السعودية تؤكد دعمها للمعارضة السورية وللحل السياسي على مبادئ جنيف 1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن

مجلس الوزراء يدين حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الرضا بمحافظة الأحساء

السعودية تؤكد دعمها للمعارضة السورية وللحل السياسي على مبادئ جنيف 1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن
TT

السعودية تؤكد دعمها للمعارضة السورية وللحل السياسي على مبادئ جنيف 1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن

السعودية تؤكد دعمها للمعارضة السورية وللحل السياسي على مبادئ جنيف 1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن

جددت السعودية تأييدها لقرار الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية بالرياض، بالمشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بكامل بنوده، مؤكدة وقوف المملكة الداعم للمعارضة السورية وللحل السياسي المستند الى مبادئ إعلان جنيف 1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن، واستمرارها في تقديم الدعم الكامل غير المشروط للشعب السوري لتلبية احتياجاته والتخفيف من معاناته وتحقيق تطلعاته بما يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها وحقوق أبنائها.
جاء ذلك خلال ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم (الاثنين) في قصر اليمامة بمدينة الرياض.
وفي مستهل الجلسة، أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس على فحوى الاتصالين الهاتفيين اللذين تلقاهما من مستشارة ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركيل، ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، ونتائج استقبالاته لرئيس وزراء الجمهورية التركية أحمد داود أوغلو، وقائد القيادة المركزية الأميركية، ووزير الدفاع الإندونيسي، ووزير الدفاع الماليزي، ونائب وزير الدفاع بسلطنة بروناي، منوهاً بعمق العلاقات الثنائية بين المملكة وهذه الدول وسعي الجميع لتطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، والحرص الشديد على كل ما من شأنه إحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، أن المجلس أدان حادث التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الرضا بمحافظة الأحساء أثناء أداء المصلين صلاة الجمعة، ونتج عنه استشهاد وإصابة عدد من المواطنين ورجال الأمن، معرباً عن أحر التعازي وصادق المواساة لأسر وذوي الشهداء، سائلاً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يعجل بشفاء المصابين، مؤكداً أن هذا العمل الإجرامي يعد قتلاً وإفساداً في الأرض وخروجاً عن تعاليم الدين الإسلامي ويتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية، مشدداً على مواقف المملكة الثابتة في محاربة الإرهاب وأفكاره المنحرفة، وأن ما حصل لن يزيد المملكة إلا قوة وإصراراً على استئصال شأفة الإرهاب وشرور هذه الفئة الباغية.
ونوه مجلس الوزراء بتمكن الجهات الأمنية عبر تحقيقاتها المستمرة من التوصل بتوفيق الله إلى نتائج كشفت تفاصيل مراحل العمل الإجرامي الجبان الذي استهدف المصلين بمسجد قيادة قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير، معبراً عن التقدير لجهود رجال الأمن على ما حققوه من إنجازات في حفظ الأمن وتحقيق الأمان لمواطني المملكة والمقيمين فيها.
وبين الوزير الطريفي، أن مجلس الوزراء استعرض جملة من التقارير عن تطور الأحداث ومستجداتها في المنطقة والعالم والجهود الدولية بشأنها، مجدداً تأييد المملكة لقرار الهيئة التفاوضية العليا لقوى الثورة والمعارضة السورية بالرياض بالمشاركة في مفاوضات مؤتمر جنيف لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 بكامل بنوده، مؤكداً وقوف المملكة الداعم للمعارضة السورية وللحل السياسي المستند الى مبادئ إعلان جنيف 1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن، واستمرارها في تقديم الدعم الكامل غير المشروط للشعب السوري لتلبية احتياجاته والتخفيف من معاناته وتحقيق تطلعاته بما يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها وحقوق أبنائها.
ورحب المجلس بالبيان الذي أصدرته قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وأعلنت فيه تشكيل فريق مستقل عالي المستوى من ذوي الكفاءة والاختصاص من كبار الضباط، والمستشارين العسكريين والخبراء في مجال الأسلحة والقانون الدولي الإنساني لتقييم الحوادث وإجراءات التحقق وآلية الاستهداف المتبعة وتطويرها، وما عبر عنه البيان من أسف لصدور تقارير إعلامية وادعاءات من منظمات حقوقية تزعم بسقوط ضحايا مدنيين من جراء قصف التحالف عارية عن الصحة ولا تستند إلى أي أدلة أو براهين دامغة، ودعوة من قيادة التحالف إلى تحري الدقة والمهنية قبل نشر مثل تلك الإدعاءات والاستعانة بمصادر موثوقة وأدلة معتبرة.
وشدد المجلس على ما أكدته المملكة في كلمتها أمام مجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط من أن القضية الفلسطينية كانت ومازالت في صدارة اهتمامات المملكة العربية السعودية، ومطالبتها مجلس الأمن بإعداد نظام حماية دولية خاص بالدولة الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشريف، وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة وما يتصل بذلك من قرارات الشرعية الدولية، وأنه مهما عصفت بالمنطقة العربية الصعوبات والتحديات إلا أنها لن تثني المملكة أو تشغلها عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في صموده ودفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته وتصديه لاحتلال إسرائيل وممارساتها الاستعمارية وانتهاكاتها المخالفة للشرعية الدولية.
