حصوات المرارة.. ثلثا المصابين لا يعانون من أعراضها

الاستعداد الوراثي وارتفاع مستوى الكولسترول أهم أسبابها

حصوات المرارة.. ثلثا المصابين لا يعانون من أعراضها
TT

حصوات المرارة.. ثلثا المصابين لا يعانون من أعراضها

حصوات المرارة.. ثلثا المصابين لا يعانون من أعراضها

تعد حصوات المرارة من مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة في العالم، ففي الولايات المتحدة يتم تشخيص نحو مليون حالة سنويا، ويخضع نحو نصفهم لإجراء عملية جراحية لإزالة حصى المرارة. وتشكل النساء نسبة منهم تتراوح بين 65 و75 في المائة.
تظل حصوات المرارة، لدى غالبية الناس، ساكنة وكامنة في مكانها من دون أعراض، ولا يعلم بها المريض إلا بعد إجراء فحص لمنطقة البطن بالموجات الصوتية أو بالأشعة الطبقية المقطعية لأي سبب آخر، أو عند حدوث التهاب حاد في المرارة.
ومن المعروف أن وجود الحصوات في كيس المرارة بشكل صامت هو حالة غير ضارة ولا تستدعي القلق أو العلاج حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو 75 في المائة من الأشخاص المصابين بالحصوات الصفراوية لا يعرفون أنهم مصابون بها إلا عند الشعور بالمتاعب.
يختلف حجم حصوات المرارة، فقد تكون صغيرة كحبة الرمل أو كبيرة ككرة الغولف، وتتألف غالبيتها من الكولسترول أو صبغة المرارة.

* وظائف الحويصلة المرارية

تعتبر الحويصلة المرارية من أهم أعضاء الجهاز الهضمي، ومن أهم وظائفها أنها:
* تحفظ وتخزن العصارة الصفراء، التي تفرزها خلايا الكبد بشكل مستمر. وهذه العصارة عبارة عن سائل لزج ذي لون ذهبي مائل للاخضرار.
* يتم تركيز هذه العصارة وتجمع في داخل كيس المرارة.
* تفرز العصارة إلى الأمعاء، أثناء وجود الطعام في الأمعاء، لتقوم بدور مهم في هضم وامتصاص المواد الدهنية.
* يتم إفراز وضخ هذه العصارة إلى الأمعاء عند الطلب والحاجة، حيث تساعد العصارة في هضم المواد الدهنية والكولسترول وكذلك الفيتامينات الذائبة في الدهون.
* يساعد هذه الحويصلة في القيام بوظائفها الدقيقة، جدارها المكون من كيس عضلي يشبه شكل الكمثرى، يقع تحت الكبد في المنطقة العليا اليمنى من البطن، ولها فتحة واحدة من الأعلى تربطها بأنبوب قصير متفرع من قناة طويلة تأتي من الكبد وحتى الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة أو ما يسمى بالاثنى عشر.

* حصوات المرارة

تتكون الحصوات المرارية عندما يتوفر عدد من العوامل التي تساعد على تكونها، ويأتي في مقدمتها العامل الوراثي، حيث ثبت أنه يلعب دورا مهما في الإصابة بهذا المرض، لما تشير إليه الدلائل العلمية من وجود استعدادات وراثية لدى البعض لتشكيل حصوات المرارة. ثم يأتي دور ارتفاع مستوى الكولسترول، بحيث يصعب على أملاح المرارة إذابته كاملا فيترسب مكونا كتلا صغيرة يزداد حجمها ببطء ليشكل «حصوات مرارية كولسترولية»، إضافة إلى وجود أمراض أخرى، مثل أمراض الكبد، بعض أنواع فقر الدم، وعدوى القنوات الصفراوية، وهذه جميعها تعتبر عوامل مساعدة على تكون الحصوات المرارية الصبغية.
وهناك بعض الأمراض المزمنة التي تساهم في تكون الحصوات كداء السكري، فقد وجد أن حصوات المرارة تظهر على الأكثر لدى المصابين بالسكري نتيجة تأثيره على كفاءة انقباض المرارة و- أو تقليل حركة الأمعاء. كما وأن زيادة الوزن والسمنة، التي انتشرت بشكل كبير، تشكل عامل خطر مهم حيث يزداد ظهور حصوات المرارة عند ذوي الوزن الزائد مقارنة بالناس ذوي الوزن الطبيعي بسبب ارتفاع نسبة الدهون لديهم. وعلى النقيض أيضا نجد أن فقدان الوزن الفجائي بشكل شديد، يعتبر محفزا لزيادة معدل الكولسترول.
وهناك عوامل جانبية أخرى لها دور في تكون حصوات المرارة مثل:
* التقدم في العمر، فقد وجد في معظم الدراسات أن الإصابة بحصوات المرارة تزداد فيما بعد سن الأربعين.
* تناول حبوب منع الحمل التي يزيد فيها تركيز الاستروجين، فهي تزيد من فرص الإصابة بحصوات المرارة.
* الضغوط النفسية والعصبية، فمن المحتمل أنها تؤثر على عملية مزج مكونات العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد والتي تحتوي على الكولسترول والأحماض الصفراوية وبعض المواد الصفراء كمادة البيليروبين والليسيثين مما يحفز تكون الحصوات.
* ما بعد إجراء عمليات جراحة التخسيس أو تقليل الوزن، حيث سجل ظهور حصوات المرارة في حالات كثيرة منها.

