الأردن يرحب بأي تعاون ضد «داعش» في «غرفة عمليات مشتركة»

اشترط عدم ضرب المعارضة المعتدلة وتهجير المدنيين

الأردن يرحب بأي تعاون ضد «داعش» في «غرفة عمليات مشتركة»
TT

الأردن يرحب بأي تعاون ضد «داعش» في «غرفة عمليات مشتركة»

الأردن يرحب بأي تعاون ضد «داعش» في «غرفة عمليات مشتركة»

رحب الأردن بأي جهد دولي من شأنه أن يحارب عصابة تنظيم داعش الإرهابية، وإبعادها عن حدوده مع سوريا والعراق، مؤكدا أن الأردن هو جزء من التحالف الدولي للحرب على الإرهاب وأن التنسيق بين قوات التحالف المشاركة في الحرب على عصابة «داعش» الإرهابية من خلال (غرفة عمليات مشتركة)، أمر مرحب به، خاصة أن هناك قوات جوية من عدة دول مرابطة على الأراضي الأردنية وتقوم بعملياتها العسكرية ضد «داعش» منذ فترة بعيدة.
وأشارت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، إلى أنه «لا يوجد لدى الأردن أي تحفظات على الحديث عن توسيع عدد الدول المشاركة في التحالف لتضم روسيا إلى غرفة العمليات، خاصة أن الأردن يتمتع بعلاقات صداقة وتعاون عسكري مع روسيا منذ زمن بعيد وأن هناك اتصالات ومشاورات بين المسؤولين الأردنيين والروس، في التعاون العسكري والتصنيع العسكري والتدريب».
وأكدت المصادر أن شكل التعاون المستقبلي بين القوات الجوية الروسية والأميركية والفرنسية والبريطانية والأوروبية، سيركز على محاربة عصابة «داعش» فقط وإبعادها عن الحدود الأردنية بعد أن قامت جبهة النصرة بالانفصال عن تنظيم القاعدة، وأنه لا أن يتم أخذ محاربة عصابة «داعش» ذريعة لمحاربة قوات المعارضة المعتدلة، خاصة قوات الجيش الحر، لأن ذلك سيزيد من معاناة المدنيين وتهجيرهم من بلداتهم، والأردن لا يرغب في زيادة أعداد اللاجئين السوريين على أراضيه.
وكان مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول الركن مشعل الزبن، شارك قبل أسبوع في اجتماع وزراء الدفاع لدول التحالف ضد «داعش»، الذي عقد في الولايات المتحدة الأميركية بدعوة من وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، وبمشاركة 40 دولة من الدول الأعضاء في التحالف إلى جانب كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والإنتربول.
وتأتي مشاركة الأردن في الاجتماع بصفته أحد أعضاء المجموعة المصغّرة للتحالف.
وأشارت المصادر أنه تم خلال الاجتماع استعراض الجهود التي يبذلها التحالف للقضاء على عصابة «داعش» الإرهابية، والتقدم المحرز في المجالين العسكري والأمني وفي مجال منع العصابة من نشر فكرها الظلامي المتطرف.
كما تضمن بحث الخطوات القادمة للبناء على إنجازات التحالف وللحفاظ على الزخم المتحقق وضمان استمراره وصولا للقضاء التام على التنظيم المتطرف. إضافة إلى مناقشة سُبل تعزيز تبادل المعلومات وتكثيف التنسيق لمواجهة الإرهاب العابر للحدود ومحاربة المجموعات الإرهابية التي أعلنت ولاءها لعصابة «داعش» في المنطقة، بما في ذلك في ليبيا.
وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، أكد أن بلاده تسعى للحصول على فرصة مناسبة لمهاجمة «داعش» الإرهابية في سوريا من جهة الجنوب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.