وفي الشأن المحلي، رفع مجلس الوزراء الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على ما يوليه من اهتمام بالتراث الوطني، مؤكداً أن رعايته لافتتاح الدورة الثلاثين للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية يوم بعد غدٍ الأربعاء الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، يجسد حرصه وعنايته بالمعرفة والثقافة وأهميتها في بناء الأمم، ودعمه غير المحدود لكل ما فيه وفاء لتاريخ المملكة.
وأفاد الدكتور عادل بن زيد الطريفي بأن مجلس الوزراء اطلع على الموضوعات المدرجة على جدول أعمال جلسته، ومن بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، وقد انتهى المجلس إلى ما يلي:
أولاً :
قرر مجلس الوزراء تعديل تنظيم المؤسسة العامة للتقاعد وتنظيم صندوق تنمية الموارد البشرية؛ وذلك بإضافة عضو يرشحه مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في مجلسي إدارة المؤسسة والصندوق.
ثانياً:
قرر مجلس الوزراء تفويض رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الأرجنتيني في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية ووزارة السياحة في جمهورية الأرجنتين، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
ثالثاً:
بعد الاطلاع على ما رفعه وزير المالية، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم (104 / 58 ) وتاريخ 7 / 1 / 1437هـ , قرر مجلس الوزراء الموافقة على اتفاقية بين حكومة السعودية وحكومة جمهورية مقدونيا لتجنب الازدواج الضريبي في شأن الضرائب على الدخل ولمنع التهرب الضريبي، الموقع عليها في مدينة الرياض بتاريخ 23 / 2 / 1436هـ .
وقد أُعد مرسوم ملكي بذلك.
رابعاً :
بعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من وزارة التعليم في شأن إعادة تنظيم عملية الإلحاق بعضوية البعثة للطلاب الدارسين على حسابهم الخاص وتطوير ضوابط إلحاق الطلاب الدارسين على حسابهم في الخارج بالبعثة التعليمية، الموافق عليها بالأمر السامي رقم ( 7 / ب / 5601 ) وتاريخ 22 / 4 / 1418هـ ، وبعد الاطلاع على توصيتي مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رقم ( 7 / 36 ) وتاريخ 1 / 12 / 1436هـ ورقم ( 1 ـ 6 / 37 / ت ) وتاريخ 6 / 2 / 1437هـ ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على إدخال عدد من التعديلات على ضوابط إلحاق الطلاب الدارسين على حسابهم في الخارج بالبعثة التعليمية ، تتضمن ما يلي :
1 ـ يشترط أن يكون الطالب المتقدم بطلب الإلحاق بالبعثة في المرحلة الجامعية ومراحل الدراسات العليا ملتحقاً بجامعة متميزة ومصنفة ضمن أفضل خمسين جامعة في التخصص على مستوى العالم ، أو أفضل مائة جامعة على مستوى العالم ، وذلك وفق قوائم تعدها وزارة التعليم لهذا الغرض، وأن يكون قد أنهى في مجال دراسته ـ إن كان في المرحلة الجامعية ـ ( 30 ) وحدة دراسية بحسب النظام الفصلي أو ما يعادلها وبمعدل تراكمي لا يقل عن ( 3 ) من ( 4 ) نقاط أو ما يعادله، وإذا كان في مرحلة الدراسات العليا، فيشترط ألا يقل معدله التراكمي في المرحلة الجامعية بالنسبة إلى الماجستير وفي درجة الماجستير بالنسبة إلى الدكتوراه عن ( 3.3 ) من ( 4 ) نقاط أو ما يعادله.
2 ـ في تخصص الطب والتخصصات الهندسية النوعية والعلمية النوعية التي تحددها وزارة التعليم، يشترط أن يكون الطالب المتقدم ملتحقاً بإحدى الجامعات التي تحددها وزارة التعليم، وألا يقل معدله التراكمي في المرحلة الجامعية عن ( 2.75 ) من ( 4 ) نقاط أو ما يعادله إضافة إلى إنهاء ( 30 ) وحدة دراسية في مجال الدراسة بحسب النظام الفصلي أو ما يعادلها، وألا يقل المعدل التراكمي المطلوب في المرحلة الجامعية للإلحاق بمرحلة الماجستير عن ( 3 ) من ( 4 ) نقاط أو ما يعادله.
خامساً:
بعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من وزارة الخارجية ، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم ( 122 / 70 ) وتاريخ 25 / 2 / 1437هـ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على اتفاق بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة الجمهورية الفرنسية بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الإقامة القصيرة الأجل لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة ( للرعايا السعوديين فقط) وللخدمة ( للرعايا الفرنسيين فقط ) ، الموقع في مدينة الرياض بتاريخ 23 / 6 / 1436هـ .
وقد أُعد مرسوم ملكي بذلك .
سادساً :
بعد الاطلاع على ما رفعه رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم ( 119 / 69 ) وتاريخ 19 / 2 / 1437هـ ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على مذكرة إطارية للتعاون في مجال الاقتصاد الإبداعي والمجتمع القائم على المعرفة بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالمملكة العربية السعودية ووزارة العلوم وتقنية المعلومات والاتصالات والتخطيط المستقبلي بجمهورية كوريا ، الموقعة في مدينة الرياض بتاريخ 12 / 5 / 1436هـ .
وقد أُعد مرسوم ملكي بذلك .
سابعاً:
قرر مجلس الوزراء الموافقة على الهيكل التنظيمي لوكالة الأنباء السعودية.
ثامناً :
واطلع مجلس الوزراء على تقارير سنوية للجنة المساهمات العقارية، والمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، وهيئة الري والصرف بالأحساء، عن أعوام مالية سابقة، وقد أحاط المجلس علماً بما جاء فيها ووجه حيالها بما رآه.



مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان
TT

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

مغامرة بوتين في أوكرانيا... أمام الامتحان

لم يصدف في التاريخ أن كانت الحرب معزولة عن السياسة. فالحرب هي السياسة، لكن بوسائل أخرى، حسب كارل فون كلوزفيتز. والحرب تُخاض لأهداف سياسية بحتة، شرط أن تكون هذه الأهداف قابلة للتحقيق. والعكس قد يعني أن استراتيجيّة الحرب المرسومة سوف تناقض طبيعتها. فاستراتيجيّة الحرب بشكل عام، هي تلك الطريقة (الكيف في التنفيذ) التي تربط الأهداف بالوسائل، شرط التوازن بين الاثنتين.
أن تدخل الحرب بثقة زائدة، متجاهلاً الكثير والكثير من متطلّبات النجاح، لهو أمر قاتل. وأن تدخل الحرب ومفتاح نجاحها بيد الأعداء، لهو أمر يعكس السطحيّة الاستراتيجيّة للمخطّطين. لكن المصيبة تكمن، بالثمن المدفوع لأي تعثّر. فمن يرِدْ أن يكون قوّة عظمى فعليه تجميع عناصر القوّة لمشروعه.
وإذا تعذّر ذلك، فعليه ابتكار استراتيجيّة فريدة من نوعها، تجمع «القوّة الطريّة» مع القوّة الصلبة، بهدف التعويض عن أيّ نقص من عناصر القوّة.

