توافد المئات على منتجع أغادير المغربي المطل على المحيط الأطلسي لحضور مهرجان نيميتار للموسيقى الأمازيغية والذي يشارك فيه هذا العام أيضا مغنون من مختلف أرجاء العالم. ويقدم المعرض السنوي الذي يفتتح دورته الثانية عشر موسيقى قبائل الأمازيغ التي تقطن شمال أفريقيا منذ ألوف السنين قبل الفتح الإسلامي للمنطقة في القرن السابع الميلادي.
وقال خالد بزيد مدير المهرجان إن هدف المهرجان هو احتضان الثقافة الأمازيغية وإتاحة الفرصة لشعب الأمازيغ للتعبير عن فخره بثقافته المميزة.
وقال: «المهرجان رسالة لنقول إننا نحن الأمازيغ فخورون جدا بثقافتنا وفخورون كذلك بما نمثله.. فخورون بغض النظر إذا كنا مغاربة أو تونسيين أو من أية جنسية أخرى. هويتنا لا تتغير بتغير جنسيتنا. كلنا أناس يحبون بلدانهم وفخورون بالانتماء إليها. يجب علينا أن نرفع رؤوسنا وأن نمشي بافتخار لندافع بحق على ثقافتنا». ومن بين المشاركين في المهرجان المغنية الرايسة فاطمة تحيحيت التي تغني باللغة الأمازيغية.
وقالت لتلفزيون «رويترز»: «الفن المغربي لا يموت وسيبقى حيّا أجيالا وأجيالا. هذا الفن يحظى بإقبال كبير في كل الدول التي زرناها لأنه يتميز بإيقاعه وموسيقاه وألحانه. هذا الفن له جاذبية تشد الإنسان حتى رغم عدم معرفته باللغة الأمازيغية التي نتغنى بها».
ومن بين المغنين المشاهير الذين يشاركون في المهرجان هذا العام المغني المالي فيو فاركا توري والمغنية اللبنانية ديانا حداد. وقال توري، مشيرا إلى الوضع في بلاده مالي حيث سيطر مقاتلون إسلاميون على شمال الصحراء بعد انتفاضة الطوارق عام 2012 لكن عملية عسكرية فرنسية تمكنت من إخراجهم منها بعد عام: «حدثت عدة أشياء لا يمكن نسيانها هذا مؤكد. كما نقول غالبا يمكن أن نغفر لكن لا يمكن أن ننسى. على الماليين أن يغفروا وإن لم يستطيعوا النسيان. عليهم أن يتآزروا وأن يقولوا إن ما حصل قد حصل كان هذا في الماضي أما اليوم فعلينا أن نتطلع إلى المستقبل».
وتحدثت المغنية اللبنانية ديانا حداد عن تأثير الموسيقى المغربية في المنطقة.
وقالت: «الأغنية المغربية لها وقع كبير يؤثر بشكل كبير خاصة في الفترة الحالية والدليل على هذا انتشار الأغنية المغربية وانتشار الفنانين المغاربة بالوطن العربي خاصة بالخليج. لماذا؟ لأنه يوجد تقارب في الإيقاع. الإيقاع المغربي صار معروفًا وهو إيقاع قوي جدا ونستخدمه في أكثر من أغنية».
لكن المهرجان هذا العام لم يركز فقط على الألحان الأمازيغية والعربية بل شمل موسيقى الفلامنكو الإسباني التي استعرض الراقصون مهاراتهم الإيقاعية على أنغامها.
وتعرضت الثقافة الأمازيغية للتهميش على مدى سنوات طويلة في دول شمال أفريقيا الناطقة بالعربية ومنها المغرب.
فقد رأى الكثير من أبناء الطبقة المتوسطة العرب الذين قادوا المغرب إلى الاستقلال في عام 1956 في محاولات تشجيع ثقافة الأمازيغ ولغتهم تهديدا للوحدة الوطنية.
لكن اليوم يعترف الدستور المغربي المعدل في يونيو (حزيران) 2012 بتعدد الهوية العرقية في البلاد ويعترف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية.
افتتاح مهرجان نيميتار بأنغام الموسيقى الأمازيغية في المغرب
يحتفل بالقبائل التي قطنت شمال أفريقيا قبل الفتح الإسلامي
افتتاح مهرجان نيميتار بأنغام الموسيقى الأمازيغية في المغرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة