أهالي البصرة يستنكرون تسمية شارع باسم مؤسس الجمهورية الإيرانية

ناشطون أطلقوا (هاشتاغ) «البصرة تجمعنا.. خميني يقتلنا»

صورة الخميني وشارع باسمه في البصرة
صورة الخميني وشارع باسمه في البصرة
TT

أهالي البصرة يستنكرون تسمية شارع باسم مؤسس الجمهورية الإيرانية

صورة الخميني وشارع باسمه في البصرة
صورة الخميني وشارع باسمه في البصرة

استنكر عدد من أبناء محافظة البصرة (540 كلم جنوب بغداد) تسمية شارع مهم في مدينتهم باسم الخميني، المرشد الأعلى الإيراني السابق، واعتبروا ذلك انتهاكا لسيادة العراق وإهانة لأهالي البصرة واستفزازا لعوائل شهداء ومقاتلي الجيش العراقي إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988) التي خرج فيها العراق منتصرا على إيران مع خسارة ما يقرب من مليون شخص ومئات المليارات من الدولارات.
وحسب شهود عيان، فإن هيئة ميليشيا الحشد الشعبي في محافظة البصرة جاءت بآليات ووضعت دعامة كبيرة وعالية تحمل صورة الخميني ومكتوب عليها «شارع الإمام روح الله الخميني» وذلك في الشارع الرابط بين دوار نافورات منطقة الحكيمية وتقاطع شارع الجمهورية في الشارع الذي كان يحمل اسم شارع الزهراء، مشيرين إلى أن «الحكومة المحلية ادعت عدم علمها بالموضوع ولم تغير الوضع حيث بقيت اللافتة قائمة».
وفي أول رد فعل من المفكر إياد جمال الدين، حيث علق معترضا بتغريدة على صفحته في «تويتر»، قائلا:«شارع في البصرة باسم الإرهابي الخميني» وأضاف: «هل تسمح حكومة حيدر العبادي بتسمية شارع باسم ابن تيمية ببغداد مثلا؟».
وأطلق ناشطون من البصرة هاشتاغا على صفحات «فيسبوك» تحت عنوان «البصرة تجمعنا.. خميني يقتلنا»، حيث كتب مدون: «أنا لا أعرف خميني لكنني أعرف البصرة هي أمي والسياب (الشاعر بدر شاكر السياب) هو أبي»، مضيفا أن «البصرة لنا وليست لإيران».
وكتب الناشط علي قائلا: «في الوقت الذي تطلق إيران أسماء شعراء وفلاسفة وقادة فرس قبل قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على شوارعهم فإننا نطلق اسم خميني على شوارعنا».
وقال الناشط حسن السعد من البصرة لـ«الشرق الأوسط» لقد «قاتلنا لثمان سنوات لنصد الزحف الإيراني وتصدير الثورة الإيرانية التي دعا إليها خميني وفقدنا مئات الآلاف من أبناء العراق بينهم خمسة من أبناء عمومتي وانتصرنا على الجيش الإيراني حيث اعتبر خميني هذا الانتصار وموافقته على الاستسلام بمثابة تجرع كأس السم، ثم يأتي عملاء إيران ليسموا شارعا في بصرتنا الحبيبة باسم خميني الذي تسبب بمقتل أبنائنا ووقف عجلة تقدمنا»، مشيرا إلى أن «مثل هذه الأحداث تحز بنفوسنا وتعتبر هدرا لسيادتنا وكرامتنا»، داعيا إلى «وقف مثل هذه التصرفات المشينة، فمن يقدس إيران عليه أن يذهب ليعيش فيها، ومن اشترته إيران بسعر بخس عليه أن يغادر أرضنا العراقية».
وشدد الصحافي العراقي (م. اللامي)، من البصرة على أن «ممارسات الحشد الشعبي والميلشيات التابعة لإيران غير مشرفة وتندرج تحت تهمة الخيانة العظمى ويجب محاكمتهم». وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من البصرة: «لقد عشت أحداث الحرب العراقية الإيرانية مراسلا حربيا وشاهدت الفظائع التي كانت القوات الإيرانية ترتكبها ضد جنودنا خصوصا الأسرى منهم، وكل هذه الجرائم كانت تتم بفتاوى من خميني، واليوم يأتي نفر من عملاء إيران ليضعوا صورة للخميني ويسمون شارعا باسمه في مدينة البصرة التي احتلتها الميلشيات الإيرانية والأحزاب الشيعية التي هجرت أهل البصرة الأصليين من إخواننا السنة».
وكانت الحكومة المحلية في مدينة النجف الشيعية قد أطلقت في وقت سابق من العام الماضي اسم الخميني على أحد شوارعها الرئيسية مع وضع صورة كبيرة له، كما وضع أنصار الميلشيات الشيعية الموالية لإيران صور خميني وخامنئي وسط بغداد، وسط استياء شعبي ومن دون أن تبدي الحكومة العراقية اعتراضها. وحاولت «الشرق الأوسط» معرفة ردود أفعال سياسيين ومسؤولين في الحكومة المحلية لمحافظة البصرة، إلا أنهم اعتذروا، وقال برلماني عراقي عن المحافظة، لم يوافق على ذكر اسمه «هذا موضوع شائك.. ثم ماذا لو وضعوا صورة رجل دين يؤمنون به في أحد شوارع البصرة؟».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.