العجز التجاري الأميركي عند أعلى مستوى منذ 2008

رغم زيادة الصادرات القياسية وتحسن الميزان مع الصين

العجز التجاري الأميركي عند أعلى مستوى منذ 2008
TT

العجز التجاري الأميركي عند أعلى مستوى منذ 2008

العجز التجاري الأميركي عند أعلى مستوى منذ 2008

اتسعت الفجوة في الميزان التجاري الأميركي في فبراير (شباط) الماضي، للشهر السادس على التوالي، مع تسجيل مستوى قياسي جديد هو الأعلى منذ ما يكاد يصل إلى 10 سنوات، وذلك على الرغم من أن صادرات السلع والخدمات الأميركية بلغت أعلى مستوى لها، وأيضاً رغم تراجع مستوى العجز مع الصين، بحسب ما أظهرت بيانات رسمية نشرت الخميس.
ويأتي اتساع الفجوة فيما يخوض الرئيس الأميركي دونالد ترمب معركة شرسة مع الاقتصادات العالمية الكبرى لتصحيح ميزان التجارة الأميركي؛ ما آثار مخاوف من حرب تجارية.
وأدى ارتفاع الواردات الأميركية من الإمدادات الصناعية والسلع الرأسمالية إلى رفع الميزان التجاري الأميركي بنسبة 1.6 في المائة، إلى 57.6 مليار دولار بعد التعديل الموسمي، وهو أعلى مستوى منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2008، وفاقت هذه النتائج تقديرات خبراء الاقتصاد الذين توقعوا أن يبقى العجز التجاري عند مستوى يناير (كانون الثاني)، والذي كان بدوره الأعلى منذ أكتوبر 2008.
كما يشير اتساع الفجوة في الميزان التجاري إلى ضعف النمو في الربع الأول لأن العجز يخفض من حسابات إجمالي الناتج المحلي.
وأوضحت البيانات، أن الصادرات الأميركية بشكل عام ارتفعت إلى 204.4 مليار دولار في فبراير، بزيادة قدرها 3.5 مليار دولار عن الشهر السابق له. بينما زادت الواردات بمقدار 4.4 مليار دولار لتسجل مستوى 262 مليار دولار في فبراير الماضي. وجاء زيادة العجز في الميزان التجاري الأميركي مع زيادة عجز الميزان السلعي وهبوط فائض الخدمات.
وارتفع العجز بذلك للشهر السادس على التوالي. وكان العجز في تجارة السلع هو الأعلى منذ يوليو (تموز) 2008، بينما سجل فائض الخدمات أقل مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2012.
وكان خبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا اتساع عجز التجارة إلى 56.8 مليار دولار في فبراير، من 56.6 مليار دولار في التقديرات الأولية للشهر السابق. ويرجع ارتفاع العجز التجاري في فبراير في جانب منه إلى زيادات أسعار السلع الأولية.
على الجانب الآخر، تراجع عجز تجارة السلع مع الصين، الذي ينطوي على حساسية سياسية، 18.6 في المائة، إلى 29.3 مليار دولار. وزاد العجز مع المكسيك 46.6 في المائة في فبراير. وتأتي أنباء زيادة العجز التجاري في وقت تتبادل فيه الولايات المتحدة والصين فرض رسوم جمركية هزت الأسواق المالية العالمية.
وبعد التعديل في ضوء التضخم، انخفض العجز التجاري إلى 69.11 مليار دولار من 69.96 مليار في يناير. ويتجاوز ما يسمى بالعجز التجاري الحقيقي متوسط الربع الأخير البالغ 66.81 مليار دولار.
وفي فبراير، ارتفعت صادرات السلع 2.3 في المائة إلى 137.2 مليار دولار، بدعم من شحنات المواد والإمدادات الصناعية ومبيعات المركبات والمحركات. ولم يطرأ تغير يذكر على الصادرات إلى الصين في فبراير.
وزادت واردات السلع 1.6 في المائة إلى 214.2 مليار دولار في فبراير، بدعم واردات الأغذية والمواد والإمدادات الصناعية والسلع الرأسمالية. وانخفضت الواردات من الصين 14.7 في المائة في فبراير.


مقالات ذات صلة

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات محبطة قد تشير إلى تباطؤ بالنمو الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة مكتوب عليها «نوظف الآن» في مغسل سيارات بأحد شوارع ميامي بفلوريدا (رويترز)

زيادة غير متوقعة في طلبات إعانات البطالة الأميركية

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في روزميد - كاليفورنيا (أ.ف.ب)

التضخم الأميركي يرتفع في نوفمبر إلى 2.7 % على أساس سنوي

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بأكبر قدر في 7 أشهر في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.