الجيش الإسرائيلي يطلب رسمياً تأجيل الانسحاب من لبنان

بلدة ميس الجبل الحدودية اللبنانية كما تبدو بعد عمليات التفجير الإسرائيلية المكثفة (أ.ب)
بلدة ميس الجبل الحدودية اللبنانية كما تبدو بعد عمليات التفجير الإسرائيلية المكثفة (أ.ب)
TT
20

الجيش الإسرائيلي يطلب رسمياً تأجيل الانسحاب من لبنان

بلدة ميس الجبل الحدودية اللبنانية كما تبدو بعد عمليات التفجير الإسرائيلية المكثفة (أ.ب)
بلدة ميس الجبل الحدودية اللبنانية كما تبدو بعد عمليات التفجير الإسرائيلية المكثفة (أ.ب)

ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن الجيش طلب من الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي أن تعمل على تأجيل انسحابه من الجنوب اللبناني، بدعوى أن الجيش اللبناني «يتعاون مع (حزب الله) في بعض المواقع، وهذا يهدد أمن إسرائيل».

وقالت هذه المصادر إن الحكومة الإسرائيلية طلبت بدورها من الولايات المتحدة تأجيل انسحاب جيشها من جنوب لبنان لمدة 30 يوماً بعد الموعد المحدد في اتفاق وقف إطلاق النار. وأكدت أن مناقشات مكثفة تجري بين الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل بشأن هذه المسألة، وفق مصدر دبلوماسي في فرنسا. وأوضح المصدر أن فرنسا ستقبل بأي نتيجة تتوصل إليها الأطراف المعنية؛ «بما في ذلك لبنان وإسرائيل»، وأنها ستدعم استمرار وقف إطلاق النار.

من جهة ثانية، أكد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، مايك هيرتسوغ، صباح اليوم في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي «جالي تساهال»، أن إسرائيل تجري مناقشات مع أعضاء إدارة الرئيس دونالد ترمب بشأن تمديد وجود الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان إلى ما بعد يوم الأحد المقبل، وهو الموعد المحدد للانسحاب في اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن الإدارة تتفهم احتياجات إسرائيل «الأمنية»، وتوقع أنهم «سيكونون قادرين على التوصل إلى تفاهم معها بشأن هذه المسألة».

جدار إسمنتي بنته إسرائيل عند الحدود مع لبنان (أ.ب)
جدار إسمنتي بنته إسرائيل عند الحدود مع لبنان (أ.ب)

إلا إن جهات أمنية في تل أبيب ذكرت أن تأجيل الانسحاب من لبنان غير ضروري؛ «فالجيش قادر على مواجهة أي تهديد أمنى. ولكنه يتعرض لضغوط سياسية من جهات يمينية في الحكومة ومن المواطنين الإسرائيليين في الشمال الذين يرفضون العودة إلى بيوتهم؛ لأنهم لا يشعرون بأن الاتفاق يوفر لهم الأمان». وقال رئيس بلدية المطلة، ديفيد أزولاي، إنه وغالبية السكان في البلدة يتوقعون في كل لحظة تنفيذ «حزب الله» هجوماً على إسرائيل «شبيهاً بالهجوم الذي وقع في الجنوب يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023»، وإنهم لا يشعرون بأن الجيش بقيادته الحالية قادر على حمايتهم.


مقالات ذات صلة

لبنان: تحرك سياسي وميداني لفرض «حصرية السلاح»

المشرق العربي 
قداس عيد الفصح وسط الخراب في كنيسة قرية دردغيا بقضاء صور في جنوب لبنان أمس (د.ب.أ)

لبنان: تحرك سياسي وميداني لفرض «حصرية السلاح»

اتخذت السلطات اللبنانية إجراءات سياسية وميدانية لفرض حصرية السلاح، إذ حسم الرئيس اللبناني جوزيف عون الجدل حول سلاح «حزب الله» بتأكيده أن حصر السلاح.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني يقفون قرب سيارة استهدفتها مسيرة إسرائيلية في بلدة الغازية بجنوب لبنان الجمعة (أ.ب)

الجيش اللبناني يحبط إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل

أحبط الجيش اللبناني عملية جديدة لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وسط تعهد الحكومة اللبنانية بتنفيذ ما ورد في بيانها الوزاري «لجهة بسط سيادتها الكاملة على أراضيها»

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان (د.ب.أ)

الجيش الإسرائيلي: قتلنا قياديين اثنين في «حزب الله» بجنوب لبنان

قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قياديين اثنين في «حزب الله» في هجومين منفصلين بجنوب لبنان اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون في مقر البطريركية المارونية صبيحة عيد الفصح (الرئاسة اللبنانية)

