إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

* الطفل والأكل
* طفلي انتقائي جدًا في الأكل، ولا يتناول كثيرًا من الأطعمة.. بماذا تنصح؟
* أم فارس - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول طفلك البالغ ست سنوات، والذي تجدين صعوبات في تقبله تناول أصناف الأطعمة الصحية التي تُعديها له ولإخوته في وجبات الطعام اليومية. ولاحظي معي بداية أن الدراسات الطبية تشير إلى أن نحو 20 في المائة من الأمهات يُعانين من مشكلات تتعلق بتقبل أطفالهن تناول أطعمة معينة وعدم تقبلهم تناول أطعمة صحية أخرى، وهو ما يُسمى بالانتقائية في الأكل لدى الأطفال. وهي مرحلة طبيعية يمر بها بعض الأطفال دون غيرهم لبناء ذوق معين لدى الطفل فيما يريد وما لا يريد تناوله. ويجدر ألا يتحول الأمر إلى تعنيف أو إجبار للطفل أو إبداء الطاعة للوالدين خلال أوقات تناول وجبات الطعام. والأساس هو عدم إجبار الطفل على تناول الطعام إذا لم يكن يشعر بالجوع أو يُريد تناول الطعام، وعدم إجبار الطفل على تناول أطعمة معينة دون أخرى، وعدم إجباره على تناول كل ما تم وضعه له في طبق طعامه، هذا مع الحرص على توفير الأطعمة الصحية النظيفة وعدم توفير المأكولات السريعة غير الصحية.
وتحويل وقت وجبة الطعام إلى وقت لتعنيف الطفل على عدم تقبله تناول أطعمة معينة، قد يجعل الطفل يعزف عن تناول الطعام، ويغدو وقت تناول الطعام بالنسبة له وقت توتر. ولاحظي أن الطفل يمر بوقت للتعرف على أنواع الأطعمة، وعدم تقبله أنواعا منها، لا يعني أكثر من عدم تفضيله لها، أي لا يعني أنه لا يستمع إلى توجيهاتك ولا يعني أنه يسلك طريق عناد ولا يعني أنه لاحقًا ربما سيتناوله.
عوامل نشوء هذه الانتقائية، منها ما له علاقة بنمو حاستي الشم والتذوق لدى الطفل، ومنها ما له علاقة بحديث بعض الأطفال من أقرانه عن الأطعمة وغيرها من الأسباب الآنية. وحتى لو كان الطعام صحيا جدًا والطفل لا يتقبله، فإن بالإمكان توفير أنواع أخرى من الأطعمة، أو الطلب منه المشاركة في انتقاء ما سيتم تناوله في وجبات الطعام اليومية. وأيضًا حاولي أن تجعلي من آن لآخر حديثك معه عن ألوان الأطعمة وأنواعها وأشكالها وليس فقط طعمها. وكثير من الأطعمة نراها كبالغين لذيذة ولا يشعر بذلك الأطفال مثلنا. واحرصي على تقديم الأصناف الجديدة من الطعام مع أصناف أخرى يحبها طفلك. وخذي طفلك معك للتسوق خلال شراء الأطعمة، وأشركي طفلك في اختيارها، وتحدثي معه عن الأنواع الصحية منها خلال عملية التسوق، وحثيه على المشاركة في إعداد مائدة الطعام، وفي إضافات إعداد أطباق الطعام، وغيرها من الأمور التي تُحبب إليه تناول الأطعمة.
واحرصي على عدم إعداد وجبة منفصلة لطفلك، بل شجعي طفلك على البقاء على مائدة الطعام حتى لو لم يأكل، مع مواصلة عرض الخيارات الصحية له في الأطعمة حتى تصبح مألوفة لديه. وإذا كنت قلقة من تأثير ذلك على نمو جسمه، فبإمكانك استشارة الطبيب والتأكد من تطور نمو جسمه ضمن المعدلات الطبيعية. المهم أن تدركي أن عادات الأكل لدى طفلك لن تتغير بين عشية وضحاها، ولكن هي خطوات صغيرة يخطوها كل يوم نحو الأكل الصحي.

