قادة المقاومة الجنوبية يقرون انتقال مقر القيادة من الضالع إلى العاصمة المؤقتة

قوة سعودية تعمل على إزالة الألغام والمتفجرات في عدن

يمنيون من عناصر مكافحة الألغام مؤيدون للرئيس عبد ربه منصور هادي لدى معاينتهم أمس ألغاما كانت زرعت من قبل الحوثيين في مناطق لحج وعدن وأبين (أ.ف.ب)
يمنيون من عناصر مكافحة الألغام مؤيدون للرئيس عبد ربه منصور هادي لدى معاينتهم أمس ألغاما كانت زرعت من قبل الحوثيين في مناطق لحج وعدن وأبين (أ.ف.ب)
TT

قادة المقاومة الجنوبية يقرون انتقال مقر القيادة من الضالع إلى العاصمة المؤقتة

يمنيون من عناصر مكافحة الألغام مؤيدون للرئيس عبد ربه منصور هادي لدى معاينتهم أمس ألغاما كانت زرعت من قبل الحوثيين في مناطق لحج وعدن وأبين (أ.ف.ب)
يمنيون من عناصر مكافحة الألغام مؤيدون للرئيس عبد ربه منصور هادي لدى معاينتهم أمس ألغاما كانت زرعت من قبل الحوثيين في مناطق لحج وعدن وأبين (أ.ف.ب)

