ولد الشيخ لهادي: الحوثيون اليوم ليسوا كما الأمس.. ويشعرون بالهزيمة

مصدر أمني لـ {الشرق الأوسط}: مسؤول يمني ينشق عن المتمردين ويصل إلى دولة خليجية خلال يومين

إسماعيل ولد الشيخ أحمد
إسماعيل ولد الشيخ أحمد
TT
20

ولد الشيخ لهادي: الحوثيون اليوم ليسوا كما الأمس.. ويشعرون بالهزيمة

إسماعيل ولد الشيخ أحمد
إسماعيل ولد الشيخ أحمد

قالت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»، إن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، أعلن تجاوب الميليشيات الحوثية سياسيا وعسكريا مع القرار مجلس الأمن الدولي 2216، شريطة الموافقة على 10 شروط، من بينها فرض مراقبين دوليين على الأراضي اليمنية، مشيرة إلى أن ولد الشيخ، أبلغ الرئيس اليمني أن الحوثيين اليوم، ليس كما هم الحوثيون بالأمس، إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط»، أن مسؤولا يمنيا رفيع المستوى، موال للانقلابين، أبدى رغبته بالانشقاق عن الميليشيات الحوثية، وذلك بعد تواصله مع الحكومة الشرعية بالرياض، وسيفر من اليمن برا أو بحرا إلى دولة خليجية.
وأوضحت المصادر في اتصال هاتفي أمس، أن ولد الشيخ المبعوث الأممي، وصل إلى الرياض أمس، في زيارة مفاجئة، التقى فيها عددا من الشخصيات اليمنية والخليجية، وأكد في لقائه مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أن الحوثيين اليوم، ليس كما هم الحوثيون اليوم، بسبب الهزائم التي تلقوها خلال الفترة الأخيرة، وأنهم يشعرون بالهزيمة.
وقالت المصادر، إن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حمل معه موافقة القيادات الحوثية خلال اجتماعاتهم الأخيرة في مسقط، وضمنها التعامل الإيجابي مع الحكومة الشرعية، سياسيًا وعسكريا مع تنفيذ القرار مجلس الأمن الدولي 2216، شريطة الموافقة على 10 شروط، من بينها إيجاد مراقبين دوليين على الأراضي اليمنية».
وأشارت المصادر إلى الرئيس اليمني هادي تحدث بشدة مع إسماعيل ولد الشيح أحمد، وأكد أنه ليس هناك أي حوار يمني يمني، دون القرار الأممي 2216، وأنه على الحوثيين خلال فترة انتصارات المقاومة الشعبية والجيش اليمني الوطني، أن تعلن الاستسلام من الحرب، والانسحاب من المدن، وتسليح الأسلحة.
وأضافت «وصف الرئيس هادي، للمبعوث ولد الشيخ، بأن الاجتماعات المخفية التي يقوم بها المتمردون على الشرعية، في خارج اليمن، غير مجدية، وجميعها تحمل شروطا فيها التفاف على القرار الأممي 2216».
وأكدت المصادر، أن ولد الشيخ أبلغ هادي، بأن الحوثيين اليوم، ليس هم بالحوثيين أمس، حيث يشعرون بالهزيمة، بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية، والجيش الوطني، بالتنسيق مع قوات التحالف العربية لإنقاذ اليمن.
وأضاف «اجتمع المبعوث ولد الشيخ، مع مستشارين الرئيس اليمني، وقيادات في أحزاب القوى السياسية أمس، وذلك لعرض الشروط العشرة عليهم، واطلاعهم على مجريات اجتماعات مسقط».
من جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية، أن مسؤولا يمنيا رفيع المستوى تحتفظ «الشرق الأوسط» باسمه، أبلغ الحكومة اليمنية بالرياض، عن قراره بالانشقاق عن الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والفرار من مكانه داخل اليمن، إلى إحدى الدول الخليجية عبر البر أو البحر، وذلك بعد أن أصبحت حياته وكذلك حياة أسرته معرضة للخطر من قبل المتمردين.
وأوضحت المصادر، أن المسؤول اليمني، أبد رغبته بالانضمام إلى الشرعية اليمنية، والانشقاق عن المتمردين، حيث هم من وضعوه في منصبه، من أجل أن تتحرك الميليشيات المسلحة بكل أريحية، حيث لا يزال هناك الكثير من الحوثيين وأتباع الحرس الجمهوري للرئيس المخلوع صالح، يوجدون بالقرب منه.
وقالت المصادر، إن الحكومة الشرعية، رحبت بانشقاق المسؤول اليمني، وقامت بتسهيل إجراءاته للخروج إلى إحدى الدول الخليجية خلال اليومين المقبلين، بالتنسيق مع دول قوات تحالف إعادة الأمل، معربة أن مجال العودة إلى الشرعية، مفتوح وفي نفس الوقت، تشجع كل من يريد أن يسهم في إنقاذ اليمن، وتوحيد صف الحكومة اليمنية، والقضاء على كل من يحمل السلاح.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤول اليمني أسهم في وصول الأسلحة والصواريخ اليمنية إلى الحوثيين منذ فترة طويلة عن طريق مكان عمله، الذي يرأس إدارته، ويتحكم في قراراته.