* الأعراض والتشخيص

إن أغلب الأشخاص المصابين بحصوات المرارة، أو نحو الثلثين تقريبا، لا يعانون من أي أعراض محددة، وتظل الحالة «صامتة». وتظهر الأعراض بالدرجة الرئيسية عندما تمر الحصوات عبر القناة الصفراوية أو تقوم بسد مجراها، متسببة في حدوث «المغص المراري» (biliary colic) أو ما يعرف بالعبارة الشائعة «النوبة المرارية» (gallbladder attack). وتظهر هذه النوبات عندما تنقبض المرارة (في العادة بعد تناول كميات كبيرة من الدهون) مؤدية إلى الضغط على الحصوات، الأمر الذي يقود إلى انسداد في قناة المرارة.
الشعور بالألم هو العرض الرئيسي، ويظهر في الجانب الأيمن الأعلى أو الأوسط من الجسم، وقد يكون ألما حادا مثل طعنة السكين أو على شكل وجع عميق، ينتشر أحيانا نحو الظهر أو الكتف اليمنى. وقد يشكو المريض من الغثيان أو التقيؤ، وقد تتحول حصوات المرارة إلى حالات أكثر خطورة كالتهاب المرارة، التهاب البنكرياس، والتهاب القنوات الصفراوية في الكبد، ومن ثم يكون الألم أكثر شدة ومصحوبا بأعراض أخرى مثل اليرقان، الحمى، القشعريرة، التقيؤ. وهنا تجب استشارة الطبيب لاستيضاح سبب الشعور بمثل هذه المتاعب غير المحددة.
ويتم تشخيص حصوات المرارة بواسطة:
* الفحص الإكلينيكي، لتحديد مكان الألم واستبعاد الحالات المتشابهة في إحداث نفس الأعراض.
* تحليل صورة الدم والكيميائيات.
* التصوير بالأشعة فوق الصوتية، لاستبعاد أو إثبات تشخيص التهاب المرارة.
* التصوير بالرنين المغناطيسي، للتأكد من سلامة القنوات الصفراوية وعدم انسدادها.
* تصوير المرارة والبنكرياس بالصبغة عبر المنظار ERCP، للتأكد من سلامة القنوات الصفراوية.

* العلاج

عند تكرار الشكوى وحدوث نوبات متتالية من المغص المراري، ينصح باستئصال المرارة جراحيا، وتكون عادة بواسطة طريقة الجراحة التنظيرية Laparoscopic surgery بأقل عناء وتكلفة ومضاعفات ومدة زمنية للشفاء. أما إذا شخصت الحالة بالصدفة ولم يكن هناك أي أعراض يشكو منها المريض فينصح بعدم التدخل بأي علاج كان. أما عند وجود أعراض كالألم، فيجب عدم الإهمال وتناول الأدوية المسكنة للألم حتى لا يتعرض المريض لمضاعفات خطيرة مثل الإصابة بالتهاب شديد في المرارة أو القناة الصفراوية أو البنكرياس.



9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
TT

9 خطوات لإنقاص وزنك دون ممارسة الرياضة هذا الشتاء

انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)
انخفاض استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع (بيكسباي)

غالباً ما يجعلنا الشتاء نشعر بالكسل والجوع. فالطقس البارد، وقصر النهار، ووجبات عيد الميلاد الخفيفة، كلها عوامل تجعل فقدان الوزن تحدياً، خاصةً إذا لم تكن من محبي الرياضة. لكن الخبر السار هو أنه من الممكن إنقاص الوزن في الشتاء دون الحاجة إلى الذهاب إلى النادي الرياضي. فالتغييرات البسيطة في نمط الحياة والنظام الغذائي تُحدث فرقاً كبيراً.