فشل منظومة بوتين
لردع الغرب!
لم يستطع الرئيس بوتين وبعد سنة على عمليته العسكريّة في أوكرانيا، تركيب منظومة ردعيّة فاعلة وقادرة على تسهيل حربه. بكلام آخر، لم تنفع استراتيجيّته والمُسمّاة استراتيجيّة الرجل المجنون (Mad Man Theory)، في ردع الغرب. فهو أراد حماية حربه التقليديّة بمظلّته النوويّة، مُظهراً نفسه لاعباً غير عقلانيّ (Irrational). فمن التهديد النوويّ المتكرّر من قبله، ومن قبل الرئيس الروسي السابق ميدفيديف، إلى وزير الخارجيّة سيرغي لافروف. كان ردّ الغرب عبر اتباع استراتيجيّة القضم المُتدرّج لخطوط بوتين الحمراء.
وللتذكير فقط، استعمل الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون، وبالتعاون والتنسيق مع هنري كيسنجر، استراتيجيّة الرجل المجنون في حربه على فيتنام. فصوّر نيكسون نفسه آنذاك على أنه لاعب غير عقلاني قد يذهب إلى استعمال النووي في حال لم تلبَّ مطالبه، وذلك مقابل حركيّة كيسنجر العقلانيّة لإيجاد مخرج من مستنقع فيتنام.

من يريد كلّ شيء، قد
لا يحصل على شيء
وضع الرئيس بوتين لنفسه أهدافاً تعجيزيّة. من طلبه عودة وضع حلف «الناتو» إلى منتصف التسعينات، إلى إلغاء الدولة الأوكرانيّة، وضمّها إلى روسيا على أنها جزء لا يتجزّأ من مناطق النفوذ الروسيّ، إلى قيادة الانتفاضة العالميّة ضد الإمبرياليّة الأميركيّة، إلى رسم نظام عالميّ جديد تكون فيه روسيا لاعباً كونيّاً وقوّة عظمى على غرار أميركا والصين. كلّ ذلك، باقتصاد ودخل قوميّ يوازي الدخل القومي لمدينة نيويورك. كل ذلك مع تصنيع حربيّ متواضع، يعود أغلبه إلى أيام الاتحاد السوفياتيّ، ودون تصنيع محلّي للشرائح الذكيّة، التي تعد حيويّة لتشغيل أسلحة القرن الحادي والعشرين. كل ذلك مع جيش أغلبه من الأقليات التي تعيش في المناطق النائية وعلى هامش حياة الشعب الروسي في المدن الرئيسّية. جيش لا يحسن القتال المشترك للأسلحة (Combined). جيش مؤلّف من عدّة جيوش، منها الجيش الروسيّ الرسمي، إلى الفرق الشيشانيّة، وحتى شركة «فاغنر» الخاصة. حتى إن هذه الجيوش لا يقاتل بعضها مع بعض، وهي ليست على وفاق، لا بل تتصارع علناً، إن كان حول الاستراتيجيات العسكريّة، أو حتى في طريقة إدارة الحرب. جيش لم يخطط للسيناريو السيّئ، فوقع في فخ الرضا المسبق عن الذات.
بوتين الحائر
بين الاستراتيجيّة والتكتيك
في المرحلة الأولى للحرب حول كييف، خسر بوتين في الاستراتيجيّة والتكتيك. غيّر الاستراتيجيّة وتوجّه نحو إقليم الدونباس فحقق نجاحات تكتيكيّة، لكنها لم تُصَب وتتراكم لتؤمّن النجاحات الاستراتيجيّة.
بعد الدونباس، خسر الرئيس بوتين التكتيك في إقليم خاركيف، كما أجبر على الانسحاب من مدينة خيرسون. وبذلك، تراكمت الخسائر التكتيكيّة والاستراتيجيّة على كتف الرئيس بوتين لتعيده إلى مربّع الخسارة الأول حول العاصمة كييف.