إرجاء محادثات الدوحة بين الكونغو والمتمردين يثير مخاوف من «عقبات»

عناصر من حركة «إم 23» على شاحنة عند معبر غوما جيسيني غراندي بارير الحدودي (رويترز)
عناصر من حركة «إم 23» على شاحنة عند معبر غوما جيسيني غراندي بارير الحدودي (رويترز)
TT
20

إرجاء محادثات الدوحة بين الكونغو والمتمردين يثير مخاوف من «عقبات»

عناصر من حركة «إم 23» على شاحنة عند معبر غوما جيسيني غراندي بارير الحدودي (رويترز)
عناصر من حركة «إم 23» على شاحنة عند معبر غوما جيسيني غراندي بارير الحدودي (رويترز)

محادثات السلام بين الكونغو الديمقراطية ومتمردي حركة «23 مارس (إم23)» لإنهاء صراع ممتد منذ نحو 3 عقود، لم تلتئم بعدُ في الدوحة، مع إرجاء المفاوضات المباشرة، التي تعدّ الأولى بين الجانبين منذ تجدد النزاع بينهما قبل 3 أشهر، وسط تحذيرات أممية من حدوث أزمة إنسانية كبيرة مع ازدياد أعداد النازحين إلى دول الجوار.

هذا التأجيل، الذي لم يحدَّد معه موعد جديد للمحادثات، وفق مصادر من الحكومة وحركة «23 مارس (إم23)» المتمردة، يرجعه خبراء بالشأن الأفريقي، في أحاديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى احتمال وجود عقبات وخلافات لم تُحسم بعد؛ بينها عدمُ انسحابٍ أكبر من المتمردين، فضلاً عن غياب الثقة بين الأطراف المتورطة في النزاع، مشددين على أنه في ظل عدم حسم الصراع؛ فإن المنطقة مهددة بمزيد من المخاطر، وسط تعويل على تحرك أكبر من الدوحة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى تفاهمات قريباً.

وأفادت مصادر، في حديث لـ«رويترز»، بأن محادثات السلام بين الجانبين، التي كان مقرراً عقدها الأربعاء بالعاصمة القطرية الدوحة، أُجّلت دون تحديد موعد آخر. وفي حين لم يتضح سبب تأجيل الاجتماع، قال مسؤول كونغولي إنها «مسألة تنظيمية ليس إلا».

وجاء التأجيل بعد أيام من تأكيد المصدر ذاته أن الجانبين عقدا «اجتماعاً سرياً» في الدوحة قبل أسبوع.

جنود كونغوليون في الحراسة خلال زيارة وزير الدفاع جاي كابومبو موادايامفيتا مقاطعة شمال كيفو (رويترز)
جنود كونغوليون في الحراسة خلال زيارة وزير الدفاع جاي كابومبو موادايامفيتا مقاطعة شمال كيفو (رويترز)

وقطر، التي تجمعها علاقات جيدة بالكونغو الديمقراطية ورواندا المتهمة بدعم المتمردين، أحدث دولة في قطار الوساطة المنطلق منذ أشهر بحضور أفريقي، وجمعت، في الدوحة الشهر الماضي، رئيسَ الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، ورئيسَ رواندا بول كاغامي، في لقاء مفاجئ دعا خلاله الزعيمان إلى وقف إطلاق النار.

وكان «تحالف نهر الكونغو»، الذي يضم حركة «إم23» المتمردة، أعلن في أواخر مارس (آذار) الماضي، سحب مسلحيه من مدينة واليكالي الغنية بالمعادن في إقليم شمال كيفو، و«إعادة تمركز قواته (...)؛ دعماً لمبادرات السلام»، ووصفت وزارة الخارجية الرواندية، في بيان نقلته وسائل إعلام، تلك الخطوة بأنها «إيجابية باتجاه تحقيق الاستقرار في شرق الكونغو، وتحقيق سلام»، وأعربت حكومة الكونغو الديمقراطية، ببيان، عن أملها في أن يُمهّد هذا التعليقُ الطريقَ لاستئناف الحوار مع الحركة المتمردة وسواها من الفصائل المسلحة.

