قصة الرجل الذي اشترى ألف لوحة لمونيه و 1500 لرينوار

معرض «ابتكار الانطباعية» في لندن.. وسيط فني وراء نجاح حركة بأكملها

«كوب الشوكولاتة» لأوغست رينوار (1877-1878)  -  «منظر من بنتواز» لكاميل بيسارو
«كوب الشوكولاتة» لأوغست رينوار (1877-1878) - «منظر من بنتواز» لكاميل بيسارو
TT

قصة الرجل الذي اشترى ألف لوحة لمونيه و 1500 لرينوار

«كوب الشوكولاتة» لأوغست رينوار (1877-1878)  -  «منظر من بنتواز» لكاميل بيسارو
«كوب الشوكولاتة» لأوغست رينوار (1877-1878) - «منظر من بنتواز» لكاميل بيسارو

كيف يمكننا أن نرى أعمالا فنية شهيرة ذاع صيتها وتوجت راسميها على عرش الفن، بشكل مختلف؟ بلا شك سيقبل الجمهور بكثافة على معرض لعباقرة الفن الانطباعي إذا قدم في أي وقت، ولكن الجديد الذي يقدمه معرض «ابتكار الانطباعية» بالناشيونال غاليري بلندن هو نظرة من خلف الكواليس لقصة صعود نجم فناني الحركة الانطباعية. المعرض المتجول الذي بدأ رحلته في باريس وسينتقل إلى الولايات المتحدة بعد انتهائه في لندن يقدم لنا كيف قام رجل واحد هو الوسيط الفني بول دوران رويل بمساندة فنانين أمثال رينوار ومونيه وبيسارو وديغا في وقت لم تكن أعمالهم مقبولة لدى الأوساط الفنية في باريس، وكيف غامر وقامر بأمواله ليصنع شهرة جيل من عباقرة الفن المعاصر.
بداية المعرض من داخل شقة رويل، من غرفة الجلوس فيها، نرى تلك الغرفة على صور ضخمة بالأبيض والأسود، نرى فيها لوحات لرينوار ومونيه التي علقت على جدران الغرفة الباريسية الطابع، وعلى أبواب الغرفة الأنيقة نجد رسومات لمونيه. اللقطة تدخلنا إلى عالم دوران رويل، إلى حياته وأيضا إلى إحدى الطرق الناجحة التي استخدمها لتسويق لوحات فناني الانطباعية. فعبر وضع اللوحات في غرف منزله استطاع إقناع زواره بقيمة وجمال الأعمال الفنية الجديدة في ذلك الوقت وأيضا بالتأثير الجمالي الذي تضيفه للمنزل. واستطاع أيضا التغلب لدى الخوف والتوجس لدى الكثيرين حيال تلك الحركة الفنية الجديدة التي واجهت رفضا من الأوساط الفنية وخصوصا صالون باريس، وهو المعرض الذي كانت تقيمه أكاديمية الفنون الفرنسية.
بالنظر حولنا نرى اللوحات نفسها معروضة في قاعة الناشيونال غاليري، فيها أيضا لوحات خاصة بورتريه لدوران رويل ولوحات لأبنائه الخمسة قام برسمها الفنان الأشهر أوغست رينوار وكان صديقا لعائلة رويل أيضا. ونرى أيضا أمامنا الباب الذي يحمل رسومات مونيه المتفردة في جمالها. في القاعة التالية لوحات ليوجين ديلاكروا يقول عنها رويل «هذه الصور فتحت عيني على فكرة أنني يمكن أن أساعد هؤلاء الفنانين».
عبر المعرض نجد أننا في حضرة روائع الحركة الانطباعية وتحتار العين بين اللوحات ولكننا أيضا نتابع طريقة عمل دوران رويل واستراتيجيته في تقديم تلك الأعمال للجمهور. فمن عرضها بمنزله إلى وضعها في الغاليري الخاص به إلى طبع كتالوغات خاصة بهم.
دوران رويل تمتع بحاسة فنية وذائقة حساسة جعلته يدرك أهمية الأعمال الفنية. وعرف عنه أنه إذا رأى عملا أعجبه لفنان وتوقع بحدسه التألق له قام بشراء جميع أعمال الفنان لأكثر من سبب، فهو بذلك يحتكر أعمال الفنان كلها ويستطيع التحكم في سعرها في السوق. كمثال في عام 1872 قام بعملية «شراء محمومة» لأعمال إدوار مانيه. بالنسبة للفنان الذي كان يعاني من عدم تقبل فنه كان رويل بمثابة هدية من السماء ولكن الأمر بالنسبة لرويل مقامرة كبرى ولكنه لم يتوقف عنها، بل وزاد عليها. الفنان بيسارو الذي كان يمر بضائقة مالية وجد في رويل منقذا اشترى جميع أعماله وأضاف أن خصص له راتبا شهريا مقابل أعماله المقبلة.
تعرف رويل على مونيه وبيسارو في عام 1870 في لندن بعد أن فرا من الحرب الفرنسية – البروسية. وسرعان ما ابتاع أعمالهما وعرضها في الغاليري الخاص به في حي ماي فير بلندن. في عام 1874 تسببت أزمة مالية ضخمة في النظام البنكي في التأثير على دوران رويل الذي اقترض مبالغ ضخمة من أجل شراء أعمال الانطباعيين، اضطرته الأزمة لبيع مجموعته وتوقف بعدها عن شراء أعمال انطباعية وهي الفترة التي أطلق عليها الفنان الفرنسي بيسارو بأنها تشبه «الصمت القاتل». ولكن بعد أن استعاد رويل عافيته «المادية» عاد مرة أخرى للشراء وأقام 6 معارض فردية لفنانيه المفضلين.
رويل تبنى سياسة ذكية للتسويق لفنانيه فإلى جانب المساندة المالية أيضا إقامة معارض فردية لهم. وتحول الغاليري الخاص به في باريس إلى شركة عالمية لها أفرع في لندن ونيويورك وبروكسل. وأقام لهم معارض حول العالم ونجح بدعمه أن يجعل الأعمال الانطباعية من أكثر الأعمال الفنية شيوعا في العالم. ويكفي أن نعرف أنه اشترى 12 ألف لوحة في الفترة ما بين 1891 و1922 منها ألف لوحة لمونيه و1500 لرينوار وأكثر من 400 لديغا و800 لبيسارو إلى جانب 200 لمانيه و400 لماري كاسا.
يذكر لنا دليل المعرض أن دوران رويل قال وهو في التاسعة والثمانين: «أخيرا انتصر رواد الانطباعية.. جنوني كان حكمة. أتخيل أنني لو كنت قد مت وأنا في الستين من عمري، كنت سأكون مت وأن مثقل بالديون ومحاط بثروة من الكنوز التي لم يقدرها الناس حق قدرها».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.