التقييدات على سلوك بوتين
في المرحلة المقبلة
• لا يمكن للرئيس بوتين أن يخسر مرّتين متتاليتين في أوكرانيا.
• فالخسارة تعني بالحدّ الأدنى الإطاحة به سياسياً، حتى ولو لم تتظهّر معارضة داخلية حتى الآن.
• تاريخيّاً، لا مكان للضعفاء في الكرملين. فكلمة الكرملين وهي من أصل تتريّ، تعني القلعة المُحصّنة. وكلّما كان هناك تعثّر عسكريّ روسي في الخارج، كان التغيير السياسي في الداخل النمط المعتاد.
• لا بد للرئيس بوتين من تقديم نصر عسكريّ للداخل الروسي، حتى لو كان محدوداً. وقد يكون هذا النصر في إقليم الدونباس أولاً، وفي إقليم زابوريجيا ثانياً. فهو قد ضمّ هذين الإقليمين إلى جانب إقليم خيرسون.
• لكن السيطرة على الأقاليم الثلاثة: الدونباس وزابوريجيا وخيرسون، بأكملها، ليس بالأمر السهل، وذلك استناداً إلى التجارب السابقة مع الجيش الروسيّ. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يستطع الجيش الروسي، و«فاغنر» إسقاط مدينة بخموت حتى الآن، وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على العمليّة العسكريّة حولها.

المنتظر من بوتين
• بدل النوعيّة أغرق الرئيس بوتين الجبهات بالكميّة، خصوصاً من العسكر الجديد. ألم يقل الزعيم السوفياتي الراحل جوزيف ستالين: «إن للكميّة نوعيّة بحد ذاتها؟»، وبذلك يحاول بوتين اختبار جاهزيّة الانتشار الأوكراني على طول الجبهة لرصد نقاط الضعف.
• تقول المعلومات إن الجيش الروسي قد حشد كثيراً من الطائرات الحربيّة والطوافات على حدود أوكرانيا استعداداً لاستعمالها في المعركة المقبلة، خصوصاً أن جاهزيّة السلاح الجويّ الروسي تتجاوز نسبة 80 في المائة.
• كما تقول المعلومات إن التجمعات العسكريّة بدأت تظهر داخل الأراضي الروسيّة خصوصاً في مدينة كورسك، التي تقع خارج مدى راجمات «الهايمرس».
• يحاول الرئيس بوتين استرداد زمام المبادرة من يد الجيش الأوكراني، وذلك استباقاً لوصول المساعدات الغربيّة، خصوصاً الدفاعات الجويّة ودبابات القتال الرئيسيّة.
• وأخيراً وليس آخراً، قد يحاول الرئيس بوتين زرع الفوضى في المحيط الجغرافي لأوكرانيا، إن كان في مولدوفا، أو انطلاقاً من إقليم كاليننغراد الروسي والواقع على بحر البلطيق. هذا عدا إمكانيّة ضرب خطوط الإمداد لأوكرانيا على ثلاثة ممرات بريّة؛ تمرّ عبر كل من: سلوفاكيا ورومانيا وبولندا.
في الختام، هذه هي صورة الجبهّة الروسيّة. لكن رقصة «التانغو» بحاجة إلى شخصين كي تكتمل. فكيف ستكون عليه الجاهزيّة الأوكرانيّة؟ خصوصاً أننا عاينّا في هذه الحرب نماذج الحرب من العصر الزراعي، كما من العصر الصناعي، ودون شكّ من العصر التكنولوجيّ.
بعد عام على الحرب... هل باتت روسيا أكثر أمناً؟
مستقبل الحرب... واحتمالات توسعها وخروجها عن السيطرة
كيف أساءت روسيا تقدير موقف ألمانيا؟
أوروبا... تساؤلات حول مآلات الدعم لأوكرانيا
الأزمة... والدور «المشلول» لمجلس الأمن