معضلة إيران... كيف تبقى بعيدة عن حرب إسرائيل على «حماس»؟

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى شويغو حول صاروخ «كروز» بحري (إ.ب.أ)
قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى شويغو حول صاروخ «كروز» بحري (إ.ب.أ)
TT

معضلة إيران... كيف تبقى بعيدة عن حرب إسرائيل على «حماس»؟

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى شويغو حول صاروخ «كروز» بحري (إ.ب.أ)
قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يقدم شرحاً إلى شويغو حول صاروخ «كروز» بحري (إ.ب.أ)

أصدرت إيران في 15 أكتوبر (تشرين الأول) تحذيراً علنياً وحاداً لعدوها اللدود إسرائيل، عندما قال وزير خارجيتها: «أوقفوا هجومكم على غزة وإلا سنضطر إلى اتخاذ إجراء».

وبعد ساعات فقط، خففت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لهجتها المتشددة، وطمأنت العالم بأن قواتها المسلحة لن تتدخل في الصراع ما لم تهاجم إسرائيل مصالح إيران أو مواطنيها.

ووفقاً لتسعة مسؤولين إيرانيين على اطلاع مباشر على طريقة التفكير داخل المستويات العليا، فإن إيران، الداعمة منذ فترة طويلة لحركة «حماس» التي تدير قطاع غزة، تجد نفسها أمام معضلة بينما تحاول إدارة الأزمة المتفاقمة.

وأوضح المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية المناقشات في طهران، أن الوقوف موقف المتفرج وقت أي اجتياح بري إسرائيلي واسع لقطاع غزة من شأنه أن يقوض بشكل كبير الاستراتيجية التي تتبعها إيران منذ أكثر من أربعة عقود والمتعلقة ببسط نفوذها وتعزيزه إقليمياً.

لكن أيضاً من الممكن أن يكبد أي هجوم كبير ضد إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة، إيران، خسائر فادحة ويثير غضباً شعبياً ضد المؤسسة الدينية الحاكمة في دولة تعاني بالفعل من أزمة اقتصادية، حسبما قال المسؤولون الذين استعرضوا مختلف الأولويات العسكرية والدبلوماسية والداخلية التي تعمل إيران على الموازنة بينها.

وقال ثلاثة مسؤولين أمنيين إنه تم التوصل إلى توافق في الآراء بين كبار صناع القرار في إيران في الوقت الحالي على إعطاء مباركتهم للضربات المحدودة التي يشنها «حزب الله» اللبناني عبر الحدود ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، على بعد أكثر من 200 كيلومتر من غزة، فضلاً عن هجمات ضيقة النطاق تشنها جماعات أخرى حليفة في المنطقة على أهداف أميركية، مع تفادي أي تصعيد كبير من شأنه أن يجر إيران نفسها إلى الصراع.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وحيد جلال زاده، رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان، قوله يوم الأربعاء: «إننا على اتصال مع أصدقائنا (حماس) و(الجهاد الإسلامي) و(حزب الله)، وموقفهم هو أنهم لا يتوقعون منا تنفيذ عمليات عسكرية».

ولم ترد وزارة الخارجية الإيرانية على طلب للتعليق على طريقة تعامل البلاد مع الأزمة، كما رفضت السلطات العسكرية الإسرائيلية التعليق.

ويبدو الأمر لإيران أشبه بالسير على خيط رفيع، فقد أوضحت المصادر أن خسارة قاعدة قوة أسستها إيران في القطاع الفلسطيني عبر «حماس» وجماعة «الجهاد الإسلامي» على مدى ثلاثة عقود من شأنها أن تحدث صدعاً في خطط إيران التي قامت ببناء شبكة جماعات مسلحة تعمل بالوكالة في أنحاء الشرق الأوسط؛ من «حزب الله» في لبنان إلى الحوثيين في اليمن.

وقال ثلاثة من المصادر إنه يمكن أن يُنظر إلى التقاعس الإيراني على الأرض على أنه علامة ضعف من جانب تلك الجماعات الحليفة، التي تمثل سلاح نفوذ طهران الرئيسي في المنطقة منذ عقود. وتابعوا أن هذا قد يؤثر أيضاً على مكانة إيران التي طالما دافعت عن القضية الفلسطينية وترفض الاعتراف بإسرائيل وتعدها «محتلاً خسيساً».

وقال آفي ميلاميد، المسؤول السابق في المخابرات الإسرائيلية والمفاوض خلال الانتفاضتين الأولى والثانية: «يواجه الإيرانيون معضلة ما إذا كانوا سيرسلون (حزب الله) إلى القتال من أجل محاولة إنقاذ ذراعهم في قطاع غزة، أو ربما سيتركون هذه الذراع ويتخلون عنها». وتابع: «الإيرانيون في هذه النقطة... حساب المخاطر».

«البقاء هو الأولوية القصوى»

تواجه الأهداف الاستراتيجية الإيرانية اعتبارات عسكرية آنية، إذ تقوم إسرائيل منذ الهجوم الذي شنته «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وأسفر عن مقتل 1400 في إسرائيل بشن ضربات جوية غير مسبوقة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 4300 حتى الآن.

ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل صاحبة القوة العسكرية الكبرى لديها ترسانة نووية، رغم أنها لا تؤكد هذا أو تنفيه، كما أنها تتمتع بدعم من الولايات المتحدة التي نشرت حاملتي طائرات وطائرات مقاتلة في شرق البحر المتوسط لأسباب من بينها توجيه تحذير لإيران.

