القاهرة تقبل مشاركة واشنطن في التحقيقات

الحكومة تقر 5 ملايين دولار لدعم السياحة

عناصر أمن مصرية يفتشون حافلة في مطار شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
عناصر أمن مصرية يفتشون حافلة في مطار شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
TT

القاهرة تقبل مشاركة واشنطن في التحقيقات

عناصر أمن مصرية يفتشون حافلة في مطار شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)
عناصر أمن مصرية يفتشون حافلة في مطار شرم الشيخ أمس (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية سامح شكري إن مصر قبلت عرضا من أميركا للمساعدة في التحقيق بحادث الطائرة، موضحا في حوار مع شبكة «سي إن إن» أول من أمس، أن «هناك طلبا للمشاركة في التحقيق يضم أشخاصا تابعين للشركة المصنعة لمحرك الطائرة (برات آند ويتني) ونحن وافقنا على الطلب ويمكن للفريق الأميركي أن يشارك بشكل كامل في التحقيقات الجارية». وأضاف «هم أحرار في اختيار أعضاء الفريق». وردا على سؤال بشأن إمكانية السماح لعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) بالانضمام إلى الفريق الأميركي، قال شكري: «هذا مرتبط بالأنظمة الدولية المطبقة بحالات التحقيق والتي تسمح للأميركيين بضم خبراء للتحقيق».
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد أن «قواعد عمل لجنة التحقيق الفنية وفقا للاتفاقيات الدولية المنظمة تسمح بالمشاركة في التحقيق للدول التي قامت بتصنيع الطائرة أو محركاتها أو التي تم تسجيل الطائرة بها، بالإضافة إلى الدولة التي وقع بها الحادث والدول التي يحمل الضحايا جنسياتها».
وأضاف المتحدث أن جهات التحقيق المصرية قامت بالفعل بإخطار تلك الدول، ومن ضمنها مجلس سلامة النقل الأميركي، باعتبار أن الشركة المصنعة لمحرك الطائرة شركة أميركية.
من جهتها، بدأت الحكومة المصرية في اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف حدة الخسائر التي شهدها قطاع السياحة، عقب إعلان دول أوروبية وقف رحلاتها الجوية إلى منتجع شرم الشيخ، وقيام بريطانيا وروسيا بإجلاء رعاياهما من هناك. وأعلن وزير السياحة هشام زعزوع أمس أن مجلس الوزراء، وافق على خطة منهجية لدعم قطاع السياحة ومحاولة التغلب على الكبوة الحالية نتيجة الأخبار السلبية التي تروج لها وسائل الإعلام الغربية خاصة الأميركية والبريطانية عقب الحادث، موضحا أن المجلس وافق على إقرار مبلغ قدره 5 ملايين دولار لدعم السياحة ونقل الصورة الحقيقية الواقعية من مصر للخارج.
وقال الوزير، في مؤتمر صحافي، إنه قدم لمجلس الوزراء تقريرا مفصلا عن أزمة السياحة بعد قرارات بريطانيا وروسيا تعليق رحلات الطيران، خصوصا أن السوقين مصدران أساسيان تعتمد عليهما حركة السياحة في شرم الشيخ بنسبة تصل إلى 66 في المائة، وتصل إلى 52 في المائة في مدينة الغردقة.
وأعرب زعزوع عن أمله في أن تتراجع بريطانيا وروسيا وتعيد حركة السياحة مرة أخرى بعد اطمئنانهما لكل الإجراءات المصرية في المطارات، لتقليص حجم الخسائر اليومية التي من المتوقع أن تصل، ما بين 15 يوما وثلاثة أشهر، إلى 2.2 مليار جنيه. وأكد أن مجلس الوزراء سيعقد بالفعل اجتماعه المقبل في مدينة شرم الشيخ، في رسالة إلى العالم وتوجيه الأنظار إلى هذه المدينة، مشيرا إلى أنه ستتم دعوة المشاهير وكتاب الرأي للوقوف على حقيقة الوضع. وأضاف أنه سيتم إعداد حملات قوية للسياحة الداخلية وتسهيلات للمواطنين للتوجه إلى المقاصد السياحية في الجمهورية حيث سيتم طرح برامج تفصيلية، بينما تقوم الوزارة بدعم البرامج السياحية بأسعار مخفضة لتشجيع المواطنين، كما سيتم التوجه للوزارات والأندية والنقابات العامة وطرح برامج خاصة لهم.
وتابع الوزير: «هناك برامج أخرى تستهدف السوق العربية ودول الخليج، وتسهيل إجراءات التأشيرات لدول المغرب العربي مع الوضع في الاعتبار الإجراءات التأمينية نظرا للأعداد الضخمة للسياح من دول المغرب العربي»، مشيرا إلى أنه تم أيضا الاتصال بالدول الصديقة في أوروبا مثل ألمانيا وإيطاليا والتواصل معهما. وشدد على أن الإجراءات الأمنية بالمطارات المصرية ممتازة وطبقا للقواعد الدولية، حيث تتم مراجعتها بصفة مستمرة، كما تقوم مصر بطمأنة دول العالم بأنه سيتم رفع الإجراءات الإضافية فوق الإجراءات الدولية بما فيها فحص العينة العشوائية للحقائب التي تتم طبقا للإجراءات الدولية بنسبة 25 في المائة، حيث سيتم رفعها إلى 100 في المائة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.