إليك بعض النصائح الفعّالة لإنقاص الوزن بدون رياضة:

1- ركّز على الوجبات الدافئة المطبوخة منزلياً

خلال فصل الشتاء، نميل عادةً إلى تناول الأطعمة المريحة. لذا، يُنصح بتناول الأطعمة الدافئة المطبوخة منزلياً بدلاً من الأطعمة المقلية أو الحلوة. تُعدّ الشوربات، والعدس، والخضار، واليخنات خيارات صحية ومغذية. احرص على أن تكون وجباتك متوازنة، مع تناول كميات وفيرة من الخضراوات والبروتين، حتى لا تشعر بالجوع بين الوجبات.

2- تحكم في حجم الحصص

لستَ مضطراً للتخلي عن أطعمتك المفضلة، بل تناولها باعتدال. استخدم أطباقاً أصغر، وامضغ الطعام ببطء، وتوقف عندما تشعر بالشبع. قد يؤدي الجوع في الشتاء إلى الإفراط في الأكل، ولذلك يُعدّ تناول الطعام بوعي محوراً أساسياً للتحكم في الوزن.

3- اشرب كمية كافية من الماء (حتى لو لم تشعر بالعطش)

يقل استهلاك الماء لدى الكثيرين خلال فصل الشتاء لعدم شعورهم بالعطش، مما قد يُبطئ عملية الأيض ويُشعر الجسم بالجوع. اشرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب أو ماء الكمون طوال اليوم. حافظ على الترطيب واشرب الكثير من الماء للهضم وتجنب الإفراط في الأكل.

4- أضف البروتين إلى كل وجبة

يساعد البروتين على كبح الجوع والشعور بالشبع. تناول أطعمة مثل البيض، والجبن، والزبادي، والعدس، والبقوليات، والمكسرات، والبذور، والدجاج أو السمك. يُخفف النظام الغذائي الغني بالبروتين من الرغبة الشديدة في تناول الطعام ويساعد على إنقاص الوزن بطريقة صحية دون الحاجة إلى ممارسة الرياضة.

5- تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل

الليالي طويلة، وخلال فصل الشتاء، قد تشعر المرء برغبة شديدة في تناول وجبة خفيفة أثناء مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف. يُعدّ الإفراط في تناول الطعام ليلاً من الأسباب الشائعة لزيادة الوزن. حاول تناول العشاء قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم. في حال شعرت بالجوع لاحقاً، يمكنك تناول مشروب دافئ مثل شاي الأعشاب أو حليب الكركم.

6- احصل على قسط كافٍ من النوم

يؤثر نقص النوم على هرمونات الجوع والشبع، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. احرص على الحصول على 7-8 ساعات من النوم الجيد ليلاً. يُساعد النوم جسمك على حرق السعرات الحرارية بشكل أفضل ويُقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الشهية وغير الصحية.

7- حافظ على نشاطك اليومي

حتى وإن لم تكن تمارس الرياضة، يجب ألا تجلس لفترات طويلة. شارك في أنشطة يومية بسيطة ومنتظمة، مثل الأعمال المنزلية، وتمارين التمدد الخفيفة، والمشي أثناء المكالمات الهاتفية، أو أخذ فترات راحة قصيرة للحركة. تُساعد هذه الحركات البسيطة على حرق السعرات الحرارية والحفاظ على مستوى التمثيل الغذائي.

8- قلل من تناول السكر والأطعمة المصنعة

تُعدّ منتجات المخابز، وحلويات الشتاء، والوجبات الخفيفة المُغلّفة مصادر سهلة لإضافة سعرات حرارية. قلل من تناول الحلويات، والبسكويت، ورقائق البطاطس، والمشروبات المُحلّاة. بدلاً من ذلك، تناول الفواكه، والمكسرات المحمصة، أو الوجبات الخفيفة المنزلية.

9- تحكّم بمستويات التوتر

قد يُؤدي التوتر إلى زيادة الأكل العاطفي وزيادة الوزن. ستساعدك طرق بسيطة مثل التنفس العميق، والتأمل، وقضاء الوقت مع من تُحب على التحكم بمستويات التوتر وتجنّب الإفراط في تناول الطعام.


أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
TT

أداة ذكية تساعد في علاج سرطان الحلق

سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)
سرطان الحلق يصيب الجزء الأوسط من الحلق (جامعة أولد دومينيون الأميركية)

طوّر باحثون في معهد «دانا فاربر» للسرطان بالولايات المتحدة أداة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتقدير احتمالية انتشار سرطان الحلق؛ أحد أنواع سرطانات الرأس والعنق، بطريقة غير جراحية.