وقال دبلوماسي إيراني كبير: «بالنسبة لكبار القادة في إيران، خصوصاً المرشد (علي خامنئي)، فإن الأولوية القصوى هي بقاء إيران».

وأضاف: «ولهذا السبب تستخدم السلطات الإيرانية لهجة قوية ضد إسرائيل منذ بداية الهجوم، لكنها تمتنع عن التدخل العسكري المباشر، على الأقل حتى الآن».

ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) تبادل «حزب الله» إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية في اشتباكات أسفرت عن مقتل 14 من مقاتلي الحزب.

وقال مصدران مطلعان على تفكير «حزب الله» إن هذه الدرجة المنخفضة من العنف تهدف إلى إبقاء القوات الإسرائيلية منشغلة دون فتح جبهة جديدة كبيرة، ووصف أحدهما هذا التكتيك بأنه كشنّ «حروب صغيرة».

ولم يلق زعيم «حزب الله» حسن نصر الله، الذي عادة ما يطلق تهديدات ضد إسرائيل في خطاباته، أي كلمة علنية منذ اندلاع الأزمة.

وقالت ثلاثة مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى ومصدر أمني غربي، لوكالة «رويترز»، إن إسرائيل لا تريد مواجهة مباشرة مع طهران، وإنه على الرغم من قيام الإيرانيين بتدريب «حماس» وتسليحها فإنه لا يوجد مؤشر على أنها كانت على علم مسبق بهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

ونفى المرشد الإيراني خامنئي تورط إيران في الهجوم، لكنه أشاد بما تسبب فيه من أضرار لإسرائيل.

وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية والغربية إن إسرائيل لن تهاجم إيران إلا إذا تعرضت لهجوم مباشر من قبل قوات إيرانية من إيران، لكنها حذرت من أن الوضع قابل للاشتعال، وأن أي هجوم على إسرائيل يتسبب في خسائر فادحة من جانب «حزب الله» أو وكلاء لإيران في سوريا أو العراق يمكن أن يقلب هذه المعادلة.

وأضاف أحد المصادر الإسرائيلية أن أي سوء تقدير من جانب إيران أو أي من الجماعات المتحالفة معها لنطاق أي هجوم بالوكالة سيكون كفيلاً بتغيير نهج إسرائيل.

«لا قوات أميركية على الأرض»

أوضح مسؤولون أميركيون أن هدفهم هو منع تفاقم الصراع وردع الآخرين عن مهاجمة المصالح الأميركية مع إبقاء الخيارات متاحة أمام واشنطن.

وفي طريق عودته من زيارة إلى إسرائيل، يوم الأربعاء، نفى الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل قاطع تقريراً إعلامياً إسرائيلياً ذكر أن مساعدي الرئيس الأميركي أوضحوا لإسرائيل أنه إذا بدأت جماعة «حزب الله» حرباً، فإن الجيش الأميركي سينضم إلى نظيره الإسرائيلي في قتال الجماعة اللبنانية.

وقال بايدن، للصحافيين، في أثناء توقفه للتزود بالوقود في قاعدة رامشتاين الجوية الألمانية بخصوص التقرير الإسرائيلي: «هذا غير صحيح. لم يُصرح بذلك قط».

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، مجدداً، أن واشنطن تريد احتواء الصراع. وقال كيربي للصحافيين في أثناء التزود بالوقود: «لا توجد نية لنشر قوات أميركية على الأرض في القتال».

وقال جون ألترمان، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، الذي يرأس الآن برنامج الشرق الأوسط في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن، إن القادة الإيرانيين سيشعرون بالضغط لإظهار دعم ملموس لحركة «حماس» وليس مجرد إطلاق خطابات رنانة، لكنه حذر من احتمال تطور الأحداث وخروجها عن السيطرة.

وأضاف: «بمجرد دخولك هذه البيئة، تحدث أشياء وتكون هناك عواقب لم يكن أحد يريدها... الجميع في حالة تحفز».

وزادت الأزمة أيضاً من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية في الولايات المتحدة وخارجها، مما عزز الطلب على أصول «الملاذ الآمن» مثل الذهب والسندات الحكومية الأميركية والفرنك السويسري.

ولا يزال رد فعل السوق ضعيفاً حتى الآن، لكن بعض المستثمرين يحذرون من أن ذلك قد يتغير تغيراً جذرياً إذا تصاعدت حرب غزة وتحولت إلى صراع أوسع في المنطقة.

«لا غزة ولا لبنان»

وقال مسؤولان في تصريحات منفصلة إن حكام إيران لا يستطيعون تحمل تبعات التدخل المباشر في الصراع بينما يواجهون صعوبة في تهدئة وكبح معارضة متصاعدة في الداخل بسبب المشكلات الاقتصادية والقيود الاجتماعية. وشهدت البلاد اضطرابات لعدة أشهر في أعقاب وفاة شابة إيرانية في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها العام الماضي وبسبب حملة القمع المستمرة التي تشنها الدولة على المعارضة.

وقد دفعت المشكلات الاقتصادية الناجمة بشكل رئيسي عن العقوبات الأميركية، وسوء الإدارة، عدداً كبيراً من الإيرانيين إلى انتقاد السياسة المستمرة منذ عقود، والمتمثلة في إرسال أموال إلى وكلاء طهران لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط.

ولسنوات، أصبح شعار «لا غزة ولا لبنان... أضحي بحياتي من أجل إيران» شعاراً رائجاً في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران، مما يسلط الضوء على شعور الناس بالإحباط من نهج القيادة الحاكمة في تخصيص موارد البلاد.