اتفقت قيادات المقاومة الجنوبية أول من أمس على انتقال مقر قيادة المقاومة الجنوبية إلى العاصمة عدن.
وقال بلاغ صادر عن اللقاء التشاوري لقيادات المقاومة الجنوبية في محافظات الجنوب، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «قيادات المقاومة المجتمعة مساء (أول من) أمس، في محافظة الضالع، جنوب اليمن، وقفت أمام جملة من القضايا والمستجدات، المؤرقة للسكان في المحافظات المحررة»، مشيرا إلى أن اللقاء التشاوري ناقش آخر التطورات في جبهات القتال وكذا القضية الأمنية التي نالت الحيز الأكبر؛ إذ اتفق الجميع على ضرورة حفظ الأمن في محافظة عدن، ومدن الجنوب عامة، ومحاربة التطرف بجميع أشكاله، والتعاون مع دول التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة».
وكان العميد عيدروس قاسم الزبيدي، قائد المقاومة الجنوبية، رحب بالوفد الذي ضم أبرز وجوه الصف القيادي للمقاومة الجنوبية بعدن، واصفا اللقاء بالمحطة التي يتوجب الانتقال منها إلى بناء الجيش الوطني في الجنوب، شاكرا الجهود المبذولة من قادة المقاومة في سبيل توحيد الصف الجنوبي، وكذا قوات التحالف العربي وقيادة «عاصفة الحزم».
إلى ذلك، أكد القيادي في المقاومة الجنوبية بعدن أديب العيسي، أن لقاء قيادات المقاومة بعدن بقيادات المقاومة في الضالع، وعلى رأسها العميد عيدروس الزبيدي، كان من أجل وضع خطة عمل لبناء المؤسسة العسكرية، وكذا لمهمة حفظ أمن الجنوب، وحماية مكتسبات التحرير، لافتا إلى أن قوى وأحزاب تسعى إلى عسكرة النصر الذي حققته المقاومة بدعم ومساندة دول التحالف العربي، ودعا العيسي الكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية إلى الانخراط في المقاومة الجنوبية.
وفي سياق متصل بالأوضاع الأمنية في محافظة عدن، جنوب اليمن، أوضح مصدر عسكري، لـ«الشرق الأوسط» أن الانفجار المدوي الذي سمع في كل أرجاء عدن، صباح أمس، ناجم عن تفجير عشرات الألغام، التي تم تفكيكها وإبطالها، ومن ثم تجميعها وتفجيرها، في منطقة بئر أحمد شمال غربي عدن.
وأضاف المصدر أن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، وقبل انسحابها من عدن والمحافظات الأخرى المجاورة، زرعت مئات الألغام في الطرق والمباني والساحات والأمكنة العامة، وهو ما تسببت في سقوط مئات القتلى والجرحى بين المدنيين.
وأشار إلى أن عملية نزع الألغام ما زالت قائمة منذ إعلان عدن محررة، في 19 يوليو (تموز) الماضي، وقامت بها فرق متخصصة من سلاح المهندسين بعدن، مشيرا إلى دعم دول التحالف العربي لعملية نزع الألغام؛ إذ وصلت مؤخرًا قوة سعودية مكونة من 100 عسكري مزودين بوسائل وأجهزة حديثة، وشرعت فور وصولها بإزالة الألغام والمتفجرات في محافظة عدن. وكانت اللجنة الأمنية العليا بمحافظة عدن أقرت، أمس الاثنين، منع جميع الدراجات النارية من التجوال في شوارع المدينة بشكل مؤقت. وأوضحت أن منع تجوال الدراجات يأتي نظرا للظروف الأمنية الاستثنائية التي تمر بها المحافظة. وأهابت اللجنة الأمنية العليا بالجميع التحلي بالانضباط وتنفيذ الإجراءات الأمنية. وكان العميد محمد مساعد، مدير شرطة عدن، ذكر أن قيادة الشرطة وضعت مسألة القضاء على ظاهرة السلاح، وإنهاء المظاهر المسلحة غير الرسمية، ومنع حمل السلاح داخل المدينة، من أولوياتها في الخطة الأمنية، مؤكدا أن المقاومة ستكون إحدى الأدوات والوسائل لتنفيذ خطة تأمين عدن. وحول تفشي ظاهرة انتشار السلاح والمسلحين داخل المدينة، وما ترتب عليها من اختلالات أمنية، كان آخرها تعرض فرق الكهرباء ومسؤوليها لاعتداءات، أشار إلى أن شكوى مؤسسة الكهرباء مرجعها مجموعة مسلحة أقدمت على الاعتداء احتجاجا منها على عودة التيار إلى بعض الأحياء السكنية دون أخرى، مؤكدا أن توجيهات الرئيس هادي القاضية بتجنيد خمسة آلاف من شباب المقاومة بدورها ستمكن أجهزة الأمن من بسط سلطتها على كامل محافظة عدن. وأضاف العميد محمد مساعد أن هناك حزمة من الإجراءات الأمنية التي تم اعتمادها، والمتمثلة بوسائل أمنية، أو ما بات يعرف بالحزامين الأمنيين الأول والثاني، منوها في هذا السياق بخطة أمنية هدفها حماية الأماكن الحيوية مثل المطار والميناء والمصافي ومصادر الطاقة والمياه وسواها من المنشآت الاقتصادية والمصرفية والخدمية الأخرى.
وأشار إلى أن أمن عدن وضع خطة عمل من شأنها تنظيم الدوريات الأمنية ونقاط المراقبة والتفتيش في الجولات والتقاطعات الرئيسية داخل محافظة عدن، وبما يمكن أجهزة الأمن من السيطرة على عموم منافذ ومداخل وطرق المدن، بحيث، في حالة حدوث فعل خارج عن القانون، يسهل ضبط الجناة وفي مكان وقوع الحادث.
ولفت إلى أن الخطة الأمنية تشمل أيضا إجراءات تنفيذية مرتبطة بالأحياء السكنية، وبالجهات ذات العلاقة مثل النيابة والقضاء والمجالس المحلية والمجتمع المدني ومع مكونات المقاومة، منوها بأن المقاومة تعد العامل الأساسي في الخطة الموضوعة لأمن عدن؛ إذ إن العمل يتم بمشاركة المقاومة في أقسام الشرطة وشرطة المرور وأمن الطرق.
وأكد أنه، وإلى جانب المقاومة، هناك المنطقة العسكرية الرابعة التي تم التنسيق معها، إلى جانب دعم ومساعدة الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذين يساعدون أجهزة أمن عدن ميدانيا ولوجيستيا.
وكانت دولة الإمارات زودت أمن عدن بأكثر من 300 سيارة شرطة حديثة، تم توزيعها على مداخل ومخارج المدينة، لافتا إلى عودة 14 قسما من أقسام الشرطة إلى العمل في أحياء المدينة، فيما الأقسام الأخرى ما زالت عالقة نظرا لتعرضها للخراب والدمار الناتج عن الحرب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».