وأوضح الباحثون أن الهدف من هذه الأداة هو مساعدة الأطباء في تحديد المرضى الذين يحتاجون إلى علاجات مكثفة، ومن يمكنهم الاستفادة من تقليل شدة العلاج. ونُشرت النتائج، الخميس، بدورية «Journal of Clinical Oncology».

ويصيب سرطان الحلق الجزء الأوسط من الحلق، بما في ذلك اللوزتان وقاعدة اللسان والحنك الرخو. وغالباً ما يرتبط بسرطان الخلايا الحرشفية، وقد يكون مرتبطاً بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، أو عوامل أخرى مثل التدخين وتعاطي الكحول. وتظهر أعراضه عادةً على شكل ألم أو صعوبة في البلع، وبحة في الصوت، أو تورم في الرقبة نتيجة تضخم العقد اللمفاوية.

ويختلف العلاج وفقاً لمرحلة المرض ومدى انتشاره، ويشمل عادةً الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، وقد تكون صعبة التحمل وتترك آثاراً طويلة المدى، لذلك يركز الباحثون على تقليل الانتكاسات وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.

ويُعد انتشار السرطان خارج العقدة اللمفاوية أحد المؤشرات المهمة لتحديد شدة العلاج، ويحدث هذا عندما تنتشر خلايا السرطان من العقدة إلى الأنسجة المحيطة، وعادةً ما يُشخّص عن طريق إزالة العقدة جراحياً وفحصها.

ولتحسين معدلات العلاج، استخدم الفريق بيانات الأشعة المقطعية لتطوير أداة ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بعدد العقد اللمفاوية المصابة، وهو مؤشر يعكس شدة المرض واحتمالية استفادة المريض من العلاج المكثف. وعند تطبيق الأداة على بيانات الأشعة المقطعية لـ1733 مريضاً، تمكنت من التنبؤ بالانتشار غير المتحكم فيه للسرطان ورصد انخفاض معدلات البقاء على قيد الحياة.

كما أدى دمج تقييم الأداة مع مؤشرات المخاطر السريرية الحالية إلى تحسين تصنيف المرضى وفقاً لخطورة المرض، مما عزَّز دقة التنبؤ بمعدل البقاء على قيد الحياة وانتشار السرطان لكل مريض على حدة.

وأكد الباحثون أن هذه الأداة الذكية تُمكن الأطباء من اختيار المستوى الأمثل للعلاج لكل مريض، سواء عبر تكثيف العلاج للمرضى الأكثر خطورة، أم تخفيف العلاج لتقليل الآثار الجانبية للمرضى الذين يحتاجون إلى تدخل أقل، وهذه القدرة تساعد على تخصيص العلاج بشكل شخصي لكل حالة، مما يعزز فاعلية العلاج ويحسّن تجربة المرضى.

وأضاف الفريق أن التنبؤ بالمرضى الأكثر عرضة للانتشار غير المتحكم فيه يسمح بتوجيه علاجات مكثفة لهم، ما يزيد فرص التحكم بالمرض ويحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة. وتسهم هذه الأداة في جعل خطة العلاج أكثر ذكاءً وفاعلية، مع التركيز على النتائج طويلة الأمد.

وأشار الباحثون إلى إمكانية استخدام الأداة في التجارب السريرية لتقييم المرضى بشكل أفضل، واختيار المشاركين المناسبين لتجارب العلاج المناعي أو الاستراتيجيات العلاجية المكثفة، مما يعزز البحث العلمي ويتيح تطوير علاجات أكثر دقة وفاعلية في المستقبل.


«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
TT

«غذاء خارق»... نوع من التوت يعزز صحة القلب ويقي من السرطان

التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)
التوت البري يُدرس لدوره في الوقاية من السرطان (بيكسلز)

من الصلصات الاحتفالية إلى العصائر ذات الألوان الزاهية، لطالما كان التوت البري عنصراً مميزاً يضفي شكلاً وطعماً غير عاديين على الأطباق. فإلى جانب مذاقه اللاذع وجاذبيته الموسمية، يُوصف هذا التوت الأحمر غالباً بأنه «غذاء خارق» لما له من فوائد صحية محتملة عديدة، بحسب صحيفة «الإندبندنت».

تُسوَّق مكملات التوت البري كطريقة سهلة للحصول على هذه الفوائد دون سكر أو طعم العصير اللاذع. فماذا يقول العلم فعلاً عن هذه الفاكهة؟

الوقاية من التهابات المسالك البولية

يُعرف التوت البري بدوره في المساعدة على الوقاية من التهابات المسالك البولية. تحتوي هذه الثمرة على مركبات تُسمى البروانثوسيانيدينات. ويبدو أن هذه المركبات تمنع البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، من الالتصاق بجدار المسالك البولية، وهي إحدى الخطوات الأولى في تطور العدوى. وهذا يُفسر سبب مساعدة منتجات التوت البري في الوقاية من التهابات المسالك البولية، مع العلم أنها لا تُعالج العدوى بعد أن تلتصق البكتيريا وتتكاثر.