وقال المسؤول الإيراني الكبير السابق: «يؤكد موقف إيران المعقد على التوازن الدقيق الذي يجب أن تحافظ عليه بين المصالح في المنطقة والاستقرار الداخلي».


مقالات ذات صلة

ماليزيا: لا دليل على نقل النفط الإيراني قبالة سواحلنا

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم يتحدث أمام منتدى اقتصادي تستضيفه الدوحة الثلاثاء (أ.ف.ب)

ماليزيا: لا دليل على نقل النفط الإيراني قبالة سواحلنا

قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، (الثلاثاء)، إنه لا يوجد «أي دليل» على حدوث عمليات لنقل النفط الإيراني الخاضع للعقوبات من سفينة إلى أخرى قبالة ماليزيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عبداللهیان یجري مباحثات مع وزير الشحن الهندي سارباناندا سونوال في طهران الثلاثاء (الخارجية الإيرانية)

إيران تحض الهند على علاقات طويلة المدى

حضت إيران، الهند، على تعاون طويل المدى، غداة توقيع البلدين عقداً مدته 10 سنوات لتطوير وتشغيل ميناء تشابهار المطل على خليج عمان.

«الشرق الأوسط» ( طهران - نيودلهي)
شؤون إقليمية متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية سيسيل كوهلر 23 مارس الماضي المعتقلة في إيران منذ عامين (أ.ف.ب)

طهران تتهم باريس بالتدخل في «القرارات القضائية»

احتجَّت إيران، الثلاثاء، على مواقف «تدخّلية وغير مهنية» من الحكومة الفرنسية، بعدما اتهمت باريس طهران بممارسة «دبلوماسية الرهائن» بسبب احتجازها مواطنين فرنسيين.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)

أستراليا تعاقب «الحرس الثوري» الإيراني لتهديده الاستقرار الإقليمي

أعلنت الحكومة الأسترالية فرض عقوبات جديدة على خمسة مواطنين إيرانيين وثلاثة كيانات؛ بسبب سلوك إيران في زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

شؤون إقليمية نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)

أستراليا تعاقب «الحرس الثوري» الإيراني لتهديده الاستقرار الإقليمي

أعلنت الحكومة الأسترالية فرض عقوبات جديدة على خمسة مواطنين إيرانيين وثلاثة كيانات؛ بسبب سلوك إيران في زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن-ملبورن)

ماليزيا ترفض «المخاوف» الأميركية: لا دليل على نقل النفط الإيراني قبالة سواحلنا

رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم يتحدث أمام منتدى اقتصادي تستضيفه الدوحة الثلاثاء (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم يتحدث أمام منتدى اقتصادي تستضيفه الدوحة الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

ماليزيا ترفض «المخاوف» الأميركية: لا دليل على نقل النفط الإيراني قبالة سواحلنا

رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم يتحدث أمام منتدى اقتصادي تستضيفه الدوحة الثلاثاء (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم يتحدث أمام منتدى اقتصادي تستضيفه الدوحة الثلاثاء (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، اليوم (الثلاثاء)، إنه لا يوجد «أي دليل» على حدوث عمليات لنقل النفط الإيراني الخاضع للعقوبات من سفينة إلى أخرى قبالة ماليزيا.

وتأتي تعليقات أنور بعد أيام من زيارة وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برايان نيلسون، والمستشار العام للخزانة نيل ماكبرايد، إلى سنغافورة وماليزيا؛ بهدف الضغط على الحكومتين، لحرمان إيران من خدمات شركات ماليزية لنقل نفطها، في سياق استراتيجية طهران للالتفاف على العقوبات الأميركية.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة ترى أن قدرة إيران على نقل نفطها تعتمد على مقدمي خدمات في ماليزيا، إذ يتم نقل النفط من مكان بالقرب من سنغافورة، ومنه لجميع أنحاء المنطقة.

وأضاف المسؤول الأميركي أن الولايات المتحدة تحاول منع ماليزيا من أن تصبح منطقة نفوذ يمكن لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» استغلالها لجمع الأموال وتحويلها.

لكن أنور قال، في مقابلة على هامش منتدى اقتصادي تستضيفه قطر، إن الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا ليست لديها القدرة على مراقبة عمليات النقل من سفينة إلى أخرى في المياه الدولية، حسبما أوردت «رويترز».

وتدعم ماليزيا، ذات الأغلبية المسلمة، القضية الفلسطينية صراحة، وتدعو إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. واجتمع أنور خلال زيارته لقطر مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ«حماس».

وقال أنور إنه بينما يقيم علاقات جيدة مع الجناح السياسي لـ«حماس»، فإنه لا علاقة له بالعمليات العسكرية للحركة. وأضاف في المنتدى: «ليس لي أي مشاركة أو مناقشات مع الجناح العسكري (لحماس)».

ويزداد تركيز وزارة الخزانة على تمويل الجماعات المسلحة الذي يتم توجيهه عبر جنوب شرقي آسيا بسبل منها جمع الأموال والمبيعات غير المشروعة للنفط الإيراني.

وأشار مسؤول أميركي، الأسبوع الماضي، إلى وجود «تصاعد مثير للقلق» في محاولات إيران ووكلائها جمع الأموال في المنطقة، وأحياناً من خلال منظمات خيرية.