* اضطرابات النوم والحمل
* هل من الطبيعي حصول مشكلات في النوم لدى الحوامل؟
* ف. أحمد - جدة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول معاناة زوجتك من مشكلات في النوم خلال فترة الحمل السابقة والحالية. والأمر يتطلب منك بصفتك زوجا تفهم أن هذه الاضطرابات طبيعية ومتوقعة، ومحاولة مساعدة الزوجة الحامل في تهيئة ظروف بدنية ونفسية مريحة للنوم.
اضطرابات نوم الحوامل مرتبطة بالتغيرات الهرمونية وأيضًا بعدم الارتياح البدني. وخلال الثلث الأول من فترة الحمل، أي الأشهر الثلاثة الأولى، يختل النوم بفعل الحاجة إلى تكرار التبول الليلي، إضافة إلى التوتر النفسي والبدني بفعل الحمل، والتغيرات الجسدية والنفسية المرافقة، وأيضًا بسبب النوم خلال النهار. وعلى الرغم من أن النوم يتحسن خلال الثلث الثاني من فترة الحمل بسبب تحسن الحاجة إلى تكرار التبول الليلي،فإن التوتر النفسي والبدني يستمر في التسبب في عدم انتظام النوم. وفي الثلث الثالث من فترة الحمل ومع نمو الجنين بشكل أكبر تزداد مشكلة اضطرابات النوم، وتنشأ مشكلات أخرى؛ كزيادة حموضة حرقة المعدة، وتشنجات عضلات الساقين، واحتقان الأنف، وصعوبات الحركة، والتعب الجسدي، إضافة إلى عودة تكرار التبول الليلي، نتيجة لضغط الجنين على مثانة البول.
ويُمكن لتسهيل النوم وجعله أكثر راحة، وضع وسادة بين الساقين لتخفيف الضغط على أسفل الظهر، وأيضًا استخدام وسادة جانبية على هيئة زاوية مثلث لراحة البطن والرحم. وهناك أنواع أخرى من الوسائد التي تفيد الحوامل وراحة أجسامهن خلال النوم الليلي. شرب الحليب بالليل يُساعد على النوم، وتناول الخبز كذلك. ولكن لا يُنصح بتناول الأدوية المنومة إلاّ باستشارة الطبيب حفاظًا على سلامة الأم والجنين وعملية الحمل.

* بخاخات الربو
* لدي طفلان مريضان بالربو، وأعطي كلا منهما علاج الربو بجهاز البخاخ، كيف أعتني بهما؟
* سناء. ك - أبها.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ولاحظي أن بعض أدوية الربو يجب أن تعطى من خلال البخاخات، وتعمل البخاخات على تحويل الدواء السائل إلى رذاذ خفيف يدخل بشكل أعمق في الشعب الهوائية للرئتين، ويعتمد تكرار استخدامكِ للعلاج بالبخاخات على نوع الدواء الموصوف لطفلك ودرجة ضيق التنفس لديه أو درجة الصفير الصادر عند التنفس. ولتحضير الدواء، اغسلي يديكِ بالماء الدافئ والصابون، وجففيهما جيدًا، ثم أحضري الدواء وكأس البخاخ، وتحققي من اسم الدواء للتأكد من أنه الدواء الصحيح، وتحققي كذلك من أن لديك الجرعة الصحيحة التي أوصى الطبيب بها، وتاريخ انتهاء الصلاحية على الملصق، وتأكدي من أن الدواء غير منتهي الصلاحية. يجب تنظيف مضخة البخاخ والأنابيب على النحو الموصى به من قبل الشركة المصنعة أو حسب النظام المعمول به من جهة الاعتناء بالنظافة.



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».