وعدّت قطر في حينها، عبر بيان من وزارة الخارجية، تلك التصريحات «خطوة إيجابية ومهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة».

وحركة «إم23» من بين نحو 100 جماعة مسلحة تتناحر للحصول على موطئ قدم في شرق الكونغو الغني بالكوبالت والليثيوم واليورانيوم إلى جانب معادن أخرى، والقريب من الحدود مع رواندا.

وتَجدد النزاع، الذي يعود إلى نحو 3 عقود، بشكل لافت في يناير (كانون الثاني) الماضي، مع شنّ المتمردين، الذين تقودهم عرقية «التوتسي» والمدعومين من رواندا، هجوماً في شرق الكونغو الديمقراطية، متقدمين نحو مدينة غوما؛ ثانية كبرى مدن شرق الكونغو الديمقراطية وعاصمة إقليم شمال كيفو الذي يضم مناجم للذهب والقصدير، وكذلك نحو مدينة بوكافو الاستراتيجية؛ كبرى مدن شرق الكونغو وعاصمة إقليم جنوب كيفو، في أكبر توسّع بالأراضي الخاضعة لسيطرة الحركة منذ بدء أحدث تمرد لها في عام 2022، وبعد صعود وهبوط في المواجهات التي تصاعدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

ويرى المحلل في الشأن الأفريقي، محمد تورشين، أن مساعي السلام بين الكونغو والمتمردين «عادة ما تواجه عقبات وتحديات منذ اندلاع الصراع، وإرجاء المحادثات بالدوحة يعني أن بعض القضايا الخلافية ظهرت وأعاقت مسار التوصل إلى تفاهمات، وربما أبرز الأسباب يتمثل برغبة الحكومة في انسحاب أكبر من قِبَل المتمردين؛ دون توافق على ذلك بعد»، مشدداً على أن «الأزمات في أفريقيا عادة ما تكون معقدة وحلها ليس سهلاً، فضلاً عن أن المحادثات يطغى عليها طابع السرية لإنجاحها».

ويقول المحلل في الشأن الأفريقي، عبد المنعم أبو إدريس: «الواضح أن غياب الثقة بين الأطراف المتورطة في الصراع هو السبب الأساسي، ولم تستطع الوساطة القطرية، التي جمعت بين الرئيسين الرواندي والكونغولي، تجسير الهوة. لذا؛ تعثرت المفاوضات»، مشيراً إلى سبب آخر، هو «تقاطعات مصالح الجهات التي لديها أطماع في ثروات شرق الكونغو وتأثيراتها على طرفي النزاع».

وجاءت محادثات الدوحة عقب فشل محاولة سابقة في أنغولا الشهر الماضي لجمع حكومة الكونغو وحركة «إم23»؛ لإجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار، بعد إعلان «الاتحاد الأوروبي» فرض عقوبات على قادة بالحركة ومسؤولين روانديين.

ومنذ 2021، أُقرّ أكثر من 10 اتفاقات هدنة في شرق الكونغو الديمقراطية، الغني بالموارد الطبيعة ويشهد نزاعات منذ مدة طويلة. وباءت بالفشل كلّ المحاولات الدبلوماسية لإنهاء النزاع.

وتأتي هذه المساعي وسط أزمة إنسانية كبيرة، وقال ماثيو كرينتسيل، ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أوغندا، عبر بيان الثلاثاء: «منذ يناير الماضي، لجأ أكثر من 41 ألف كونغولي إلى أوغندا بحثاً عن الأمان، ليصل إجمالي عدد الكونغوليين في أوغندا إلى نحو 600 ألف».

ويرى تورشين أنه رغم إخفاقات كثيرة لمحادثات السلام خلال السنوات الماضية وأحدثها في أنغولا، فإن «الدوحة بما لها من خبرات سابقة بالمنطقة، ووجودٍ في أفريقيا، وعلاقاتٍ بالكونغو ورواندا، قد تضع تصورات تسهم بشكل أو بآخر في الدفع نحو تحقيق السلام»، لافتاً إلى أن «تصاعد النزاع في شرق الكونغو يهدد أمن المنطقة، ولا مفر من تحرك الجميع لدعم مبادرات السلام لإنهاء النزاع».

ويعتقد أبو إدريس أن التأثيرات المباشرة للصراع في شرق الكونغو ممتدة إلى دول الجوار، مؤكداً أنه «لا مفر من الذهاب نحو السلام في أقرب وقت، وإلا فهناك مزيد من التصعيد والتهديد لمصالح الجميع».