والأربعاء الماضي، أعلن متحدث باسم الحكومة الماليزية استعداد بلاده للتواصل مع الإدارة الأميركية لفهم المخاوف التي أثارتها بخصوص دور موفري خدمة ماليزيين في شحن نفط إيراني خاضع للعقوبات.

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عقوبات على 4 شركات مقرها ماليزيا، متهمة إياها بأنها واجهات لدعم إنتاج إيران للطائرات المسيّرة.


وزير خارجية إسرائيل يحمل مصر مسؤولية إغلاق معبر رفح

وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (أ. ف. ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (أ. ف. ب)
TT

وزير خارجية إسرائيل يحمل مصر مسؤولية إغلاق معبر رفح

وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (أ. ف. ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (أ. ف. ب)

اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الثلاثاء)، مصر بإغلاق معبر رفح وقال إنها تملك «مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية» في غزة.

وقال كاتس عبر منصة إكس «تحدثت بالأمس مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حول ضرورة إقناع مصر بإعادة فتح معبر رفح للسماح باستمرار إيصال المساعدات الإنسانية الدولية إلى غزة واليوم سأبحث هذا الأمر مع وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني».

وأضاف كاتس أن مصر «تملك المفتاح» لمنع حدوث أزمة إنسانية في غزة وقال «العالم يضع مسؤولية الوضع الإنساني (في غزة) على عاتق إسرائيل، ولكن مفتاح منع حدوث أزمة إنسانية في غزة أصبح الآن في أيدي أصدقائنا المصريين».

وأشار كاتس إلى أن حركة «حماس» لن تتحكم بمعبر رفح مجددا، مضيفا أن هذا الأمر «ضرورة أمنية» لن تتنازل عنها إسرائيل.

ويواصل الجيش الإسرائيلي إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم منذ اقتحام معبر رفح والسيطرة عليه قبل نحو أسبوع، وقال شهود عيان إن محافظتي غزة والشمال تعانيان من نقص حاد في السلع الأساسية، فيما أدى إلى ارتفاع جديد في الأسعار.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم إن قواته تواصل عملياتها في شرق رفح، مضيفا أن اشتباكات تدور مع مسلحين على الجانب الفلسطيني من المعبر في جنوب قطاع غزة.


«القسام» تقول إنها قتلت 7 جنود إسرائيليين شرق جباليا بشمال قطاع غزة

دخان يتصاعد نتيجة غارة جوية إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة كما يظهر من الجانب الإسرائيلي من الحدود جنوب إسرائيل 14 مايو 2024 (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد نتيجة غارة جوية إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة كما يظهر من الجانب الإسرائيلي من الحدود جنوب إسرائيل 14 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

«القسام» تقول إنها قتلت 7 جنود إسرائيليين شرق جباليا بشمال قطاع غزة

دخان يتصاعد نتيجة غارة جوية إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة كما يظهر من الجانب الإسرائيلي من الحدود جنوب إسرائيل 14 مايو 2024 (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد نتيجة غارة جوية إسرائيلية على جباليا شمال قطاع غزة كما يظهر من الجانب الإسرائيلي من الحدود جنوب إسرائيل 14 مايو 2024 (إ.ب.أ)

قالت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة «حماس»)، اليوم (الثلاثاء)، إنها قتلت 7 جنود إسرائيليين شرق معسكر جباليا بشمال قطاع غزة، حسب وكالة «أنباء العالم العربي».

وأضافت في بيان أنها تمكنت في «عملية مركبة» من استهداف دبابة مركافا بقذيفة «الياسين 105»، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح، ثم هاجمت 7 جنود تواجدوا خلف الآلية المستهدفة، وقتلتهم من مسافة صفر.

ويواصل الجيش الإسرائيلي قصفه لمختلف مناطق قطاع غزة مع دخول الحرب بين إسرائيل و«حماس» في القطاع اليوم 221، مع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال القطاع، وفي شرق رفح بالجنوب.


اندلاع حريق كبير في قاعدة تل هشومير العسكرية بإسرائيل

العلم الإسرائيلي (رويترز)
العلم الإسرائيلي (رويترز)
TT

اندلاع حريق كبير في قاعدة تل هشومير العسكرية بإسرائيل

العلم الإسرائيلي (رويترز)
العلم الإسرائيلي (رويترز)

يكافح رجال الإطفاء حريقاً كبيراً اندلع في مجمع مستودعات داخل قاعدة تل هشومير العسكرية في إسرائيل.

وبحسب موقع »«تايمز أوف إسرائيل» نشب الحريق في المستودعات التي يتم استخدامها لتخزين المعدات، وتقول خدمات الإطفاء والإنقاذ إن 28 عنصراً يتواجدون في مكان الحادث لإخماد الحريق.

ولا يزال السبب وراء الحادث قيد التحقيق.


إيران تحض الهند على علاقات طويلة المدى

عبداللهیان یجري مباحثات مع وزير الشحن الهندي سارباناندا سونوال في طهران الثلاثاء (الخارجية الإيرانية)
عبداللهیان یجري مباحثات مع وزير الشحن الهندي سارباناندا سونوال في طهران الثلاثاء (الخارجية الإيرانية)
TT

إيران تحض الهند على علاقات طويلة المدى

عبداللهیان یجري مباحثات مع وزير الشحن الهندي سارباناندا سونوال في طهران الثلاثاء (الخارجية الإيرانية)
عبداللهیان یجري مباحثات مع وزير الشحن الهندي سارباناندا سونوال في طهران الثلاثاء (الخارجية الإيرانية)

حضت إيران، الهند، على تعاون طويل المدى، غداة توقيع البلدين عقداً مدته 10 سنوات لتطوير وتشغيل ميناء تشابهار المطل على خليج عمان، في خطوة متقدمة لتعزيز العلاقات بينهما، في وقت حذرت واشنطن الشركات الهندية من خطر عقوبات تُفرض عليها في حال استثمرت في إيران.

وأجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مباحثات مع وزير الشحن الهندي سارباناندا سونوال، الذي يزور طهران لتوقيع العقد الجديد.

ونقلت وكالة «أرنا» الرسمية عن عبد اللهيان قوله إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعدُّ الهند شريكاً موثوقاً»، مشدداً على نهج طهران للتوصل إلى تعاون طويل المدى مع نيودلهي.

وقال عبداللهيان: «نهجنا في العلاقات مع الهند هو نهج استراتيجي ونحن على استعداد لمواصلة توسيع تعاوننا مع الهند في القدرات الثنائية والمتعددة الأطراف، وفي إطار منظمتي (بريكس) و(شانغهاي)».

ولفت عبد اللهيان إلى أن تطوير موانئ تشابهار وتعزيز التعاون في ممر الشمال - الجنوب «فرصة بالغة الأهمية لتوسيع حجم التبادل التجاري بين البلدين والمنطقة»، معلناً استعداد مختلف القطاعات الحكومية لدعم الهند في تنفيذ الاتفاق.

وتطور الهند ميناء تشابهار المطل على الساحل الجنوبي الشرقي لإيران على خليج عمان وسيلةً لنقل السلع إلى إيران وأفغانستان وبلدان وسط آسيا تتجنب ميناء كراتشي وجودار في باكستان. لكن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران تسببت في تأخير تطوير الميناء.

وقال سونوال، الاثنين، بعد توقيع الاتفاق «أهمية ميناء تشابهار تتجاوز دوره كمجرد قناة بين الهند وإيران، فهو شريان تجاري حيوي يربط الهند بأفغانستان ودول وسط آسيا».

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل خلال مؤتمر صحافي الاثنين (يوتيوب)

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين عند سؤاله عن الاتفاق إن العقوبات الأميركية على إيران لا تزال قائمة، وحذر من أن واشنطن ستواصل تطبيقها.

وأضاف باتل: «أي كيان أو أي شخص يفكر في عقد صفقات تجارية مع إيران، يجب أن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة التي يعرض نفسه لها والمخاطر المحتملة للعقوبات».

وقالت السلطات في كلا البلدين إن شركة الموانئ الهندية العالمية المحدودة ومنظمة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية وقعتا على الاتفاق الطويل الأمد.

وقال وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بذرباش إن الاتفاق ينص على أن تضخ شركة الموانئ الهندية العالمية المحدودة استثمارات بنحو 120 مليون دولار، إلى جانب تمويل إضافي حجمه 250 مليون دولار، لتصل قيمة العقد إلى 370 مليون دولار.

وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني مهرداد بذرباش ووزير الشحن الهندي سارباناندا سونوال على هامش توقیع عقد لتطوير ميناء تشابهار في طهران الاثنين (تسنيم)

ورأت وكالة «إيسنا» الحكومية الإيرانية أن توقيع العقد «بداية فصل جديد للتعاون بين البلدين»، بعد 7 سنوات من إبرام تفاهم لتطوير ميناء تشابهار بقيمة 500 مليون دولار خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى طهران.

وقال المحلل الإيراني نوذر شفيعي لوكالة «إيسنا» إن «هناك سببين لتعاون الهند وتقاعسها، أحدهما أن نيودلهي لم تكن لديها الرغبة لأنها رأت أن طهران تعمل بسهولة مع بكين، أو أنها على خلاف ذلك، يريدون التنافس مع الصين، ربما واحدة من أسباب عودة الهند إلى تشابهار، تعني أن أميركا التي تربطها علاقات وثيقة بالهند ليست لديها خطة لعرقلة التعاون بين البلدين».


طهران تتهم باريس بالتدخل في «القرارات القضائية»

سيسيل كوهلر البالغة من العمر 35 عاماً خلال حفل عيد ميلادها في 2019 (أ.ف.ب)
سيسيل كوهلر البالغة من العمر 35 عاماً خلال حفل عيد ميلادها في 2019 (أ.ف.ب)
TT

طهران تتهم باريس بالتدخل في «القرارات القضائية»

سيسيل كوهلر البالغة من العمر 35 عاماً خلال حفل عيد ميلادها في 2019 (أ.ف.ب)
سيسيل كوهلر البالغة من العمر 35 عاماً خلال حفل عيد ميلادها في 2019 (أ.ف.ب)

احتجَّت إيران، الثلاثاء، على مواقف «تدخّلية وغير مهنية» من الحكومة الفرنسية، بعدما اتهمت باريس طهران بممارسة «دبلوماسية الرهائن» بسبب احتجازها مواطنين فرنسيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، لوكالة «إرنا» الرسمية: «الحكومة الفرنسية لا يحق لها التدخل في القرارات القضائية للجمهورية الإسلامية».

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كنعاني قوله في نفس المقابلة: «نُدين بشدة مثل هذه المواقف غير المهنية والتدخلية وغير اللائقة التي تستند إلى مراجع كاذبة ووهمية».

وكان كنعاني يردّ على بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية في 7 مايو (أيار)، بعد عامين من توقيف المدرِّسة والنقابية الفرنسية سيسيل كوهلر (39 عاماً) وشريكها مدرس الرياضيات السابق جاك باري (69 عاماً) خلال رحلة سياحية في إيران، بتهمة التجسس.