الرئيس اللبناني: قرار حصر السلاح اتُّخذ وننتظر الظروف المناسبة

حسم الرئيس اللبناني جوزيف عون الجدل حول سلاح «حزب الله» بتأكيده أن «حصر السلاح سننفذه، وقد اتُّخذ القرار بشأنه».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني يطوقون موقع استهداف سيارة من طائرة إسرائيلية قرب قرية الغازية 18 أبريل 2025 (أ.ب)

قتيلان في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان

قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية إن اثنين لقيا حتفهما في هجمات إسرائيلية استهدفت بلدتي حولا وكوثرية السياد بجنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إسرائيل تلغي تأشيرات نواب فرنسيين قبل زيارتهم لها وللأراضي الفلسطينية

متظاهرون يحملون أوامر اعتقال مؤقتة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مظاهرة دعماً للصحافيين الفلسطينيين أمام ساحة الباستيل في باريس (أ.ف.ب)
متظاهرون يحملون أوامر اعتقال مؤقتة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مظاهرة دعماً للصحافيين الفلسطينيين أمام ساحة الباستيل في باريس (أ.ف.ب)
TT
20

إسرائيل تلغي تأشيرات نواب فرنسيين قبل زيارتهم لها وللأراضي الفلسطينية

متظاهرون يحملون أوامر اعتقال مؤقتة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مظاهرة دعماً للصحافيين الفلسطينيين أمام ساحة الباستيل في باريس (أ.ف.ب)
متظاهرون يحملون أوامر اعتقال مؤقتة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مظاهرة دعماً للصحافيين الفلسطينيين أمام ساحة الباستيل في باريس (أ.ف.ب)

ألغت إسرائيل تأشيرات دخول 27 نائباً ومسؤولاً يسارياً فرنسياً قبل يومين من زيارتهم المقررة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في خطوة وصفها أعضاء الوفد بـ«القطيعة الدبلوماسية الكبرى».

وبحسب ما أورده موقع «فرانس 24» اليوم الاثنين، طالب النواب والمسؤولون الفرنسيون الذين شملهم إلغاء التأشيرات الرئيس إيمانويل ماكرون بالتدخل، وسط توتر متصاعد بين باريس وتل أبيب على خلفية تصريح ماكرون الأخير بشأن قرب اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية.

ويأتي هذا الإجراء بعد أيام قليلة على منع تل أبيب عضوين برلمانيين بريطانيين من حزب العمال الحاكم من دخول البلاد، وبعد تصريح الرئيس إيمانويل ماكرون بأن فرنسا قد تعترف قريباً بدولة فلسطينية، إلى جانب ضغوطه الأخيرة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الوضع في غزة.

ومن جانبها، أوضحت وزارة الداخلية الإسرائيلية أن القرار يستند إلى قانون يسمح بحظر دخول «من قد يعمل ضد دولة إسرائيل» بحسب «فرانس 24»، ووصف 17 عضواً من الوفد، ينتمون إلى حزبي البيئة والشيوعي الفرنسيين، الخطوة بأنها «عقاب جماعي»، وطالبوا الرئيس ماكرون بالتدخل.

وأشار بيان الوفد إلى أن القنصلية الفرنسية في القدس كانت قد وجهت دعوة لزيارة تستمر خمسة أيام، بهدف «تعزيز التعاون الدولي وثقافة السلام» في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن السلطات الإسرائيلية ألغت التأشيرات التي صدرت قبل شهر كامل.

وفي مطلع الشهر الحالي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين «في يونيو (حزيران)»، لمناسبة مؤتمر عن فلسطين يُعقَد في نيويورك، وتتقاسم رئاسته مع السعودية.

وقال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع قناة «فرانس 5»: «علينا أن نمضي نحو اعتراف، وسنقوم بذلك في الأشهر المقبلة»، مضيفاً: «هدفنا ترؤُّس هذا المؤتمر مع السعودية في يونيو؛ حيث يمكننا أن ننجز خطوة الاعتراف المتبادل (بدولة فلسطين) مع أطراف عدة».

وأضاف: «سأقوم بذلك (...) لأنني أعتقد أن الأمر سيكون صحيحاً في لحظة ما، ولأنني أريد أيضاً أن أشارك في دينامية جماعية، تتيح كذلك لجميع مَن يدافعون عن فلسطين الاعتراف بدورهم بإسرائيل؛ الأمر الذي لم يقم به العديد منهم». وأكد أن ذلك سيتيح أيضاً أن «نكون واضحين للنضال ضد من ينكرون حق إسرائيل في الوجود، وهذا ينطبق على إيران، وأن نمضي نحو أمن مشترك في المنطقة».