن عبد العزيز في يوم وصفه بـ{التاريخي} للرياضيين في السعودية، وأشار إلى أن أبناء الوطن العاملين في شركة أرامكو السعودية {التي أنجزت المشروع} يقفون فخورين بإنجاز هذا الملعب العالمي، بعد أن تشرفوا بثقة خادم الحرمين الشريفين في تشييد هذا المشروع العملاق.
من جانبه أشار الأمير نواف بن فيصل بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، إلى أن الرياضيين في بلاده باتوا فخورين بهذه المنشأة العالمية التي تؤكد تواصل منجزات التنمية الحضارية في عهد خادم الحرمين الشريفين والتي تواكب مناسبة الذكرى التاسعة لتوليه الحكم، وبيعته ملكاً على البلاد.
وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين فور وصوله إلى مقر المدينة الرياضية، الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، والأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب، والمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس خالد الفالح رئيس شركة أرامكو السعودية، وأحمد عيد الحربي رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وعدد من المسؤولين، وبعد عزف السلام الملكي، تشرف كبار المسؤولين بشركة أرامكو السعودية بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، حيث صعد بعدها إلى الـمنصة الرئيسة، حيث قوبل بترحيب الجماهير الرياضية الذين بادلهم، التحية ملوحاً بيده لهم.



مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان
TT

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

لم يصدف في التاريخ أن كانت الحرب معزولة عن السياسة. فالحرب هي السياسة، لكن بوسائل أخرى، حسب كارل فون كلوزفيتز. والحرب تُخاض لأهداف سياسية بحتة، شرط أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق. والعكس قد يعني أن استراتيجيّة الحرب المرسومة سوف تناقض طبيعتها. فاستراتيجيّة الحرب بشكل عام، هي تلك الطريقة (الكيف في التنفيذ) التي تربط الأهداف بالوسائل، شرط التوازن بين الاثنتين.
أن تدخل الحرب بثقة زائدة، متجاهلاً الكثير والكثير من متطلّبات النجاح، لهو أمر قاتل. وأن تدخل الحرب ومفتاح نجاحها بيد الأعداء، لهو أمر يعكس السطحيّة الاستراتيجيّة للمخطّطين. لكن المصيبة تكمن، بالثمن المدفوع لأي تعثّر. فمن يرِدْ أن يكون قوّة عظمى فعليه تجميع عناصر القوّة لمشروعه.
وإذا تعذّر ذلك، فعليه ابتكار استراتيجيّة فريدة من نوعها، تجمع «القوّة الطريّة» مع القوّة الصلبة، بهدف التعويض عن أيّ نقص من عناصر القوّة.

فشل منظومة بوتين
لردع الغرب!
لم يستطع الرئيس بوتين وبعد سنة على عمليته العسكريّة في أوكرانيا، تركيب منظومة ردعيّة فاعلة وقادرة على تسهيل حربه. بكلام آخر، لم تنفع استراتيجيّته والمُسمّاة استراتيجيّة الرجل المجنون (Mad Man Theory)، في ردع الغرب. فهو أراد حماية حربه التقليديّة بمظلّته النوويّة، مُظهراً نفسه لاعباً غير عقلانيّ (Irrational). فمن التهديد النوويّ المتكرّر من قبله، ومن قبل الرئيس الروسي السابق ميدفيديف، إلى وزير الخارجيّة سيرغي لافروف. كان ردّ الغرب عبر اتباع استراتيجيّة القضم المُتدرّج لخطوط بوتين الحمراء.
وللتذكير فقط، استعمل الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون، وبالتعاون والتنسيق مع هنري كيسنجر، استراتيجيّة الرجل المجنون في حربه على فيتنام. فصوّر نيكسون نفسه آنذاك على أنه لاعب غير عقلاني قد يذهب إلى استعمال النووي في حال لم تلبَّ مطالبه، وذلك مقابل حركيّة كيسنجر العقلانيّة لإيجاد مخرج من مستنقع فيتنام.

من يريد كلّ شيء، قد
لا يحصل على شيء
وضع الرئيس بوتين لنفسه أهدافاً تعجيزيّة. من طلبه عودة وضع حلف «الناتو» إلى منتصف التسعينات، إلى إلغاء الدولة الأوكرانيّة، وضمّها إلى روسيا على أنها جزء لا يتجزّأ من مناطق النفوذ الروسيّ، إلى قيادة الانتفاضة العالميّة ضد الإمبرياليّة الأميركيّة، إلى رسم نظام عالميّ جديد تكون فيه روسيا لاعباً كونيّاً وقوّة عظمى على غرار أميركا والصين. كلّ ذلك، باقتصاد ودخل قوميّ يوازي الدخل القومي لمدينة نيويورك. كل ذلك مع تصنيع حربيّ متواضع، يعود أغلبه إلى أيام الاتحاد السوفياتيّ، ودون تصنيع محلّي للشرائح الذكيّة، التي تعد حيويّة لتشغيل أسلحة القرن الحادي والعشرين. كل ذلك مع جيش أغلبه من الأقليات التي تعيش في المناطق النائية وعلى هامش حياة الشعب الروسي في المدن الرئيسّية. جيش لا يحسن القتال المشترك للأسلحة (Combined). جيش مؤلّف من عدّة جيوش، منها الجيش الروسيّ الرسمي، إلى الفرق الشيشانيّة، وحتى شركة «فاغنر» الخاصة. حتى إن هذه الجيوش لا يقاتل بعضها مع بعض، وهي ليست على وفاق، لا بل تتصارع علناً، إن كان حول الاستراتيجيات العسكريّة، أو حتى في طريقة إدارة الحرب. جيش لم يخطط للسيناريو السيّئ، فوقع في فخ الرضا المسبق عن الذات.
بوتين الحائر
بين الاستراتيجيّة والتكتيك
في المرحلة الأولى للحرب حول كييف، خسر بوتين في الاستراتيجيّة والتكتيك. غيّر الاستراتيجيّة وتوجّه نحو إقليم الدونباس فحقق نجاحات تكتيكيّة، لكنها لم تُصَب وتتراكم لتؤمّن النجاحات الاستراتيجيّة.
بعد الدونباس، خسر الرئيس بوتين التكتيك في إقليم خاركيف، كما أجبر على الانسحاب من مدينة خيرسون. وبذلك، تراكمت الخسائر التكتيكيّة والاستراتيجيّة على كتف الرئيس بوتين لتعيده إلى مربّع الخسارة الأول حول العاصمة كييف.

التقييدات على سلوك بوتين
في المرحلة المقبلة
• لا يمكن للرئيس بوتين أن يخسر مرّتين متتاليتين في أوكرانيا.
• فالخسارة تعني بالحدّ الأدنى الإطاحة به سياسياً، حتى ولو لم تتظهّر معارضة داخلية حتى الآن.
• تاريخيّاً، لا مكان للضعفاء في الكرملين. فكلمة الكرملين وهي من أصل تتريّ، تعني القلعة المُحصّنة. وكلّما كان هناك تعثّر عسكريّ روسي في الخارج، كان التغيير السياسي في الداخل النمط المعتاد.
• لا بد للرئيس بوتين من تقديم نصر عسكريّ للداخل الروسي، حتى لو كان محدوداً. وقد يكون هذا النصر في إقليم الدونباس أولاً، وفي إقليم زابوريجيا ثانياً. فهو قد ضمّ هذين الإقليمين إلى جانب إقليم خيرسون.
• لكن السيطرة على الأقاليم الثلاثة: الدونباس وزابوريجيا وخيرسون، بأكملها، ليس بالأمر السهل، وذلك استناداً إلى التجارب السابقة مع الجيش الروسيّ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يستطع الجيش الروسي، و«فاغنر» إسقاط مدينة بخموت حتى الآن، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على العمليّة العسكريّة حولها.

المنتظر من بوتين
• بدل النوعيّة أغرق الرئيس بوتين الجبهات بالكميّة، خصوصاً من العسكر الجديد. ألم يقل الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين: «إن للكميّة نوعيّة بحد ذاتها؟»، وبذلك يحاول بوتين اختبار جاهزيّة الانتشار الأوكراني على طول الجبهة لرصد نقاط الضعف.
• تقول المعلومات إن الجيش الروسي قد حشد كثيراً من الطائرات الحربيّة والطوافات على حدود أوكرانيا استعداداً لاستعمالها في المعركة المقبلة، خصوصاً أن جاهزيّة السلاح الجويّ الروسي تتجاوز نسبة 80 في المائة.
• كما تقول المعلومات إن التجمعات العسكريّة بدأت تظهر داخل الأراضي الروسيّة خصوصاً في مدينة كورسك، التي تقع خارج مدى راجمات «الهايمرس».
• يحاول الرئيس بوتين استرداد زمام المبادرة من يد الجيش الأوكراني، وذلك استباقاً لوصول المساعدات الغربيّة، خصوصاً الدفاعات الجويّة ودبابات القتال الرئيسيّة.
• وأخيراً وليس آخراً، قد يحاول الرئيس بوتين زرع الفوضى في المحيط الجغرافي لأوكرانيا، إن كان في مولدوفا، أو انطلاقاً من إقليم كاليننغراد الروسي والواقع على بحر البلطيق. هذا عدا إمكانيّة ضرب خطوط الإمداد لأوكرانيا على ثلاثة ممرات بريّة؛ تمرّ عبر كل من: سلوفاكيا ورومانيا وبولندا.
في الختام، هذه هي صورة الجبهّة الروسيّة. لكن رقصة «التانغو» بحاجة إلى شخصين كي تكتمل. فكيف ستكون عليه الجاهزيّة الأوكرانيّة؟ خصوصاً أننا عاينّا في هذه الحرب نماذج الحرب من العصر الزراعي، كما من العصر الصناعي، ودون شكّ من العصر التكنولوجيّ.
بعد عام على الحرب... هل باتت روسيا أكثر أمناً؟
مستقبل الحرب... واحتمالات توسعها وخروجها عن السيطرة
كيف أساءت روسيا تقدير موقف ألمانيا؟
أوروبا... تساؤلات حول مآلات الدعم لأوكرانيا
الأزمة... والدور «المشلول» لمجلس الأمن