وأضاف كنعاني: «قُبض على الأشخاص المذكورين في بيان وزارة الخارجية الفرنسية بناءً على أدلة دامغة والحكومة الفرنسية على علم بجرائمهم جيداً». مضيفاً: «استخدام ألفاظ غير صحيحة في بيان وزارة الخارجية الفرنسية أمر غير مقبول وبمثابة الهروب نحو الأمام ولا يفعل الكثير لحل المشكلات».

الفرنسية سيسيل كوهلر تقف أمام لوحة في فيديو بثَّته قناة «العالم» الإيرانية مايو الماضي

واتهم كنعاني فرنسا باتباع «نهج مزدوج في قضايا حقوق الإنسان الذي هو مثال واضح على تقاعسها في قضية الإبادة الجماعية في غزة، ومن ناحية أخرى تعد ملجأ آمناً للإرهابيين المناهضين لإيران، لذلك لا يحق لها التدخل في القرارات القضائية الإيرانية».

وخلال السنوات الأخيرة، احتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجه تهم تجسس، فيما يتهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب، بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات.

متظاهرة تحمل صورة الرهينة الفرنسية سيسيل كوهلر 23 مارس الماضي المعتقلة في إيران منذ عامين (أ.ف.ب)

وجاء في بيان الخارجية الفرنسية: «أوقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كوهلر وباري تعسفاً قبل عامين، كما أنها تحتجز موطنَين فرنسيين آخرَين، من بينهما لوي أرنو، منذ أكثر من عام ونصف عام. تستنكر فرنسا سياسة احتجاز الرهائن التي تنتهجها الدولة والابتزاز الدائم من السلطات الإيرانية».

وقال كنعاني: «السلطة القضائية مستقلة وقراراتها محترمة ومُلزمة»، وأضاف في السياق نفسه: «ننصح الخارجية الفرنسية بتجنب اللجوء إلى مثل هذه التصريحات واستخدام الكلمات الخارجة عن اللياقة الدبلوماسية التي لها آثار سلبية على العلاقات بين البلدين والرأي العام الإيراني».


أستراليا تعاقب «الحرس الثوري» الإيراني لتهديده الاستقرار الإقليمي

نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)
نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)
TT

أستراليا تعاقب «الحرس الثوري» الإيراني لتهديده الاستقرار الإقليمي

نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)
نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على خمسة مواطنين إيرانيين وثلاثة كيانات؛ بسبب سلوك إيران في زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إن العقوبات تطول وزير الدفاع محمد رضا آشتياني وقائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني، والجنرال عبدالرضا عابد، قائد مجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري»، بالإضافة إلى قائد عمليات أركان المسلحة القيادي في «الحرس الثوري» غلام علي رشيد ووزير الدفاع السابق، أمير حاتمي، والمدير التنفيذي لشركة صناعات الطائرات الإيرانية.

وأشارت الحكومة الأسترالية إلى عقوباتها طالت حتى الآن 90 فرداً و100 كيان مرتبط بإيران. وقالت الحكومة إنه «دليل آخر على التزام هذه الحكومة باتخاذ إجراءات قوية ضد إيران».

وقالت الخارجية الأسترالية في بيان إن «(الحرس الثوري) جهة فاعلة خبيثة يشكل تهديداً للأمن الدولي وشعوب العالم منذ فترة طويلة».

وتشمل العقوبات الوحدة البحرية في «الحرس الثوري» وأيضاً كبار المسؤولين ورجال الأعمال والشركات الإيرانية التي ساهمت في تطوير برامج الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وأوضحت الخارجية الأسترالية أن «توسع إيران وتوفير هذه التقنيات لوكلائها أدى إلى تعزيز عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة لسنوات عديدة»

وتعهدت وزيرة الخارجية الأسترالية بأن تواصل بلادها «ممارسة الضغط بشكل مقصود واستراتيجي على إيران لوقف أنشطتها التخريبية والالتزام بالقانوني الدولي». ونوهت الحكومة الأسترالية بأن العقوبات تأتي في سياق الإجراءات التي اتخذها شركاؤها في الأسابيع الأخيرة، في أعقاب الهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل الشهر الماضي.

وكان مجلس العموم الكندي صوّت الخميس بالإجماع لصالح مشروع بتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني «منظمة إرهابية».

وأدانت إيران، على لسان المتحدث باسم الوزارة الخارجية، ناصر كنعاني، قرار مجلس العموم الكندي. وقال إن «خطة مجلس العموم الكندي لإعلان القوة العسكرية الرسمية لبلادنا إرهابية هي خطوة غير حكيمة وعدائية وتتعارض مع معايير ومبادئ القانون الدولي المقبولة، بما فيها المساواة بين أصحاب السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للحكومات». وقال كنعاني: «تحتفظ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحقها في الرد واتخاذ الإجراءات المناسبة والمضادة ضد مثل هذه الأعمال التي تنتهك القانون الدولي وضد الأمة والحكومة الإيرانية».