تدعم الأبحاث دور التوت البري الوقائي لدى النساء اللواتي يعانين من التهابات متكررة ولدى الأطفال، مع أن النتائج تختلف بين الدراسات. وجدت إحدى الدراسات أن عصير التوت البري وأقراصه يقللان من معدلات التهاب المسالك البولية لدى النساء، لكن الأقراص كانت أكثر فعالية وأقل تكلفة. كما قلل كلا الشكلين من استخدام المضادات الحيوية مقارنةً بالدواء الوهمي.

حماية القلب

وتمت أيضاً دراسة تأثير التوت البري على صحة القلب. فهو غني بمضادات الأكسدة مثل الأنثوسيانين والبروانثوسيانيدين والكيرسيتين. تساعد مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من التلف الناتج عن جزيئات غير مستقرة تُسمى الجذور الحرة. وتشير الأبحاث إلى أن عصير التوت البري أو مستخلصاته يمكن أن يُحسّن العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

تشمل هذه الفوائد رفع مستويات الكولسترول الجيد (HDL)، الذي يُطلق عليه غالباً اسم الكولسترول النافع لأنه يُساعد على إزالة الكولسترول الزائد من مجرى الدم، وخفض مستويات الكولسترول الضار (LDL) لدى مرضى السكري. يُوصف الكولسترول الضار أحياناً بأنه كولسترول سيئ، لأن ارتفاع مستوياته قد يؤدي إلى تراكمه في جدران الشرايين، ويصبح أكثر ضرراً عند تأكسده. يميل الكولسترول الضار المؤكسد إلى الالتصاق بجدران الشرايين، ما يُغذي الالتهاب ويُساهم في تكوّن اللويحات.

قد تُساعد مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري على إبطاء هذه العملية. كما قد تُحسّن مرونة الأوعية الدموية، وتُخفّض ضغط الدم، وتُقلّل من مستوى الهوموسيستين، وهو حمض أميني مرتبط بالالتهاب عند ارتفاع مستوياته. مع ذلك، لا تُشير جميع الدراسات إلى النتائج نفسها، لذا تبقى الأدلة غير مكتملة.

التوت البري يدعم جهاز المناعة (بيكسلز)

إبطاء السرطان

يدرس الباحثون أيضاً التوت البري لدوره المُحتمل في الوقاية من السرطان. تُشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى أن مركبات التوت البري، بما في ذلك حمض الأورسوليك، قد تُبطئ نمو الخلايا السرطانية. تتمتع بعض هذه المركبات بتأثيرات مضادة للالتهابات، وهو أمر مهم لأن الالتهاب المزمن قد يُساهم في تطور السرطان. أظهرت تجربة سريرية أن عصير التوت البري قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة عن طريق منع بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)، وهي بكتيريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا النوع من السرطان، من الالتصاق ببطانة المعدة.

وقد انخفضت معدلات الإصابة لدى البالغين الذين تناولوا ما يُقارب كوبين من عصير التوت البري. وتشير الدراسات المخبرية والحيوانية إلى تأثيرات أخرى مُحتملة مُضادة للسرطان، وستُحدد الأبحاث القادمة ما إذا كانت هذه النتائج المخبرية قابلة للتطبيق على البشر.

تعزيز صحة الدماغ

تُساهم خصائص التوت البري المُضادة للأكسدة والالتهابات في دعم صحة الدماغ. فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2022 أن البالغين الذين تناولوا مسحوق التوت البري المُجفف يومياً، والذي يُعادل حوالي 100 غرام من التوت البري الطازج، أظهروا ذاكرة أفضل للمهام اليومية وتحسناً في تدفق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم. كما انخفض لديهم مستوى الكولسترول الضار (LDL). يُمكن أن يُساهم ارتفاع مستوى الكولسترول الضار في تصلب الشرايين، مما يُؤثر على الدورة الدموية.

دعم جهاز المناعة

قد يدعم التوت البري جهاز المناعة أيضاً. تشير الدراسات إلى أن مركباته الطبيعية قد تقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا. يُعد التوت البري مصدراً غنياً بفيتامين سي، وفيتامين هـ، والكاروتينات، والحديد، وكلها عناصر تساهم في وظيفة المناعة الطبيعية.