أستراليا تعاقب «الحرس الثوري» الإيراني لتهديده الاستقرار الإقليمي

نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)
نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)
TT

أستراليا تعاقب «الحرس الثوري» الإيراني لتهديده الاستقرار الإقليمي

نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)
نائب رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الدفاع ريتشارد مارلز (على اليسار) ووزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال اجتماع في ملبورن (أ.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على خمسة مواطنين إيرانيين وثلاثة كيانات؛ بسبب سلوك إيران في زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

وقالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إن العقوبات تطول وزير الدفاع محمد رضا آشتياني وقائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني، والجنرال عبدالرضا عابد، قائد مجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس الثوري»، بالإضافة إلى قائد عمليات أركان المسلحة القيادي في «الحرس الثوري» غلام علي رشيد ووزير الدفاع السابق، أمير حاتمي، والمدير التنفيذي لشركة صناعات الطائرات الإيرانية.

وأشارت الحكومة الأسترالية إلى عقوباتها طالت حتى الآن 90 فرداً و100 كيان مرتبط بإيران. وقالت الحكومة إنه «دليل آخر على التزام هذه الحكومة باتخاذ إجراءات قوية ضد إيران».

وقالت الخارجية الأسترالية في بيان إن «(الحرس الثوري) جهة فاعلة خبيثة يشكل تهديداً للأمن الدولي وشعوب العالم منذ فترة طويلة».

وتشمل العقوبات الوحدة البحرية في «الحرس الثوري» وأيضاً كبار المسؤولين ورجال الأعمال والشركات الإيرانية التي ساهمت في تطوير برامج الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وأوضحت الخارجية الأسترالية أن «توسع إيران وتوفير هذه التقنيات لوكلائها أدى إلى تعزيز عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة لسنوات عديدة»

وتعهدت وزيرة الخارجية الأسترالية بأن تواصل بلادها «ممارسة الضغط بشكل مقصود واستراتيجي على إيران لوقف أنشطتها التخريبية والالتزام بالقانوني الدولي».

ونوهت الحكومة الأسترالية بأن العقوبات تأتي في سياق الإجراءات التي اتخذها شركاؤها في الأسابيع الأخيرة، في أعقاب الهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل الشهر الماضي.

وكان مجلس العموم الكندي صوّت الخميس بالإجماع لصالح مشروع بتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني «منظمة إرهابية».

وأدانت إيران، على لسان المتحدث باسم الوزارة الخارجية، ناصر كنعاني، قرار مجلس العموم الكندي. وقال إن «خطة مجلس العموم الكندي لإعلان القوة العسكرية الرسمية لبلادنا إرهابية هي خطوة غير حكيمة وعدائية وتتعارض مع معايير ومبادئ القانون الدولي المقبولة، بما فيها المساواة بين أصحاب السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للحكومات».

وقال كنعاني: «تحتفظ الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحقها في الرد واتخاذ الإجراءات المناسبة والمضادة ضد مثل هذه الأعمال التي تنتهك القانون الدولي وضد الأمة والحكومة الإيرانية».


«العدل الدولية» تعقد جلسات لإجراءات طوارئ إضافية ضد إسرائيل

صورة من داخل محكمة العدل الدولية في لاهاي هولندا 11 يناير 2024 (رويترز)
صورة من داخل محكمة العدل الدولية في لاهاي هولندا 11 يناير 2024 (رويترز)
TT

«العدل الدولية» تعقد جلسات لإجراءات طوارئ إضافية ضد إسرائيل

صورة من داخل محكمة العدل الدولية في لاهاي هولندا 11 يناير 2024 (رويترز)
صورة من داخل محكمة العدل الدولية في لاهاي هولندا 11 يناير 2024 (رويترز)

قالت محكمة العدل الدولية، اليوم (الثلاثاء)، إنها ستعقد جلسات استماع يومي الخميس والجمعة لبحث إجراءات طوارئ جديدة طلبت جنوب أفريقيا فرضها بعد الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح في قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في وقت سابق اليوم، إن أنقرة قررت تقديم لائحتها للانضمام رسمياً لجنوب أفريقيا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وكان فيدان قد أعلن في وقت سابق من هذا الشهر قرار الانضمام إلى القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا، في وقت كثفت فيه أنقرة إجراءاتها ضد إسرائيل بسبب هجومها على غزة والذي أسفر عن مقتل أكثر من 35 ألف شخص، وبدأ باجتياح مقاتلين من حركة «حماس» جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).


مخرج إيراني «منتقد» يغادر بلاده «سراً» بعد إدانته بتهديد الأمن القومي

المخرج الإيراني محمد رسولوف خلال حفل توزيع جائزة «نظرة ما» في الدورة الـ70 لمهرجان «كان السينمائي» بجنوب فرنسا 27 مايو 2017 (أ.ف.ب)
المخرج الإيراني محمد رسولوف خلال حفل توزيع جائزة «نظرة ما» في الدورة الـ70 لمهرجان «كان السينمائي» بجنوب فرنسا 27 مايو 2017 (أ.ف.ب)
TT

مخرج إيراني «منتقد» يغادر بلاده «سراً» بعد إدانته بتهديد الأمن القومي

المخرج الإيراني محمد رسولوف خلال حفل توزيع جائزة «نظرة ما» في الدورة الـ70 لمهرجان «كان السينمائي» بجنوب فرنسا 27 مايو 2017 (أ.ف.ب)
المخرج الإيراني محمد رسولوف خلال حفل توزيع جائزة «نظرة ما» في الدورة الـ70 لمهرجان «كان السينمائي» بجنوب فرنسا 27 مايو 2017 (أ.ف.ب)

غادر المخرج المعارض محمد رسولوف «سرّاً» بعد أيام من صدور حكم بالسجن والجلد بحقه بتهم تتعلق بالأمن القومي، قبل العرض الأول لفيلمه الجديد «بذرة التين المقدس»، في مهرجان «كان السينمائي» المُقام بجنوب فرنسا.

وقال رسولوف (51 عاماً)، أحد أبرز الأسماء في السينما الإيرانية المعاصرة، في منشور على حسابه الرسمي على «إنستغرام» إنه في مكان لم يحدده في أوروبا. وأضاف: «كان يتعين عليّ أن أختار بين السجن ومغادرة إيران»، مضيفاً: «اخترت المنفى بقلب مثقل». ولفت إلى أنه غادر «سرّاً».

وأضاف: «أنا ممتنّ لأصدقائي ومعارفي والأشخاص الذين ساعدوني... مخاطرين بحياتهم أحياناً، على الخروج من الحدود والوصول إلى ملاذ آمن في هذه الرحلة الشاقة والطويلة».

ونوّه إلى أنه ينضمّ إلى ملايين الإيرانيين الذين يعيشون في منفى «إيران الثقافي» خارج «حدود إيران الجغرافية» التي تعاني «تحت وطأة طغيانكم الديني»، متوجهاً إلى حكام البلاد.

وأضاف أن الإيرانيين في المنفى «ينتظرون بفارغ الصبر دفنكم ونظامكم القمعي في أعماق التاريخ»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوضح أنه اتخذ القرار بعدما علم قبل نحو شهر بتأييد الحكم ضده. وذكر في البيان: «في ظل أنباء عن قرب صدور فيلمي الجديد أدركت أنه دون شك ستضاف عقوبة أخرى إلى السنوات الثماني»، وفقاً لوكالة «رويترز».

وكان رسولوف الذي صودر جواز سفره في سبتمبر (أيلول) 2017 قد انتقد أيضاً نطاق وقسوة القمع الذي تمارسه السلطات الإيرانية، ودعا المجتمع السينمائي الدولي إلى مساندة صناع الأفلام الذين يخضعون للرقابة والدفاع عن حرية التعبير.

وأثار البيان تكهنات بأن رسولوف قد يحضر العرض الأول لفيلمه «بذرة التين المقدس» الجمعة المقبل.

رسولوف على شاشة هاتف أثناء تسلمه جائزة مهرجان «برلين السينمائي» (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المخرج الذي فاز من قبل بالجائزة الكبرى لمهرجان «برلين السينمائي» عن فيلم «لا يوجد شر» عام 2020 إن السلطات الإيرانية ضغطت عليه من أجل سحب فيلمه من مهرجان كان.

الأربعاء، أصدرت محكمة إيرانية بحقه حكماً بالسجن ثماني سنوات، خمس منها قابلة للتنفيذ بتهمة «التواطؤ ضد الأمن القومي»، حسبما قال محاميه بابك باك نيا الأسبوع الماضي.

وقال باك نيا لوکالة الصحافة الفرنسية، الاثنين: «يمكنني أن أؤكد أن محمد رسولوف غادر إيران وسيحضر مهرجان كان».

غير أن الموزعين الفرنسيين لفيلم المخرج الإيراني تحلّوا بحذر أكبر بالحديث عن إمكانية مشاركته في المهرجان السينمائي، قائلين في بيان إن رسولوف «موجود حالياً في مكان غير معلوم في أوروبا، ما يزيد من احتمال حضوره العرض العالمي الأول لأحدث فيلم له».

وأضاف رئيس شركة «فيلمز بوتيك» جان - كريستوف سيمون في البيان: «نحن سعداء جداً ومرتاحون جداً لوصول محمد بأمان إلى أوروبا بعد رحلة محفوفة بالمخاطر»، متابعاً: «نأمل في أن يتمكّن من حضور العرض الأول في مهرجان كان».

وقال موزعو الفيلم الجديد إن هوية الممثلين وطاقم العمل وكذلك تفاصيل السيناريو ما زالت طيّ الكتمان «بسبب مخاوف بشأن أعمال انتقامية قد يقوم بها النظام الإيراني».

وقال رسولوف في البيان نفسه إن عدداً من الممثلين تمكّنوا من مغادرة إيران في حين لا يزال آخرون في البلد يخضعون لاستجوابات طويلة تهدف من خلالها أجهزة الاستخبارات إلى الضغط عليه ليسحب فيلمه من مهرجان كان.

واعتُقل رسولوف في يوليو (تموز) 2022 بتهمة التشجيع على احتجاجات اندلعت بعد انهيار مبنى سكني في مايو (أيار) من العام نفسه في عبادان جنوب غربي إيران، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً.

وأصدر رسولوف مع زميله المخرج البارز جعفر بناهي العديد من البيانات في السنوات الأخيرة التي تحتج على معاملة السلطات مع السجناء، خصوصاً قمع الاحتجاجات. واعتقلت السلطات بناهي في يوليو 2022 بعدما احتج على اعتقال رسولوف.

وأُطلق سراح رسولوف سراحه في أواخر عام 2023 بعدما هدأت الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بدأت في سبتمبر (أيلول) 2022 على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني.

وفاز رسولوف بجائزة «الدب الذهبي» في مهرجان «برلين السينمائي» عام 2020 عن فيلمه المناهض لعقوبة الإعدام «لا وجود للشيطان»، لكنه لم يستطع التوجه إلى ألمانيا بعدما صادرت طهران جواز سفره إثر فيلمه الروائي الطويل السابق عام 2017 بعنوان «رجل نزيه» الذي عُرض في مهرجان كان وحصل على جائزة في فئة «نظرة ما».